بوابة الوفد:
2025-05-15@15:55:34 GMT

دخان من غير نار

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

فى حالات ليست بالقليلة يتبوأ شخص ما مكانًا أكبر من قدرته على إدارته، وأول الأشياء التى يلجأ إليها لإخفاء ضعفه هو حجب المعلومات والأخبار عن خارج المكان، وتلك هى الأخطاء والخطايا الضخمة التى تؤثر على المكان الذى وقع من نصيب هذا الشخص. والأمثلة كثيرة جدًا لا يتسع المكان لسرد أى منها. وقد تظن – ومعك حق – أن هذا الرجل لديه أسرار وأعمال تُخالف القانون واللائحة التى تحكم هذا المكان لذلك يُحاول إخفاء كل ما يدور فيه، الأمر الذى أصبحت معه الشائعات فيه أكثر انتشارًا من الأخبار الحقيقية.

هذا يُبين الجانب المُظلم فى إدارة كثير من الأماكن التى تعجز الكلمات عن وصف هذه الشخصية التى انتشر حولها الكثير من الكوارث والمصائب والفضائح والشكاوى. ومازال قابعًا على أنفاس من يتعاملون مع ذلك المكان ولا يعرف من خواص المدير الناجح أى شئ، حيث يجب أن يكون لديه إدارة ينصب دورها فى نشر الأخبار والمعلومات والقرارات الصادرة. ولكنى لا أخفى عليكم ما أعلمه عن إحدى تلك الجهات التى استعانت ببعض مُعدى الأخبار وتدفع لهم بسخاء، الأمر الذى أثر سلبيًا على عمل تلك الجهة، وترك أمر تسريب المعلومات والمراسلات والأخبار للموظفين من داخل المكان. وهناك من يصدقها نظرًا لغياب متحدث رسمى واحد يتولى إعلان القرارات ويؤكد وينفى ما يُنشر عن المكان والأشخاص المشاركين فى إدارته الذين أصبحوا محل ضوضاء.

لم نقصد أحدًا!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حجب المعلومات

إقرأ أيضاً:

بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه

*المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات*
*استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية،*

*ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد ان تم تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و نهب المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء*
*ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث ليس من فعل البشر ،*

فى زيارتى الاخيرة للسودان ، و كانت حصرآ للخرطوم و الشمالية ، لست ادرى اكان شوقآ يستعجل زيارتى لبيتنا القديم او ما تبقى منه ، او ربما استعجالا و يقينا للوقوف على حجم الكارثة ،بعد ان وصلتنى لقطات مصورة للبيت ،

فى الطريق من ام درمان الى الخرطوم مررنا بشارع الوادى و الشهداء و الموردة ، كان الدمار هائلآ ، معظم البيوت و المحلات التجارية مفتوحة على مصراعيها ، خاوية على عروشها ، فى العودة شاهدنا وسط الخرطوم و شارع الجمهورية و الجامعة و شارع القصر ، لم يتركوا شيئ ،
فى الشارع المؤدى الى البيت عربات محروقة و اخرى تعرضت للتفكيك ، ثلاجات ، قطع اثاث ، الاشجار استطالت و تشعشبت ،

ناصية البيت دارت معارك شرسة لقربه من بيوت حميدتى و يقع فى شارع يؤدى الى المدرعات ، فوارغ الذخيرة من كل حجم و نوع تغطى الارض ، الجدار الخارجى نال حظه من الرصاص ،

