«إيديكس».. الدعم والفرص والاختبار المزدوج
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
يمثّل حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على افتتاح معرض الصناعات العسكرية «إيديكس» كل عامين رسالة سياسية واضحة، لا تنفصل عن توجيهه ببناء قدرات متماسكة تعتمد على الصناعة المحلية وآليات إنتاج تعزّز السيادة المصرية والقرار الوطني، ويقرأ المتابعون، ونحن منهم خلال مشاركتنا في النسخة الرابعة من المعرض، هذا الحرص على أنه إعلان صريح بأن التسليح ملف استراتيجي يربط الاقتصاد بالبنية العسكرية الحديثة.
ينظر الرئيس والجهات المعاونة إلى ملف التسليح باعتباره جزءًا أصيلًا من منظومة الأمن القومي.. لا يقف الأمر عند المعدات، بل يشمل المعرفة الهندسية وسلاسل التوريد والمهارات الفنية، مع الحرص على تقديم تصور واقعي لصناعة ترتبط بالتعليم والبحث وإدارة التكنولوجيا المتقدمة.
يعكس ذلك تحولًا مؤسسيًا يتجاوز الرؤية التقليدية التي تركز على تحديث العتاد فقط، ويجعل قطاع الإنتاج العسكري عنصرًا متكاملًا ضمن رؤية وطنية طويلة المدى.
مشاورات الرئيس مع الكيانات المصرية قبل المعرض وأثناءه تقدّم رسالة طمأنة للداخل والخارج معًا. داخليًا، تؤكد استمرار سياسة تنمية القدرات الذاتية وعدم التراجع عنها مهما تغيرت الظروف، خارجيًا، توضح أن السوق المصري لم يعد متلقّيًا للتقنيات فقط، بل شريكًا فاعلًا في تعديل الأنظمة واختبارها وتطوير خطوط الإنتاج بما ينسجم مع المتطلبات الوطنية، ويعبّر عن تطور واضح في الأداء الصناعي.
خلال «إيديكس 2025»، تظهر جهود المؤسسات المصرية المعنية في توسيع دور قطاع الصناعات العسكرية داخل الهيكل الإنتاجي للدولة وإشراك جهات متعددة في هذا الشأن.
يشكل العمل على توطين التكنولوجيا ونقلها ضرورة استراتيجية لرفع جاهزية القوات المسلحة، ويسهم هذا النهج في بناء منظومة واسعة تضم القطاعين العسكري والمدني لمواجهة الأزمات وتقلبات الأسعار، مع تطوير سلاسل إنتاج محلية تحدّ من الاعتماد على الخارج وتتيح فرصًا لشراكات واسعة.
تدرك الوفود الأجنبية المشاركة في المعرض الدولي حرص مصر على منح الصناعات العسكرية وزنًا اقتصاديًا حقيقيًا، وتفهم أن القاهرة تسعى لبناء شبكة إنتاج تشمل الذخائر والإلكترونيات الدقيقة وغيرها. يمنح ذلك الفعاليات دورًا ثلاثي الوظيفة: عرض القدرات الوطنية، وفتح أبواب تفاهمات جديدة، ومراجعة نماذج قديمة اعتمدت على الواردات.
يشير هذا التوجه إلى سعي مصري واضح لتعزيز الاستقلالية الصناعية وتوسيع المشاركة الدولية.
ينظر المستثمرون المتخصصون في مجال التسليح إلى الرعاية الرئاسية لـ«إيديكس» كسقف لمناخ تعاون وتفاوض لا يقتصر على بيع منتجات جاهزة، بل يركز على شراكات تدريجية تتطور إلى إنتاج واسع.
تعليقات الرئيس خلال تفقد أجنحة المعرض تلقي الضوء نسبيًا على توجه مصر في كل دورة، لاسيما حجم الانفتاح على التقنيات الحديثة ومقدار الاعتماد على الإنتاج المحلي. تشكل إشارات مهمة لتقييم مدى استعداد الدولة لتوسيع التصنيع المشترك وتبادل الخبرات.
يُراقب المعنيون طريقة إدارة الرئيس للنقاش مع العارضين حول التكنولوجيا الحساسة والتوازنات الإقليمية، ويعتبرونها مؤشراً على الثقة بالقدرات الوطنية، كما تحدد أبعاد التعاون مع الخارج وما تصر مصر على امتلاكه محليًا، حتى لو استغرق تطويره سنوات.
يجسد هذا التوازن بين الانفتاح على الخارج والاعتماد على القدرات المحلية إدراك الدولة لتعقيدات البيئة الإقليمية، وقدرتها على حماية مصالحها دون التنازل عن السيادة الصناعية.
