ميقاتي والنقاط الثلاث: عرضٌ بالانسحاب يطلق المفاوضات
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": في السباق المشتعل بين الانفجار الكامل وجهود ضبط النفس والتهدئة، بدا من المواقف التي اطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اول من امس وضمّنها إشارات ورسائل بالغة الاهمية الى إسرائيل، ان حظوظ نجاح الجهود الديبلوماسية المتعاظمة اخيراً وسط حركة الموفدين الدوليين الكثيفة إلى لبنان، قد تتقدم طبول الحرب.
لفت في حديث ميقاتي تأكيده على ثلاث نقاط اساسية، اولاها، قوله ان لبنان يعمل على حل ديبلوماسي، يرتبط تطبيقه ربما بوقف العدوان على غزة، وثانيها استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان، عبر تطبيق القرارات الدولية، منطلقاً من اتفاق الهدنة ليعيد الوضع في الجنوب إلى ما قبل العام 1967، طارحاً بذلك إشكالية لبنانية مزارع شبعا على اعتبار انها مطلب لبناني وهي كانت تحت السيادة اللبنانية (14 منها لبنانية واثنتان سورية)، نافيا بذلك ما يتردد عن ان المزارع ستكون خارج نطاق مهمة هوكشتاين.
أما النقطة الثالثة والاهم، فتكمن في إعلانه عن تلقّيه عرضاً بالانسحاب إلى شمال الليطاني، وذلك بعد كشفه فحوى التهديدات التي تصل إلى لبنان ومفادها انه يجب على "حزب الله" الانسحاب إلى شمال الليطاني.
لم يحدد ميقاتي في كلامه ممن تلقّى العرض، لكن سياق الكلام يدلل على انه قال بلسانه ما يعجز نصرالله عن قوله علانية. اذ يُفهم من كلام ميقاتي عن تلقّيه عرضاً، ان العرض قدمه الحزب المتواجد جنوب الليطاني عبر "قوة الرضوان" التابعة له. وهذا يعني عملياً ان رئيس الحكومة وبالتفاهم حكماً مع الحزب، قد قدم شروطه إلى طاولة المفاوضات: الانسحاب الى شمال الليطاني مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية. وهذا المطلب يأتي بنداً أول في مندرجات القرار 1701 قبل ان يصل إلى بند سحب السلاح من منطقة "الخط الأزرق". وهذه الشروط ستكون على طاولة البحث مع هوكشتاين الذي يُفترض ان يحمل معه المقترح الاسرائيلي، علماً ان المفاوضات المنتظرة يجب ان تبدأ من حيث توقفت في 7 تشرين الاول الماضي، حيث كان التفاهم قد انتهى إلى بتّ 7 نقاط من أصل 13 العالقة ومنها نقطة B1 التي لا تزال موضع خلاف. وبحسب المعلومات، فإن البحث سيركز على تطبيق القرار 1701 عبر تجريد منطقة عمل "اليونيفيل" من السلاح.
ثمة من يرى ان هوكشتاين لن يحمل جديداً في زيارته المرتقبة غداً، بل هي بمثابة إثبات حضور وتأكيد على استمرار الالتزام الاميركي بتحييد لبنان عن الانزلاق إلى حرب اوسع مع إسرائيل، خصوصاً ان زيارته إلى تل ابيب ومحادثاته هناك لم تكن مثمرة جداً كما بدا من التصريحات التي أعقبتها على لسان المسؤولين الاسرائيليين. لكنْ ثمة رأي آخر يقول إن الموفد الرئاسي الاميركي لن يحطّ في بيروت خالي الوفاض، بل سيستغل الإعلان اللبناني بلسان رئيس الحكومة ليطلق جولة جديدة من المفاوضات، مستبقاً اجواء التصعيد التي تبلغ يومياً مستويات غير مسبوقة، رغم كثافة التحذيرات الدولية والضغوط التي على ما يبدو لا تأخذها إسرائيل على محمل الجد حتى الآن، ما يجعل التطمينات التي يتلقاها لبنان يومياً من المبعوثين الدوليين مشوبة بمخاطر تفلّت الأمور من عقالها في لحظة غير محسوبة النتائج!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب: إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف للتأكد من تدميرها
#سواليف
كشف الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب أن #إسرائيل “أرسلت عملاء إلى #المواقع_النووية_الإيرانية التي تعرّضت للقصف للتحقق من تدميرها بالكامل”.
وأكد ترامب في تصريح على هامش قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في مدينة لاهاي، أن “الهجوم المفاجئ الذي شنته الولايات المتحدة كان سريعا إلى درجة لم تسمح لطهران بإزالة اليورانيوم من تلك المواقع”.
وشدد على أن “الضربات الجوية دمّرت منشآت إيران النووية وأعادت برنامجها النووي عقودا إلى الوراء،” وذلك بالرغم من تسريب تقييم استخباراتي أولي يفيد بأن طهران قد تتمكن من إعادة بناء برنامجها خلال أشهر.
مقالات ذات صلة مهم للمسافرين عبر جسر الملك حسين 2025/06/25وقال ترامب للصحفيين خلال القمة: “أفهم أن إسرائيل تُعد تقريراً حول نتائج الضربة، وقيل لي إنهم أكدوا أن ما حدث هو تدمير كامل. لديهم أشخاص يدخلون المواقع بعد الضربة، وقالوا إنها دمّرت بالكامل. وأنا أعتقد أنها دُمّرت بالكامل”.
وجاءت تصريحات ترامب عقب الهجوم على التقييم السري الذي أعدته وكالة استخبارات الدفاع (DIA)، والذي تسرّب إلى شبكة “سي إن إن”، وتضمّن تقديرات تفيد بأن إيران يمكنها استعادة برنامجها النووي خلال أشهر.
وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على منصة “إكس”: “هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وقد كان مصنفا على أنه سري للغاية، لكن تم تسريبه إلى “سي إن إن” من قبل شخص مجهول ومنخفض الرتبة في مجتمع الاستخبارات”.
وأضافت: “تسريب هذا التقييم هو محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمة مثالية لتدمير البرنامج النووي الإيراني”.
وختمت ليفيت بالقول: “الجميع يعرف ما يحدث عندما تُلقى أربع عشرة قنبلة تزن كل واحدة منها 30 ألف رطل بدقة على أهدافها: دمار شامل”.