الخليج الجديد:
2025-06-06@18:46:47 GMT

حاملة الطائرات أيزنهاور في مرمى النيران

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

حاملة الطائرات أيزنهاور في مرمى النيران

حاملة الطائرات ايزنهاور في مرمى النيران

احتمالات استهداف القوات الامريكية وأسطولها بالبحر الاحمر وبحر العرب، تفوق 50 بالمائة؛ لينتقل الاستهداف من البر إلى البحر بباب المندب وبحر العرب.

تظهر أمريكا نزوعا نحو التورط في عمليات واسعة بالبحر الاحمر؛ بعد أن استهدفت المجموعة القتالية لحاملة الطائرات أيزنهاور زوارق الحوثيين في اليمن.

تحاول أمريكا رسم معادلة دقيقة بالمنطقة تسير على حبل مشدود، غير أنها لا زالت مندفعة نحو مخاطرة كبيرة يرجح أن تفضي لاستهداف حاملة الطائرات أيزنهاور.

هجمات متوقعة، فالصراع في المنطقة بات مزمناً، يغذيه اعتماد واشنطن على قوتها الصلبة لفرض إرادتها والدفاع عن نفوذها؛ بعد عزلة سياسية ودبلوماسية، وإحباط وعجز كبير عن تفعيل تحالفاتها.

* * *

افادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات (جيرالد فورد) ستغادر شرق البحر المتوسط في الايام المقبلة، لتعود إلى قاعدة نورفولك بولاية فرجينيا، بعد وصولها قبل أكثر من شهرين لردع التصعيد في المنطقة، ولم توضح الصحيفة إن كانت ستحل مكانها مجموعة قتالية أخرى أم لا.

التحرك الأمريكي شرق المتوسط تزامن مع تهديدات إسرائيلية متكررة بتوسيع عملياتها جنوب لبنان، في محاولة لدفع قوات حزب الله للتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني.

وكان آخر هذه التهديدات ما أطلقه ليبرمان رئيس حزب (إسرائيل بيتنا) المعارض؛ لينضم إلى القادة العسكريين وأعضاء حكومة الطوارئ في التهديد بإطلاق حملة عسكرية كبيرة ضد لبنان، الأمر الذي لا ترغب الولايات المتحدة بالتورط فيه، خصوصا إذا جاء بمبادرة من جيش الاحتلال الغارق في رمال غزة.

رغم ذلك؛ تظهر الولايات المتحدة نزوعا أكبر نحو التورط في عمليات واسعة في البحر الاحمر؛ بعد أن كشفت المجموعة القتالية لحاملة الطائرات داويت ايزنهاور استهدافها لزوارق تابعة لحكومة صنعاء التي يقودها الحوثيون في اليمن.

هجوم أمريكي جاء بعد اعتراضهم سفينة شحن تحمل بضائع للكيان الصهيوني، وتتبع لشركة ميرسك الدنمركية، ما أسفر عن سقوط 10 من المقاتلين التابعين لصنعاء، وفق ما أكده الناطق العسكري اليمني فيما بعد، محذرا من تصعيد قادم في البحر الاحمر.

الهجوم من ناحية أخرى جاء بالتزامن مع تسريبات عن نقل قوات أمريكية إلى قواعد ومعسكرات بالقرب من ميناء المخا اليمني، وتصريحات للادميرال براد كوبر قائد الاسطول الخامس الامريكي وقائد القوات البحرية للمنطقة المركزية في المنطقة قال فيها إن "الحوثيين لا يظهرون أي علامة على إنهاء الهجمات في البحر الاحمر" ملمحا إلى عملية واسعة تشارك فيها بريطانيا وعدد من الدول الاوروبية.

انسحاب حاملة الطائرات فورد من شرق المتوسط في ضوء التصعيد في البحر الاحمر حمال أوجه؛ فهو بمثابة إعلان عن رفض أمريكي للتصعيد الإسرائيلي جنوب لبنان ورفض التورط فيه، ومن ناحية اخرى يكشف رغبة امريكية في تركيز جهودها على البحر الأحمر لفصل المسارين عن بعضهما البعض، والحد من احتمالات توسع المواجهة واستهداف قطعها البحرية شرق المتوسط، وتوسيع الهجمات على قواعدها في سوريا والعراق.

