صحيفة الاتحاد:
2025-05-10@12:29:23 GMT

مكتبة فريدة.. مبادرة جديدة للحدّ من التلوث

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

في مدينة أمستردام الهولندية "مكتبة" ليست كغيرها، إذ ما مِن كتب فيها تعيرها لمحبي المطالعة، بل فساتين وسترات وأزياء نسائية على أنواعها، تتيحها مؤقتاً للراغبات باستئجارها، في مبادرة تهدف إلى الحد من التأثير البيئي لصناعة الملابس.
تتيح "مكتبة الملابس" هذه، التي اتخذت اسم "لينا" (LENA)، لزبوناتها تنويع إطلالاتهن بقدر ما شئن من خلال تمكينهنّ من استئجار ملابس عالية الجودة.


وقبل أن تعيد بلوزة ذات نقوش زرقاء وبيضاء، وتأخذ بدلاً منها قطعة مماثلة من اللون الوردي الفاتح، تصف إحدى الزبونات المكان بأنه "أمر جيد فعلاً".
وتواظب هذه الناشطة في منظمة غير حكومية على الحضور إلى "لينا" كل ثلاثة أسابيع تقريباً، وهي سعيدة بأنها تستطيع تجديد خزانة ملابسها باستمرار بفضل المبادرة الهادفة إلى المساهمة في تحقيق الاستدامة.

وإذ تلاحظ أن "ملابس كثيرة تُشرى ولا تُرتدى"، ترى أنها "طريقة لطيفة جداً للتمكن من ارتداء ملابس جديدة من دون استنزاف الكوكب".
ويوفّر المتجر، القائم في شارع مزدحم بوسط العاصمة الهولندية، مجموعة متنوعة تضمّ مئات القطع، يجري تجديدها باستمرار، وهي متاحة للشراء أيضاً.
على كل قطعة من الملابس، ملصق يذكر السعر الذي غالباً ما يكون باهظاً، وكذلك بدل الإيجار اليومي الذي يتراوح بين 50 سنتاً وبضعة يوروهات.
تشرح إليزا يانسن، التي شاركت في تأسيس المبادرة عام 2014 مع شقيقتيها وصديقة، أن "قطاع الأزياء هو من الأكثر تلويثاً في العالم".
ففي عصر الموضة السريعة، يشتري الشخص العادي ملابس أكثر بنسبة 60 في المئة مما كان يفعل قبل 15 عاماً، فيما يحتفظ بكل قطعة لوقت هو نصف المدة التي كان يحتفظ خلالها بالقطع سابقاً، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي كل ثانية، يُحرق أو يُطمر ما يعادل حمولة شاحنة قمامة من الملابس في مكبّ للنفايات، وفقًا لمؤسسة إلين ماك آرثر.
وتشكل صناعة الأزياء مصدراً لثلث المواد البلاستيكية الدقيقة السامة التي يجري تصريفها في المحيطات، وتستهلك مع المنسوجات ما يصل إلى 215 ألف مليار لتر من الماء سنوياً، وهي مسؤولة عما يصل إلى 8 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وتسعى "مكتبة الملابس"، بأجوائها الدافئة وجدرانها المبنية بالطوب الأبيض ونباتاتها وأثاثها الملون، إلى أن تكون أحد الحلول.

