حاملة المروحيات الفرنسية ديكسمود تعالج جرحى أصيبوا في قطاع غزة
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
مصر "أ ف ب": يتلقّى نحو مئة جريح من قطاع غزة العلاج من إصابات جراء قصف إسرائيلي على متن حاملة المروحيات الفرنسية "ديكسمود" الراسية في مرفأ العريش المصري، .
ووصلت الحاملة الى المكان قبل شهر لمعالجة جرحى فلسطينيين أصيبوا في الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر.
وحُوّلت حاملة المروحيات الرمادية اللون والضخمة إلى مستشفى، وهي مجهّزة بقسمين للجراحة وقسم لمعالجة الحروق الخطرة وأجهزة سكانر ومختبرات تحاليل.
بترت رجل ماهر اليسرى فيما تعرضت قصلة الساق لكسر خلال قصف طال منزله في رفح عند الحدود مع مصر، على ما تروي والدته شيماء الحجازي في قسم الاستشفاء الخفيف على متن السفينة الحربية حيث يرقد جرحى تحت خيام.
ويؤكد ماهر النحيل البنية أنه يشعر "بتحسن كبير" منذ بدأ علاجه على متن ديكسمود. لكنه يقول "شعرت بخوف كبير لدى وصولي الى السفينة لرؤية بزات عسكرية"، ظنا أنه "عند الإسرائيليين".
على مسافة قريبة منه، يلعب أطفال آخرون يجلسون في كراس متحركة، بالكرة، مع معالجين ارتدوا سترات بيضاء أمام مجموعة من الأمهات والنساء المصابات. تنهار جريحة خطت ندبات كثيرة وجهها، باكية مستذكرة عملية قصف في منتصف نوفمبر قضى فيها 17 فردا من عائلتها في وسط غزة.
ترسو السفينة الفرنسية منذ 27 نوفمبر في ميناء العريش المصري على بعد حوالى خمسين كيلومترا من معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وكانت أول سفينة غربية ترسل لمعالجة سكان غزة، على ما أكدت وزارة الجيوش الفرنسية. وقد انضمت إليها منذ ذلك الحين سفينة إيطالية.
وقال وزير الجيوش الفرنسي سيبستيان لوكورنو الذي زار السفينة بمناسبة رأس السنة "نجري مباحثات مع عدد من الدول في أوروبا لا سيما مع شركائنا البريطانيين والألمان أو دول أخرى لنرى كيف يمكننا الاستمرار في هذه المهمة".
وسبق لغالبية الجرحى أن تلقوا العناية في قطاع غزة حيث لحقت أضرار جسيمة بالقطاع الاستشفائي جراء الحرب الحالية.
ويقول أحد أطباء الأطفال إن الأطفال يصلون إلى ديكسمود وهم "محبطون جدا"، لكن "مع مرّ الأيام نرى أن البسمة تعود إلى محياهم ويستعيدون حياة طبيعية ويبدأون تناول الطعام".
ويضيف "نحن نخرج من منطقة الأمان التي نعهدها، أمام إصابات حرب وحروق خطرة وأطفال مبتوري الأطراف وكسور معقدة مع أجهزة تثبيت خارجية".
ويوضح الطبيب "نجحنا في توفير بيئة هدوء وراحة لهؤلاء الجرحى على متن السفينة خلال الفترة التي يبقون فيها معنا قبل أن ينتقلوا إلى مستشفى مصري أو بلد عربي يتكفّل بحالتهم".
واندلعت الحرب بعدما شنّت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصًا معظمهم مدنيّون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى بيانات رسميّة. وردًّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على الحركة الفلسطينيّة، وهي تقصف بلا هوادة قطاع غزّة حيث لا يزال هناك 129 شخصًا رهائن من بين حوالى 250 شخصًا اختُطِفوا خلال الهجوم من داخل إسرائيل.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة والذي يترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليّات برّية، عن مقتل 21822 شخصًا على الأقلّ، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: على متن
إقرأ أيضاً:
برلمانيون إسلاميون: اختطاف السفينة مادلين جريمة صهيونية جديدة
أدان تجمع يضم مئات من البرلمانيين الإسلاميين حول العالم؛ اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على السفينة "مادلين" في المياه الدولية بينما كانت في طريقها لكسر الحصار على غزة.