تولي الوفود الإقليمية والدولية اهتمامًا كبيرًا بموقف مصر من العلاقات المعقدة مع عدة دول في مجال التسليح. تحدد المباحثات مع كبار المسئولين خلال فترة المعرض نشاط الشركات داخله، فحين تُظهر استعدادًا لتطوير أنظمة جديدة، يشجع ذلك تقديم عروض أوسع، أما إذا ركز النقاش على التوطين، فتضطر الشركات إلى إعادة ترتيب توقعاتها، وتلعب هذه التفاعلات دورًا محوريًا في تحديد خريطة التعاون الصناعي ومستوى مشاركة المستثمرين الدوليين في الإنتاج المحلي.
وعليه، تعكس نسخ «إيديكس» 2018 و2021 و2023 فهمًا مصريًا متراكمًا لطبيعة سوق السلاح العالمي، يمنح الحضور الرئاسي المعرض وزنه الكامل، ويظهر كيفية تعامل الدولة مع أنشطته كمحطات عملية لتعزيز النفوذ الوطني وتوجيه طرق التفاوض المستقبلية، مع توسيع محسوب للشراكات المرتبطة بنقل التكنولوجيا. وتظهر هذه المؤشرات فرص التصنيع المحلي، وتطوير القدرات، وضمان استمرارية نهج إنتاج منضبط ورشيد.
تتعامل مصر مع فعاليات معرض «إيديكس 2025» كفرصة لعرض إنجازات قطاع الصناعات العسكرية خلال عامين من التوتر الإقليمي، يتسق الترويج التمهيدي للمعرض تمامًا مع أنشطته اللاحقة التي بدأت من مطلع ديسمبر الجاري حتى الرابع منه، وخلال تفقدنا للأجنحة، يتضح أن القوات المسلحة وضعت إطارًا عامًا للحدث يستفيد من تجربة ناضجة لأحدث إنتاج شركات الصناعات العسكرية عالميًا، مع ثقة وطنية تتجلّى في القدرة على جذب المزيد من الوفود والعارضين.
تتعدد الرسائل الأساسية للمعرض:أولًا، مصر تقدّم نفسها مركزًا قادرًا على التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة وبيئة مستقرة تحمي مصالح الشركاء.
ثانيًا، يتم عرض منتجات جديدة صُممت داخل مصانع وطنية، بما يعكس تطور البرامج البحثية وخطوط الإنتاج والمعامل التقنية.
ثالثًا، المنتجات المحلية المتطورة تعكس تراكمًا صناعيًا ومهارات فنية عالية، مؤكدة قدرة قطاع الصناعات العسكرية على الابتكار والاستدامة.
يشكل تحديث خطوط الإنتاج جزءًا أساسيًا من الرؤية الوطنية على صعيد المعدات، الاختبارات، والمنشآت المتخصصة. توضح المنتجات المعروضة في «إيديكس» حجم التراكم الصناعي المستمر، كتعبير مباشر عن المتابعة الدائمة على مدار الساعة. رسخ الرئيس السيسي لدى الجهات المعنية ثقافة المتابعة عن قرب، من خلال التفقد الدوري والمفاجئ للكيانات الصناعية لحسم المعوقات وضمان جودة الإنتاج بما يرضي المختصين والمستهلكين.
يركز هذا التوجه على الاستثمار في الكوادر المؤهلة، من خلال التدريب المتخصص، تحسين إجراءات التشغيل، ومعالجة الثغرات الإدارية عبر تطبيق مبادئ الحوكمة لضمان كفاءة المؤسسات وشفافيتها.
تعمل الإجراءات العملية على رفع مستوى أداء الشركات المصرية وقدرتها التشغيلية والفنية. تؤكد للوفود الدولية أن المؤسسات قادرة على الالتزام بالعقود، الوفاء بالمواصفات الفنية للمنتجات، وتحديث خطوط إنتاجها بما يتوافق مع المعايير العالمية في هذا القطاع الحيوي.
تربط قيادات المؤسسات بين فائض الطاقة الإنتاجية للقطاع العسكري وإمكانية الاستفادة منه في القطاع المدني. المؤسسات القادرة على تصنيع الذخائر والمكونات الدقيقة تستطيع أيضًا إنتاج أجهزة منزلية تنافس عالميًا.
تمنح هذه الاستراتيجية الشركات استقرارًا في الإنتاج، تحسّن جودة المنتجات، وتبيّن أن الاستثمار في الصناعة العسكرية لا يقتصر على المعدات، بل يشمل تطوير قدرات إنتاجية متعددة الاستخدامات لخدمة السوقين المحلي والعالمي.
نسخة «إيديكس 2025» مع النسخ السابقة تشكل سلسلة واحدة تظهر انتقال الصناعة من العروض الأولية إلى تقديم منتجات يمكن الاعتماد عليها. يمنح هذا الربط المعرض بعدًا سياسيًا أيضًا، ويُوضح للشركاء أن استقرار مصر الداخلي سمح بتطوير صناعة متكاملة تمتلك ملامح واضحة، وتقلل الاعتماد على الاستيراد، ما يعكس قدرة الدولة على إدارة قطاعها العسكري بشكل مستقل ومتواصل.
يشمل المعروض عادة منظومات بصريات ميدانية، إلكترونيات للرصد الحراري، مسيرات متعددة الاستخدام، عربات مدرعة، ومكونات ذخائر محلية الصنع. هذه القطاعات تهم جيوشًا من بيئات مختلفة، لكنها لا تستغل النزاعات، بل تبحث عن حلول جاهزة يمكن دمجها دون تغييرات واسعة في البنية القيادية.
تدرك القاهرة أهمية تلبية هذه الاحتياجات، مع التركيز على تقديم منتجات متطورة تعكس مستوى الصناعة المصرية، وتثبت قدرتها على المنافسة.
تقيّم الجيوش المنتجات من منظور التكامل مع الأنظمة القائمة. أي منتج لا يمكن دمجه بسهولة مع الشبكات والبرمجيات الحالية يفقد جزءًا من جاذبيته، وبالتالي، الوفود لا تنظر فقط إلى القدرات الجديدة، بل إلى إمكانية امتداد هذه الأنظمة بسلاسة ضمن البنية الحالية دون تعطيل العمليات اليومية، ما يعكس أهمية التوافق والتكامل في تحديد قيمة الأجهزة الجديدة عمليًا واستراتيجياً.
تظهر أنظمة القيادة والسيطرة خلال المعرض كجانب مهم، حيث تختبر الوفود قدرة مصر على ربط منصاتها المحلية بمنظومة تكتيكية متكاملة.
يهدف المعرض إلى إظهار أن الوحدات لا تعمل بمعزل عن بعضها، بل تبني شبكة تشغيل توفر بيانات دقيقة وتسمح للضباط بإدارة العمليات بمرونة. هذا يعكس قدرة مصر على دمج التكنولوجيا ضمن منظومة شاملة، ما يعزز ثقة الدول المشاركة في التعاون المستقبلي مع الإنتاج الحربي في مصر.
تسعى الهيئة العربية للتصنيع لعرض نتائج إعادة تنظيم المصانع، بما يشمل خطوط إنتاج المدرعات الخفيفة، ووسائل الاستطلاع، ومكونات قابلة للاستخدام في برامج مشتركة مع دول أخرى، تستغل الهيئة المعرض لإظهار أنها شريك قادر على إنتاج مستقر وليس مجرد مورد محدود.يعكس هذا التوجه تطور البنية المؤسسية والقدرة على الاستمرار في الإنتاج وفق خطط استراتيجية طويلة الأمد، بما يعزز مكانتها في السوق العسكري.
المنتجات المعروضة لأول مرة في «إيديكس 2025»، تمثل اختبارًا مزدوجًا، سواء للجهة المنتجة أو للجيوش التي ستستخدمها. يركز الخبراء على كل جديد، من المواد المستخدمة في الهيكل إلى البرمجيات والذكاء الاصطناعي للتحكم.
ظهور المنتج لأول مرة يعني أن الشركة أكملت التطوير الداخلي، وأنه جاهز للعرض كنسخة تشغيلية، وليس مجرد نموذج أولي نظري، ما يعني نضج العملية الصناعية واستعدادها للاستخدام الفعلي.
يراقب الخبراء تفاعل الأنظمة الجديدة مع بيئة المعرض المزدحمة، ويقيسون استقرارها عند التشغيل المتكرر. أي تأخير أو خلل صغير يُسجّل ضمن تقييم القدرة التشغيلية.
الأنظمة عادة حساسة للتغيرات، لذلك يركز المحللون على استجابتها للظروف الواقعية مثل ضغط الشبكة أو تشغيل وحدات متعددة في وقت واحد، هذه البيانات تساعد الجيوش على تقييم أداء الأجهزة قبل اعتمادها ميدانيًا.
سيناريوهات اختبارات الأنظمة وتقييم جاهزيتها تكون متعددة. تقيس الوفود العسكرية الدقة، سرعة معالجة البيانات، وفاعلية دمج المستشعرات المختلفة، تُستخدم المؤشرات لتحديد ما إذا كان المنتج جاهزًا للعمل الفعلي أو يحتاج إلى تعديلات قبل إدخاله الخدمة عمليًا، بهدف ضمان تلبية الاحتياجات الحقيقية للعمليات وتحقيق معايير التشغيل الميداني المطلوبة وبجودة واضحة.
الاختبارات تشمل أيضًا سهولة التشغيل والصيانة. تبحث الجيوش عن أنظمة يمكن التعامل معها بواسطة أفراد متوسطين التدريب دون الحاجة لخبراء متخصصين، أي جهاز يحتاج لتدخل مستمر أو ضبط معقد يُسجل كعامل سلبي، هذا التقييم يضمن أن المنتجات الجديدة ليست فقط متقدمة تقنيًا، بل عملية وسهلة الاستخدام، ما يزيد من قابليتها للاعتماد في بيئات تشغيلية متنوعة ومتطلبات عملياتية حقيقية.
اختيار مصر كبداية للكشف الأول يحمل دلالة استراتيجية، تتمتع مصر بموقع جيوسياسي مهم، كما تحظى قياداتها السياسية ومؤسساتها بثقة عالمية في الاستقرار وطبيعة اتخاذ القرار.
هذه المعطيات تمنح الكيانات المحلية والمتعاونة معها دورًا قياديًا في صناعة الرأي التقني والعسكري، وتضع مصر على خريطة عرض الأنظمة الجديدة قبل أي سوق آخر، كلها معطيات تعزز مكانة الدولة كمركز إقليمي مؤثر في صناعة القرار التكنولوجي والعسكري.
الظهور الأول للأنظمة الجديدة يعكس جرأة الشركات المصرية والمتعاونة معها، ويؤكد أن السوق امتداد لبيئة صناعية نشطة وقادرة على المنافسة، ويزيد ذلك فرص توقيع مذكرات تفاهم أو شراكات تصنيع مشترك، ويضع مصر في موقع مؤثر ضمن سلاسل التوريد الإقليمية والدولية، مع التأكيد على قدرتها على استضافة الابتكارات الحديثة.
المقارنة توضح حجم الفجوة بين الشركات التقليدية والناشئة، وبين الحلول الأمريكية والأوروبية والآسيوية، القدرة على إجراء هذه المقارنة في معرض واحد تمنح مصر مكانة استثنائية في قراءة السوق، وتمكّن الوفود من اختيار أفضل الحلول بما يتوافق مع استراتيجياتها التشغيلية الطويلة، وبذلك تصبح مصر، من خلال «إيديكس»، مركزًا تحليليًا وصناعيًا رائدًا في القطاع العسكري.
اقرأ أيضاًوزير الإنتاج الحربي يتفقد أجنحة عدد من الشركات بمعرض EDEX 2025
«إيديكس 2025».. توقيع عقدين للتعاون المشترك في التصنيع العسكري بحضور وزير الإنتاج الحربي
مدبولي: «إيديكس 2025» يشغل مكانة عالمية في منظومة الصناعات العسكرية والأمنية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي معرض إيديكس إيديكس مجال التسليح معرض الصناعات العسكرية قطاع الصناعات العسكرية الصناعات العسکریة الاعتماد على إیدیکس 2025 مصر على
إقرأ أيضاً:
مميزات المدرعة المصرية من عائلة التمساح.. إنتاج محلي 100%
كشف اللواء أ ح محمد أبو بكر، مدير المركبات بالقوات المسلحة، أن معرض إيديكس في تقدم وتطور، وكل الوفود المشاركين أشادوا بحسن التنظيم وجودة المنتجات، حيث إن النسخة الرابعة مهمة جدا وقوية.
وأضاف، خلال حواره الخاص من معرض «إيديكس 2025» مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي»، والمذاع على قناة صدى البلد، أن المنتج العسكري الصناعي المصري أصبح بأعلى جودة وتنافسية.
وأكد اللواء أ ح محمد أبو بكر، مدير المركبات بالقوات المسلحة، أن المدرعة تمساح 1 كان لها دور كبير في كل العمليات التي خاضتها القوات المسلحة، موضحا أنه تم عرضها في إيديكس 2018.
ولفت إلى أن المتخصصين في العلوم العسكرية لديهم خبرات كبيرة ويدركون قيمة المنتج الصناعي العسكري المصري، موضحًا أن إيديكس الإمارات معرض كبير وفيه منتجات منافسة قوية.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن المركبة المدرعة عائلة التمساح مصرية الصنع 100% وأصبحت مصنفة عالميًا، موضحًا أن هناك طلب عليها وأحدث نموذج منها تمساح 6 ولديها أعلى درجات التأمين.
اقرأ أيضاًوزير الإنتاج الحربي يلتقي الفريق «رودريغز» و10 شركات برازيلية تشارك في«إيديكس 2025»
تفاصيل لقاء وزير الإنتاج الحربي مع نخبة من الإعلاميين في «إيديكس 2025»
الهيئة العربية للتصنيع توطن أحدث تكنولوجيات الصناعات الدفاعية بالتعاون مع كبرى الشركات الصينية