معادلة دقيقة تحاول أمريكا رسمها في المنطقة؛ تبين أنها تسير على حبل مشدود، غير أنها لا زالت مندفعة نحو مخاطرة كبيرة يرجح أن تفضي لاستهداف حاملة الطائرات أيزنهاور، خصوصا أن الهجمات الدموية للاحتلال على المدنيين الفلسطينيين، وسياسة التجويع والحصار المدعومة أمريكيا لاستهداف الفلسطينيين في قطاع غزة؛ تقدم مشروعية لهجمات الحوثيين؛ لتعززها هجمات ايزنهاور على القوات الحوثية المعترضة للسفن المحملة بالبضائع إلى الكيان الصهيوني.

ختاماً.. احتمالات استهداف القوات الامريكية وقطعها البحرية في البحر الاحمر وبحر العرب، وعلى رأسها حاملة الطائرات ايزنهاور؛ باتت مرتفعة؛ تفوق الخمسين بالمائة؛ لتنتقل دائرة الاستهداف من البر في العراق وسوريا؛ إلى البحر في باب المندب وبحر العرب..

هجمات متوقعة خلال الاسابيع والاشهر المقبلة، فالصراع في المنطقة بات مزمناً، يغذيه اعتماد واشنطن على قوتها الصلبة لفرض إرادتها والدفاع عن نفوذها؛ بعد العزلة السياسية والدبلوماسية التي واجهتها، والإحباط والعجز الكبيرين عن تفعيل تحالفاتها ومشاريعها السياسية في المنطقة والعالم.

*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن الحوثي أمريكا كوبر البحر الأحمر بحر العرب حاملة الطائرات أيزنهاور الكيان الصهيوني حاملة الطائرات أیزنهاور فی البحر الاحمر فی المنطقة وبحر العرب

إقرأ أيضاً:

هارفارد في مرمى الاستبداد.. معركة التعليم والفكر الحر في وجه إدارة ترامب

في زمنٍ تتصاعد فيه التحديات السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة، تبرز المؤسسات الأكاديمية الكبرى ليس فقط كمراكز للعلم والمعرفة، بل كحصون للديمقراطية ومراكز لمقاومة تغول السلطة. وتتحول هذه الجامعات، في لحظات الصراع، من قاعات دراسية إلى جبهات دفاع عن حرية الفكر واستقلال التعليم. واليوم، تتعرض جامعة هارفارد، أعرق مؤسسات التعليم العالي في أمريكا والعالم، لهجوم سياسي غير مسبوق من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مما يجعل صمودها اختبارًا حاسمًا لمستقبل الحريات الأكاديمية في البلاد.

شهد حفل التخرج السنوي في جامعة هارفارد، يوم الأحد 1 يونيو 2025، أجواءً مشحونة بالقلق والتحدي، رغم الاحتفال المعتاد بالأثواب والقبعات القرمزية. فقد ألقى رئيس الجامعة، آلان جاربر، كلمة رحّب فيها بالخريجين والمجتمع الأكاديمي، وضمّنها رسائل ضمنية حازمة أكدت على أهمية الطلاب الدوليين ودورهم الحيوي في بقاء الجامعة صرحًا عالميًا.

 جاءت تصريحاته ردًا غير مباشر على تهديدات إدارة ترامب الهادفة إلى تقليص الوجود الدولي في مؤسسات التعليم الأمريكية.

هارفارد.. حصن الحرية في زمن الاستبداد

منذ تأسيسها عام 1636، وقبل أن تولد الدولة الأمريكية نفسها، كانت هارفارد رمزًا للحرية الأكاديمية والتفوق المعرفي. واليوم، تواجه إدارة ترامب هذه المؤسسة التاريخية بوابل من الإجراءات العقابية، ضمن حملة أوسع لتطويع المؤسسات التي تُتهم بمناهضة أجندتها السياسية. ويتجلى هذا الصراع في محاولات للسيطرة على برامج القبول، وفرض رقابة خارجية على مناهج التعليم، وهو ما اعتبره الأكاديميون محاولة خطيرة لكسر استقلال الجامعات الحرة.

في خطابه خلال الحفل، وصف نجم كرة السلة الأمريكي السابق، كريم عبد الجبار، هارفارد بأنها "حصن للمعارضة ضد ترامب"، مشيرًا إلى أنها تمثل صمام الأمان الأخير للحرية وسط موجة من الضغوط التي تستهدف الدستور الأمريكي في جوهره.

