جزار خطف روح الشاب "حمامة" في بولاق الدكرور ووالدة الضحية: دموعي نشفت
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
وقفت حائرة أمام وابل من السباب يتعرض له ابنها، لحظات وتطور الأمر لمشاجرة 3 أشقها قد اجتمعوا على صغيرها، أحدهم سدد له ضربات بظهر سلاح أبيض، ووزعوا الصفعات واللكمات على وجه وجسده، ليختمها أحدهم بطعنة نافذة في القلب، ويقع فلذة كبدها قتيلا، في شارع أحمد يوسف المتفرع من ترعة زنين في بولاق الدكرور.
الأم شاهدة على مقتل ابنهارأت الحاجة "أفندية محمود" 57 سنة، دماء ابنها، " محمد سيد"، 24 سنة، والشهير بـ "حمامة"، وسقطت مغشياعليها، فريق من شهود العيان "الأقارب والجيران" يتفقد من لطخت دمائه الأرض، والآخر يحاولة إفاقة الأم المكلومة.
تقول والدة الضحية لـ "الوفد"، ابني محمد، يعمل مبلط سراميك، من كدّه وعرقه ينفق على الأسرة، فهو كبيرها بعد وفاة والده، ساعدني في تجهيز شقيقته، ادخر من طعامه، وأنفق على حفل زفافها.
عاشا وماتا معًا.. سيدة تلحق بزوجها فور علمها بوفاته في الوراق احتراق شقة سكنية داخل كومباوند بالتجمع الأول ضحك بجوار جثتها.. محاسب حدائق القبة أشعل النار في والدته القعيدة سفاح المعادى قتل 3 من أسرته وصديقهعندما أحدثه عن الارتباط، "عايزين نخطبلك يا حمامة"، ليرد " أوديكي تعملي حجة يا أمي الأول" أضمه إلى صدري، وأدعو له"ربنا يرزقك ببنت الحلال"، ومع طلوع الشمس يشق طريقه نحو عمله الصعب ليأتي لي بجنيهات تقويني على مصاعب الحياة.
حمامة عكازي وسنديوتابعت الأم المكلومة، "حمامة" عكازي في حياتي، فهو مثابة الأب لإخوته، أقف به في وجه الدنيا، لكنه رحل وتركني وحدي، رمى على ظهري الحمل ومات، وسكتت تلملم شتات نفسها، وتفرك في عينيها الحمراوتين، من فرط البكاء على صغيرها.
مشاجرة أطفالوالتقطت "شيماء سمير" 38 سنة، زوجة ابن عم الضحية، طرف الحديث لتكمل تفاصيل المصيبة التي أحلت بالأسرة، وتقول في يوم الثلاثاء الماضي، ومع آذان المغرب، تشاجر الأطفال كعادتهم، صب "هشام. أ" أحد جيراننا 32 سنة، يعمل جزار، غضبه عليهم ، وأمطرهم بالألفاظ البذيئة، هرولت لاتفقد الصغار، وسألته سبب انفعاله عليهم، ليمطرني أنا الأخرى بشتائم، يعف لساني عن ذكرها.
وأوضحت أن "حمامة " خرج لفض المشاجرة، لكن هشام وأخويه "يوسف، ومحمود" يعملان في النجارة، اشتبكوا معه، و"ضربوه بالبنيات وسلاح أبيض على رأسه، وهو مش قادر يتنفس وسطيهم".
المتهم طعنه في قلبهرفعت الشاهدة الأولى على الواقعة رأسها لأعلى، وسكنت عيناها في أحد زوايا الغرفة، وكأنها ترى جريمة مقتل "حمامة"، عريس بولاق الدكرور مرة أخرى، وتكمل، أخرج هشام، من بين طيات ملابسة سلاح أبيض،"سنجة "، وسدد طعنة نافذة في قلب محمد، ليسقط في لحظات ويفارق الحياة.
الضحية الشاب محمد سيد الشهر بحمامة الأسرة تطالب بالقصاصوبصوت مرتفع طالب "حسن. سعيد" 33 سنة ، زوج شقيقة الضحية، بالقصاص، عايزين حق أجدع وأطيب واحد في المنطقة، غدروا بيه وخطفوا روحه، مشيرا إلى أنهم امتعوا عن أخذ العزاء حتى صدور الحكم على المتهمين.
أسرة الضحية تروي لـ الوفد تفاصيل الواقعة تجديد حبس المتهمينوألقى الأجهزة الأمنية في بولاق الكرور، القبض على 3 أشقاء متهمين بإنهاء حياة عامل في دائرة القسم، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق، ليجدد قاضي المعارضات حبسهم 15 على ذمة التحقيقات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشاجرة أطفال
إقرأ أيضاً:
كيف ينام هذا الشاب؟!
