قصيدة تقود شاعرين روسيين إلى السجن
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
حكمت محكمة في موسكو الخميس على شاعرَين روسيَين شاركا في جلسة قراءة عامة مناهضة للحرب على أوكرانيا، بالسجن لمدد تصل إلى سبع سنوات، في مثال جديد على القمع الذي تشهده البلاد، كما ذكرت وكالة فرانس برس.
وعند إعلان الحكم، هتف أنصار أرتيوم كاماردين (33 عاما) وإيغور شتوفبا (23 عاماً) "عار"! وفق ما أفادت صحافية في الوكالة كانت حاضرة في الجلسة، فيما قال يوري والد أرتيوم كاماردين "إنه تعسف مطلق"!
وأوقفت الشرطة العديد من الأشخاص أمام المحكمة بعد انتهاء الجلسة بحسب منظمة "أفد-إنفو" المتخصصة غير الحكومية.
وقالت إيلينا والدة كاماردين بلهجة ساخرة "الجميع متساوون أمام القانون، لكن البعض يتمتعون بهذا الحق أكثر من غيرهم".
وأوقف أرتيوم كاماردين وإيغور شتوفبا في سبتمبر 2022 بعد مشاركتهما في جلسة قراءة عامة في ساحة تريومفالنايا في موسكو قرب النصب التذكاري للشاعر فلاديمير ماياكوفسكي، نقطة التقاء المعارضين منذ العهد السوفياتي.
وخلال تلك الجلسة، ألقى أرتيوم كاماردين قصيدة "اقتلني يا مسلح"! المعادية للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وفي اليوم التالي، أوقف أثناء عملية تفتيش لمنزله، وقال إنه تعرض خلالها للضرب والاغتصاب بثقالة رياضية على أيدي شرطيين.
وكان الشاعران يحاكمان في البداية بتهمة "التحريض على الكراهية"، ثم اتُهما "بالدعوة العلنية إلى ارتكاب نشاطات ضد أمن الدولة".
"كسر جدار الصمت"قبيل النطق بالحكم الخميس، قرأ كاماردين بعض الأبيات من القصيدة التي يعتبر أنها "تكسر جدار الصمت" وتساعد على "إظهار المشاعر الحقيقية"، قائلاً "الشعر هو الانتصار على الزمن وجلجلة السجين، والمحتجز".
وقال أرتيوم كاماردين للمحكمة في خطابه الأخير الذي نشره أنصاره على تلغرام "لست بطلاً، والذهاب إلى السجن بسبب معتقداتي لم يكن أبدا جزءاً من خططي".
وناشد القاضي السماح له "بالعودة إلى المنزل" متعهّداً في المقابل الابتعاد عن أي "موضوع حساس"، وصرّح "معتقداتي لن تتغير، لكن يمكنني أن أضمن لك أنني لن أعبر عنها علناً بعد الآن".
وسلط تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، حول كيفية تحول المساجين المدانين بالقتل في روسيا إلى محاربين لصالح الكرملين في أوكرانيا. "ضرب من الجنون"
اعتبرت زوجة كاماردين، ألكسندرا بوبوفا، خلال تصريح لوكالة فرانس برس أن الحكم "قاس جداً" مضيفة "سبع سنوات بسبب الشعر، بسبب جريمة غير عنيفة".
وتابعت "أردنا أن نصدّق في أعماقنا أن الأمور ستكون أكثر سلاسة وسهولة، كان ضرباً من الجنون أن نأمل، لو كانت لدينا محاكم عادية، لما وجد هذا الوضع"، واقتادتها الشرطة بعدما تحدثت إلى الصحافة.
وفي مايو، حكم على شاعر ثالث هو نيكولاي داينيكو الذي أوقف في الوقت نفسه في السجن أربع سنوات، وفقا لمنظمة "أفد-إنفو".
وفي نوفمبر، حكم على الفنانة ألكسندرا سكوتشيلنكو التي أوقفت في روسيا في أبريل 2022، بالسجن سبع سنوات لاستبدالها ملصقات أسعار في سوبرماركت برسائل تندد بالحرب على أوكرانيا.
وتقمع روسيا منذ سنوات الأصوات المنتقدة، لكن حملة القمع اتخذت أبعاداً كبيرة مع شن الهجوم ضد أوكرانيا، وبحسب منظمة "أفد-إنفو" أوقف حوالي 20 ألف شخص في روسيا لمعارضتهم الحرب التي بدأت في فبراير 2022، ومن جهتها، تفيد منظمة "ميموريال" غير الحكومية بأن هناك 633 سجيناً سياسياً خلف القضبان.
