عاشوا في بيوت برجية.. مدينة إيمت تكشف عن حياة المصريين قبل آلاف الأعوام
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، العثور على أطلال مدينة "إيمت"، التي يرجح أنها تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، بمحافظة الشرقية.
وصرحت الوزارة، في بيان رسمي على موقع "فيسبوك"، أنه تم "العثور على أطلال مدينة إيمت، وبقايا مباني سكنية لبيوت برجية، ومباني لتخزين الحبوب وإيواء الحيوانات من أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد"، وذلك في منطقة تل الفرعون (تل نبيشة) في ختام موسم الحفائر الحالي للبعثة الأثرية البريطانية من جامعة مانشستر.
أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، أن "أعمال التنقيب تمركزت في التل الشرقي اعتمادًا على تقنيات الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الصناعية (لاندسات)، التي كشفت عن تجمعات كثيفة من الطوب اللبن في أماكن محددة".
كشفت الحفائر عن مبانٍ سكنية من بينها منشآت يُعتقد أنها "بيوت برجية"، أي منازل متعددة الطوابق تستوعب أعدادًا كبيرة من الناس، وتتميّز بجدران أساس سميكة جدًا لتحمل وزن المبنى نفسه. وتنتشر هذه البيوت بشكل خاص في دلتا النيل من العصر المتأخر وحتى العصر الروماني، بحسب البيان.
وكشفت البعثة أيضا عن مبانٍ أخرى كانت تستخدم لأغراض خدمية مثل تخزين الحبوب أو إيواء الحيوانات.
في منطقة المعبد، أشار البيان إلى عثور البعثة على أرضية كبيرة من الحجر الجيري وبقايا عمودين ضخمين من الطوب اللبن، يحتمل أنهما كانا مغطّيين بالجص، ويُعتقد أن هذه البقايا انتمت إلى مبنى شُيّد فوق طريق المواكب الذي كان يربط بين صرح العصر المتأخر وصرح معبد "واجيت"، ما يشير إلى خروج هذا الطريق من الخدمة بحلول منتصف العصر البطلمي.
من جهته، أكد رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، أن هذا الكشف "يثري المعرفة الأثرية حول المنطقة، ويسهم في فهم طبيعة الحياة اليومية والعبادات خلال الفترتين المتأخرة والبطلمية المبكرة.
شملت أبرز اللقى الأثرية المكتشفة الجزء العلوي لتمثال "أوشابتي" يعود إلى عصر الأسرة الـ26، ولوحة حجرية تصور الإله "حورس" واقفًا على تمساحين وهو يحمل الأفاعي، تعلوها صورة للإله "بس".
أكّد مدير البعثة، نيكي نيلسن، أنّ مدينة "إيمت" كانت من أبرز المراكز السكانية في الوجه البحري، لا سيما خلال عصري الدولة الحديثة والعصر المتأخر، وتميزت بوجود معبد ضخم مكرّس لعبادة الإلهة "واجيت"، ولا تزال أطلاله قائمة على الجانب الغربي من الموقع.
ويعد هذا الكشف خطوة جديدة نحو استكمال الصورة الأثرية والتاريخية لمدينة "إيمت"، ويمهّد الطريق أمام المزيد من الدراسات المستقبلية التي ستسهم في الكشف عن أسرار هذه المدينة القديمة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آثار
إقرأ أيضاً:
ليست بدون جدوى.. كيف تشكل إطلالات المشاهير قوة ناعمة في صالحهم في المحكمة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وصلت نجمة تلفزيون الواقع، كيم كارداشيان، إلى قاعة المحكمة وسط مدينة باريس الفرنسية في مايو/أيار، متألقةً بمجوهرات تُقدَّر قيمتها بـ8 ملايين دولار.
كان اختيارها لهذه الإطلالة جريئًا، خاصةً وأنّها كانت تحضر جلسة محاكمتها الخاصة، لواحدة من أكثر عمليات السطو على المشاهير جرأةً في التاريخ الحديث.
ووصلت كارداشيان برفقة والدتها، كريس جينر، للإدلاء بشهادتها ضد اللصوص الذين يواجهون تهمًا بالسطو المسلح، والاختطاف، والتآمر، وذلك بعد سرقة مبالغ نقدية ومجوهرات بقيمة 10 ملايين دولار من النجمة، التي احتُجزت تحت تهديد السلاح خلال رحلة إلى باريس في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016.
خلال جلسة المحاكمة، ظهرت كارداشيان بنظارات شمسية من علامة "Alaïa"، وبرزت منحنيات جسدها ببدلة سوداء كلاسيكية ذات فتحة صدر واسعة من علامة "John Galliano".
