السومرية نيوز – دوليات

كانت إسرائيل، التي تشنّ عدواناً دامياً على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، من أوائل الدول التي وقّعت واعترفت بالاتفاقية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية التي أُقرّت عام 1949؛ ردّاً على مجازر الإبادة الجماعية في حق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1949. وقامت دولة جنوب أفريقيا أمس، في دعواها أمام محكمة العدل الدولية بإدراج وثيقة الاتفاقية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية كدليل وحجة تستند إليها لإثبات جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر القصف العشوائي على المدنيين، وقطع إمدادات الغذاء والمياه والدواء إليهم، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً لهذه الاتفاقية، ما يستوجب معاقبة إسرائيل على ما اقترفته في حربها.


*ما هي الاتفاقية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية؟
تُعرّف الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية بأنّها معاهدة دولية تجرّم الإبادة الجماعية، وتُلزم الدول الأعضاء بفرض حظرها.

ويمكن القول إن هذه الاتفاقية كانت من عمل شخص واحد، وهو رافائيل ليمكين، المحامي اليهودي البولندي، الذي لجأ إلى الولايات المتحدة من النازيين، أكثر من أي اتفاقية دولية أخرى. في عام 1944، صاغ ليمكين مصطلح "الإبادة الجماعية" لما أسماه ونستون تشرشل "جريمة بلا اسم"، وقضى سنوات ما بعد الحرب مباشرة في حملة ضغط فردية في الأمم المتحدة المشكلة حديثاً، وفقاً لمقال نشرته الغارديان.

وتعتبر هذه الاتفاقية أول معاهدة لحقوق الإنسان اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في 9 ديسمبر 1948، خلال الدورة الثالثة ضمن قرارها رقم 260. ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 12 يناير 1951، وصادق عليها 152 دولة عضوة في الأمم المتحدة (مايو 2021) إلتزمت جميعها بعدم تكرار جرائم الإبادة الجماعية بعد الفظائع التي ثبت ارتكابها خلال الحرب العالمية الثانية. وكان اعتماد الاتفاقية بمثابة خطوة حاسمة نحو تطوير حقوق الإنسان الدولية والقانون الجنائي الدولي كما نعرفه اليوم.

ما هي جريمة الإبادة الجماعية بحسب الاتفاقية الدولية لـ1949؟
وفقاً لاتفاقية الإبادة الجماعية، تعتبر الإبادة الجماعية جريمة يمكن أن تحدث في وقت الحرب، وكذلك في وقت السلم.

وبحسب هذه الاتفاقية، تعني الإبادة الجماعية الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي، أو الجزئي لجماعة قومية، أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بهدف قتل أعضاء من الجماعة، أو إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بها، أو إخضاعها عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً.

والأهم من ذلك، تنص الاتفاقية على التزام الدول الأطراف باتخاذ تدابير لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، بما في ذلك عن طريق سن التشريعات ذات الصلة ومعاقبة مرتكبيها "سواء كانوا حكاماً مسؤولين دستورياً أو موظفين عموميين أو أفراداً عاديين" كما ذكر في المادة الرابعة.. وقد تم اعتبار هذا الالتزام، بالإضافة إلى حظر عدم ارتكاب الإبادة الجماعية، من قواعد القانون العرفي الدولي، وبالتالي فهو ملزم لجميع الدول، سواء صدقت على اتفاقية الإبادة الجماعية أم لا.

*العراق ضمن الدول الأعضاء في اتفاقية الإبادة الجماعية
تم التصديق على اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية لعام 1949 من قبل 153 دولة، من بينها الاتحاد السوفييتي 1954م، والولايات المتحدة 1988م. ومن الدول العربية التي صادقت عليها المملكة العربية السعودية ومصر والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب وسوريا وتونس.

فيما تزال 41 دولة أخرى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لم تصادق عليها بعد، من ضمنها 18 دولة من أفريقيا، و17 من آسيا، و6 من أمريكا.

*التزامات الدول الأعضاء بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية
تلتزم الدول الأعضاء في اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية لعام 1949 بـ:

عدم ارتكاب الإبادة الجماعية (المادة الأولى كما فسرتها محكمة العدل الدولية).

الالتزام بمنع الإبادة الجماعية (المادة الأولى)، والتي، وفقاً لمحكمة العدل الدولية، لها نطاق يتجاوز الحدود الإقليمية.

الالتزام بالمعاقبة على جريمة الإبادة الجماعية (المادة الأولى).

