كتب- سامح سيد:
حدد قانون حماية المستهلك الحالات التي لا يحق فيها للمستهلك إعادة أو استبدال السلعة، كما حدد بعض السلع لا يجوز إعادتها.

وتنص المادة (13) من اللائحة التنفيذية لقانون حماية المستهلك الصادر بالقانون رقم 181 لسنة 2018، على أنه للمستهلك الحق فى استبدال السلعة أو إعادتها مع استرداد قيمتها النقدية، دون إبداء أي أسباب ودون تحمل أية نفقات خلال 14 يومًا من تسلمها.

ويرصد مصراوي الـ 7 حالات والتي جاءت كالتالي:-

١- إذا كانت طبيعة السلعة أو خصائصها أو طريقة تعبئتها أو تغليفها تحول دون استبدالها أو ردها، أو يستحيل معه إعادتها إلى الحالة التى كانت عليها عند التعاقد.

2 - إذا كانت السلعة من السلع الاستهلاكية القابلة للتلف السريع.

3 - إذا لم تكن السلعة بذات الحالة التى كانت عليها وقت البيع لسبب يرجع إلى المستهلك.

4 - إذا كانت من السلع التى تصنع بناءً على مواصفات خاصة حددها المستهلك، وكانت السلعة مطابقة لتلك المواصفات.

5 - الكتب والصحف والمجلات، والبرامج المعلوماتية وما يماثلها.

6 - إذا كانت السلعة تعد من الحلى والمجوهرات وما فى حكمها.

7 - الملابس الداخلية وفساتين الزفاف إذا ما تمت إزالة أغلفتها.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 حماية المستهلك حقوق المستهلك استبدال السلع إعادة السلع طوفان الأقصى المزيد إذا کانت

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي يستعرض تاريخ «الجماعة الفاشية» الحلقة الثانية عشرة

لم تكن الجماعة الفاشية «تلعب» بعد 25 يناير.. كانت واعية تماماً بالفرصة الذهبية التى لن تأتيها مرة أخرى.. هى الفترة التى كانت فيها الفوضى حاكمة.. هى الفترة التى لم يجتمع فيها السياسيون ولا النشطاء على أمر بعينه لتنفيذه.. لم يجتمعوا أصلاً على من يقود هذه الفترة.. بينما الجماعة كانت قد حددت أهدافها أصلاً.

كانت منذ اللحظة الأولى تعمل لاصطياد كرسى الرئاسة، وبالتالى من مصلحتها أن تظل الفوضى لأكبر فترة ممكنة.. كانت الدراسات جاهزة، والأبحاث جاهزة، والرجال أيضاً جاهزين.. لم تترك الجماعة شيئاً للصدفة.. وثائقها تؤكد على ذلك.. وثائقها تكشف أنها قرأت أوراق المرشحين للانتخابات الرئاسية فى المرحلة الانتقالية الأولى، وهو ما توقفنا عنده بالتفصيل الأسبوع الماضى.

قرأت الأوراق جيداً وعرفت من يمثل خطراً عليها وعلى مشروعها، ومن يجب مساندته إذا ما فشل مرشحها الأساسى.. جاهزية الجماعة الفاشية لهذه المعركة المصيرية تأكدت عندما خرج خيرت الشاطر رجلها القوى من السباق الرئاسى لأسباب جنائية.. كان مرشحها البديل موجوداً وتم الاتفاق عليه من قبل وهو محمد مرسى.. المرشح الأمثل للجماعة ولخيرت الشاطر بالتحديد.. فرجل الجماعة القوى كان يعرف جيداً حدود محمد مرسى.