سارة البريكية
يُلملِم جُرحه ويتغطى وينام بعد وقت من التفكير والأرق، ولا يعرف كيف ينام، إلّا أنه مضطر لأن يُريح جسده المنهك من التفكير.. هكذا كان يقضي هذا الشاب أغلب أيامه التي مضت، لا يأس يدب في قلبه، ولا وجع يسكن أيامه، ولا همَّ يراوغه بين تارة وأخرى، غير أنَّ مطالب الحياة الكثيرة تزداد وتؤرق مضجعه؛ فيستمر في الحلم وأحيانًا كثيرة يفكر هل هو على قيد الحياة؟!
يحمل بعضه بعد ليلة طويلة قضاها يتقلب على جنبيه محاولا نسيان ما قد ألم به من ذاكرة وأفكار ووساوس وخزعبلات نفسية ومنتشيا بخيوط الشمس الساطعة من نافذة الغرفة التي لا تحتوي على ستارة لكي تحجب الضوء قليلاً لكنه يستمر بالتسلسل والامتلاء في أطراف الغرفة الكئيبة.
سنوات تمضي من عمره وهو يقلب أفكاره يمنة ويسرى لا يعرف من أين سيطل مارد الفانوس ليحقق أمانيه المتراكمة والمثقلة بالهموم والجراح التي بدت تقسو عليه في الآونة الأخيرة وأصبح يتمنى الموت كثيرا لأن الحياة لا تنصفه ولا تعطيه أقل الأماني وأقل الأحلام وأقل ما يمكن أن يملكه كفرد من بني جنسه.
نعم لقد درس وصبر وكافح، لكنه لا يزال يرتقب ذلك النور الذي انطفت معه سنوات عمره ولم يطل ولم يأتِ ولم يحن ويتساءل: لماذا كل هذا الانتظار؟ لماذا كل هذا التأخير؟ لماذا كل هذا التعب؟ لماذا لا أستطيع التنفس في هذا المكان الرحب والضيق في الوقت نفسه؟
يُهدهِد على نفسه، فلا يجد سوى تلك الدمعات تسقط على قميصه المكتظ بالتفاصيل القديمة والألوان التي تكاد تختفي عليه من شدة الصراعات التي يقاوم بها نفسه ولا يجد إلا الرفض الذي يملأ تفاصيل يومه.
تمُر الساعات الأولى من يومه وهو جائع وحزين وممتلئ بالغضب لأنه ظل ساعات كثيرة يتنقل فيها عبر أبواب الشركات والمؤسسات باحثاً عن عمل بلا رد يثلج صدره ولا تأشيرة أمل تريح كاهله المثقل وكعب قدميه المتألم من شدة الوقوف الطويل والحراك اللامتناهي ولا يجد حتى سيارة تقله إلى المنزل؛ لأنه لا يملك سعر تنقله من "تاكسي" إلى آخر؛ فيحمل بعضه مشيًا على الأقدام وربما في بعض الأحيان يرأف به أحد المارة.
هكذا يقضي أيامه وهكذا تمر عليه الساعات والليالي والأسابيع والشهور والسنوات وهو كما هو، إلّا أنه يزداد ضيقه الشديد من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه أغلب الذين يشبهون وضعه، يتكئ على جدار الزمن ويمضغ علكة تمنى أن يمضغها منذ أشهر إلّا أن والده ناوله بعض الريالات ليساعد نفسه قليلًا على الحياة اليومية المتعبة وهو لا يزال باحثًا عن عمل!
رسالتي أبعثها إلى قلوب أولئك الذين يبدو أنهم لا يكترثون بالباحثين عن عمل، فهذا الباحث لا دخل له ولا مصدر رزق، كيف له أن يعيش، وذلك المُسرَّح من العمل يعيش ويلات أخرى تؤرق مضجعه وربما تأخذه إلى المنفى الأخير.. رفقًا كل الرفق بنا، لقد ضاقت بنا الحياة بما رحبت، وتعبنا وهرمنا، ونحن ما زلنا في دوامة البحث عن العيش الكريم!
ليس عدلًا أن تمر السنوات وذلك الباحث عن عمل يكبر دون أن ينال حقوقه، بعد أن درس وتعب واجتهد، وبعد أن حلم بأن الزمان يفتح ذراعيه له لكي يعيش عالمًا جميلًا خاليًا من المُنغِّصات.
كونوا لهم يدًا وكونوا لهم عونًا وكونوا لهم آذانًا صاغية، ولا تتركوهم لليأس؛ فاليأس كُفر ويقتل ما تبقى لهم من أملٍ.
رابط مختصر