بوابة الوفد:
2025-05-10@15:00:17 GMT

2023 العام «المر»

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

المتتبع لأحوال العباد يرى عجبا وهموما وغالبا بسبب موجة غلاء عاتية قصمت الظهور من شدة أعباء الحياة، وحولت حياة الجميع إلى لهث مستمر بهدف تسديد أبسط المتطلبات، بل العيش على حد الكفاف.

طال الغلاء كل شيء وكان العام الحالى 2023 الأسوأ على جموع الشعب بكل فئاته، نعم الغلاء موجة عالمية وهناك العديد من الدول تأثرت، ولكن فى مصر الأمر مختلف لأسباب متعددة.

الحكاية ببساطة هى المعركة بين التجار والحكومة فى السيطرة على الأسواق، والتى حسمت فى أغلب الأوقات لتجار الأزمات الذين تاجروا فى كل شيء، الأدوية والأطعمة والملابس والمواد الغذائية والعقارات، وصنعوا البورصات السوداء الخاصة بهم، والأسواق الموازية فيما يتعلق بالدولار وغيره.. طالوا كل شيء فى حياتنا حتى تحكموا فى مزاج المصريين عبر التحكم المبالغ فى التبغ ومشتقاته.

نعم هذه هى الحقيقة، التجار هزموا الحكومة ودفع الشعب الثمن غاليا بعدما أصبحت معظم متطلباته الحياتية ليست فى متناول يده، وأصبحت السلعة الواحدة تباع فى المحل الواحد بأكثر من سعر على مدار اليوم، بل فى الشارع الواحد بأسعار متفاوتة وفقا للعرض والطلب فى غياب الأجهزة الرقابية المعنية عن القيام بدورها المنوط.

وشاهدنا جميعا قفزات ما أنزل الله بها من سلطان فى أسعار السيارات والمواد الاستراتيجية الأساسية التى لا يستغنى عنها أى منزل حتى وإن كان يحيا أهله على الكفاف.

رواتب الموظفين التى تركب ظهر السلحفاة لم تسعفها الزيادات المتقطعة لتلحق بارتفاعات الأسعار التى تركب صاروخ الغلاء الذى لا يرى ولا يرحم ولا تعنيه البطون الخاوية ولا الجيوب الفارغة ولا الأجساد المريضة، ولا مصروفات التعليم والعلاج وغيرها.. فقط هو معنى بتكديس ثروات لتجار الأزمات فوق رقاب المصريين.

تبقى زلازل الأسواق المتوالية سرًا سوف ينقضى العام المر للأزمات بعد أيام دون الإجابة عنه، مما يجعلنا ونحن على أعتاب عام جديد وقد تخلى كل منا عما يملك تقريبا فى محاولة للنجاة على سطح سفينة البلاد التى كاد أن يغرقها هؤلاء المتاجرون بقوت الشعب، فى محاولة للوصول إلى بر الأمان بسلام.

الحكومة تستطيع.. نعم، والدليل أنها عندما أرادت أن توقف تلك المهازل تدخلت وقررت تحديد أسعار 7 سلع استراتيجية بصورة جبرية وحددت اليوم والساعة لبدء التنفيذ، وقد كان لها ما أرادت وبمنتهى الدقة، وإذا كان الأمر كذلك ويد الدولة مازالت فوق رقاب الجميع فلماذا بدأ الانفلات يعود من جديد للأسواق وطال السلع الاستراتيجية من جديد؟

والأهم لماذا لم تحكم الدولة قبضتها على الأسواق وجميع المنتجات عن طريق فرض التسعيرة المناسبة؟ وأين جهاز حماية المستهلك من كل ما يحدث؟ وما هو دوره؟

والأهم حماية الأسواق والعباد من جشع التجار.. مسؤولية من؟ وما هى حدود تلك المسؤولية؟

باختصار.. يجب أن تبقى للحكومة هيبتها وقوتها فى الإشراف والرقابة والمتابعة، فالمصريون جميعا فى رقاب الحكومة، وتلك مسؤولية لا يجب التخلى عنها.

المستهلك بات يمثل الحركة الأضعف فى ظل اقتصاديات العولمة المتشابكة التى خلقت اقتصادًا عالميًا موحدًا خاضع للتنافس الحر، فى ظل سوق دولية مفتوحة، الأمر الذى تسبب فى تضاؤل دور الدول وأثر كثيرا فى الصناعات الوطنية التى خار قوى معظمها أمام المنافسة الشرسة فأثرت بصورة مباشرة على المستهلك الذى أصبحت حمايته أكثر إلحاحا من أى وقت مضى.

تبقى كلمة.. لا يجب أن نغفل أن هناك مسؤولية تقع على عاتق المستهلك فى حماية نفسه وأسرته وممارسته لدور فاعل فيما يتعلق باستخدام القرارات الرشيدة عند الشراء والاستهلاك.