«الشاطر» كان يعرف أنه إذا فاز «مرسى» فلن يحكم من رأسه.. ولا يمكنه أن ينفرد بقرار دون الرجوع لـ«الإرشاد» الذى يديره هو وليس «بديع»

كان خيرت الشاطر يعرف أنه إذا ما فاز «مرسى» فلن يحكم من رأسه.. لا يمكنه أن ينفرد بقرار دون الرجوع إلى مكتب الإرشاد الذى يديره الشاطر وليس محمد بديع.. يا له من مرشح مثالى، سيحكم الشاطر مصر وليس مكتب الإرشاد فقط.. هو مجده الشخصى الذى لم يسبقه أحد إليه من أعضاء هذه الجماعة.. خرج من السباق الرئاسى، لكنه لم يترك المعركة لآخرين يديرونها.. أدارها بنفسه.

وكل شىء تم بإشرافه الكامل.. كانت المعركة الانتخابية حياةً أو موتاً لهذه الجماعة؛ إما أن تخطف مصر وإما أن يعود أعضاؤها مرة أخرى الى السجون وتحت الأرض.. كان الشاطر فى هذه المعركة -وكما قلت- الرقم الأهم، بل إنه هو من أدارها وحدد المهام لغيره من قيادات هذه الجماعة.. هذا ما يكشفه مستند عليه توقيع خيرت الشاطر جرى توزيعه على كل شُعب الإخوان بالمحافظات فى 12 مايو 2012.

حمل عنوان «بيان هام» بدأه بمقولة حسن البنا الذى وصفه بالإمام الشهيد «نحن لا نطلب الحكم لأنفسنا، فإن وجدنا من الأمة من يستعد لحمل هذا العبء وأداء الأمانة والحكم بمنهج إسلامى قرآنى فنحن جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم نجد فالحكم من منهاجنا وسنعمل لاستخلاصه من أيدى كل حكومة لا تنفذ أمر الله».

وأضاف: فى كل ما نمر به لا تركنوا إلى الواقع ناسين مهمتنا التغييرية الأصلية، مصداقاً لقوله تعالى: «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار» ( هود 113)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لما وقعت بنو إسرائيل فى المعاصى نهاهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم فى مجالسهم، وآكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون، فجلس رسول الله وكان متكئاً، فقال: والذى نفسى بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً».

التمهيد الذى كتبه الشاطر كان يريد أن يحث به أبناء الجماعة للقتال فى هذه المعركة بزعم أنها بأوامر إلهية وبمباركة نبوية.. وعندما ينفذون التعليمات فهم ينفذون كلام الله عز وجل وكلام الرسول الكريم.. إذاً عليهم السمع والطاعة ولا راد لما يأتى بعد من تعليمات.

وثيقة تكشف تهديد «الشاطر» لأعضاء «الشعب والشورى» المنتمين للجماعة بالمحافظات إذا لم يحقق «مرسى أو أبوالفتوح» أغلبية أصوات فى دوائرهم الانتخابية لم ولن يُرشَّحوا ثانية إلى عضوية أى من المجلسين

انتهى التمهيد ليبدأ خيرت الشاطر فى توزيع المهام على قيادات الجماعة المنحلة.. جاء فى البند الأول: «أى عضو مجلس شعب أو شورى لم يحقق دكتور محمد مرسى أو دكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أغلبية أصوات فى دائرته الانتخابية لم ولن يُرشَّح ثانية إلى عضوية أى من المجلسين لا هو ولا حتى من كان يدير حملته الانتخابية».. هذا البند يكشف لنا أن الجماعة المنحلة كانت باقية على عبدالمنعم أبوالفتوح.

تكشف لنا أن استقالته من الجماعة كانت شكلية وأنها حريصة على دعمه إذا ما فشل مرشحها الصريح الدكتور محمد مرسى والذى لم يتوقع أحد أن يصمد فى هذه الانتخابات ولا أن يحسمها لصالحه.. الجماعة نفسها كانت تشك فى فوزه بدليل دعمها لـ«أبوالفتوح» من الباطن، خاصة أن هذا الرجل عمل ومنذ فترة على تقديم نفسه فى صورة بعيدة عن تشدد الجماعة، وهو ما دفع كثيرين من باقى القوى السياسية لدعمه ومساندته.. إذاً كان ابتعاد أبوالفتوح عن الجماعة شكلياً هدفه أن يتحمس له من يخاف من هذه الجماعة ويراها خطراً على مصر.. كل يوم يمر يؤكد أن أبوالفتوح ما زال على دين الإخوان.. لا يمكن أن يكفر بهم أو يكفّرهم.. وهو ما يؤكد لنا أنه نادراً ما سنجد إخوانياً سابقاً، ومعها لا يمكن أن نصدق أن محمد مرسى قد أصبح رئيساً لكل المصريين، وإنما رئيس لجماعة منحلة استثمرت الفوضى وخطفت الحكم.

