خبراء يكشفون الخسائر المالية والمعنوية التي تعرض لها الاحتلال منذ الحرب على غزة
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
منذ بداية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، والاحتلال يضرب في القطاع بكل ما أوتي من قوة ومعدات، ولكنه في المقابل خسر الكثير من جنوده ومعداته، واخذ مساعدات من الولايات المتحدة وأسلحة لاستكمال الحرب.
تراجع النمو بشكل حاد
ففي بيان لوزارة المالية الإسرائيلية أشار إلى خسائر اقتصادية تقدر بنحو 4.
وكانت توقعات محافظ بنك إسرائيل أمير يارون تشير إلى خسائر محتملة بنسبة تصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يُقدر بنحو 52 مليار دولار.
فتلك التوقعات مبنية على فرضيات تتضمن استمرار الحرب حتى العام المقبل وتأثيرات أساسية محدودة على جبهة غزة فقط.
وكشفت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات المركزي الإسرائيلي عن نمو اقتصادي أقل من المتوقع في الربع الثالث من عام 2023، ومن المتوقع أن يتراجع النمو بشكل حاد في الربع الرابع نتيجة استمرار الحرب.
وبعد النمو بنسبة 6.5% في 2022، من المرجح أن يشهد الناتج المحلي لإسرائيل انخفاضًا بنحو 2% في 2023 بسبب الأثر السلبي للحرب، كما توقف النمو في 2024 قد يكون مرتبطًا بمدى استمرار وتوسع الحرب إلى جبهات أخرى.
كما أن الحرب تسببت في تدهور اقتصاد إسرائيل، من خلال تراجع قيمة الشيكل وانخفاضها بنسبة تتراوح بين 0.6% إلى 3% خلال المرحلة الأولى.
و لكن الدعم الأمريكي بقيمة 10 مليارات دولار يخفف الضغط الاقتصادي، مما يحسن الوضع ويعيد الاستقرار للشيكل ويخفف الضغوط عن الأسواق المالية في إسرائيل.
واستمرار الحرب قد يهدد استخراج وتصدير الغاز الإسرائيلي ويؤثر سلبًا على المجتمع والإنتاج داخل البلاد، وقد تتراجع الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي بنسبة تصل إلى 7٪ إذا استمرت الحرب.
وللتصدي لذلك، تم إطلاق عمليات تسريح لضباط الاحتياط للحفاظ على استقرار القطاعات المهنية.
تأثر الشركات العالمية للشحن
فالشركات العالمية للشحن تأثرت بتوقف الملاحة في البحر الأحمر المرتبط بإسرائيل، مما أدى إلى زيادة تكاليف التأمين على الشحنات الإسرائيلية، A.P. Moller-Maersk فرضت رسومًا إضافية على البضائع المستوردة من إسرائيل بسبب المخاطر الطارئة، نظرًا لتصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتي أدت إلى هجمات على السفن في البحر الأحمر.
كما تم إلغاء تصاريح العمل لآلاف العمال الفلسطينيين من قبل إسرائيل، مما أدى إلى تباطؤ قطاع البناء الذي يعاني الآن من نقص حاد في العمالة.
ويُسعى حاليًا لاستبدال ما يصل إلى 100 ألف عامل فلسطيني في قطاع البناء بعمال هنود، مع العلم بأن العمال الفلسطينيين يُشكلون نحو 25% من الموارد البشرية في هذا القطاع.
فالحرب في غزة كلفت إسرائيل خسائر مالية تقدر بنحو 23 مليار شيكل، أي ما يعادل 6 مليارات دولار في أكتوبر.
وهذا الرقم يُمثل ارتفاعًا في النسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.6%، بزيادة من 1.5% في سبتمبر.
الاحتلال يتكبد تكلفة إقتصادية عالية
وقال الدكتور إسلام الكتاتنى المحلل السياسي، أن هناك تكلفة إقتصادية عالية جدًا تتكبدها الاحتلال الإسرائيلي، نحو 240 مليار دولار يوميًا، وهذه ميزانية عالية جدًا، ناهيك عن النقص في المعدلات الغذائية، ولا شك أن هذا يؤثر على الجانب الإسرائيلي وبالتالي أمريكا.
وتابع الدكتور إسلام الكتاتنى، في تصريح خاص "للفجر": فالحرب مكلف جدًا، ورأينا أن أمريكا تتخطى الكونجرس حتى تمد الاحتلال بالسلاح والأموال.
وأكمل، يجب أن يكون هناك مخزون استراتيجي لأي دولة تدخل حرب على الأقل 6 شهور، ويعتقد أن مخزون الاحتلال اتقرب على النفاذ بالرغم من المساعدات التي تأخذها، وهناك تكلفة عالية جدًا على هذا الجانب وستؤثر بدرجة عالية على استمرارية الحرب.