الالتزام بسَنّ التشريعات اللازمة لتفعيل أحكام الاتفاقية (المادة الخامسة).

الالتزام بضمان فرض عقوبات فعالة على الأشخاص المدانين بارتكاب سلوك إجرامي وفقاً للاتفاقية (المادة الخامسة).

الالتزام بمحاكمة الأشخاص المتهمين بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة مختصة تابعة للدولة التي ارتكب الفعل على أراضيها، أو أمام محكمة جزائية دولية ذات اختصاص مقبول (المادة السادسة)

الالتزام بتلبية طلب التسليم من قبل الأطراف المتعاقدة عندما يتعلق الأمر بتهم الإبادة الجماعية، وفقاً للقوانين والمعاهدات المعمول بها عندهم (المادة السابعة)

*كيف تبلورت اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية تاريخياً؟
اتفاقية محتّمة لمنع انتهاك قوانين الحرب وأعرافها


بعد جرائم الحرب المروّعة التي ارتكبت أثناء الحرب العالمية الثانية 1939-1949، وعزماً من الأمم المتحدة على ضمان عدم تكرارها نهائياً، اعتمدت الجمعية العامة، قبل يوم واحد من اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 9 ديسمبر/كانون الأول 1948، اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

وقد أطلق النظام النازي في تلك الحقبة أحد أكثر التسميات فظاعة في التاريخ للإشارة إلى البشر الذين كانت حياتهم غير مهمة، أو أولئك الذين يجب أن يُقتلوا على الفور، فهم بالنسبة لها "الأحياء الذين لا يستحقون الحياة".

تم تطبيق العبارة على المعاقين عقلياً، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبيّة خطيرة والذين يعتبرون بالنسبة للنظام النازي "دون مرتبة من البشر".

ألمانيا النازية إبادة ممنهجة وتخلّص من ملايين البشر

ودُبرت عمليات القتل من قبل الحزب النازي الألماني، بقيادة أدولف هتلر، الذي كان يستهدف اليهود بشكل رئيسي، لذا فالعدد الأكبر من ضحايا المحرقة كان من اليهود. وتشير الأرقام إلى أن 7 من كل 10 من اليهود في أوروبا قُتلوا بسبب هوياتهم.

قامت "فرق الموت" المتنقلة، بقتل حوالي مليون شخص في العديد من المذابح، واستمرت في معسكرات الاعتقال؛ حيث حُرم السجناء من الغذاء والرعاية الصحية الضرورية، كان هدفهم الإبادة الممنهجة والتخلص من أعداد هائلة من البشر.
وفي عام 1945، عندما بدأت قوات الحلفاء المتقدمة في اكتشاف هذه المعسكرات، وجدت مئات الآلاف من السجناء الجائعين والمرضى محبوسين مع آلاف الجثث، كما عثروا على أدلة على وجود غرف غاز ومحارق جثث كبيرة الحجم، بالإضافة إلى آلاف المقابر الجماعية، وتوثيق التجارب الطبية المروعة، وغير ذلك الكثير.. وقتل النازيون بهذه الطريقة أكثر من 10 ملايين شخص، منهم 6 ملايين يهودي، بحسب ما ذكر لنا موقع the atlantic.

اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية تطبق لأول مرة

ولم يتم تطبيق اتفاقية الإبادة الجماعية للمرة الأولى إلا خلال أوائل التسعينيات، بعد أكثر من أربعة عقود من اعتمادها، خلال المحاكمات القضائية التي أعقبت صراعات رواندا والبلقان، حيث إنه وعلى مدار 100 يوم بين أبريل/نيسان ويوليو/تموز 1994، جرت في رواندا واحدة من أسوأ الجرائم الإنسانية في أفريقيا، وربما على مستوى العالم، حين جرت عمليات "إبادة جماعية" ضد أقلية التوتسي، وراح ضحيتها ما يقرب من مليون شخص على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.

وتوصف المذابح التي شهدتها رواندا في ذلك الوقت من قِبل المؤرخين بأنها "أكبر إبادة جماعية في أفريقيا في العصر الحديث".

وكان تطبيقها في تلك السياقات مهماً في المقام الأول؛ لأنه يؤكد من جديد على الواجب الذي تقوم به الدول في محاسبة الأفراد المسؤولين عن جريمة الإبادة الجماعية، وكذلك عن الجرائم الأخرى المرتكبة أثناء النزاع المُسلح.