لن نصدق أن محمد مرسى لن يقبّل يد مرشده محمد بديع إذا ما التقاه.. لن نصدق أنه سيتعامل مع عبدالمنعم أبوالفتوح بنفس الطريقة التى يتعامل بها مع غيره.. هنا يجب أن نعود إلى اللقاء الذى جمع محمد مرسى بمرشحى الرئاسة السابقين -حمدين وموسى وأبوالفتوح- كان اللقاء بزعم لم شمل القوى السياسية الذى لم يكن ليتحقق أبداً فى ظل حكم هذه الجماعة.. جرى نشر صور مرسى مع حمدين وعمرو موسى وفيها ظهر حمدين وهو يجلس أمام مرسى، أما عمرو موسى فقد قام بتعديل وضع الكرسى ليصبح فى مواجهة مرسى كأنه يجلس على رأس ترابيزة اجتماعات.

أما صور مرسى مع أبوالفتوح فلم يتم نشرها وأرجعوا السبب إلى خطأ فنى حال دون طباعة الصور، وكان مطلوباً منا أن نصدق تبريرهم الساذج.. أن نصدق أن مؤسسة الرئاسة تعجز عن تصوير لقاء دون ارتكاب أخطاء.. ما قيل عن الخطأ وقتها غير صحيح بالمرة.. فالإخوانى الساكن فى قصر الرئاسة أراد أن يخفى عنا شكل اللقاء.. أراد أن يخفى عنا الطريقة التى التقى فيها بعبدالمنعم أبوالفتوح.. لكن لقطة تليفزيونية فضحت اللقاء، وفيها جلس محمد مرسى بجوار أبوالفتوح متساويين فى الجلسة.. فأبوالفتوح يسبق محمد مرسى فى هذه الجماعة ولا يجوز أن يجلس أمامه ويعامله على أنه هو الرئيس.. تقاليد الجماعة تعلو فوق تقاليد الرئاسة.

«الإخوان» أنشأت لجاناً لرصد المناطق التى بها أغلبية تصويتية للمرشحين «شفيق وموسى وصباحى» وتحديد الموقع الانتخابى بكل دقة لإرسال المعلومة مباشرة إلى مكتب «البلتاجى»

جاء فى البند الثانى من الوثيقة: «يتم إنشاء لجان رصد فى كل شعبة، الهدف منها رصد المناطق التى بها أغلبية تصويتية للمرشحين الآتى أسماؤهم: أحمد شفيق - عمرو موسى - حمدين صباحى، على أن يتم تحديد الموقع الانتخابى بكل دقة ويتم إرسال المعلومة من كل شعبة مباشرة إلى مكتب محمد البلتاجى».. لم تركز الجماعة فقط مع مرشحها.. كانت تريد أن تقف أيضاً على تحديد فرص المرشحين الآخرين ليحددوا وجهتهم إذا ما تضاءلت فرص مرشحهم الأساسى.. تماماً كما فعل السلفيون.. فقد قسموا أنفسهم قسمين فى المشهد الأخير فى هذه الانتخابات.. ذهب فريق منهم إلى أحمد شفيق وأعلن أنه معه، وفريق ذهب إلى محمد مرسى وأعلن أنه يدعمه بكامل قوته.. أراد السلفيون أن يضمنوا وجودهم فى المشهد السياسى سواء فاز شفيق أو مرسى.