واختتم الكتاتنى، لكن الهدف المعلن التي دائمًا ما تعلن عنه الاحتلال هو القضاء على حماس ولكن حتى هذه اللحظة لم يقضوا عليهم، لأنهم لا يريدون هذا فقط بل هدفهم هو التهجير والتدمير في الأساس، وقد قسمت غزة إلى قسمين.
ارتفاع أعداد قتلى الاحتلال
وبدأت الحملة البرية في قطاع غزة في 26 أكتوبر الماضي، حيث ارتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم إلى 109، بما في ذلك 38 قتيلًا منذ انتهاء الهدنة التي دامت لمدة 10 أيام.
وارتفع العدد الإجمالي للقتلى من الجنود والضباط إلى 434 منذ بداية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.
كما أشار دانيال هاغاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى استمرار القتال الشديد في مناطق عدة مثل الشجاعية وجباليا وخان يونس، حيث يواجه الجيش المقاومة الحازمة مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفه.
وأكد مستشفى سوروكا الإسرائيلي في بئر السبع استقبال 28 جنديًا إسرائيليًا في الـ 24 ساعة الأخيرة، حالتهم متفاوتة بين الخطيرة والمعتدلة جرّاء الاشتباكات في قطاع غزة، مع استمرار رعاية 44 جنديًا وضابطًا، تسع حالات منهم ما زالت خطيرة، وقدم المستشفى العلاج لـ 2034 جنديًا وضابطًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويحجم جيش الاحتلال الاسرائيلي عن الإفصاح عن خسائره المادية في الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية.
إلا أن كتائب عز الدين القسام أعلنت في منتصف ديسمبر أن مقاتليها دمروا 72 آلية عسكرية إسرائيلية وقتلوا 36 جنديا إسرائيليا في قطاع غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع غزة خسائر الاحتلال اقتصاديا أکتوبر الماضی الناتج المحلی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. احتجاجات عارمة ضد العدوان على غزة تتحول إلى أعمال عنف واعتقالات
اندلعت مساء أمس الأربعاء أعمال شغب عنيفة في مدينة تل أبيب خلال مظاهرات نظّمها مئات المحتجين بمناسبة مرور 600 يوم على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وسط تصعيد غير مسبوق في وتيرة الاحتجاجات المناهضة للحرب.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن المتظاهرين أغلقوا شوارع رئيسية وأحرقوا الإطارات، وتجمهروا أمام عدد من المؤسسات الحكومية، خصوصًا في شارع بوغراشوف، بينما عملت قوات الشرطة على تفريقهم بالقوة، ومصادرة مكبرات الصوت، وإغلاق طريق نمير بعد انسداده إثر موجة احتجاجات أخرى في المنطقة ذاتها.
في تطور لافت، اقتحم عدد من المتظاهرين مقر حزب الليكود المعروف بـ"قلعة زئيف" والذي يضم أيضًا مكتب رئيس الوزراء، حيث ربط المحتجون أنفسهم بسلالم المبنى الداخلية في محاولة لبدء احتجاج رمزي يمتد لـ600 دقيقة، تعبيرًا عن طول أمد الحرب، فيما نظّم آخرون مظاهرة موازية في الساحة الخارجية تخللتها محاولات لعرقلة دخول الموظفين والضيوف.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت عشرات المتظاهرين بتهم "الإخلال بالنظام العام، والتخريب، واقتحام مؤسسة حزبية"، مؤكدة إصابة أحد أفرادها خلال المواجهات. وأضافت في بيان: "نُجري الآن حملة اعتقالات واسعة ونستخدم القوة في ظل مقاومة المتظاهرين والعنف الموجّه ضد رجال الشرطة".
في الأثناء، وصلت عضو الكنيست نعمة لازمي إلى موقع الاحتجاج بهدف، بحسب قولها، "حماية المتظاهرين من عنف الشرطة"، في مشهد يعكس انقسامًا سياسيًا داخليًا بشأن أساليب التعامل مع المحتجين.
من جهته، أدان وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار ما وصفه بـ"الاقتحام العنيف"، قائلاً:
"اقتحام قلعة زئيف تجاوز خط أحمر. إنه عنف سياسي خطير يهدد أمن الدولة، ويعيد إلى الأذهان إمكانية تكرار مأساة سياسية كبرى".
وأضاف زوهار: "على جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة التدخل الفوري وضمان تقديم كل من يقف خلف هذا التحريض للعدالة".
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تشهد فيه إسرائيل حالة من الانقسام الداخلي المتزايد، على وقع استمرار الحرب وتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وسط انتقادات داخلية وخارجية متصاعدة لطول أمد العدوان على قطاع غزة وسقوط آلاف الضحايا المدنيين.