البيت تعرض للسرقة و النهب و تدمير شبكة الكهرباء ، و اجهزة التكيف ، تم حفر ارضية المنزل لاستخراج كيبل الكهرباء الواصل من العمود بالشارع ، وحفرت الجدران لاخذ اسلاك التوصيلات الداخلية ، و كان من السهل سحبها دون الحاجة الى تدمير الجدار ، و لم يترك مفتاح او بلك او لمبة ، كان محزنآ تدمير الصور و اللوحات على الجدران ، بما فى ذلك صور الاسرة ، تم تمزيق و( تشتيت ) البومات الصور فى الحوش و على الارضيات ، الشهادات الجامعية و شهادات الابناء و الرقم الوطنى و شهادات الميلاد لا اثر لها ، و ربما تكون اسفل اكوام من الاوراق و المستندات تم العبث بها ، ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد محاولات تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء ..،
ما اثار النفس تحطيم اناتيك و مجسمات نادرة ، مجسم الكعبة المشرفة ، تاج محل ، قرن وحيد القرن ، ( خنجر يمنى اصلى ) ، ساعة ( الجيب ) المفضضة ورثة من الوالد عليه الرحمة ، و ساعة جوفيال و قلم باركر و مقتنيات موروثة ، شهادات تقديرية و وشاحات ، فقدان 12 فلاش تحتوى على ذاكرتى السياسية و الصحفية منذ اربعين عامآ ، تقديراتى ان البيت تعرض للسرقة و النهب فى ثلاثة موجات ، الاولى الاستيلاء على الوثائق و المستندات و الشاشات و ما خف وزنه و غلى ثمنه ، الثانية كانت للعربات ، و الثالثة القضاء تمامآ على الموجودات و تكسير اى حاجة تحتوى على النحاس و اخذه، و ما لم يسرق تم تحطيمه

المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات ، غرفة المكتب الرئيسية تعرض سقفها لقذيفة ومن الواضح ان المكتب تم حرقه بمواد حارقة ( الترابيز و الكراسى – سايحة – ) ، و تم استخدام مركزالطاقة الشمسية المجاور مقرآ للمجموعة رقم 27-28 من المليشيا ،بعد نهبه و سرقته تمامآ و تحويله الى مركز قيادى و مخزن للمسروقات فى الكونتينرات ، استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية ، هم يعرفونه جيدا،

مقر الهيئة الشعبية للشمال فى الخرطوم (3) وجدناه مسيج بشريط احمر ، ربما هناك جثث او مخلفات القصف تحت الركام ، اتخذته المليشيا ارتكازآ و مقرآ للسيطرة ، فهو يقع فى منطقة حاكمة من الطريق المؤدى للقسم الشمالى و السجانة او الى الخرطوم (2) و متفرعات نادى الاسرة ،الاخ الصادق من ساكنى جوار المقر وهو من اللذين قاوموا التهجير و ظل مع نفر قليل حتى التحرير ، قال شهدت قصف المقر بواسطة مسيرة و تدمير الارتكاز و قتل (13) من المليشيا تم دفنهم فيما بعد ،

بدأت تباشير العودة الى مربع (9) جبرة و المربعات المجاورة، تم اقامة ( تكية ) ، و يرابط شباب المنطقة فى حراسة ما تبقى من ممتلكات المواطنين ، محاولات جادة لاستعادة ضخ المياه بواسطة الطاقة الشمسية ، الحياة بدأت تدب فى السوق المركزى و سوق الشجرة ، مواصلات من ام درمان و بحرى للخرطوم و حتى الكلاكلات ،

ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث من فعل الشياطين ، لا يمكن لبشر سوى ان يفعل مثله ، اعادة الحياة رهينة بعودة الجميع خاصة الشباب ، و المشاركة فى آزالة اثار العدوان ، ما جرى لا يمكن وصفه بالسرقة او النهب هو يتعدى ذلك ، و ليس تدميرآ ، هو ابعد من ذلك ، و ليس حقدآ او غلآ ، هو اكثر من ذلك ،

محمد وداعة

14 مايو 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اعترافات عصابة سرقة شركات المعادى: نراقب المكان وننتظر انصراف الموظفين
  • وسط دخان الحرب… جهود مكثفة لإنقاذ الأرواح والممتلكات
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • عاجل- ترامب: "لولا جهودنا لما كانوا الرهائن على قيد الحياة"
  • الحكومة تدعو كل من لديه أموال تعود لجماعة الإخوان المسلمين المنحلة إلى مراجعتها
  • ما الذي يريده ترامب في الشرق الأوسط؟.. لديه طموحات كبيرة
  • عاجل || سقوط صاروخ مجهول المصدر في منطقة صحراوية بمحافظة معان
  • ترامب: قررت رفع العقوبات عن سوريا
  • حبيسة الأحلام  
  • مياه سوهاج تشارك في المنتدى الثاني للمخاطر السيبرانية