 حسن البرنس كان مكلفاً بإبطال أصوات المرشحين المنافسين.. و«العريان» كان مسئول التواصل مع مشرفى اللجان لإقناعهم بترجيح كفة مرشح الجماعة باعتباره نصير الإسلام

أما البند الثالث فهو الأخطر.. جاء فيه: «الدكتور حسن البرنس هو المسئول عن تنفيذ خطط إبطال الأصوات فى اللجان التى سوف تحددها لجان الرصد ومتابعة ذلك بكل دقة وحزم.. إما عن طريق إتلاف الصوت بالتعليم على مرشح إضافى ويكون من التيار الإسلامى –يتم التوجيه بذلك- أو عن طريق عدم تمكين الناس من دخول اللجان، أو عن طريق تغيير الأصوات بأى طريقة كانت».. هذا البند يكشف لنا أن الجماعة المنحلة لجأت إلى أساليب غير شرعية.. يرفعون شعارات دينية وعلى الأرض يريدون تطبيق كل ما يخالفها.

الآن هم يلجأون إلى الأساليب التى كانون يخرجون علينا بأنها ضد إرادة الشعب.. الأساليب التى كانوا يعانون منها ويتهمون الحزب الوطنى والداخلية فى ظل النظام السابق باللجوء إليها لحرمانهم من السيطرة على البرلمان.. لقد كان حسن البرنس هو من يؤدى نفس الدور.. هو الذى يمنع دخول الناخبين.. هو الذى كان يبطل الأصوات.. هو الذى كان يخرج علينا فى كل الفضائيات ليدافع عن الجماعة حتى ولو بالباطل.

حتى إن نال منه الضيوف.. لذلك لم يكن غريباً أن تستميت الجماعة فى أن تكافئ حسن البرنس وتضع بين يديه محافظة الإسكندرية.. جعلوه نائباً لها، وقامت الدنيا وخرجت المظاهرات ضده.. لكن الجماعة تمسكت بالبرنس وليضرب المعترضون رؤوسهم فى الحائط.. الجماعة تعرف أنه سيكون حتماً محافظ الإسكندرية ولن يثنيها أحد عن ذلك.. تتمسك الجماعة بمن يتفانى فى خدمتها ويكون من أبنائها، لكنها أبداً لن تكافئ من يقصر فيما يُسند إليه من مهام.

ظهر هذا جلياً من تحذير خيرت الشاطر لكل نواب مجلسى الشعب والشورى من الإخوان أنهم إذا ما قصّروا لن يدخلوا المجلس مرة أخرى.. يبدو أن البرنس أنجز مهمته على أكمل وجه، لذا وجبت مكافأته.. أيضاً هذا البند يكشف لنا أن أيادى الجماعة لم تكن بيضاء فى هذه العملية الانتخابية وأنها مارست ما يمكن أن نسميه إرهاب الناخبين بعدم تمكينهم من الدخول إلى اللجان والإدلاء بأصواتهم.. إذا ما رأت أن الأمر سيحسم لغير مرشحهم.

«العريان» خدع الكثير بكلامه عن الديمقراطية والحرية وسقط عنه القناع وضاق بمن يقول رأياً يخالفه من السياسيين

وجاء فى البند الرابع: «يتم التواصل مع كل مشرفى اللجان بقدر الإمكان بأى طريقة وإقناعهم بالتغيير لمصلحة الإسلام ويتم المتابعة مع دكتور عصام العريان مباشرة».. اختاروا العريان لمهمة هى الأخطر.. مهمة قد تعصف بأى انتخابات إذا تخلى المشرف عن ضميره وقام بتزييف إرادة الناخبين بزعم أن ذلك فى مصلحة الإسلام.