المقاطعة الشعبية ربما كانت السلاح الأقوى والأكثر تأثيرًا لكل ما على ثمنه وارتفع بصورة مبالغ فيها، وسلاح المقاطعة أوالاستغناء أكثر الأسلحة جدوى فى مثل هذه الظروف، ولنا فى السلع التى تم التخلى عنها للتصدى للشركات التى تدعم الاحتلال الإسرائيلى فى حربه على غزة المثل، حيث أجبرت تلك الشركات على النزول بأسعارها للنصف ومازالت المقاطعة مستمرة وخسائر الشركات متوالية.

على أعتاب العام الجديد نأمل فى المزيد من التشريعات لضبط الأسواق، والتصدى لحيتان الأزمات وفرض شبكة حماية قانونية تكون حائط صد منيعا لحماية أصحاب البطون الخاوية من سماسرة الأزمات.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار أعباء الحياة

إقرأ أيضاً:

عاجل.. حماية المستهلك: نتابع عن كثب ملابسات حادث التصادم بمعرض سيارات القطامية

جهاز حماية المستهلك يستدعي شركة الليثي للاستيراد والتصدير بشأن حادث معرض السيارات بالقطامية


 

في إطار متابعة جهاز حماية المستهلك لما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبناءًا على ما تم رصده خلال الساعات الماضية بشأن حادث اصطدام إحدى شاحنات النقل بعدد من السيارات الجديدة بمعرض شركة الليثي للاستيراد والتصدير بميدان محمد زكي – القطامية، قام الجهاز بمخاطبة واستدعاء الشركة لتقديم إفادة رسمية حول الواقعة، وبيان موقف السيارات المتضررة، مع تزويد الجهاز بكافة البيانات المتعلقة بها.

 

وقد أوضحت الشركة في ردها أنها لن تقوم بإعادة طرح هذه السيارات المتضررة في السوق المصري بأي شكل من الأشكال باعتبارها سيارات جديدة. 

وأفادت بأن عدد السيارات المتأثرة بالحادث يبلغ 11 سيارة من مختلف الماركات (نيسان، MG، بايك، هيونداي، شيري، كيا، سيات)، مع تزويد الجهاز بأرقام الشاسيه الخاصة بكل سيارة، وهي على النحو التالي:

 

نيسان صني – أسود – موديل 2026 – شاسيه رقم: 180428نيسان قشقاي – فيراني – موديل 2025 – شاسيه رقم: 146032نيسان إكس تريل – أسود – موديل 2025 – شاسيه رقم: 10776نيسان إكس تريل – أسمنتي – موديل 2025 – شاسيه رقم: 3420MG RX5 – أسود – موديل 2025 – شاسيه رقم: 22142بايك X7 – أسود – موديل 2025 – شاسيه رقم: 183355بايك X55 – أحمر – موديل 2025 – شاسيه رقم: 169048هيونداي توسان – فضي – موديل 2025 – شاسيه رقم: 559225شيري تيجو 7 – كحلي – موديل 2025 – شاسيه رقم: 210757كيا إكسيد – أزرق – موديل 2025 – شاسيه رقم: 209167سيات أتيكا – أسود – موديل 2025 – شاسيه رقم: 6510630


 


 

وفي هذا السياق، شدد الدكتور إبراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، على أن الجهاز يتابع بشكل دقيق ومستمر كافة ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الجهاز لن يسمح بطرح هذه السيارات مجددًا في السوق المصري باعتبارها سيارات جديدة، وأنه سيتم موافاة الجهاز من قبل الشركة بجميع الإجراءات التي ستُتخذ في هذا الشأن.


 

كما أكد السجيني أن جهاز حماية المستهلك لن يتوانى عن اتخاذ أي إجراءات استباقية تضمن أمن وسلامة المستهلك، مشددًا على استمرار المتابعة الحثيثة والتفاعل السريع مع أي وقائع تمس حقوق وسلامة المواطنين.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. حماية المستهلك: نتابع عن كثب ملابسات حادث التصادم بمعرض سيارات القطامية
  • حماية المستهلك يصدر بيانًا بشأن حادث تصادم تريلا بمعرض سيارات بالقطامية
  • بشأن حادث تصادم القطامية.. حماية المستهلك يستدعي شركة الليثي للاستيراد والتصدير
  • رئيس حماية المستهلك: رئيس الوزراء يتابع بدقة ملف ضبط الأسواق وأسعار السلع
  • رئيس حماية المستهلك من كفر الشيخ: رصدنا انخفاضات سعرية بالسلع الغذائية
  • حماية المستهلك بدرعا تنظم 14 ضبطاً تموينياً خلال الأسبوع الحالي
  • حماية المستهلك ومحافظ كفر الشيخ يبحثان ضبط الأسواق وأسعار السلع
  • كفرالشيخ تستضيف رئيس جهاز حماية المستهلك لبحث سبل مواجهة الغش التجاري والاحتكار
  • رئيس جهاز حماية المستهلك ومحافظ كفر الشيخ يبحثان آليات ضبط الأسواق وتوافر السلع الاستراتيجية بأسعار مخفضة
  • «التجارة»: نقل فيصل الأنصاري إلى «الرقابة والتفتيش» وفهد الهاجري إلى «حماية المستهلك»