توعدت وزارة الثقافة العراقية باتخاذ اجراءات قانونية عقب القيام بهدم منارة جامع السراجي في منطقة أبي الخصيب بمحافظة البصرة جنوبي البلاد. 

وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني في بيان "في الوقت الذي نؤكد فيه حرص دولة العراق حكومة وشعبا على البناء والرقي والتقدم على كافة الأصعدة، إلا أننا نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمة تراثية أو أثرية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ أنها لا تُعد ملكا لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما ملك التأريخ الحضاري والتراثي للعراق".

وأضاف البدراني: "بدورنا، نؤكد أننا سنتخذ الإجراءات القانونية لحماية الأرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصا حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر هذا اليوم، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها الى داخل باحة المسجد". 

وطالب وزير الثقافة الوقفين السني والشيعي بالتدخل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيها في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التأريخية.

يمكن تشبيه هدم جامع #السراجى التراثي في #البصرة بفقدان الذاكرة…

لاننا لم نفقد مجرد منارة او مسجد هناك ، بل فقدنا تاريخاً كاملاً، وفقدنا حضارة و فقدنا شاهد على عمق اتصالنا بالارض.. pic.twitter.com/W2aVBYdIE5

— Omar Habeeb | عمر حبيب (@TheOmarHabeeb) July 14, 2023

بدورها، أكدت إدارة مفتشية وآثار البصرة أنها ستتحرك قضائيا ضد الملف.

وقال مدير المفتشية مصطفى الحصيني في تصريح صحفي إن "مئذنة جامع السراجي التاريخية قد بنيت قبل 1727م، وتعد واحدة من آخر مئذنتين موجودتين في البصرة مع جامع الكواز"، لافتا إلى أن الاتفاق مع السلطات المحلية كان يقضي بتفكيك المئذنة ونقلها إلى مكان آمن.

وتابع بالقول: "فوجئنا بخروج جرافات الحكومة المحلية في المحافظة وقيامها بهدم الجامع والمئذنة بالكامل من أجل توسعة إحدى الطرق في البصرة"، مبينا أن هذه التصرفات لا تعد من سمات الأمم المتحضرة النابضة بالحياة والتطور والتجديد.

من جهتها، أعلنت لجنة الأوقاف والعشائر في البرلمان العراقي رفضها وبشدة المساس بأي أبنية تراثية وآثارية لأنها تمثل وجه العراق وتاريخه الحضاري.

وقالت اللجنة في بيان إن ما حدث بقضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة بشأن منارة جامع السراجي هو تصرف فردي وغير مسؤول، ونوهت اللجنة بأمر غاية في الأهمية هو أن منارة الجامع تقع ضمن رقعة جغرافية داخلة ضمن إعمار وإعادة تأهيل المنطقة"، مضيفة أنه وبعد تواصل اللجنة مع الجهات ذات العلاقة تبين أن الاتفاق الذي أبرم بين ديوان الوقف ألسني والجهات الحكومية في المحافظة هو تقطيع منارة الجامع وتفكيكها ونقلها بشكل آمن؛ لأنها تقع في عرض الشارع وتعوق حركة المرور وبعد الانتهاء من عملية البناء والتأهيل تجري إعادتها بشكل أمن وطبيعي.

ومن جهتها، رفضت لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام النيابية العمل الذي قامت به حكومة البصرة المحلية بالتجاوز على جامع السراجي بإزالة مئذنته بحجة توسعة الطريق، وتطالب بمحاسبتها وفق القانون.

وكانت السلطات المحلية في محافظة البصرة جنوبي العراق، قد أقدمت على هدم جامع السراجي التابع للوقف السني، متعدة ببناء جامع آخر بدلا عنه.

وتم هدم الجامع المذكور باشراف المحافظ أسعد العيداني، الذي ذكر في مقطع فيديو يوثق هدم الجامع أن "البعض قد يقول إن هذا الجامع تاريخي، لكن وبعد عملية الإزالة بالتنسيق مع الوقف السني، فإن هذا الجامع كان في منتصف الشارع". 

وأوضح العيداني أنه "وبعد إزالة الأنقاض ستتم تسوية الأرض، ويتم بناء مسجد جديد من قبل المحافظة، وبالنتيجة سيقوم الشارع بخدمة كل الناس".

وأوضح أن عملية الإزالة تمت بموافقة من الوقف السني.

المصدر: وسائل إعلام عراقية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا آثار الإسلام البصرة المسلمون بغداد جامع السراجی

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من المتاجرة بالبطاقات الانتخابية: المفوضية تتوعد باستبعاد المتلاعبين

29 يونيو، 2025

بغداد/المسلة:

تصاعدت حدة التوترات في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات، إذ كثّفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات جهودها لضمان نزاهة العملية الانتخابية.

وأعلنت المفوضية، في بيان رسمي الأحد 29 يونيو 2025، عن فرض عقوبات صارمة تشمل الاستبعاد من السباق الانتخابي لأي مرشح يثبت تورطه في شراء بطاقات الناخبين أو التلاعب بنتائج التصويت.

وأكدت مصادر مطلعة أن المفوضية تستند إلى تقارير ميدانية وشكاوى موثقة تكشف عن محاولات منظمة لبعض الكتل السياسية للتأثير على إرادة الناخبين عبر وسائل غير قانونية.

وأثارت هذه التحذيرات مخاوف واسعة بين الأوساط السياسية، حيث يرى مراقبون أن مثل هذه الممارسات تهدد بتقويض الثقة في النظام الديمقراطي. واستذكرت المفوضية تجارب سابقة، كانتخابات 2018 و2021، حيث واجهت اتهامات بالتزوير وشراء الأصوات، مما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة.

وأشارت تقارير أرشيفية إلى أن نسبة المشاركة الانتخابية انخفضت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب فقدان الثقة، حيث لم تتجاوز 44% في الانتخابات الأخيرة.

وكشفت مصادر محلية عن تحركات ميدانية لمراقبة العملية الانتخابية، تشمل نشر فرق تفتيش في المناطق الحساسة. وأوضحت المفوضية أنها ستعتمد تقنيات رقمية متطورة لتتبع أي خروقات، بما في ذلك استخدام برمجيات لتحليل بيانات الناخبين.

وأضافت أنها تلقت دعماً دولياً لتعزيز الشفافية، بما في ذلك مشاركة بعثات مراقبة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويعكس هذا التصعيد حالة الاستقطاب السياسي في البلاد، حيث تتنافس الكتل الكبرى على كسب تأييد الناخبين وسط تحديات اقتصادية وأمنية.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الثقافة خط الدفاع الأول عن الهوية المصرية
  • الثقافة: ثورة 30 يونيو أنقذت الثقافة الوطنية وأعادت الاعتبار للهوية المصرية
  • وزارة الثقافة توقّع برنامجًا تنفيذيًا مع المركز الصيني العربي لدراسات التعاون الثقافي والسياحي
  • تركيا تتوعد مشعلي الحرائق: لا إفلات من العقاب
  • تحذيرات من المتاجرة بالبطاقات الانتخابية: المفوضية تتوعد باستبعاد المتلاعبين
  • المداني يطلّع على أداء وزارة الإعلام ويناقش دور الإعلام في التنمية المحلية
  • ائتلاف النصر:العراق أضعف دولة في المنطقة والعالم
  • وزارة الطوارئ السورية تدعو للالتزام بإجراءات السلامة أثناء السباحة
  • 280 فعالية.. تفاصيل احتفال وزارة الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو
  • وزارة الشباب والثقافة تدعم الجمعيات والهيئات الثقافية  بأزيد من 9 ملايين درهم