ووصف "المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين" الذي يضم أكثر من 800 برلماني إسلامي؛ "اختطاف" السفينة مادلين بأنه "جريمة صهيونية جديدة بحق الإنسانية".
وعبر المنتدى في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه "عن صدمته البالغة واستنكاره الشديد للجريمة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني، والمتمثلة في اعتراض السفينة الإنسانية "مادلين" واختطاف المتطوعين الدوليين الذين كانوا على متنها، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي اعتداء جبان على العمل الإنساني ومبادئ القانون الدولي البحري".
وأضاف البيان: "أبحرت سفينة مادلين لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، حاملة رسالة الأخوة والتضامن والمساعدة، فواجهها الاحتلال بالإرهاب والخطف، ليؤكد مرة أخرى طبيعته العدوانية المعادية للإنسان والحرية والقيم الإنسانية".
وقال المنتدى: "ندين بشدة هذا العمل الإجرامي والقرصنة البحرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال"، وطالب "بالإفراج الفوري عن جميع المتطوعين المختطفين، ونعتبر استمرار احتجازهم عملا عدوانيا يجب أن يُواجَه بموقف دولي حازم".
وأكد البيان أن "الحصار المفروض على قطاع غزة هو جريمة إنسانية مستمرة، ويجب أن يكون كسره هدفا مشتركا لكل برلمان حر وكل ضمير حي في هذا العالم"، مشددا على أن "أحرار سفينة "مادلين" لم يُسكتهم الصمت العالمي على الجريمة، ولم تُثنهم التهديدات عن أداء واجبهم الإنساني".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعترضت فجر الاثنين السفينة مادلين التي كانت تحمل مساعدات رمزية؛ في المياه الدولية وسحبتها إلى ميناء أسدود، حيث تم اعتقال النشطاء الذين كانوا على متنها، قبل أن يتم إطلاق أربعة منهمم وترحيلهم إلى الخارج، فيما أحيل الباقون للمحاكمة.
وكان طاقم السفينة يضم 12 ناشطا وناشطة، يحمل نصفهم الجنسية الفرنسية، على رأسهم عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشط السياسي باسكال موريراس، والناشط البيئي ريفا فيارد، والصحفي في قناة الجزيرة مباشر عمر فياض، والطبيب والناشط بابتيست أندريه، والصحفي يانيس محمدي، والناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، والناشطة الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، والناشط البرازيلي تياغو أفيلا، والناشط السياسي التركي شعيب أوردو، والناشط السياسي الإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رين.
من جهة أخرى، حيّا المنتدى المسيرة المغاربية التي انطلقت من دول المغرب العربي ووصلت إلى ليبيا، في طريقها إلى غزة برا، وقال "إن هذه القافلة تمثل صورة مشرقة من صور التضامن الشعبي والبرلماني في العالم الإسلامي، وتعبّر عن الإصرار الحي للأحرار في مواجهة الاحتلال وكسر الحصار رغم الأخطار والتحديات، وتؤكد أن العمل الإنساني لن يتوقف أمام بطش المعتدى"، حسب البيان.
ويضم "المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين" 812 برلمانيا حاليين وسابقين؛ "يمثلون الأحزاب التي تتبنى الفكرة الإسلامية داخل المجالس التشريعية". وقد شارك في تأسيسه 27 دولة من العالمين العربي والإسلامي قبل أكثر من عشرين سنة، وهو مسجل رسميا في بريطانيا. ويرأس المنتدى حاليا السياسي الجزائري عبد المجيد مناصرة.