"خزانة ملابس مشتركة" 
يبرز أحد الملصقات الترويجية أن المتجر يوفّر "ملابس جديدة دائماً. جيدة لكوكب الأرض". ويضيف "اختَبِري مع أسلوبِكِ. جرّبي قبل أن تشتري".
وتتيح "المكتبة" أيضاً مجموعتها عبر الإنترنت، ولديها مستودعات ومراكز تسليم في مدن هولندية كبرى أخرى.
تقول يانسن "عملت دائماً في مجال إعادة استخدام الملابس"، وخصوصاً في متاجر الملابس العائدة إلى حقب ماضية. لكن هذا النمط محدود، ولا يتيح اقتناء قطع جديدة.
وتضيف "من هنا، نشأت فكرة تَشارُك الملابس في خزانة ملابس مشتركة كبيرة".
تدفع كل زبونة عشرة يورو في مقابل الحصول على العضوية في المتجر. وتحمل أكثر من ستة آلاف امرأة بطاقات عضوية، لكنّ وتيرة استئجارهنّ الملابس تتفاوت، بحسب يانسن.
وتؤكد أن جودة الملابس هي "الأهم" في اختيار المجموعة، وتُعطى الأفضلية للماركات التي تراعي الاستدامة.
وتوضح أن المتجر لا يحوي ملابس من نمط ما يُعرَف بـ"الموضة السريعة"، وهو التوجّه المتمثل في شراء الملابس بسعر رخيص ثم الاستغناء عنها بعد مدة قصيرة.

"هذا هو المستقبل"
تذكّر المؤسِسَة المشاركة بأن متجرها "كان من بين الأوائل في هذا المجال قبل تسع سنوات". وتلاحظ أن ثمة مبادرات أخرى مماثلة في الدول الاسكندنافية، لكنّها تأسف لكون بعضها توقف، فضلاً عن أن معظمها في الغالب على الإنترنت.
وتضيف "لدينا متجر قائم فعلياً يمكن الحضور إليه، وهو بالتالي فريد تماماً".
وتوضح أن التوصل إلى صيغة مربحة استغرق وقتاً طويلاً، لكن المبادرة في هذا الحي العصري في أمستردام مقنعة، وخصوصاً لدى "النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 25 و45 عاماً، ويرغبن في اتخاذ خيارات واعية، لكنهن يدركن أهمية كونهنّ حسنات المَلبس".
تأمل يانسن أن يلهم متجر "لينا" الماركات. وتقول "أعتقد بصدق أن هذا هو المستقبل (...) لا يمكننا الاستمرار في الاستهلاك والإنتاج بهذه الطريقة".
وتضيف "آمل أن تفعل ماركات الملابس الأخرى ذلك بنفسها... بحيث يتوافر دائماً خيار الاستئجار".

المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المكتبة ملابس مستعملة

إقرأ أيضاً:

تفاوت في جودة الهواء عالميا والهند الأكثر تلوثا

أظهرت دراسة جديدة لمستويات التلوث حول العالم ارتفاعا في نسب التلوث في مدن رئيسية بجنوب شرق آسيا وأفريقيا، مقابل انخفاض في الدول ذات الدخل المرتفع التي تطبق إجراءات صارمة للحد من التلوث.

وشملت الدراسة التي أجرتها جامعات أميركية ونشرت نتائجها في مجلة "الاتصالات الأرض والبيئة" (Communications Earth & Environment) 13 ألفا و189 مدينة حول العالم، حيث قام الباحثون برسم خرائط لمستويات تلوث الهواء وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تلوثه يسبب 7 ملايين وفاة.. كيف تقاس جودة الهواء؟list 2 of 4باريس تصوت لبرنامج بيئي يحظر المركبات بمئات الشوارعlist 3 of 4الكربون يسجل أعلى زيادة بالتاريخ وسط ضعف امتصاص الأرضlist 4 of 4العواصف الترابية أزمة بيئية متفاقمة مع تغير المناخend of list

واستخدم البحث، بيانات من عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية والقياسات الأرضية والنماذج الحاسوبية خلال الفترة من 2005 إلى 2019 لقياس تلوث الهواء ومتوسط كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي، وصمموا خريطة تفاعلية ولوحة معلومات لتتبع تلوث الهواء في المدن على مستوى العالم.

وخلصت الدراسة إلى أن المناطق الحضرية في الدول ذات الدخل المرتفع في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا والتي تطبق سياسات بيئية صارمة، شهدت انخفاضات متزامنة في جميع أنواع الملوثات.

أما المدن في المناطق التي تشهد نموا سكانيا واقتصاديا سريعا، فقد شهدت ارتفاعا في مستويات التلوث والانبعاثات بما في ذلك جنوب آسيا وأجزاء من أفريقيا.

إعلان

كما أظهرت الخريطة التفاعلية وجود روابط بين جميع الملوثات، في أكثر من 50% من المدن التي تم رصدها، مما يشير إلى أنها على الأرجح تصدر من نفس المصادر ويمكن الحد منها معا.

وتشمل الملوثات التي تؤثر على صحة الإنسان والبيئة تلك الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم "PM2.5″ و"PM10" والأوزون على مستوى الأرض وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت. وكلما زادت كثافة الملوثات في الهواء زادت نسبة التلوث.

ويعتمد مؤشر نوعية الهواء، على مقياس يمتد من صفر إلى 500 درجة، ويعتبر مؤشر نوعية الهواء إذا كان في حدود 50 درجة أو أقل آمنا، بينما تفيد القراءات التي تزيد عن 100 إلى مخاطر صحية.

وحسب التقرير، احتلت الهند المراتب الأولى في نسب التلوث العالية، إذ بلغت 110.4 درجات في دلهي، و120.8 في ماو (Mau)، و132.6 في فيلور (Phillaur) و125.4 في نواب غانج (Nawabganj).

وسجلت مدن في الصين معدلات تلوث مرتفعة نسبيا، كان أقصاها في كيريا (Keriya) عند 124 درجة وبشكل أقل في إندونيسيا، حيث بلغت أقصاها 59.1 درجة في مدينة "جامبي" (jambi).

وفي القارة الأفريقية، كانت نيجيريا والنيجر في غرب القارة أكثر المدن كثافة في ملوثات الهواء، بينما سجلت بيرو في غرب قارة أميركا الجنوبية أعلى معدلات التلوث على مستوى القارة.

وعلى سبيل المقارنة، وصلت النسبة إلى 6.1 في ميامي و 7.9 في نيويورك بالولايات المتحدة، و14.9 في العاصمة الفرنسية باريس، و15.3 في العاصمة البريطانية لندن، و 17.2 في سيدني بأستراليا.

وقالت سوزان أنينبيرغ مديرة معهد المناخ والصحة بجامعة جورج واشنطن "تقدم هذه الدراسة صورة قوية عن كيفية تطور البيئات الحضرية في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى وجود تحسن، لكنه غير متساو، إذ تشهد بعض المدن تفاقما في التلوث، بينما تتمتع مدن أخرى بهواء أنظف بمرور الوقت.

إعلان

وكان تقرير صادر عن مؤشر جودة الهواء "آي كيو إير" (AQI) في مارس/آذار الماضي قد كشف أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة ما يقرب من 7 ملايين شخص حول العالم كل عام، مما يجعله أحد أخطر التحديات الصحية والبيئية التي تواجه البشرية.

مقالات مشابهة

  • وزيرا التضامن والزراعة ورئيس التحالف الوطني يتابعون نتائج مبادرة ازرع استعدادًا لتدشين مرحلة جديدة
  • فيديو واحد كسر قلب أب.. فريدة طفلة تواجه شبح الواتساب ويهددها بـفيديو فاضح
  • ضمن بداية جديدة.. المنيا تواصل مبادرة «ابدأ صح» لتمكين الشباب في ريادة الأعمال
  • محافظ المنيا: المرحلة الثانية من مبادرة توفير منظومة نقل آمنة تضيف 10 ميكروباصات جديدة لخطوط قرى ديرمواس
  • تفاوت في جودة الهواء عالميا والهند الأكثر تلوثا
  • انطلاق مبادرة بداية جديدة لضمان جودة التعليم بجامعة عين شمس
  • الأنهار تفيض بالسموم.. ميسان ضحية التلوث وانخفاض مناسيب المياه
  • الأزهر يواصل التصدّي للإلحاد .. حلقة جديدة من مبادرة «معًا لمواجهة الإلحاد»
  • حملة ميدانية للحد من نواقل الأمراض بولاية بدية
  • شيرا زقزوق توجه نصائح لاختيار ملابس صيفية مريحة