اللغة العربية في بنغلاديش.. من التجذر التاريخي إلى التحديات الأكاديمية
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
د. أبو القاسم محمد عبد القادر
تُعد اللغة العربية أحد أبرز اللغات السامية وأكثرها تأثيرًا في التاريخ الإنساني، نظرًا لارتباطها الوثيق بالقرآن الكريم، ولعبها دورًا مركزيًا في تشكيل الهوية الثقافية والحضارية للعالم الإسلامي. وفي جنوب آسيا، كانت بنغلاديش من الدول التي تأثرت مبكرًا باللغة العربية نتيجةً لوصول الإسلام إلى أراضيها، الأمر الذي جعل العربية ترتبط بالهوية الدينية والاجتماعية والثقافية لمجتمعاتها المسلمة.
تعد جمهورية بنغلاديش الشعبية من كبريات دول جنوب آسيا من حيث عدد السكان، ومعظم أهلها مسلمون يتسمون بالتمسك بدينهم الحنيف. وقد دخل الإسلام إلى منطقة البنغال في القرنين الأول والثاني من الهجرة النبوية المباركة، على يد التجار المسلمين والدعاة والمبلغين الذين قدموا من بلاد العرب، حاملين نور الهداية ومشاعل العلم.
لقد تأثر أهل هذه البلاد باللغة العربية وثقافة العرب وعاداتهم وتقاليدهم، مما أدى إلى نشوء المدارس والمعاهد والمراكز التعليمية التي جعلت من العربية لغة التعليم والتربية، بوصفها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولغة العلوم الشرعية والمعارف الإسلامية. وتواصل هذا التأثير حتى تأسست الجامعات التي أدخلت ضمن برامجها تدريس اللغة العربية والعلوم الدينية، إلا أن هذه الجهود لم تكن ـ في كثير من الأحوال ـ كافية لمواكبة تطورات العصر ولم تستطع أن تفي بمتطلباته العلمية والتقنية المتسارعة.
ومن هنا برزت الحاجة ـ ولا تزال ـ إلى تطوير المناهج الدراسية والمقررات التعليمية والمواد الأكاديمية، وإعادة النظر فيها وفق أسس علمية حديثة، بما يستجيب لخصوصية البيئة البنغلاديشية ويواكب روح العصر، ويسهم في النهوض بمستوى تعليم اللغة العربية وجودته.
لذا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على أبرز التحديات التي تعترض طريق الأساتذة والطلاب في ميدان تعليم اللغة العربية في جامعات بنغلاديش، مع تقديم مقترحات عملية وتوصيات بناءة، ووضع خطة استراتيجية شاملة لمعالجة تلك المشكلات وتجاوزها، بهدف الارتقاء بتعليم العربية وجودته في هذه الجامعات.
أهمية اللغة العربية:
اللغة العربية من أعرق لغات العالم وأقدمها، وقد بلغت ذروة البيان والفصاحة والبلاغة، وتميزت بجمال الأسلوب وروعة التركيب. إنها لغة القرآن الكريم، كتاب الله الخالد، وهي التي شرفها الله بأن جعلها لغة العبادة والتشريع، كما أنها اليوم إحدى اللغات الرسمية في منظمة الأمم المتحدة، وهذا في حد ذاته شاهد على مكانتها العالمية وأهميتها الحضارية.
إن العربية ليست مجرد وسيلة تواصل بين الناطقين بها، بل هي في جوهرها لغة الدين والثقافة والحضارة، كما أنها تعد لغة قومية تتجاوز حدود الجغرافيا لتسكن وجدان أمة عريضة من المسلمين المنتشرين في مشارق الأرض ومغاربها في هذا العصر الحديث.وإذا تأملنا في لغات العالم وجدناها تتباين في وظائفها ومرجعياتها الثقافية والحضارية، فمنها لغات تستخدم لأغراض تواصلية دون أن تستند إلى ثقافة أو ديانة محددة، مثل اللغة الأردية واللغة الكردية، ومنها لغات ذات طابع ديني بحت لا ترتبط بثقافة علمية واسعة، كاللغة العبرية واللغة السريانية، ومنها لغات تحمل طابعا ثقافيا وعلميا دون أن يكون لها صلة بدين، كاللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
أما اللغة العربية، فتميزت بأنها جمعت بين الخصائص كلها: فهي لغة الدين والثقافة والعلم والحضارة، ولها رصيد معرفي ضخم يمتد عبر العصور. وهي قادرة على استيعاب العلوم الحديثة والمفاهيم الجديدة بما تمتلكه من ثراء لغوي ومرونة تركيبية.
اللغة العربية لغة الدين والحضارة:
إن العربية ليست مجرد وسيلة تواصل بين الناطقين بها، بل هي في جوهرها لغة الدين والثقافة والحضارة، كما أنها تعد لغة قومية تتجاوز حدود الجغرافيا لتسكن وجدان أمة عريضة من المسلمين المنتشرين في مشارق الأرض ومغاربها في هذا العصر الحديث.
فاللغة العربية تحتل مكانة سامقة بين لغات العالم قاطبة، إذ هي لغة القرآن الكريم، ولغة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولسان الدين الإسلامي الحنيف. إنها الوعاء الذي يحمل عقيدة الأمة الإسلامية، وينقل شعائرها، ويعبر عن ثقافتها، ويجسد حضارتها. ولا ريب أن دراسة هذه اللغة لا تنفصل عن الدين، بل تعد جزءا لا يتجزأ من تعلمه وفهمه والعيش في ضيائه.
الموقع الجغرافي لبنغلاديش:
جمهورية بنغلاديش الشعبية هي واحدة من كبريات الدول الإسلامية في جنوب آسيا. حكمها المسلمون قرونا متطاولة تركوا خلالها بصمات عميقة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية والدينية لسكانها. وتعد أرض بنغلاديش من أقدم بقاع العالم عمرانا وسكانا.
يحدها من الشمال البنغال الغربي، وولايات ميغالايا وكوش بيهار وأروناشال، ومن الشرق ولايتا آسام وتريبورا في الهند بالإضافة إلى دولة بورما، ومن الجنوب خليج البنغال، ومن الغرب البنغال الغربي الهندية. وأكثر أراضيها سهول خصبة تتخللها الأنهار والبحيرات وتغمرها المياه الموسمية.
جمهورية بنغلاديش الشعبية هي واحدة من كبريات الدول الإسلامية في جنوب آسيا. حكمها المسلمون قرونا متطاولة تركوا خلالها بصمات عميقة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية والدينية لسكانها. وتعد أرض بنغلاديش من أقدم بقاع العالم عمرانا وسكانا.وقد عاشت بنغالا تحت وطأة الاستعمار البريطاني منذ عام 1757م حتى عام 1947م، ثم نالت استقلالها تحت اسم باكستان الشرقية، إلى أن استقلت نهائيا عام 1971م بعد حرب دامية، وأعلنت جمهورية بنغلاديش الشعبية دولة ذات سيادة.
الإسلام في منطقة بنغالة:
برزت جمهورية بنغلاديش على مسرح التاريخ كدولة مستقلة في عام 1971م، غير أن جذورها الحضارية تضرب في أعماق التاريخ. فقد سكنها الناس منذ عصور سحيقة سبقت قدوم الآريين، ثم عرف مجتمعها ظهور الديانات الهندوسية والبرهمية التي أسست لنظام الطبقات الاجتماعية وغذت العصبيات العنصرية.
وفي القرن السابع الميلادي، أنشأ الملك الهندوسي شوشانكو مملكة هندوسية في المنطقة، وأريقت خلالها دماء الملايين من البوذيين الذين فروا إلى التبت والصين وسيلان وبورما. وفي ذات القرن، بعث الله تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب، فكان نوره رسالة للعالمين: سلاما عالميا، وأخوة إسلامية، وعدالة اجتماعية.
لقد غيرت هذه الرسالة الخالدة مجرى حياة العرب وسلوكهم ومعتقداتهم، ثم ما لبث أن حملها أصحابه رضوان الله عليهم إلى أصقاع الأرض، ناشرين القرآن الكريم، والأخلاق الكريمة، والدين الحنيف، مستلهمين خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مسيرتهم.
ويخبرنا القرآن الكريم أن قريشا وقبائل العرب كانوا يرتحلون للتجارة شتاء وصيفا، فكانت رحلتهم في الصيف إلى بلاد الشام، وفي الشتاء إلى اليمن، لتكون تلك الرحلات بداية لنشر الإسلام وثقافته بين الأمم.
لقد سافر تجار العرب إلى الهند عبر ميناء كلكتا ومدراس، ثم ولجوا خليج البنغال على متن السفن، حتى بلغوا سواحل غونغ، ومنها امتدت رحلاتهم إلى الصين وسائر بلاد الشرق.
ويسجل لنا التاريخ أن العرب قد وطئت أقدامهم أرض الصين منذ القرن الأول الهجري، مدفوعين بأغراض تجارية، وكانت منطقة بنغالة تقع على طريقهم إلى الصين، فلا عجب إذن إذا قلنا إن الإسلام قد دخل إلى ربوع البنغال في القرن الأول الهجري، إذ كان الدعاة والمبلغون والتجار المسلمون روادا في نشر هذا الدين الحنيف في تلك البلاد، حتى استقر بعضهم فيها واتخذوها موطنا.
ومن أصدق الشواهد على هذه الحقيقة التاريخية وجود عملات تعود إلى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد محفوظة في متاحف بنغلاديش، وهو دليل دامغ على التواصل الإسلامي المبكر مع هذه الأرض. كما أن كثيرا من المناطق البنغلاديشية لا تزال تحمل أسماء ذات جذور قريبة من اللهجة العربية، مما يعكس عمق التأثير العربي في ثقافة أهل البنغال ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
تأثير اللغة العربية في المجتمع البنغلاديشي:
بنغلاديش أرض خصبة ذات طبيعة خلابة، أنهارها جارية، وأشجارها يانعة، وحدائقها غناء، يقطنها أقوام شتى، يعتنق معظمهم الإسلام، فيما يتوزع الباقون بين الديانات الهندوسية والبوذية والمسيحية.
وقد ارتبطت بنغلاديش بالعالم العربي منذ أزمنة بعيدة، من خلال التجارة والدعوة إلى الإسلام، وشهدت هذه الروابط ازدهارا ملحوظا بعد فتح المسلمين للبنغال سنة 1204م، وهو الحدث الذي عمق الأواصر الدينية والثقافية بين الشعبين العربي والبنغالي.
ومن رحم هذه الروابط، دخلت أعداد غفيرة من سكان البنغال في الإسلام، فتوجهوا إلى تعلم اللغة العربية تعلما وتعليما، مدفوعين بوازع ديني وارتباط وثيق بلغة القرآن الكريم والسنة المطهرة. وهكذا تسربت المفردات والتراكيب العربية إلى اللغة البنغالية، وأثرت اللهجات العربية في النطق البنغالي تأثيرا ظاهرا.
واهتم أهل البنغال بتأسيس المدارس والمعاهد والجامعات التي تعنى باللغة العربية وعلومها، ولا تزال هذه المؤسسات قائمة حتى اليوم، تدرس فيها العلوم الإسلامية باللغة العربية، إلى جانب تدريس النحو والأدب العربي بصفة خاصة وعامة. وقد أفرز هذا التوجه نخبة من العلماء الأفذاذ والأدباء المبدعين الذين ساهموا بجهد مشكور في تطوير اللغة العربية وآدابها في بلاد بنغلاديش، كما ساهموا في إحياء المعارف والعلوم الشرعية باللغة العربية.