تزيّن عنق كارداشيان وحده بأكثر من 52 قيراطًا من الألماس، بفضل عقد على شكل دمعة من تصميم سامر حليمة، نسّقته مع أقراط شملت قطعة على شكل حلقة توضع حول الأذن من علامة "Repossi" بعيار 4.55 قيراط، بالإضافة إلى أقراط مرصعة بالألماس والذهب الأبيض من تصميم علامة "Briony Raymond".
بالنسبة للبعض على وسائل التواصل، شكّل هذا تذكيرًا غير لائق بثروةٍ لا تنضب.
ولكن بالنسبة لأستاذ قانون الموضة في جامعة نيويورك بأمريكا، ومؤلف كتاب "قوانين الأناقة" (The Laws of Style)، دوغلاس هاند، شكّلت إطلالتها رمزًا للتحدي، فأوضح لـCNN عبر الهاتف: "اختيارها للمجوهرات أكّد رغبتها في إعلان استعادة نفوذها بعد هذا الحدث المؤلم. لو كنت أقدّم لها مشورة من منظور تجاري وقانوني، لأوصيت بإيصال رسالة مفادها أنّها ناجية".
التفاصيل الخفية للموضةلا ينبغي أبدًا الاستهانة بقوة الزيّ المُختار بعناية لقاعات المحاكم.
في عام 2023، عندما خضعت غوينيث بالترو للمحاكمة بسبب دعوى إصابة شخصية ناجمة عن حادث تزلج، اعتمدت الممثلة على مجموعة من الإطلالات الراقية والبسيطة، وساعدها ذلك في كسب تعاطف جمهور الإنترنت لصالحها.
وفي نهاية المطاف، حكمت هيئة المحلفين بالإجماع لصالح بالترو، وأخلتها من المسؤولية.
وفقًا لهاند، "عادةً ما يكون زي قاعة المحكمة محاولةً لتبديد أي انطباع بالذنب، سواءً كان الشخص متهمًا بجريمةٍ ما، أو كان متورطًا في نزاعٍ ما، أو تجربة طلاق سيئة".
وأضاف أنّ المظهر المناسب قد يساهم في ضمان "قدرٍ من المصداقية".
ولكن قد يأتي التركيز المُفرط على الموضة بنتائج عكسية، فعندما حُوكمَت مارثا ستيوارت بتهمة التداول من الداخل عام 2004، أثار اختيارها لارتداء حقيبة "بيركن" من علامة "هيرميس" جدلاً واسعًا.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في العام ذاته: "لم تُساهم حقيبة بيركن في تعزيز صورة المرأة الودودة التي كافحت وارتقت من جذور متواضعة. بدلاً من ذلك، رسّخت (الحقيبة) صورتها كامرأة مدللة".
ليست هناك دعاية سيئةفي وقتٍ سابق من هذا العام، تداخل عالما الموضة وإنفاذ القانون بشكلٍ أكبر عندما مثل مغني الراب "آيساب روكي" أمام محكمة في لوس أنجلوس بأمريكا مُواجهًا تهمتين بالاعتداء الجنائي، إحداهما بسلاح ناري.
وصل الفنان، الذي شارك مؤخرًا في رئاسة حفل "ميت غالا" لعام 2025، إلى محاكمته بمظهرٍ أنيقٍ ولافت بمعطف، وقميص مخطط، ونظارات شمسية.
وبعد أيام قليلة، أكدت منشورة وُزعت على الصحفيين أن إطلالة "آيساب روكي" كانت من تصميم علامة "سان لوران" من الرأس إلى أخمص القدمين.
عندما تم إرسال التنبيه الإعلامي، كان "روكي"، الذي بُرّئ الآن من جميع التهم، لا يزال المتهم الرئيسي في محاكمة جنائية جارية.
ولكن لم يُثنِ الموقف "سان لوران"، بل واصلت العلامة في إرسال بيانات صحفية بعد كل ظهور جديد له في المحكمة.
وفاجأ هذا التصرف مسؤولًا كبيرًا في العلاقات العامة في عالم الموضة في مدينة لندن ببريطانيا، حيث قال إنّه ينصح بعدم مشاركة تفاصيل الإطلالة أو روابط الشراء عندما تُرتدى القطع في مناسبات حساسة.
وأضاف: "ليس من المناسب التفاخر بارتدائهم لعلامتك التجارية في سياقات كهذه"، واصفًا الأمر بأنه "مبتذل".
لم ترد دار "سان لوران" على طلب CNN للتعليق.