الظهور على منصات التواصل بمظهر الضعف سلاح ذو حدين
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
توصل بحث استقصائي جديد إلى أن منصات التواصل الاجتماعي التي تكافئ منشئي المحتوى لكشفهم عن نقاط ضعف شخصية واجتماعية في ذواتهم للمعجبين تفتح الباب أمام مضايقات قائمة على الهوية.
زائد الإلحاح على المؤثرين للظهور بلحظات أقل صقلًا ومثالية منذ الجائحة
سياسات الظهور باستخدام الضعف تحفز المضايقات والتحرش والعدوانية
وقال الباحث بروك إرين دافي الذي أشرف على البحث في جامعة نيو كورنيل: "مثل هذه الإفصاحات هي طريقة رئيسية يستخدمها المؤثرون لبناء علاقة حميمة مع الجماهير وتشكيل المجتمعات".
وقد زائد الإلحاح على المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للظهور بلحظات أقل صقلًا ومثالية منذ جائحة كورونا.
ووفق "ساينس دايلي"، أجرى فريق البحث مقابلات متعمقة مع منشئي المحتوى المؤثرين للتعرف على كيفية تعرضهم لمتطلبات جعل المحتوى الخاص بهم مرئياً.
وتوصل الباحثون إلى نتائج أهمها: أنه لا يمكن المبالغة في تقدير قيمة الضعف بالنسبة لأصحاب النفوذ القائمين على المنصات، فالأصالة تُباع بهذه الطريقة، وهذا يعني إظهار العلاقات الحميمة، وعدم الأمان، وحتى الأسرار.
كما لاحظ الباحثون أنه غالباً ما ترتبط هذه الاكتشافات بتعرض هؤلاء المؤثرين لهجمات على أساس الجنس والعرق وغيرها من السمات المتصورة.
وكشف الاستقصاء أن الشركات التي تدير هذه المنصات لا تفشل فقط في حماية هؤلاء الذي يعملون لديها، بل هناك شعور "أن هذه الشركات تحفز العداوة في التواصل الشبكي".
وفحص الباحثون الاستراتيجيات غير الرسمية التي يستخدمها المؤثرون لإدارة نقاط الضعف لديهم، وأهمها استخدام أنظمة تصفية المنصات لغربلة اللغة المسيئة أو البذيئة أو المؤذية.
واعترف المؤثرون بصعوبات حل القضايا المتوطنة المتعلقة بالكراهية والتحرش عبر الإنترنت.
وحذر الباحثون من أن "سياسات الظهور باستخدام سياسات الضعف هي أقل مساواة بكثير مما تقودنا المنصات إلى تصديقه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
مربيات في الظل.. كيف تهدد سياسات ترامب مستقبل قطاع رعاية الأطفال؟
رغم أنها تمارس العمل نفسه، وبنفس الساعات، إلا أن كاتالينا، الشابة الأمريكية ذات الـ23 عامًا، تتقاضى أجراً جيداً وتعيش بأمان، بينما تعيش والدتها، المهاجرة غير الموثقة من بيرو، في خوف دائم من الترحيل، بعد ثلاثة عقود من العمل في الظل كمربية أطفال.
بينما كانت إدارة أوباما تركز على ترحيل المهاجرين الجدد فقط، شعرت والدتها ببعض الأمان. أما اليوم، ومع تصعيد إدارة دونالد ترامب الثانية لسياسات الترحيل، عادت المخاوف بقوة. تضيف كاتالينا: "والدتي أجبرتني على توقيع ورقة تمنحني حق الوصاية على إخوتي، فقط في حال تم ترحيلها فجأة".
تعمل والدة كاتالينا في قطاع يعاني من نقص حاد في العمالة، وسط اعتماد كبير على المهاجرين، خاصة النساء. ووفق تقارير، فإن 20% من العاملين في التعليم المبكر ورعاية الأطفال بالولايات المتحدة هم من المهاجرين، ومعظمهم من النساء.
تقول ويندي سيرفانتس، مديرة الهجرة والأسر المهاجرة في مركز السياسات القانونية والاجتماعية: "بدون هؤلاء العاملين، لا يمكن للاقتصاد أن يستمر. إنهم من يعتنون بالأطفال ليسمحوا للآخرين بالعمل".
لكن معظم هؤلاء العاملين، خاصة غير الموثقين، يعانون من تدني الأجور، وغياب التأمينات أو الحقوق الأساسية، وفق تقرير حديث نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.
والدة كاتالينا، على سبيل المثال، تتقاضى أجرها نقداً أو عبر شيكات بسيطة، ولا تملك تأميناً صحياً أو أي مزايا عمل.
تقول كاتالينا إن والدتها ترفض أحياناً فرص عمل من عائلات أمريكية، خوفاً من الإبلاغ عنها. وتضيف: "هي تخشى الشرطة وتعيش كل يوم في توتر. عندما تذهب لاصطحاب الأطفال من المدرسة، تنتظر في السيارة ولا تخرج إذا كان هناك شرطة في المكان".
الوضع ازداد سوءاً بعد أن أنهت إدارة ترامب العمل بسياسة "المواقع الحساسة"، التي كانت تمنع اعتقال المهاجرين في المدارس والمستشفيات ودور العبادة. اليوم، تقول سيرفانتس: "مجرد قيادة مربية لسيارتها نحو العمل يمكن أن ينتهي بها في مركز الترحيل".
رغم أن المهاجرين غير الموثقين يدفعون ضرائب بالمليارات سنوياً، إلا أنهم لا يحصلون على أي مزايا مقابل ذلك. ويعيشون في خوف دائم من فقدان وظائفهم، أو من أن تبلغ عنهم عائلة ما.
وترى سيرفانتس أن المربيات المهاجرات يشكلن "قوة عاملة غير مرئية"، لكنهن في الواقع عنصر أساسي في نظام التعليم المبكر في أمريكا، خصوصاً وأن كثيرات منهن يتحدثن لغتين ويفهمن الخلفيات الثقافية المتنوعة للأطفال.
تحلم كاتالينا ببناء منزل لوالدتها في بيرو يوماً ما، لكنها لا تريد لها أن ترحل. تقول: "والدتي وحيدة هنا، ولا عائلة لها. لكنها تخشى أيضاً أن أُترك وحدي إذا رحّلوها".
أما التهديد الأكبر فيتمثل في مشروع ميزانية إدارة ترامب، الذي يسعى إلى زيادة تمويل سلطات الترحيل، ما قد يؤدي إلى فقدان آلاف الأسر لخدمات الرعاية، ويُعمّق أزمة العمالة في هذا القطاع.
تختم سيرفانتس بتحذير: "إذا خسرنا العاملين المهاجرين، خاصة في قطاع رعاية الأطفال، فإن جميع الأسر الأمريكية ستتأثر، وسيدفع الجميع الثمن".