أسندت الجماعة المنحلة هذه المهمة للعريان الذى ضحك على كثيرين وخدعهم بكلامه عن الديمقراطية والحرية وما إن وصل واحد من هذه الجماعة إلى الحكم حتى سقط عنه القناع وظهر للجميع ضيقه بالديمقراطية، وضيقه بمن يقول رأياً يخالفه من السياسيين.. ظهرت فاشيته فى كثير من المواقف.. لا يستمع لأحد وإذا ما سمع رأياً يخالف تفكيره وتفكير جماعته لا مانع لديه أن ينهشه ويهدده، ولِمَ لا وجماعته هى التى تحكم وتتحكم فى كل شىء؟!.

المعركة التى خرجوا علينا وأعلنوا أنهم يريدونها معركة شريفة لا تدخّل فيها من قريب أو من بعيد إذا بهم يدنسونها بألاعيبهم وممارساتهم غير المشروعة.. الأمر لديهم لم يتوقف عند إرهاب الناخبين، بل وصل إلى المشرفين على اللجان بزعم أنهم سيكونون أداة للتغيير.. بزعم أنهم يشاركونهم المعركة باسم الإسلام.. وبالتالى من لم ينفذ الأوامر فهو لم ينفذ تعاليم الإسلام.. إرهاب خارج اللجان بمنع المواطنين وتهديدهم، وإرهاب داخل اللجان بالخروج من «الملة» إذا لم يساهموا فى معركة التغيير.

وهو المعنى الذى أنهى به خيرت الشاطر خطابه لأبناء جماعته الفاشية.. فقال: «اعلموا يا إخوانى أنه أينما تكون المصلحة فثم شرع الله، وهذا إنما يكون فقط للحفاظ على الجماعة والحفاظ على الإسلام، واعلموا أننا ونحن نعتمد التغيير إنما نعمل على تسخير كل الوسائل الإصلاحية المتاحة لبلوغ مرحلة التغيير.. وفقنا الله وإياكم لخدمة الإسلام والمسلمين».

هذه الوثيقة تكشف لنا أن خيرت الشاطر هو من أدار المعركة الانتخابية.. تكشف لنا كيف استمات لتفوز الجماعة المنحلة بكرسى الرئاسة.. فقبل جولة الإعادة فى الانتخابات التى جرت بين شفيق ومرسى خرج علينا خيرت الشاطر عبر صحيفة أمريكية ليؤكد أن اختيار مرشح الجماعة -محمد مرسى- يعنى الخير لمصر كلها.

وستفتح الأسواق المصرية أبوابها أمام الاستثمار العالمى دون تحفظ.. بل إنه هدد بانتشار العنف فى مصر إذا خسر مرشح الجماعة.. فالخسارة تعنى ثورة جديدة ستكون أقل سلمية وأكثر عنفاً، وأن هناك جماعات ستلجأ إلى العنف والتطرف، وستخرج الجماهير إلى الشوارع والميادين وستنضم إليها الجماعة.

كانت تصريحات خيرت الشاطر وقتها معبرة عن أن الجماعة لن تتنازل عن كرسى الرئاسة مهما كلفها ذلك من ثمن.. لن تتركه لغيرها حتى لو ماتت فى سبيله.. حتى لو تحولت شوارع مصر إلى بحور من الدماء.. لم يكتف الشاطر وقتها أن يهدد باللجوء للعنف عبر وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية.

وإنما فعله بشكل مباشر مع المسئولين عن المرحلة الانتقالية فى هذا الوقت.. هو التهديد الذى توقف أمامه الجميع جيداً.. فهناك من يتعاطف مع هذه الجماعة، وهناك الخارجون من رحمها ويعرفون أن مصلحتهم أن تقتنص هذه الجماعة كرسى الحكم.. التهديد كان له تأثيره فى حسم هذه النتيجة، لكن نفس التهديد لم ينطلِ على من كانوا مسئولين قبل 30 يونيو.. كان المصريون قد عرفوا حقيقة هذه الجماعة.. تأكد لهم تضليلها وخداعها وزيف ما يرفعونه من شعارات.. فانحصرت المواجهة بين المصريين.