اتهمت إدارة ترامب الجامعة بالتمييز والإخفاق الأمني، وهو ما اعتبره محللون مبررات واهية لهجوم سياسي ذي طابع انتقامي. ففي أبريل الماضي، وجهت الإدارة طلبات صادمة بإجراء عمليات تدقيق خارجية وإعادة هيكلة البرامج، الأمر الذي رفضه رئيس الجامعة واعتبره انتهاكًا خطيرًا للحرية الأكاديمية. كما أقدمت الإدارة على تجميد تمويلات فيدرالية بقيمة 3 مليارات دولار كانت مخصصة للأبحاث التي تقودها الجامعة، ما أدى إلى اندلاع معركة قضائية حامية.

ضربة لقلب الجامعة

ضمن أدوات الضغط، قررت إدارة ترامب وقف قبول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد، وإجبار المقيدين حاليًا على الانتقال إلى جامعات أخرى تحت طائلة فقدان الوضع القانوني في البلاد. ويُشكل الطلاب الأجانب أكثر من ربع طلاب الجامعة، ويعدون مصدرًا رئيسيًا للإبداع العلمي والاستقرار المالي. ويرى النقاد أن هذه الخطوة تهدد بتقويض مكانة أمريكا كوجهة للعلم والبحث، وستدفع أفضل العقول نحو دول أخرى أكثر ترحيبًا.

صراع تمويل ومعركة قانونية

رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية حصلت بموجبها على وقف مؤقت لتلك الإجراءات، لكنها ما زالت في خضم معركة قانونية طويلة. وتلوّح إدارة ترامب بخطوات تصعيدية، منها سحب الإعفاءات الضريبية التي تستفيد منها الجامعة، ما قد يكبدها خسائر مالية كبيرة ويؤثر سلبًا على قدرتها على دعم الطلاب محدودي الدخل. وتشير تقارير إلى تورط شخصيات سياسية مثل جيه دي فانس وستيفن ميلر في هذه الهجمات، ضمن مساعٍ لتخويف الجامعات التي تُعد معاقل فكرية معارضة.

فيما اختارت بعض الجامعات تقديم تنازلات لتفادي قطع التمويل، تصرّ جامعة هارفارد على الصمود، مستندة إلى صندوق مالي ضخم يتجاوز 53 مليار دولار، ما يمنحها هامشًا أكبر للمقاومة القانونية والسياسية. ويرى الأكاديميون أن القضية تتجاوز هارفارد، وتمثل اختبارًا لمستقبل التعليم العالي الحر في أمريكا.

وتُشير الإحصائيات إلى أن ترامب خسر 96% من القضايا المرفوعة ضده في المحاكم الفيدرالية، وهو ما يمنح أنصار الجامعة أملًا في أن تنتهي هذه المعركة لصالح سيادة القانون والحريات.

إن ما يجري اليوم بين جامعة هارفارد وإدارة الرئيس ترامب ليس مجرد خلاف إداري، بل معركة فاصلة بين منطق الاستبداد ومبدأ الحرية، بين قمع التنوع وتمجيد الانغلاق. وإذا كانت هارفارد قد عاشت مئات السنين شاهدة على ميلاد الديمقراطية الأمريكية، فهي اليوم تخوض معركة من أجل إنقاذها. وسواء انتهت ولاية ترامب أم لا، فإن صمود هذه الجامعة العريقة سيبقى رمزًا لمنارة علمية وفكرية تتحدى الرياح العاتية، حاملة شعارها الأبدي: "الحقيقة".

طباعة شارك هارفارد جامعة هارفارد ترامب رسوم ترامب أمريكا

مقالات مشابهة

  • قوة إسرائيلية في مرمى كمين بخان يونس تعرف على التفاصيل عبر الخريطة التفاعلية
  • فرق الهلال الأحمر بالبحر الاحمر تؤمن المصلين خلال أداء صلاة عيد الأضحى المبارك
  • 70 دولفينا نافقا على شواطئ سقطرى تثير موجة غضب بالمنصات اليمنية
  • البحر الاحمر تدشن مشروع توزيع الأضاحي وكفالة الأيتام بتكلفة 600 مليون جنيه
  • وول ستريت جورنال: كيف استطاع الحوثيون قض مضاجع البحرية الأميركية؟
  • مصرع عنصرين جنائيين عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بالمنوفية
  • حريق قبالة سواحل ألاسكا.. اشتعال النيران على متن سفينة شحن تقلّ ثلاثة آلاف سيارة
  • هارفارد في مرمى الاستبداد.. معركة التعليم والفكر الحر في وجه إدارة ترامب
  • مصرع 3 عناصر إجرامية عقب تبادل لإطلاق النيران مع قوات الشرطة بأسيوط
  • 1.8 مليار مستخدم آيفون في مرمى الخطر