المحاكم الدولية لجرائم الإبادة الجماعية
محكمتا نورمبرغ وطوكيو العسكريتان الدوليتان


تأسست محكمة نورمبرغ العسكرية الدولية لمحاكمة ومعاقبة مجرمي الحرب من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي، والتي كانت أطرافاً في معاهدة لندن المؤرخة في 8 أغسطس 1945.

وذلك من أجل محاكمة المسؤولين العسكريين والسياسيين رفيعي المستوى في النظام النازي بعد الحرب العالمية الثانية. كما تم اختيار المدعين العامين والقضاة في هذه المحكمة من بين مواطني الدول المتحالفة المذكورة.

وخلال محاكمات نورمبرغ بين نوفمبر 1945 وأكتوبر 1946، تم توجيه التهم إلى 24 من القادة النازيين، وحُكم على 12 منهم بالإعدام، ونفّذ الحكم بالسجن على 7 منهم، وتمت تبرئة 3 آخرين..

ومع محاكمات نورمبرغ، تم تحميل الأفراد المسؤولية عن ارتكاب جرائم إبادة جماعية مخالفة للقانون الدولي لأول مرة في التاريخ وفي هذا السياق، تشكل الحالات المذكورة أعلاه نقطة تحول مهمة في تطور القانون الجنائي الدولي.

المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى

والمحكمة المخصصة الأخرى، التي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية بحسب موقع WE REMEMBER هي المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى (IMTFE)،و تعرف أيضا ب"محكمة جرائم الحرب بطوكيو" أنشئت في طوكيو. بعد إخطار استسلام اليابان بتاريخ 2 سبتمبر 1945.

وقد وقعت جرائم الحرب اليابانية في العديد من بلدان آسيا والمحيط الهادئ، خلال فترة العسكرية اليابانية، خلال الحرب اليابانية الصينية الثانية والحرب العالمية الثانية في المقام الأول، وقد وُصفت بعض الحوادث بمحرقة آسيا وفظائع الحرب اليابانية.

حيث ارتكب أفراد عسكريون من الإمبراطورية اليابانية بعض جرائم الحرب في أواخر القرن الـ19، بالرغم من أن معظمها قد وقع في الجزء الأول من عصر الشووا – وهو الاسم الذي أطلق على عهد الإمبراطور هيروهيتو – وحتى الهزيمة العسكرية للإمبراطورية اليابانية عام 1945.

وشملت جرائم حروب الجيش الياباني الإمبراطوري والبحرية اليابانية في عهد الإمبراطور هيروهيتو، وكانت مسؤولة عن مقتل الملايين.

وتتراوح التقديرات التاريخية لعدد القتلى بين 3 و14 مليون مدني وأسرى حرب من خلال المجازر والتجارب على البشر والمجاعات والعمل القسري الذي تم ارتكابهُ مباشرة من قِبل الجيش والحكومة اليابانية.

تم تعيين القضاة العاملين في المحكمة من أستراليا ونيوزيلندا والهند والصين وهولندا والفلبين، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي، وقامت المحكمة بإدانة 9 من كبار القادة السياسيين و18 قائداً عسكرياً، بينما لم يتم توجيه اتهامات إلى إمبراطور اليابان هيروهيتو وأفراد آخرين من العائلة المالكة.

وفي المحاكمات التي جرت بين مايو 1946 ونوفمبر 1948، أُدين جميع المتهمين، وحُكم عليهم بأحكام تتراوح بين عقوبة الإعدام إلى السجن لمدة 7 سنوات.

المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة

ومن الخطوات المهمة الأخرى في تطبيق إتفاقية لمناهضة الإبادة الجماعية لعام 1949 على المستوى الدولي إنشاء المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 827 بتاريخ 25 مايو 1993.

وتم إدراج التعاريف الواردة في اتفاقية الإبادة الجماعية بالضبط في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة دون أي تغييرات.

أول قضية إبادة جماعية حكمت فيها المحكمة كانت قضية غوران يليسيتش. وحوكم يليسيتش، المعروف باسم "أدولف الصربي"، بتهم الإبادة الجماعية والقتل والتعذيب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتمت تبرئته من جريمة الإبادة الجماعية بقرار من المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في عام 1999، ولكن تمت إدانته بتهم أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة 40 عاماً.