وقد اصطفوا فى جبهة واحدة وبين الجماعة والخارجين من رحمها.. هنا المواجهة أبسط وأسهل.. المواجهة لن تحول شوارع مصر لبحور من الدماء كما توعدتنا الجماعة الفاشية.. تصريحات خيرت الشاطر وإدارته لمعركة الانتخابات كانت تؤكد أنه شريك فى الحكم.. كانت تؤكد أن الشاطر يغزل برجل مرسى، وأن مرسى كان يتحرك بأوامر من مكتب الإرشاد.. وقتها حاولت الجماعة أن توحى للمصريين بأن هناك خلافات بين محمد مرسى والجماعة.. نشروا ذلك على نطاق واسع لنصدق ونؤمن بأن مرسى أصبح مستقلاً عن الجماعة وأنه أصبح رئيساً لكل المصريين وليس لعشيرته والخارجين من رحمها.. وهذا لن يحدث إلا بالموت.

أينما تكون المصلحة فثم شرع الجماعة لا شرع الله.. مصلحة الجماعة لا مصلحة الإسلام.. كل شىء مباح فى شرعها.. ما كانوا يحرمونه هو حلال عليهم.. ما كانوا يجرّمونه هو الحق بعينه.. ما كانوا يجلدون به النظام السابق يستخدمونه فى تثبيت أركان حكمهم الفاشى.. هذه الوثيقة تكشف لنا كيف تدير هذه الجماعة كل عملياتها الانتخابية.. جربنا ذلك وشاهدناه صوتاً وصورة فى انتخابات مجلس الشعب السابقة.. الانتخابات التى جرت بعد 25 يناير مباشرة.

وهو البرلمان الذى جرى حله فيما بعد.. فى هذه الانتخابات رصدت منظمات مراقبة الانتخابات منتقبات قمن بالتصويت أكثر من مرة وبأكثر من بطاقة ولم يتحرك المشرفون عن اللجان ولم يتخذوا إجراءً يضمن للعملية الانتخابية نزاهتها.. يضمن لأول برلمان بعد 25 يناير شرفه.. برلمان كان يجب أن يليق بأرواح الشهداء.. لكن الإخوان حالوا دون ذلك.. اختطفوا البرلمان لصالحهم.. ولو كان فوزهم بالأغلبية فيه نزيهاً لصفقنا لهم.. لكنهم سرقوه واغتصبوا إرادة الناخبين.. لجأوا إلى كل أساليب الحزب الوطنى المنحل وبفُجر يُحسدون عليه.

لا أحد ينسى القضية التى فجرها النائب المحترم إبراهيم كامل عن تزوير الانتخابات فى دائرته بالمنوفية.. القضية التى نشرها الصديق عبدالفتاح على، مدير تحرير «الفجر» وقتها، ووصلت إلى المحاكم.. القضية كانت خاصة بالتصويت بأكثر من بطاقة انتخابية.. عدد كبير من الأسماء المكررة.. الشخص الواحد يمكنه التصويت أكثر من مرة، واكتشف ابراهيم كامل وقتها أن 4700 شخص فى دائرته يحملون أكثر من رقم قومى.. أقل واحد فيهم يحمل بطاقتين وأكثرهم يحمل 7 بطاقات.. نفس الاسم لكن محل الإقامة مختلف.

لم تنعم الجماعة المنحلة ببرلمان جرى تزويره.. فقد جرى حله بحكم محكمة.. لم تنعم به مثلما لم ينعم الحزب الوطنى ببرلمان 2010 عندما جرى التزوير بصورة فاجرة.. عندما أزاحوا كل القوى من طريقهم.. لم يعرفوا أنهم كتبوا كلمة النهاية لزمن تخيلنا أنه لن يعود وإذا بالإخوان يعيدون إنتاجه مرة أخرى وتحت شعار «موتوا بغيظكم».

