تراث حي لإقامة المناسبات والتخييم.. إقبال على شراء بيوت الشعر والخيام
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
مع دخول فصل الشتاء يزداد الإقبال على شراء بيوت الشعر والخيام من أجل رحلات التخييم في المناطق البرية والمتنزهات، وإقامة الملتقيات العائلية، أو وضعها في فناء المنازل والمزارع والاستراحات.
لتبقى بيوت الشعر والخيام رغم مظاهر الحياة العصرية الحديثة، تراثاً حياً وعنصراً تقليدياً لا يستغني عنه العديد من السعوديين، بصفته مفردة متميزة من موروث الحياة اليومية للآباء والأجداد في عمق البادية والصحراء، تسكن إليه النفوس، وتهفو إليه أفئدة الشعراء.
وتعد بيوت الشعر من أهم رموز صحراء البادية صيفاً وشتاءً، وتحاكي عراقة الماضي الأصيل الذي عاشه الآباء والأجداد، وفي الوقت الحاضر، أصبحت ضمن كماليات العديد من المنازل لوضعها في الفناء.
فهي تستهوي كثيرين ممن يحرصون على نصبها داخل منازلهم، لقضاء بعض الأوقات فيها والاجتماع مع العائلة والأصدقاء والأقارب، كما أصبحت مقراً للمناسبات واستقبال الضيوف واحتضان الملتقيات الأسرية والعائلية.
يبدأ الاستعداد للتخييم أو بناء بيوت الشعر في المنازل منذ وقت مبكر قبل دخول الشتاء
التخييم في بيوت الشعريبدأ الاستعداد للتخييم أو بناء بيوت الشعر في المنازل منذ وقت مبكر قبل دخول الشتاء، وكلما انخفضت درجات الحرارة تسارعت وتيرة الإقبال عليها وتجهيزها بقطع الأثاث والإنارة والقهوة والشاي، والحطب والفحم لإشعال النار والتدفئة، حيث تستهوي بيوت الشعر عشاقها الذين يحرصون على الجلوس فيها من وقت لآخر.
وتحتضن الضيوف والزوار، باعتبارها مقراً مناسباً للاجتماع، يتوافد عليه رواده باستمرار، وخصوصاً في ليالي فصل الشتاء الباردة التي تجبر أصحاب المنازل على البقاء فيها خلال موسم البرد القارس، حيث تضفي عليه بيوت الشعر أجواء من الدفء والمتعة.
تضاريس #المملكة ومقوماتها الطبيعية فرصة مثالية لمحبي #المغامرات وفي فصل #الشتاء يكون #التخييم من أفضل الأنشطة التي يمارسها الزوار والمقيمين
إليكم أفضل تجارب التخييم بالمملكة: https://t.co/7bTWKH1DNt#اليوم pic.twitter.com/ofGO8Jz3GL— صحيفة اليوم (@alyaum) December 19, 2023رمز تراثي
منذ القدم اعتمد سكان البادية في الجزيرة العربية على بيوت الشعر التي تعد مفردة ثقافية أصيلة في التراث العربي، تناسب البيئة الصحراوية ومناخها، كما تناسب حياة الترحال والتنقل التي لا تعرف الاستقرار طويلاً في مكان واحد، كونها سهلة الحمل والنقل مقارنة بالمباني.
وتتنوع مادة بيوت الشعر والخيام ما بين وبر الإبل وصوف الضأن وشعر الماعز والأقمشة، بالإضافة إلى السدو وتوظف هذه المكونات في بيوت الشعر لتوفر الحماية من البرد والأمطار وعواصف الرمال وحرارة الشمس في البادية والصحراء.
وتتميز خيوط الشعر بالتضخم في موسم الأمطار وتضيق المساحات بينها فتمنع تسرب المياه إلى البيت. وتغني العديد من الشعراء وأبناء البادية قديماً وحديثاً ببيوت الشعر والخيام التي تألفها النفس ولا يرتضي ساكنها عنها بديلاً بما علق بروحه فيها من ذكريات وحنين، ومن ذلك قول أبي العلاء المعري: فالحُسنُ يَظهرُ في شيئين رَوْنقُه ... بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْتٍ من الشّعَرِ.
"السودة" وجهة مثالية لعشاق التخييم ومراقبة النجوم https://t.co/cgj6zoQvFg #اليوم pic.twitter.com/xclKnZgPa6— صحيفة اليوم (@alyaum) July 20, 2023التخييم في المملكة
تتولى منظومة البيئة بالمملكة تنظيم أنشطة التخييم، حيث يصدر المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر تصاريح المخيمات للجهات الحكومية والأفراد في أراضي الغطاء النباتي والمتنزهات الوطنية عن طريق إدارات تنمية الغطاء النباتي في المناطق، وإدارات المتنزهات الوطنية، وفروع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
ويشترط للحصول على التراخيص مجموعة شروط منها أن يكون تحديد موقع التخييم تحت إشراف المركز، وتوفير أدوات الأمن والسلامة، وعدم تجاوز مدة التخييم 3 أشهر، والمحافظة على الغطاء النباتي في مواقع التخييم.
وتختار بعض الملتقيات العائلية بيوت الشعر لاحتضان مثل هذه المناسبات حيث يحرص القائمون عليها على تنظيمها في بيت من الشعر، وقال العم رخاء الحسيب إن الملتقيات العائلية في بيوت الشعر تتميز بطابع أصيل وتجسد قيم التكاتف والتعاون وصلة الأرحام، ولها دور كبير في تنمية أواصر المودة والتفاهم، وربط الأقارب والأسر مع بعضها البعض.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس سكاكا التخييم الخيام الغطاء النباتی
إقرأ أيضاً:
عاشوا في بيوت برجية.. مدينة إيمت تكشف عن حياة المصريين قبل آلاف الأعوام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، العثور على أطلال مدينة "إيمت"، التي يرجح أنها تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، بمحافظة الشرقية.
وصرحت الوزارة، في بيان رسمي على موقع "فيسبوك"، أنه تم "العثور على أطلال مدينة إيمت، وبقايا مباني سكنية لبيوت برجية، ومباني لتخزين الحبوب وإيواء الحيوانات من أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد"، وذلك في منطقة تل الفرعون (تل نبيشة) في ختام موسم الحفائر الحالي للبعثة الأثرية البريطانية من جامعة مانشستر.
أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، أن "أعمال التنقيب تمركزت في التل الشرقي اعتمادًا على تقنيات الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الصناعية (لاندسات)، التي كشفت عن تجمعات كثيفة من الطوب اللبن في أماكن محددة".
كشفت الحفائر عن مبانٍ سكنية من بينها منشآت يُعتقد أنها "بيوت برجية"، أي منازل متعددة الطوابق تستوعب أعدادًا كبيرة من الناس، وتتميّز بجدران أساس سميكة جدًا لتحمل وزن المبنى نفسه. وتنتشر هذه البيوت بشكل خاص في دلتا النيل من العصر المتأخر وحتى العصر الروماني، بحسب البيان.
وكشفت البعثة أيضا عن مبانٍ أخرى كانت تستخدم لأغراض خدمية مثل تخزين الحبوب أو إيواء الحيوانات.
في منطقة المعبد، أشار البيان إلى عثور البعثة على أرضية كبيرة من الحجر الجيري وبقايا عمودين ضخمين من الطوب اللبن، يحتمل أنهما كانا مغطّيين بالجص، ويُعتقد أن هذه البقايا انتمت إلى مبنى شُيّد فوق طريق المواكب الذي كان يربط بين صرح العصر المتأخر وصرح معبد "واجيت"، ما يشير إلى خروج هذا الطريق من الخدمة بحلول منتصف العصر البطلمي.
من جهته، أكد رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، أن هذا الكشف "يثري المعرفة الأثرية حول المنطقة، ويسهم في فهم طبيعة الحياة اليومية والعبادات خلال الفترتين المتأخرة والبطلمية المبكرة.
شملت أبرز اللقى الأثرية المكتشفة الجزء العلوي لتمثال "أوشابتي" يعود إلى عصر الأسرة الـ26، ولوحة حجرية تصور الإله "حورس" واقفًا على تمساحين وهو يحمل الأفاعي، تعلوها صورة للإله "بس".
أكّد مدير البعثة، نيكي نيلسن، أنّ مدينة "إيمت" كانت من أبرز المراكز السكانية في الوجه البحري، لا سيما خلال عصري الدولة الحديثة والعصر المتأخر، وتميزت بوجود معبد ضخم مكرّس لعبادة الإلهة "واجيت"، ولا تزال أطلاله قائمة على الجانب الغربي من الموقع.
ويعد هذا الكشف خطوة جديدة نحو استكمال الصورة الأثرية والتاريخية لمدينة "إيمت"، ويمهّد الطريق أمام المزيد من الدراسات المستقبلية التي ستسهم في الكشف عن أسرار هذه المدينة القديمة.