وقد سجن جميع المعارضين الرئيسيين تقريباً أو أُجبروا على الرحيل إلى المنفى، كما حوكم آلاف المواطنين الروس أو غرّموا أو سجنوا بسبب تعبيرهم عن اختلافهم مع الكرملين.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
باريس: السجن مع وقف التنفيذ بحق”اللصوص العواجيز” في قضية السطو على بيت كيم كارداشيان
اقتحمت عصابة اللصوص شقة كارداشيان الفاخرة في باريس في عام 2016 وسرقت منها مجوهرات بملايين الدولارات لم يتم العثور عنها حتى الآن.
أدانت محكمة فرنسية زعيم العصابة وسبعة أعضاء آخرين تورطوا في عملية السطو المسلح على كيم كارداشيان ولكن لم تصدر بحقهم حكمًا بالسجن.
وقال رئيس المحكمة، القاضي ديفيد دي باس، إن أعمار المتهمين ومشاكلهم الصحية أثرت على قرار المحكمة بفرض عقوبات أخف. وأضاف أن السنوات التسع التي تفصل بين السرقة والمحاكمة أُخذت في الاعتبار أيضًا.
العقوبة الأشد كانت بحق زعيم العصابة عمر آيت خداش البالغ من العمر 69 عامًا، حيث حُكم عليه بثماني سنوات سجنًا خمسةٌ منها كانت مع وقف التنفيذ.
كما حكم القاضي على ثلاثة آخرين بالسجن سبع سنوات، خمسةٌ منها مع وقف التنفيذ. فيما حصل ثلاثة آخرون على أحكام بالسجن تتراوح ما بين خمس إلى ثلاث سنوات، معظمها أو كلها مع وقف التنفيذ، وأدين شخص ثامن بتهمة حيازة الأسلحة وفرضت عليه غرامةٌ مالية.
ومع ذلك، ومع قضاء مدة الحبس الاحتياطي بالفعل، فلن يضطر أي من المتهمين إلى قضاء عقوبة أخرى بالسجن.
هذا وقد برّأت المحكمة اثنين من المتهمين العشرة.
وتعود الجريمة إلى ما يقرب من عقد من الزمن، حين قامت مجموعة أٌطلق عليها اسم”اللصوص العواجيز”، بسبب سنهم وتاريخهم الإجرامي الطويل، بتقييد نجمة تلفزيون الواقع تحت تهديد السلاح وسرقة مجوهراتها التي تساوي ملايين الدولارات.
وكانت كارداشيان قد سافرت إلى باريس في وقت سابق من هذا الشهر للإدلاء بشهادتها بشأن ما جرى.
وفي تفاصيل الجريمة، أفيد بأن النجمة كانت وحيدة في مسكنها الفاخر خلال أسبوع الموضة في باريس عام 2016، وقالت إنها اعتقدت لوهلة أنها ستتعرض للاغتصاب والقتل ولن ترى أطفالها مرة أخرى.
وطلبت خداش يوم الجمعة “ألف عفو”، وأبلغت ذلك عبر مذكرة مكتوبة في المحكمة. كما استخدم متهمون آخرون كلماتهم الأخيرة للتعبير عن ندمهم.
وقال فرانك بيرتون محامي كارداشيان لوكالة أسوشيتد برس إن كارداشيان سامحت زعيمة العصابة.
وقالت: “أنا أقدر الرسالة، أنا أسامحك”. “لكن هذا لا يغير مشاعري والصدمة وحقيقة أن حياتي تغيرت إلى الأبد.”
لم تكن كارداشيان حاضرة للحكم، لكن محاميها قال إنها قبلت حكم المحكمة.
وكتبت النجمة الشهيرة في بيان بعد ذلك أنها “ممتنة للغاية للسلطات الفرنسية لتحقيق العدالة في هذه القضية”.
كانت هذه الجريمة أكثر تجربة مرعبة في حياتي، وتركت أثرًا دائمًا عليّ وعلى عائلتي. وفي حين أنني لن أنسى أبدًا ما حدث، إلا أنني أؤمن بقوة النمو والمساءلة وأدعو الله أن يشفي الجميع”.
يورو نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب