عبد المعطى أحمد يكتب: احتفالات العالم بالكريسماس قبل مائة عام
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
رغم أن أعياد الكريسماس تبدو كأنها مناسبة خاصة فقط لاحتفالات الميلاد، فإن التقاليد والعادات المبهجة التى تصاحب تلك الفترة ترتبط منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا باحتفالات رأس السنة التى تمثل فى الحقيقة ملامح مبهجة ورائعة تتزامن مع التقويم السنوى وبداية العام الجديد، لذلك فإن شعوب العالم بأسره تحتفل كل بطريقته الخاصة حسب ثقافته ومعتقداته والزمن الذى يعيش فيه.
تعود فكرة تزيين الأشجار-احتفالابتغيير الفصول- إلى قدماء المصريين ومن بعدهم الرومان حسب ماذكره موقع"بى بى سى"الإخبارى من خلال التقريرالذى أعده حول كيفية الاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة منذ مائة عام، مؤكدا أن لكل زمان أسلوبه وملامحه الخاصة، وصوره المميزة.
الصورة الأولى يعود تاريخها إلى عام 1915، حيث كانت للقراءة مكانة فريدة ومميزة، وكانت الابتسامة ترتسم على وجوه الأطفال لأبسط الأسباب، فلم يكن هناك تليفونات محمولة أو أجهزة إلكترونية تحمل كل ماهو مبهر للأطفال من أفلام كرتون وموسيقى صاخبة لإثارة اهتمامهم، وحتى التليفزيون لم يكن قد تم اختراعه بعد، وكان الكتاب وقتها هو النافذة الوحيدة التى يمكن للأطفال من خلالها رؤية العالم الخارجى والاستمتاع بالقصص الخيالية التى كانت تثير خيالهم وتستفز عقولهم البريئة، فتشكلها ليخرج من بينهم أعداد هائلة من العلماء والمثقفين، لذلك فإن أكثر ماكان يسعد أى طفل هو أن يهديه سانتا كلوز كتابا، وياحبذا إذا كان يحمل بين صفحاته صورا ملونة.
الصورة الثانية تتمثل فى اعتياد معظم العائلات الثرية تسجيل بهجة الاحتفالات السنوية للكريسماس وأعياد الميلاد عن طريق التقاط صورة رسمية للأسرة بجوار شجرة الكريسماس كنوع من الاهتمام بتسجيل اللحظات السعيدة التى تعيشها العائلة خصوصا أن معظم العائلات فى ذلك الوقت كانت تزخر بوجود عدد كبير من الأطفال، وتم التقاط تلك الصورة عام 1923 لعائلة أمريكية وقت أن كانت فكرة التقاط الصور لفوتوغرافية إعجازا لايقدر عليه سوى الأغنياء لما يصاحب تلك الخطوة من خطوات مرهقة ومكلفة بسبب نقل معدات التصوير الثقيلة مع أجهزة الإضاءة الضخمة وحتمية الاستعانة بمصور محترف.
أما الصورة الثالثة فقد تم التقاطها عام 1929لطفلة اختارت أطول جورب لديها لوضعه تحت الشجرة حتى يقوم سانتا كلوز بملئه بالهدايا، ويحكى أن عادة تعليق الجوارب المحملة بالهدايا فى عيد الميلاد قد بدأت فى هولندا، وتقول القصة إن سانتا كلوز صديق الأطفال كان يحضر هدايا لكل طفل وطفلة فى ليلة عيد الميلاد عندما يترك الأطفال أحذيتهم أمام منازلهم كى يملأها بابا نويل متى أتى ليلا بالهدايا والحلوى الملونة.!
والصورة الرابعة فقد التقطت فى أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث كانت أجواء الحرب تسيطر على ملامح الحياة بتفاصيلها الصغيرة لاسيما عادات وتقاليد الاحتفال بالمناسبات الموسمية المختلفة، وكان للزى العسكرى فى ذلك الوقت بريق ومكانة مميزة، وحيث كانت الجيوش ومازالت تمثل رمزا لأمان الوطن واستقراره، وبالطبع تتضاعف مشاعر التقدير والاحترام وقت الأزمات، حيث تتسلط الأضواء على التضحيات التى يقدمها حنود الأوطان، فنجد صورة لطفل كانت أغلى أمنياته مصافحة جندى بزيه العسكرى الوقورأثناء احتفالات الكريسماس ورأس السنة لعام 1919 بمدينة ليفربول شمال غرب انجلترا، وكان ذلك كما هو معروف فور انتهاء الحرب العالمية الأولى التى انتهت بانتصار دول الحلفاء الذين كانت بريطانيا من بينهم.
أما الصورة الخامسة والأخيرة فهى عن عشاء ليلة الكريسماس والتى تعد من أهم الطقوس وأجملها, حيث يجتمع الأهل والأصدقاء حول مأدبة ضخمة، وعادة مايكون الديك الرومى هو بطل المشهد الذى يتوسط المائدة، أما عن سائر الأصناف المقدمة فيعود ذلك إلى تقاليد الشعوب باختلاف عاداتها، أما تاريخ وجود الديك الرومى على مائدة عشاء الكريسماس فيعود إلى عهد إدوارد السابع ملك انجلترا، عندما كانت هذه العادة حكرا على طبقة النبلاء فقط, حيث كان البحارة يأتون به من المستعمرات الأمريكية التى كانت تعتبره غذاء رئيسيا طوال فصل الشتاء، وبمرور الوقت تسللت هذه العادة إلى الطبقة العامة وأصبحت ملازمة لاحتفالات الكريسماس.
• الأمل هو الطاقة التى تمنحنا الرغبة فى الحياة والوجود، وبالأمل نسيطر على إحباطاتنا، وبالأمل نرسم خطط الطريق، فدونه نعلن وفاتنا أحياء، وبه نبحث عن حلول للخروج من الأفق الضيق إلى آفاق أرحب. هذا العام سيكون انعكاسا حيا للأمل ومفعوله السحرى على طاقاتنا جميعا.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
كيف اختفت أعياد الميلاد في غزة؟
في الحرب، لا تشبه الحياة شكلها المعتاد؛ يصبح كل يوم يمر دون فقدان أو إصابة إنجازًا صامتًا. في قطاع غزة ، لا تأتي أعياد الميلاد كبقية العالم. لا حفلات، لا هدايا، لا كعك، بل لحظات قصيرة من التنفّس وسط الخوف، ومحاولة بسيطة لإثبات أن الحياة ما زالت ممكنة، ولو على الهامش.
في غزة، لا تأتي أعياد الميلاد على هيئة حفلة، بل تهبط مثقلة بأسئلة وجودية أليمة: هل سننجو حتى الغد؟ هل سنعيش لنطفئ شمعة؟ ماذا لو لم نحتفل بحياتنا؟
"أنا انولدت مرتين"، تقول الطفلة "مِنّة" ذات العشرة أعوام، وهي تعرج على رجلها إثر إصابة سابقة في قصف إسرائيلي قبل عام لبيتها، فقدت فيه أخاها.
"أنا انخلقت مرتين، مرة لما انولدت، ومرة يوم طلعوني من تحت الركام لما قصفوا البيت علينا واستشهد أخويا الصغير فتحي. بس رح أحتفل بعيد ميلادي عشان أحكي للعالم إنو إحنا أقوياء".
في تلك اللحظة، لم تعد لها أمنية سوى أن قالت: "أمنيتي إنو ما أموت الليلة".
على بلاط مدرسة "النصر" غرب مدينة غزة، والتي تحوّلت إلى مركز إيواء، كانت "رهف"، في عامها الثاني عشر، تنتظر أن تهمس لها أمها بجملة تشبه الاحتفال. كانت تحلم بكعكة صغيرة، أو حتى شمعة منسية.
تقول أمها: "كنتُ أتمنى أن أصنع كعكة لابنتي في عيد ميلادها، ولكن الدقيق الذي لدينا بالكاد يكفينا لصنع خبز، وسط شبح المجاعة الذي يسود في قطاع غزة".
رهف لم تطلب شيئًا سوى "كعكة حلوة"، لكنها حين نظرت حولها إلى الأطفال الآخرين الذين خسروا أمهاتهم، قالت: "أنا أحسن... ماما وأخواتي جنبي".
في خيمةٍ قماشها لا يقي من حر أو برد أو رصاصة طائشة، جلست "فرح" تحضن طفلتها التي حملت بها وأكملت عامها الأول أيضًا في الحرب. لم يكن هناك غطاء جيد، ولا حليب، ولا حتى لحظة آمنة واحدة. ومع ذلك، غنّت لها بصوتٍ خافت:
"سنة حلوة يا جميل... سنة صامدة يا صغيرتي". ثم همست وهي تبتسم:" بنتي وُلدت في عزّ الحرب، اسمها شام، أتمنى لها حياة بعيدة .عن الحرب والدمار ..".
الأمهات في غزة لا يحتفلن، بل يُقدّسن يومًا لم يُصب فيه أطفالهن بشظايا صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، ويومًا لم تُكتب فيه أسماؤهم في قوائم الشهداء.
"إسلام"، أمّ لأربعة أطفال وزوجة شهيد، تقول إن عيد ميلاد ابنها ذي العامين جاء بعد يومٍ واحد من مجزرة في الحي المجاور:"في يوم ميلاده، بس حضنته وقلت له: كل سنة وإنت عايش يا حبيبي... لأنه العيش صار إنجاز".
ثم أضافت: "طفلي، والذي فقد والده في الحرب، ومشى أول خطواته، ونطق أول كلماته في الحرب، صار يعرف أن عيده سيبقى ناقصًا إلى الأبد".
في وصفٍ دقيق لما تعنيه أعياد الميلاد في زمن الحرب، ترى الأخصائية النفسية في شؤون المرأة، حنين زيدية، أن هذه المناسبات لا تمرّ كأيام احتفال عادية، بل تتحوّل إلى "ندوب داخلية وعلامات زمنية مشوّهة".
يصبح يوم الميلاد أثقل من أن يُحتفل به ببراءة، مثقلًا بما يحمله من وجع وخسارات. ورغم ذلك، يُصرّ الناس، خاصة النساء والأطفال، على التمسّك بهذه اللحظة – حتى لو كانت مكسورة. ليس لأنهم بخير، أو لأن الفرح حاضر، بل لأنهم في أمسّ الحاجة للتشبّث بأي لحظة تُشبه الحياة، حتى لو كانت تُعاش في خيمة، بلا كهرباء، وتحت أصوات القصف.
وفي التجربة النفسية التي ترصدها "زيدية"، يتكوّن لدى النساء والأطفال نوعٌ خاص من الذاكرة العاطفية، حيث تُصبح أعياد الميلاد ذكرى مزدوجة تحمل وجع الفقد، لكنها أيضًا دليل على النجاة.
وكأنهم يُعيدون بناء الصلابة من تحت الركام، يلتقطون من تحت الرماد ما يمكن أن يُعينهم على الاستمرار. إنها المقاومة النفسية التي تولد من لحظةٍ موجوعة، فتتحوّل إلى ما يُدفئ القلب ويُبقي على الأمل حيًا، مهما كانت الحياة منزوعة من ملامحها المعتادة.
نزح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، أي نحو 85% من سكانه، بحسب تقارير الأمم المتحدة، ومع تهدّم البنية التحتية وتوقّف الإمدادات، يهدّد شبح المجاعة أرواحًا لا تعرف سوى الانتظار.
ورغم ذلك، تقرّر "صابرين"، 30 عامًا، الاحتفال بيوم ميلادها بعد أن نزحت مرارًا وقُصف منزلها.
تقول: "قررت أزور البحر وما أخلي شي ببالي... يمكن أموت بكرة، بس حبيت أقول لنفسي: أنا عايشة".
لا تأتي الأعياد في غزة محمولة على تقويم، بل تأتي محمولة على لحظات النجاة: حين لا يقع صاروخ على رأسك، حين تجد ما تأكله في وجبة واحدة، حين تبقى أمك حيّة رغم كل القصف، فذلك يومٌ تستحق أن تحتفل به.
كل يوم لا يُقتل فيه طفل وامرأة في غزة هو عيد ميلاد. كل ليلة تمرّ دون أن يفقد شخصٌ أطرافه أو أحبّته، هي شمعة تُضاء في صمت. وكل امرأة تحضن طفلها بعد القصف، تكون قد منحت هذا العالم ميلادًا جديدًا، رغم كل شيء. فهل ستظل ذكرى الميلاد في غزة شبحًا ثقيلًا؟ أم تتحوّل، رغم كل شيء، إلى نشيد حياة؟
ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.
المصدر : وكالة سوا - لمى أبو عاصي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين عن تجربة معالجة نفسية في غزة حماس: ننتظر الرد النهائي على ما تم الاتفاق عليه مع ويتكوف الأحمد: الذكرى الـ61 لتأسيس منظمة التحرير محطة مفصلية وتجسيد لإرادة التحرر الأكثر قراءة سفارة فلسطين بالقاهرة تعلن استئناف معاملات تقديم طلبات جوازات السفر البيومترية سفير فلسطين بالقاهرة يكشف عن عدد الغزيين الذين استقبلتهم مصر منذ بدء الحرب إدانات دولية واسعة لاستهداف الاحتلال وفدا دبلوماسيا في جنين العليا الإسرائيلية: قرار إقالة رئيس الشاباك غير قانوني وشابه تضارب مصالح عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025