تعليم اللغة العربية في الجامعات البنغلاديشية:
بدأت العناية باللغة العربية في بنغلاديش منذ دخول الإسلام إلى هذه الأرض المباركة، واستمرت هذه العناية عبر العصور بفضل جهود العلماء والدعاة الذين بذلوا أنفسهم في خدمة العربية ونشر العلوم الإسلامية. وقد كان لبعض الحكام والولاة المسلمين شغف خاص بالأدب العربي والعلوم الدينية، فأقاموا المدارس والمعاهد، واستقبلوا العلماء الوافدين من شتى الأقطار الإسلامية، فتحولت مجالسهم إلى حلقات علمية ومنتديات أدبية وفنية راقية.
يسجل لنا التاريخ أن العرب قد وطئت أقدامهم أرض الصين منذ القرن الأول الهجري، مدفوعين بأغراض تجارية، وكانت منطقة بنغالة تقع على طريقهم إلى الصين، فلا عجب إذن إذا قلنا إن الإسلام قد دخل إلى ربوع البنغال في القرن الأول الهجري، إذ كان الدعاة والمبلغون والتجار المسلمون روادا في نشر هذا الدين الحنيف في تلك البلاد، حتى استقر بعضهم فيها واتخذوها موطنا.غير أن هذا الازدهار تعرض لانتكاسة كبرى مع استيلاء البريطانيين على البنغال سنة 1757م، حيث عمد المستعمرون إلى محاربة المؤسسات التعليمية الإسلامية، وقاموا بتهميش المدارس والمعاهد الدينية وألغوا معظم الدعم المادي والمعنوي المقدم لها، مما أدى إلى إغلاق العديد منها وتراجع مكانة اللغة العربية والتعليم الديني في تلك المرحلة العصيبة.
وفي خضم هذه الظروف العصيبة والأوضاع الدقيقة التي عصفت بالمنطقة، كادت اللغة العربية أن تطوى في غياهب الإهمال وتجمد في مسارات النسيان. إلا أن شعاع الأمل تجدد مع قيام دولة باكستان عام 1947م، ثم مع ولادة بنغلاديش دولة مستقلة في عام 1971م، حيث استعادت اللغة العربية مكانتها الضائعة شيئا فشيئا، حتى غدت تمارس في المدارس الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، ممتدة من المراحل الابتدائية إلى المستويات العليا. كما أدرجت اللغة العربية كمادة اختيارية ضمن المقررات الدراسية في المدارس النظامية العامة.
وفي بنغلاديش اليوم أكثر من مائة جامعة تتنوع في طبيعتها بين حكومية وأهلية وخاصة. غير أن عددا لا يستهان به من هذه الجامعات يقتصر على تدريس العلوم الحديثة ولا يفسح مجالا لدراسة اللغة العربية. ومن بين الجامعات الحكومية، لا نجد سوى ست جامعات تضم أقسامًا مستقلة لتدريس اللغة العربية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، وهي: جامعة داكا، وجامعة راجشاهي، وجامعة شيتاغونغ، والجامعة الإسلامية بكوشتيا، والجامعة الوطنية، والجامعة المفتوحة.
وتتميز الجامعة الإسلامية بكوشتيا بمكانة فريدة، إذ تضطلع بتنسيق الشؤون التعليمية للمدارس الإسلامية العليا على امتداد الجمهورية، وتعنى بإدارتها، مما يجعلها ركيزة أساسية في نشر تعليم اللغة العربية وآدابها في المستويين الجامعي والعالي. كما تشرف الجامعة الوطنية على عدد من الكليات التي أدخلت اللغة العربية ضمن مناهجها الدراسية، بالإضافة إلى الجامعة المفتوحة التي تقدم دورات متخصصة في تعليم اللغة العربية، وإن كانت على نطاق محدود.
وفي الساحة الأكاديمية الأهلية، برزت الجامعات الخاصة التي أفردت أقساما مستقلة لتعليم اللغة العربية، ومن أبرزها: الجامعة الإسلامية العالمية في شيتاغونغ، وجامعة دار الإحسان في داكا. وتؤدي الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ دورا رياديا في تفعيل اللغة العربية، حيث ألزمت جميع طلابها بدراسة مواد اللغة العربية باعتبارها من المتطلبات الأساسية، وأنشأت لهذا الغرض مركزا خاصا تحت مسمى مركز مواد متطلبات الجامعة. كما أن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية التابعة لها تحتضن عدة أقسام تدرس فيها اللغة العربية بشكل إلزامي. وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه الجامعات تضم معاهد مخصصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بدءا من مستوى الدورات التمهيدية وصولا إلى شهادة الدبلوم. أما فيما يتعلق بالمواد الدراسية المقررة في مرحلة البكالوريوس ضمن أقسام اللغة العربية، فتتنوع كما يلي:
في السنة الأولى: تدرس العربية الوظيفية، والقواعد العربية، والمختارات من النصوص الأدبية.
في السنة الثانية: يتناول الطلاب المختارات من النثر القديم، والنثر الحديث، والمختارات من الشعر القديم والحديث، إلى جانب تاريخ الأدب العربي.
في السنة الثالثة: يدرسون فقه اللغة، والبلاغة، والعروض والقوافي والنقد الأدبي، ومناهج البحث.
في السنة الرابعة: يتعمقون في الأدب المقارن، والقصة، والأقصوصة، والأسطورة، والرواية، والمسرحية.
أما على مستوى الماجستير، فيعنى الطلاب بدراسة مواد أعمق وأرفع من حيث المستوى العلمي والمحتوى المعرفي، مما يؤهلهم للتخصص والتبحر في علوم اللغة العربية وآدابها.
تعليم اللغة العربية في جامعة شيتاغونغ:
لقد أقر قطاع التخطيط والتنمية التابع لحكومة باكستان - قبل استقلال بنغلاديش - تأسيس جامعة شيتاغونغ في منطقة شيتاغونغ عام 1962م. وانطلق البرنامج الأكاديمي للجامعة فعليا في شهر نوفمبر من عام 1966م بمائتي طالب موزعين على أربعة أقسام علمية، ركزت جميعها على العلوم المعاصرة التي تمثل فرع العلوم المادية، بينما غابت عنها القيم الأخلاقية والتعليم الديني واللغة العربية، التي لم تحظ آنذاك بأي اهتمام يذكر.
وفي عام 1974م بدأ تعليم اللغة العربية ضمن قسم اللغات الشرقية بالجامعة، إلى أن تم إنشاء قسم مستقل للغة العربية عام 1977م، بعد أن أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين بنغلاديش والدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط. جاء تأسيس هذا القسم استجابة للحاجة الماسة إلى إعداد الكوادر البشرية القادرة على سداحتياجات تلك العلاقات.
في بداياته، كان القسم يضم طالبين اثنين فقط في مرحلة البكالوريوس، وثلاثة طلاب في مرحلة الماجستير. ثم ما لبث أن تزايد الإقبال على تعلم اللغة العربية حتى بلغ عدد الطلاب اليوم نحو 398 طالبا في مرحلة البكالوريوس، و104 طلاب في مرحلة الماجستير، بالإضافة إلى أربعين باحثا يعملون للحصول على درجتي الماجستير في الفلسفة والدكتوراه. ويتولى مهمة التدريس في القسم 17 أستاذا يسهمون في نشر معارف اللغة العربية وآدابها في الجامعة.
أما المناهج الدراسية لقسم اللغة العربية في مرحلة البكالوريوس بجامعة شيتاغونغ فتشمل ما يلي:
السنة الأولى:
قواعد اللغة العربية
اللغة العربية التطبيقية
النثر العربي القديم
الشعر العربي القديم
الأيديولوجيا الإسلامية
التاريخ الإسلامي
السنة الثانية:
النثر العربي القديم
الشعر العربي القديم
اللغة العربية التطبيقية
تاريخ الأدب العربي القديم
الفلسفة الإسلامية
تاريخ الحكم الإسلامي في شبه القارة الهندية
السنة الثالثة:
النثر العربي الحديث
الشعر العربي الحديث
المسرحية العربية
علم البلاغة والعروض
فقه اللغة
علم الأصوات
النقد الأدبي
علم الترجمة والإنشاء
تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي
في السنة الرابعة:
الشعر العربي الحديث
والرواية العربية
والأدب الإسلامي
وأدب السيرة والرحلة
والأدب المقارن
ومناهج البحث
وتاريخ الأدب العربي في العصر الحديث
الاقتصاد الإسلامي
ومساهمات المسلمين في مجالات العلوم والفنون.
أما في مرحلة الماجستير، فيرتقي الطالب إلى دراسة مواد أكثر تخصصا وشمولا، تشمل: النثر العربي القديم والحديث، والشعر العربي في عصريه القديم والحديث، وفقه اللغة، وتاريخ الخط العربي، وتاريخ الحضارة الإسلامية، والرواية العربية، وتاريخ الأدب العربي الحديث، إضافة إلى النقد الأدبي في العصر الحديث، ومباحث الاقتصاد الإسلامي.
الخطة الإستراتيجية لتطوير التعليم العالي في بنغلاديش:
وقد أعلن المجلس الأعلى لإدارة الجامعات في بنغلاديش في عام 2011م عن خطة إستراتيجية طموحة تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم الجامعي، تنقسم إلى خطة قصيرة المدى تمتد لعامين، وأخرى طويلة المدى تمتد لعقد من الزمان. وتستهدف هذه الخطة إعداد جيل صالح ومؤهل يسهم في نهضة الأمة، من خلال تحسين مستوى التعليم في الجامعات الحكومية والخاصة على حد سواء، مع التركيز على تنمية مهارات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وتعد هذه المبادرة نقلة نوعية في منظومة التعليم العالي بالبلاد، حيث تعتمد على المنهج التحليلي الحديث بديلا عن الأساليب التقليدية الجامدة. ويطبق هذا التوجه في مرحلة الماجستير على وجه الخصوص، بهدف تعزيز الكفاءات اللغوية والمهارات القيادية والريادية لدى طلاب أقسام اللغة العربية، ليتمكنوا من المنافسة على المستوى العالمي. كما تبنى المجلس برنامجا خاصا لتدريب المعلمين، يهدف إلى رفع مستواهم الأكاديمي وتعزيز كفاءاتهم اللغوية بما يتوافق مع متطلبات العصر.
يتبع..
*أستاذ بقسم اللغة العربية ـ جامعة شيتاغونغ، بنغلاديش
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير العربية اللغات بنغلاديش مكانة بنغلاديش عربية لغات مكانة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: بنغلاديش ترتكب خطأ فادحا الانتقام مناف للإصلاح
قالت صحيفة إيكونوميست إن حكومة رئيس الوزراء محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام تولت السلطة قبل عام تقريبا في بنغلاديش، ووعدت باستعادة النظام وتجديد المؤسسات الديمقراطية التي دمرتها سنوات من سوء الإدارة.
وذكرت الصحيفة أن الأمور لا تزال صعبة في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 174 مليون نسمة، حيث تستمر المظاهرات السياسية، ويحرص العديد من السياسيين على مهاجمة الأعداء أكثر من حرصهم على بناء الجسور، وتساءلت هل ستضيع بنغلاديش فرصتها الجديدة، في وقت تهدد فيه تخفيضات المساعدات والرسوم الجمركية الأميركية التنمية، وتبقى فيه العلاقات مع الهند في أزمة؟
ومع ذلك يصر محمد يونس (84 عاما) -في مقابلة مع إيكونوميست- على أن مشروعه يسير على الطريق الصحيح، موضحا أن تحقيق الإصلاحات الجذرية التي يسعى إليها البنغلاديشيون سيستغرق وقتا، وأن أخبار الاقتصاد لدى حكومته سارة.
وأفاد يونس بأن النمو ليس ممتازا، ولكنه أفضل بكثير من المتوقع في العام الماضي، وقال إن احتياطيات النقد الأجنبي ارتفعت بشكل كبير، مقابل انخفاض معدل التضخم السنوي، في وقت تسعى فيه الحكومة لتصفية القروض المتعثرة، والبحث عن مليارات الدولارات التي يعتقد أن الحكومة السابقة سحبتها إلى الخارج.
وتشجيعا لهذه الجهود، وافق كل من صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي على قروض بمليارات الدولارات، حسب يونس. ولكن المشكلة هي أن بنغلاديش لا تزال تعتمد على صادرات المنسوجات، ولديها بنية تحتية مزرية، ولا تخلق فرص عمل كافية لشبابها، كما يشير تشاندان سابكوتا من بنك التنمية الآسيوي.
حظر رابطة عواميأما بالنسبة للسياسة الخارجية للحكومة، فيقول يونس إن بنغلاديش "تتواصل مع الجميع"، وقد زار الصين ووقع معها عددا من الاتفاقيات، وحضر أول قمة ثلاثية مع الصين وباكستان، ولكن كل هذا يضر بالعلاقات مع الهند، كما أن التحالف مع الصين قد يضر بالعلاقات مع أميركا التي كانت بنغلاديش من أكبر المستفيدين من مساعداتها الخارجية قبل أن تخفضها.
ويبقى الإشكال الأكبر الذي يواجه بنغلاديش هو مدى سرعة استعادة الديمقراطية، وقد أشار يونس إلى إمكانية إجراء الانتخابات في فبراير/شباط 2026، أو في موعد أقصاه أبريل/نيسان، ولكنه يريد مسبقا أن يوقع السياسيون على وثيقة لا تزال غامضة -حسب الصحيفة- تسمى "ميثاق يوليو"، تحدد القواعد الأساسية للانتخابات والإصلاحات التي يجب على الفائز إكمالها.
وسجل نحو 150 حزبا للتنافس في الانتخابات، من بينهم حزب المواطن الوطني المنبثق من الاحتجاجات، الذي لا تتجاوز نوايا التصويت له 5%، إضافة إلى الحزب الوطني البنغلاديشي الحاصل على دعم 42% من الناخبين الذين اتخذوا قرارهم، في حين تبلغ نسبة تأييد الجماعة الإسلامية 32% في استطلاعات الرأي.
إعلانولن يشارك حزب "رابطة عوامي" في الانتخابات لأن الحكومة المؤقتة حظرت نشاطه السياسي بسبب ضغوط أحزاب أخرى، متذرعة بمخاوف "الأمن القومي"، إلا أن شريحة كبيرة من ناخبي بنغلاديش ترى أن هذا القرار حرمهم من خيار مناسب في صناديق الاقتراع، خاصة أن رابطة عوامي تحظى بشعبية كبيرة.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش (غير الحكومية) الحكومة المؤقتة باستهداف مؤيدي رابطة عوامي "تعسفيا" بطريقة "تعكس حملة الحكومة السابقة التعسفية على المعارضين السياسيين".
ويرى عرفات خان، الباحث القانوني في كلية لندن للاقتصاد، أن التغيير الدائم يتطلب توحيد جميع البنغلاديشيين، لا فرض العقوبات، ويضيف أن بنغلاديش بحاجة ماسة إلى "لحظة نيلسون مانديلا"، في إشارة إلى المرحلة الانتقالية التي نفذها الزعيم المناهض للأبارتايد بعدما أصبح حاكما لجنوب أفريقيا.