المحكمة الجنائية الدولية

في القرن العشرين، كانت الخصائص المشتركة لمحاكم نورمبرغ وطوكيو ويوغوسلافيا ورواندا، والتي تحاكم الأفراد على ارتكابهم جرائم إبادة جماعية، هي أنها أنشئت مؤقتاً لتعمل خلال فترة زمنية محدودة خاصة بحدث معين.

أما المحكمة الجنائية الدولية، فهي أول محكمة جنائية دولية دائمة تنشأ بموجب اتفاقية دولية.

تم اعتماد نظام روما الأساسي، الذي يشكل الأساس القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، في 17 يوليو/تموز 1998. ودخل النظام الأساسي حيز التنفيذ في 1 يوليو/تموز 2002، بعد إيداع وثيقة التصديق الستين لدى الأمم المتحدة.

يمنح نظام روما الأساسي المحكمة اختصاصاً في أربع فئات من الجرائم: جرائم الحرب، وجريمة الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، والعدوان.
وأثناء تنظيم جريمة الإبادة الجماعية في النظام الأساسي، تم الالتزام بتعريف جريمة الإبادة في اتفاقية عام 1948.

استخدم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة السلطة الممنوحة له للإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بالسودان لأول مرة. وعلى الرغم من أن السودان ليس طرفاً في نظام روما الأساسي، فقد بدأ تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2005 بشأن الأحداث التي وقعت في منطقة دارفور.

وبعد الانتهاء من التحقيق الأولي، صدر أمر اعتقال لأول مرة بحق رئيس في السلطة (الرئيس السوداني السابق عمر البشير) في 4 مارس/آذار 2009، فيما يتعلق بجرائم حرب وجرائم إبادة جماعية يُزعم أنها ارتكبت في دارفور.

وصدرت مذكرة اعتقال ثانية بحق البشير في 12 يوليو/تموز 2010، وأدرجت جريمة "الإبادة الجماعية" ضمن الجرائم المتهم بارتكابها. وهذا التحقيق هو أول تحقيق تجريه المحكمة الجنائية الدولية في جريمة "الإبادة الجماعية".

انتقادات للاتفاقية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية 1949
تعرّضت الاتفاقية إلى الكثير من الانتقاد من قِبل المختصين بسبب نطاقها غير الشامل في التصدّي لجرائم الإبادة الجماعية، وهذا يعود إلى محدودية مفهوم مصطلح الإبادة الجماعية وفق ما ذكرته دراسة صادرة عن المركز الإيرلندي لحقوق الإنسان.

وبحسبه رسّخت السوابق القضائية لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة توخّي نهج تقليدي لتفسير تعريف الإبادة الجماعية تستبعد في إطاره قضايا مثل التطهير العرقي والهجمات المماثلة ضدّ جماعات بشرية.

كما يعتبر المتخصصون أن الاتفاقية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية، وخلافاً لمعظم المعاهدات الرئيسية الأخرى لحقوق الإنسان لا تنشئ آلية رصد وقد وجّهت بصورة دورية نداءات تدعو إلى إنشاء هيئة خاصة بالاتفاقية تطالب بأن يتم ذلك بواسطة بروتوكول إضافي للاتفاقية أو بقرار تعتمده الجمعية العامة.

وفي عام 2004 أنشأ الأمين العام للأمم المتحدة منصباً رفيع المستوى لمستشار خاص يكون معنياً بمنع الإبادة الجماعية.

وفي التقرير الذي قدمته للأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني 2005 أكّدت لجنة التحقيق الدولية المعنية بدارفور أنّ الجرائم ضدّ الإنسانية قد لا تقلّ خطورة عن الإبادة الجماعية، مبرزة ما يعدّ في كثير من الحالات مناقشة عقيمة، بشأن ما إذا كان يجب تشخيص الأفعال بوصفها إبادة جماعية أو "مجرّد" جرائم مرتكبة ضدّ الإنسانية.

معرّفة جرائم الإبادة الجماعية بأنها تلك الشبيهة بالأعمال الوحشية النازيّة وتظلّ واحدة من "أخطر الجرائم التي تهمّ المجتمع الدولي"، والوارد ذكرها في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدوليّة.

بيد أنّه، إلى جانب التعريف القانوني للإبادة الجماعية الذي تعود جذوره إلى اتفاقية 1948، والذي أيدته السّوابق القضائية في وقت لاحق، يوجد تبلور شعبي لمفهوم لإبادة الجماعية أكثر، تعبيراً عن الجرائم المرتكبة ضدّ الإنسانية، حيث إنّه يشمل طائفة عريضة من الأفعال الوحشية الجماعية، لم تستطع القوانين حصرها حتى الآن.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: اتفاقیة الإبادة الجماعیة جریمة الإبادة الجماعیة جرائم الإبادة الجماعیة الحرب العالمیة الثانیة محکمة العدل الدولیة نظام روما الأساسی الجمعیة العامة لحقوق الإنسان الأمم المتحدة الدول الأعضاء للأمم المتحدة هذه الاتفاقیة إبادة جماعیة جرائم الحرب فی اتفاقیة لأول مرة من ق بل فی عام

إقرأ أيضاً:

حروب المستقبل: الدرونز والمعضلة الأمنية في أفريقيا

يُظهِر هجوم “شبكة العنكبوت” الأوكراني في الأول من يونيو 2025 بطائرات مسيّرة على قواعد جوية روسية مدى فعالية الطائرات المسيّرة المسلحة، سواءً داخل ساحة المعركة أو خارجها. هذا التحول في طبيعة الحروب الحديثة لم يقتصر على أوروبا الشرقية، بل امتد تأثيره إلى القارة الأفريقية، حيث باتت الطائرات المسيّرة تلعب دورًا متزايدًا في النزاعات المسلحة. فقد أصبحت ساحات القتال الأفريقية، من ليبيا إلى منطقة الساحل وقرن أفريقيا، مسرحًا لتجارب جديدة في استخدام هذه التكنولوجيا، سواء من قبل الجيوش النظامية أو الجماعات المسلحة غير الحكومية. ولم تعد الطائرات المسيّرة مجرد أداة استطلاع، بل تحولت إلى عنصر حاسم في تغيير موازين القوى، وإعادة تشكيل المشهد الأمني في القارة، ما يفرض تحديات جديدة على الدول الأفريقية ويثير تساؤلات حول مستقبل الأمن والاستقرار في ظل تصاعد سباق التسلح التكنولوجي .
تطور تكنولوجيا المسيرات: الحرب عن بعد

تم تطوير الطائرات المسيّرة في البداية لأغراض الاستطلاع العسكري والمراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية في أوائل القرن العشرين، حيث ظهرت أولى النماذج في إنجلترا عام 1917، ثم تطورت لاحقًا في الولايات المتحدة وألمانيا، واستخدمت في البداية كأهداف تدريبية للمدفعية وأغراض المراقبة الجوية. وخلال الحرب العالمية الثانية، زُوِّدت بعض هذه الطائرات بالقنابل والصواريخ، واستخدمتها الولايات المتحدة في الأغراض التدريبية وكصواريخ موجهة، لكنها لم تكن مخصصة بشكل مباشر لمواجهة اليابانيين، بل كان استخدامها العسكري في تلك الفترة يتركز على التدريب وبعض المهام الهجومية المحدودة.

بيد أن دور الطائرات المسيرة برز واضحًا في جمع المعلومات الاستخباراتية بعد حرب فيتنام، ومع مطلع الثمانينيات، بدأت القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في دمج هذه الطائرات ضمن خططها القتالية، ما أدى إلى توسع استخدامها في العمليات العسكرية وعمليات الاستهداف الدقيق، خاصة من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة. ومع هجمات 11 سبتمبر 2001، أصبحت الطائرات المسيرة أداة مركزية في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لشن الحروب الخارجية وتنفيذ عمليات القتل المستهدف.

وجدير بالذكر أن فعالية الطائرات المسيرة تعتمد على بنية تحتية بشرية ومادية متكاملة، تشمل أنظمة القيادة والتحكم، ومرافق الصيانة والتدريب، إضافة إلى منصات الإطلاق ومراكز جمع البيانات الاستخباراتية. وقد تتنوع هذه البنية التحتية بين حاويات شحن متنقلة يمكن نشرها وتشغيلها بسرعة، أو بنى تحتية ضخمة شبيهة بالمطارات تُستخدم لصيانة الطائرات وتخزينها وتوفير مرافق القيادة والتحكم والتدريب. ويلاحظ أن التحول المحوري هنا والذي يؤثر على مستقبل الحروب الحديثة يتمثل في أن هذه “التقنيات” تُمكّن مُشغّليها من البقاء بعيدًا عن ساحات القتال، حيث يُمكنهم اتخاذ قرار القتل أو إنقاذ الأرواح، مما يُقوّض أخلاقيات الحرب من خلال تمكين عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والمخاطرة بأرواح المدنيين، وتقويض المساءلة والكرامة الإنسانية من خلال القتال عن بعد.
أفريقيا وحرب المسيّرات

تشهد أفريقيا توسّعًا سريعًا في مجال الطائرات المسيّرة من حيث التصنيع والنشر والاستخدام من قبل أطراف حكومية وغير حكومية، مما يُبرز مجموعةً مُعقّدةً من الجهات الفاعلة والوكلاء. ومن المعروف أن الطائرات المسيّرة لا تُوفّر أثناء القتال معلوماتٍ استخباراتيةً وقوةً فتّاكةً فحسب، بل تُمكّن الجماعات المسلحة غير الحكومية من نشر الدعاية والسرديات المضادة على نطاقٍ واسعٍ وسريع.

من الشائع في التقارير الإعلامية القول بأن الولايات المتحدة ليس لها وجود يُذكر في أفريقيا، وأن لديها قاعدة عسكرية واحدة فقط، وهي معسكر ليمونيه في جيبوتي. إلا أن الحقيقة هي أن الجيش الأمريكي يحتفظ بحوالي 52 قاعدة عسكرية في أفريقيا؛ من بينها 10 قواعد تُستخدم كقواعد للطائرات المسيرة. ولا يشمل هذا العدد القواعد التي كانت موجودة في النيجر. ويبدو أن الإدارة الأمريكية في طريقها للحصول على قاعدة في كوت ديفوار بعد خروجها من النيجر العام الماضي. وقد استمر الاستخدام العسكري للطائرات المسيّرة في التزايد في السنوات الأخيرة، سواءً للتجسس على الناس أو لتفجيرهم. وغالبًا ما تُطلق هذه الطائرات من قواعد قريبة نسبيًا من أهدافها، ولكن يتم توجيهها من قواعد أخرى أبعد بكثير، عادةً في الولايات المتحدة.

وفي حين أن بعض القواعد العسكرية، مثل مطار شابيلي في جيبوتي، تُستخدم كمنصات لنشر الطائرات المسيرة، فإن بعض البنى التحتية مخصصة حصريًا لعمليات الطائرات المسيرة. وقد بُنيت هذه القواعد واستخدمت في دول أفريقية مختلفة من قبل دول غربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا. ومع ذلك، وعلى الرغم من عدم امتلاكها لقواعد طائرات المسيرة، فإن دولًا أخرى، مثل تركيا، تُنفذ ضربات بطائرات مسيرة في بعض الدول الأفريقية، على سبيل المثال، لتوفير الدعم الجوي للقوات الحكومية الصومالية. ومن أبرز الأمثلة الأخرى على تنامي استخدام مفهوم الحرب عنن بعد من قبل القوى الدولية في أفريقيا أن أكثر من 40% من الضربات الجوية لعملية برخان في بوركينافاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر نُفذت في مرحلة ما باستخدام طائرات مسيّرة؛ ومن الجدير بالذكر أن قواعد الطائرات المسيّرة في النيجر كانت حاسمة للعملية .
أفريقيا والكابوس الأمني الجديد

على أن للقصة وجهًا آخر قد يغير من قواعد اللعبة في الصراعات الأفريقية. لقد حصلت حتى الآن حوالي تسع جماعاتٍ مسلحة في أفريقيا على طائراتٍ مسيّرةٍ عسكريةٍ – في بوركينافاسو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وليبيا، ومالي، وموزمبيق، ونيجيريا، والصومال، والسودان. وهذا يُشير إلى اتساع نطاق استخدام الطائرات المسيّرة لمهامٍ مُتعددة من قبل أطراف غير حكومية. ولا يخفى أن هذه التقنيات الحديثة تمكن الجهات الفاعلة من إبراز قوتها جوًا وبرًا. كما أن رخص أسعار الطائرات المسيرة ونقل الخبرة بين الجماعات المسلحة وفروعها يزيد من احتمالية دمجها في ترساناتها العسكرية. وجدير بالذكر أن هذه الجماعات، بما فيها تنظيم داعش، كانت من أوائل الجهات التي اعتمدت تكنولوجيا الطائرات المسيّرة في الشرق الأوسط.

وتُظهر الطائرات المسيّرة بوضوح سهولة نقل وامتلاك هذه التكنولوجيا. إذ تستخدم الجيوش الأفريقية والجماعات المسلحة غير الحكومية سواء بسواء الحكومية نماذج من هذه المسيّرات – مما يُسهم في سد الفجوة بين قدرات كل منهما (الحقيقية أو المُتصورة). وإلى جانب الضرر المادي الذي تُلحقه الطائرات المسيّرة، هناك قيمتها الدعائية – وهو مجال جذب اهتمامًا إعلاميًا وأكاديميًا أقل بكثير من مهام الضربات الجوية التي تقودها الطائرات المسيّرة. في حين أن الحكومات تمتلك آلتها الدعائية المجهزة جيدًا، هناك طريقتان تستخدمهما الجماعات المسلحة غير الحكومية للطائرات المسيّرة للتأثير.

أولًا، التأثير النفسي، إذ أن مجرد الادعاء باستخدام الطائرات المسيّرة يُرسل رسالة نفسية مهمة. وينطبق هذا بشكل خاص على “سباق التسلح”، حيث يُزود الوكلاء الجماعات المسلحة بطائرات مسيّرة، مما يُمكّنهم من إبراز قوتهم بما يتجاوز قدراتهم الحقيقية. وعليه فإن المكانة والهيبة المرتبطتين بامتلاك الطائرات المسيّرة يمكن أن تصبح في حد ذاتها هدفًا رئيسيًا، وفقًا لمقتضيات الحرب النفسية.

ثانيًا، تُستخدم الطائرات المسيرة كأدوات لجمع المعلومات، حيث توفر مقاطع فيديو وصورًا ثابتة وصوتية لمشاركتها عبر الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتوجد أمثلة على كلا النوعين في أفريقيا. فقد قادت ميليشيا الدعم السريع في السودان، حربًا بالطائرات المسيرة كانت لها آثار مدمرة. وقد منحتهم هذه التكنولوجيا نجاحات تكتيكية ورمزية، مما قد يشجع بعض الجماعات الأخرى في القرن الأفريقي أو الساحل على التوسع في استخدام هذه التقنية العسكرية. ومع نجاح الحوثيين في استخدام حرب المسيرات فقد تتوسع دعاية حركة الشباب باستخدام الطائرات المسيرة مع تعميق علاقاتها مع جماعات مسلحة أخرى، ولا سيما الحوثيين.
المسيّرات وتنامي خطر الإرهاب

ليس بخافٍ أن لأدوات الاتصال والصور المرئية قيمة رمزية كبيرة. في حالة داعش وأخواتها من الجماعات التابعة لها، وجد الباحثون أن صور الطائرات المسيّرة تُشكل عنصرًا مهمًا في آلة الدعاية الإعلامية الخاصة بها. وبينما احتكرت الدول تقليديًا السيطرة على المجال الجوي، فإنهم يجادلون بأن الطائرات المسيّرة التي تُشغلها جهات مسلحة غير حكومية يمكن أن تُقوّض رمزيًا السلطة السيادية للدولة. وبالمثل استغلت حركة الشباب في الصومال هذه التكنولوجيا. ففي عام 2016 قدمت صور طائرة مسيّرة عسكرية تم إسقاطها، عُرضت على قنوات أخبار الجماعة، مؤشرًا على إمكانات الطائرات المُسيّرة في الدعاية – إما بامتلاكها أو باختطاف الأصول الجوية للعدو والتباهي بذلك علنًا. وبالطبع تستخدم الجيوش الحكومية النظامية نفس التكتيك. علاوة على ذلك، أظهرت لقطات فيديو لهجوم خليج ماندا المميت في يناير 2020 في كينيا أن الجهاز الإعلامي لحركة الشباب ماهر بشكل خاص في عمليات الحرب النفسية، وفقًا لمركز مكافحة الإرهاب. في الواقع، قد يتوسع برنامج الدعاية للطائرات المسيّرة التابع لحركة الشباب مع تعميق علاقاتها مع جهات أخرى.

أما في منطقة الساحل، تُجري جماعات مثل بوكو حرام وداعش (ولاية غرب أفريقيا) تجارب أيضًا على مقاطع فيديو دعائية تُنشر عبر الطائرات المسيرة. ولا تُستخدم هذه المقاطع فقط كأداة للتجنيد، بل أيضًا لإظهار البراعة التكنولوجية، مما يُعزز شرعية الجماعة وقوتها. كما قد تُساعد في جمع الأموال من خلال تصوير الجماعة على أنها متقدمة تكنولوجيًا. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجد معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح عام 2024 أن قوات التحالف الديمقراطي استخدمت الطائرات المسيّرة لتسجيل مقاطع فيديو والتقاط صور لمعسكراتها لأغراض دعائية. واستند هذا التقييم إلى مقابلات مع مقاتلين سابقين ومختطفين سابقين من خلال فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

بالإضافة إلى جمع مقاطع فيديو أو صور ثابتة عبر الطائرات المسيّرة لأغراض التأثير أو تحديد المواقع الاستراتيجية، يُمكّن الذكاء الاصطناعي من مضاعفة مكاسب الدعاية بشكل كبير. إذ أن إدخال الصور إلى الإنترنت يساعد على ترشيد إنتاجهم الدعائي ونشره على نطاق واسع.

ختامًا، يمكننا القول إن المنظمات الإرهابية في أفريقيا تتجه نحو توسيع نطاق استخدام الطائرات المسيّرة في سيناريوهات متعددة، مدفوعة بتطورات تكنولوجية وتكتيكات مستوحاة من النزاعات العالمية مثل الحرب الأوكرانية-الروسية. وتشير التوقعات إلى أن هذه الجماعات سوف تطور اعتمادها على الطائرات المسيّرة في الهجمات المنسقة واسعة النطاق، مستفيدة من تقنيات “الأسْراب الذكية” القادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي عبر الهجمات المتزامنة، كما ظهر في هجوم “شبكة العنكبوت” الأوكراني الذي استهدف قواعد جوية في العمق الروسي. ومن المتوقع أيضًا أن تُدمج الجماعات الإرهابية تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة الاستهداف، خاصة في الهجمات على البنى التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة وخطوط الأنابيب، وهو ما تم توثيقه في هجمات سابقة في أفريقيا.

ومن المرجح أن تستمر الجماعات في توظيف الطائرات المسيّرة لأغراض الدعاية، حيث تُستخدم لتصوير الهجمات وتحركات القوات لنشر الرعب وجذب المزيد من الأنصار، كما فعلت حركة الشباب في الصومال والحوثيون في اليمن. وفي السياق الأفريقي، قد تشهد الفترة المقبلة تصاعدًا في استخدام الطائرات المسيّرة المحلية الصنع، التي تُطورها الجماعات بالتعاون مع شبكات إقليمية، مما يزيد من صعوبة تعقبها نظرًا لانخفاض تكلفتها وعدم احتياجها لبنى تحتية معقدة.

وقد اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العديد من القرارات التي تُعالج إساءة استخدام الطائرات المسيّرة، ولكن ينبغي أن تُركّز الإجراءات المستقبلية على الرصد والتوعية بالمخاطر، مع مراعاة الفوائد التنموية لتكنولوجيا الطائرات المسيّرة.

وقد تضمنت مبادرةٌ لإطلاق مذكرة برلين بشأن الممارسات الجيدة لمكافحة استخدام الإرهابيين للطائرات المسيّرة ندواتٍ إلكترونيةً وتوعيةً عامةً أوسع. ولكن في أفريقيا، حيث ينتشر تهريب الأسلحة، قد يكون الاتجار غير المشروع بأجزاء الطائرات المسيرة جديرًا بمزيدٍ من الدراسة.

إنّ صعوبة كشف أو اعتراض الطائرات المسيّرة المهربة، مثل تلك التي نشرتها أوكرانيا مؤخرًا، تُذكّر بمدى فعالية الطائرات المسيّرة المُسلّحة.

أ. د. حمدي عبد الرحمن حسن – بوابة الأهرام
أستاذ العلوم السياسية في جامعتي زايد والقاهرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • احتجاجات في نيويورك تطالب بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة
  • ذاكرة النقصان.. توثيق روايات أهل غزة عن الإبادة الجماعية
  • تظاهرة حاشدة في لاهاي للمطالبة بوقف جريمة الإبادة الصهيونية في غزة
  • مظاهرات في لاهاي وبروكسل تنديدا بالإبا.دة الجماعية في غزة
  • حروب المستقبل: الدرونز والمعضلة الأمنية في أفريقيا
  • عاجل| مركز إسرائيلي: المحكمة الجنائية الدولية تتجاوز صلاحياتها وتخضع لأجندات سياسية
  • البرازيل تدرس قطع التعاون العسكرى مع إسرائيل ردا على الإبادة الجماعية فى غزة
  • 79 شهيدًا في غارات الاحتلال على غزة.. وارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية المستمرة
  • حصيلة الإبادة الجماعية في غزة إلى 55,297 شهيدا و128,426 مصابا
  • كتاب رخصة بالقتل.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مجهر باسكال بونيفاس