لم تكن تجاوزات الإخوان فى الانتخابات البرلمانية فقط، وإنما حدثت أيضاً فى الانتخابات الرئاسية.. تجاوزات رصدتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية من منع الناخبين وإرهاب الأقباط وتهديدهم وإبطال الأصوات.. تجاوزات كانت كفيلة بنسف انتخابات الرئاسة، لكن ذلك أيضاً لم يحدث لأن المجلس العسكرى أراد أن يسلم السلطة ويمضى إلى حال سبيله.. فى هذه الانتخابات لم تنتظر الجماعة الفاشية الإعلان الرسمى للنتيجة من قبَل اللجنة العليا للانتخابات.

وراح أنصارها والخارجون من رحمها يعلنون فوز مرسى فى ميدان التحرير، وقامت حركة «قضاة من أجل مصر» بإعلان النتيجة من واقع رصد الجماعة للأرقام، وهى الحركة التى لم تكن من أجل مصر وإنما قضاة من أجل الإخوان.. كان تنظيمهم لمؤتمر إعلان نتيجة فوز مرسى من جانبهم مؤشراً على توجه هذا الكيان، وتأكد ذلك عندما جرى عزل مرسى فظهر البعض منهم على منصات رابعة.. تأكد أكثر عندما هرب وليد شرابى خارج البلاد بوثائق خاصة بالأمن القومى المصرى سلمتها له الجماعة عندما كانت فى الحكم.

تجاوزات الجماعة المنحلة فى انتخابات الرئاسة أربكت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، وظهر ذلك فى مؤتمر إعلان النتائج، قبلها كان جرى تسريب ورقة عليها توقيع رئيس اللجنة العليا بفوز أحمد شفيق، وهى الورقة التى وصلت لجهات لكى تستعد وتتخذ اللازم تجاه المرشح الفائز.. لكن قيل وقتها إن هناك ورقة كانت جاهزة تقضى بإعادة الانتخابات غير ورقة فوز محمد مرسى.

الجماعة تضغط فى كل اتجاه وتضرب بكل قوتها لتقتنص الكرسى وليذهب الجميع للجحيم.. تضرب بكل الأساليب التى كانت تعانى منها، لكنهم لجأوا لها عند كل مرحلة تمت بعد 25 يناير، ومنها الاستفتاء على الدستور.. لجأت الجماعة المنحلة إلى نفس الأسلوب من التأثير على الناخبين قبل أن يصلوا إلى اللجان باستخدام كل إمكانيات المؤسسات الحكومية، فهم الآن فى السلطة ويسخّرون كل شىء ليستقر الحكم من تحتهم.. كل تجاوزاتهم من تطفيش الناخبين وإرهابهم إلى التزوير جاءت مصورة.. الفضائيات عرضتها وعرضت معها صناديق لا حصر لها كانت ممتلئة بأصوات من قالوا «لا» لدستور الإخوان جرى التخلص منها وإلقاؤها فى الشارع.

بالتأكيد لم تتألم الجماعة لأنها أقدمت على ما يخالف شرع الله.. فشرع الجماعة هو الأهم!.

غداً الحلقة الثالثة عشرة

 

مقالات مشابهة

  • تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة في أول أيام عيد الأضحى
  • 4 حالات لا يجوز فيها الأضحية.. تعرف عليها
  • وزير الشباب والرياضة ومحافظ الغربية يطمئنان على الحالة الصحية للسباحة شذي
  • حكم ذبح الهدي قبل يوم النحر.. «الإفتاء» تحدد حالات يجوز فيها
  • وزير الشباب والرياضة ومحافظ الغربية يطمئنان على الحالة الصحية للسباحة شذى نجم
  • وزير الشباب والرياضة ومحافظ الغربية يطمئنان على الحالة الصحية للسباحة شذى نجم بطنطا
  • حلّة جديدة للشانزليزيه في باريس
  • خالد حنفي يستعرض تاريخ «الجماعة الفاشية» الحلقة الثانية عشرة
  • الخرطوم تحتضر.. كيف سيتعرف عليها سكانها بعد الحرب؟
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر