وردة يسجل ثنائية مع بانسيرايكوس في مرمى لاميا بالدوري اليوناني
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
عاد النجم المصري عمرو وردة إلى ساحة التألق في الدوري اليوناني بعد فترة طويلة من الغياب. سجل وردة هدفين رائعين لصالح فريقه الجديد، بانسيرايكوس، في مواجهته أمام لاميا، التي انتهت بانتصار الفريق بنتيجة 2-0 في المباراة التي أُقيمت مساء السبت.
وردة يسجل ثنائية مع بانسيرايكوس في مرمى لاميا بالدوري اليونانيوكانت هذه همسة عودة قوية لوردة إلى شباك المنافسين في الدوري اليوناني، حيث افتتح سجله التهديفي مع بانسيرايكوس، وهو أول هدف له عامة منذ ذلك الحين الذي سجل فيه مع فريقه السابق أبولون ليماسول القبرصي في فبراير 2023.
وبهذا الإنجاز، ارتفع إجمالي أهداف وردة في الدوري اليوناني إلى 33 هدفًا، حيث خاض تجارب ناجحة مع أندية مختلفة مثل باوك ولاريسا وأترميتوس وفولوس.
ورحب وردة بتحقيق هذا الإنجاز مع فريقه الجديد، بانسيرايكوس، الذي انضم إليه في يناير بعد فسخ عقده مع فاركو المصري. ولفت النجم المصري الانتباه إلى أن آخر هدف سجله في الدوري اليوناني كان تحت قيادة المدرب بابلو جارسيا، والذي يشرف حاليًا على فريقه الحالي.
وعبّر وردة عن سعادته بالعودة إلى أجواء التهديف في اليونان، قائلًا: "أشعر كأنني في مصر، أشعر بالراحة مع الفريق ونتدرب بكل قوة ونسعى لتقديم أفضل أداء ممكن".
وختم تصريحه بتحفيز الفريق قائلًا: "علينا أن نواصل العمل بجد ونركز في المباريات القادمة لتحقيق المزيد من النجاحات".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وردة عمرو وردة الدوري اليوناني فی الدوری الیونانی
إقرأ أيضاً:
ثنائية الدين والدولة بين التصادم والتعايش المستدام
بقلم: محسن عصفور الشمري ..
في المجتمعات ذات الجذور الدينية العميقة، يصبح سؤال العلاقة بين الدين والدولة أحد أكثر الأسئلة إلحاحًا. بين من يدعو إلى الفصل التام باسم العلمانية، ومن يريد إخضاع الدولة للدين باسم الشريعة، تتأرجح النماذج السياسية دون الوصول إلى توازن مستقر.
هذه الورقة تقترح تصورًا ثالثًا يقوم على تعايش مستدام بين الدين والدولة، يضمن احترام الدين دون تسييسه، ويصون الدولة دون تأليـهها، من خلال بنية معرفية ومؤسسية يقودها “الراسخون في العلم”.
أولًا: من العلمانية التصادمية إلى العلمانية المتصالحة.
العلمانية التي نشأت في الغرب كرد فعل على تسلط الكنيسة، حينما تُنقل إلى مجتمعاتنا دون تكيّف مع السياق الثقافي والديني، تُنتج توترًا مزمنًا بين الدولة والمجتمع.
هذه العلمانية التصادمية تضع الدين في خانة التهديد، وتقابل حضورَه بالإقصاء، مما يخلق فراغًا أخلاقيًا ويفتح المجال أمام التطرف.
بالمقابل، العلمانية المتصالحة مع الدين لا تلغي الإيمان من المجال العام، بل تنظم العلاقة بين المؤسسات الدينية والمدنية على نحو يضمن التعددية، ويمنع تسييس الدين أو تدين الدولة. إنها توازن بين حرية الاعتقاد، وسيادة القانون، واستقلال المؤسسات.
ثانيًا:العداء للدين وقوده الاستبداد والتطرف.
العداء الإيديولوجي للدين، كما مارسته بعض التيارات الشيوعية واليسارية الراديكالية، لم يُنتج تحريرًا بقدر ما أنتج استبدادًا مضاعفًا.
وقد أظهرت التجربة أن تلك التيارات، رغم خطابها الحداثي، دخلت في تحالفات تكتيكية مع الأحزاب الإسلامية المتطرفة، سنية كانت أم شيعية، انطلاقًا من تشابه عميق في:
• المشرب الفكري: الاشتراكية الراديكالية، وما تحمله من نزعة تأميمية تُقابلها عند الإسلاميين نزعة شمولية باسم “الحاكمية”.
• طريق الوصول إلى السلطة: العنف والترهيب والإقصاء.
• منهج الإدارة: القمع والاستبداد، ومنع التعدد والاختلاف.
هذا التشابه يكشف أن العداء الظاهري بين هذه التيارات ليس اختلافًا في المبادئ، بل تنافسًا على أدوات السيطرة.
ثالثًا: التعايش المستدام من خلال “الراسخين في العلم”
التأسيس لتعايش حقيقي بين الدين والدولة لا يتم عبر حلول وسط هشة، بل من خلال بنية معرفية مؤسسية، تضم فريقًا متعدد التخصصات يُعرف بـ”الراسخين في العلم”، يجمع بين:
• علماء وفلاسفة ومفكرين يمثلون مختلف مجالات المعرفة: الدينية، العلمية، الفلسفية، الاجتماعية، والسياسية.
• فقهاء مجتهدين يتحررون من الانتماء الطائفي ويتجهون نحو تجديد متوازن للخطاب الديني.
• شخصيات تنفيذية ذات خبرة لا تقل عن ثلاثين عامًا في الإدارة العامة، تمتاز بالكفاءة والنزاهة والقدرة على العمل ضمن منظومة شورية.
هذا الفريق يعمل على تأسيس مرجعية معرفية لا تمارس سلطة تنفيذية أو دينية، بل تقدم الرأي والمشورة العلمية، بعيدًا عن منطق الاحتكار أو التفويض المطلق.
ولا يُمنح أي فرد أو تيار في هذا الفريق حق النقض أو الهيمنة على الآخرين، بل يتم اختيار رئيسه من أصحاب الخبرة العميقة في شؤون الدولة، وفق معايير صارمة وليس بالتوافق السياسي.
خاتمة
إن بناء توازن مستدام بين الدين والدولة لا يتحقق بالشعارات، ولا بفرض نموذج أحادي، بل يتطلب تأسيس عقد معرفي ومؤسسي جديد، يتجاوز ثنائية التصادم، ويؤسس لثنائية تعايش طويلة الأمد.
بهذا التوازن، يمكن للدين أن يلعب دوره في ترسيخ القيم دون أن يتحول إلى أداة استبداد، ويمكن للدولة أن تحكم بالقانون والعقل دون أن تقع في العداء لهوية الناس وإيمانهم.
البديل عن هذا التعايش هو الاستقطاب، والتطرف، وتكرار دورات الفشل، وهو ما لم يعد التاريخ ولا الشعوب تحتمله.