شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، أزمة حول إعادة المداولة بشأن المادة 381 من قانون الإجراءات الجنائية، إذ رفض المجلس التعديل الذي تقدمت به الحكومة على المادة 381 بمشروع تعديلات قانون الإجراءات الجنائية، لمنع تكرار أخذ رأي المفتي عند الاستئناف على حكم الإعدام أمام محكمة الجنايات.

قانون الإجراءات الجنائية

وقال «جبالي» خلال الجلسة: «نحن نتحدث عن عقوبة الإعدام، وهي ليست بالأمر الهين، وأخذ رأي المفتي مرتين ينظر له كونه ضمانة، والأخذ بهذا المقترح له سيكون مردودا سلبيا عند الأخذ بالنظام العقابي».

وأشار إلى أن هذا المقترح يخالف حكم محكمة النقض المادة العامة للمواد الجنائية، وهو حكم رائع في تفصيلاته ومبررات، والذي أكد أن استطلاع رأي المفتي مرتين باعتباره شرطا لازما لصحة الحكم، ولا يغني عن ذلك لكون النقض إعادة الحكم، فضلا عن أنه يطمئن المتهم على استطلاع رأي المفتي على الحكم والرأي العام.

وشدد رئيس مجلس النواب على أنه بمراجعة مضابط اللجنة الفرعية لصياغة الإجراءات الجنائية، تبين أن هذا المقترح أثير من أحد أعضاء اللجنة، وجرى رفضه من ممثلي وزارة العدل وممثلي المجالس النيابية.

رأي المفتي في قضايا الإعدام

وصفق النواب لرئيس المجلس الذي استكمل متحدثًا عن الوزارة ومسئوليتها في الحرص على هذا الأمر باعتبارها الجهات المسئولة عن الملف.

وقال إن المقترح يخالف حكم محكمة النقض الهيئة العامة للمواد الجنائية في الطعن بجلسة الثاني عشر من نوفمبر 2006 ، موضحا أنه حكم رائع في تفصيلاته ومبرراته، انتهى إلى وجوب استطلاع رأي المفتي قبل الحكم بالإعدام مرتين باعتباره شرطا لازمًا لصحة الحكم أوجبه القانون،  مؤكدا أنه لا يغني عن ذلك سبق اتخاذ رأيه في المحاكمة الأولى لكون نقض الحكم يعيد الدعوى لمحكمة الإعادة بحالتها.

وتابع: «إذا رأت محكمة الإعادة أن تقضي بالإعدام وجب عليها إرسال أوراق القضية لمفتي الجمهورية، لتطمئن أن حكمها يوافق أحكام الشريعة الاسلامية واعتبارها هيئة حكم جديدة حتى تطمئن أن الحكم يوافق أحكام الشريعة الإسلامية».

واعتبر جبالي أن هذا الإجراء يطمئن المتهم أن المحكمة الجديدة استطلعت رأي مفتي الجمهورية قبل الحكم ويكون الرأي العام على بينة من ذلك، وهي مقاصد تراها الهيئة العامة للمواد الجنائية في محكمة النقض جديرة بالاحترام.

وأشار إلى إلى أنه بمراجعة مضابط اللجنة الفرعية المشكلة لصياغة مشروع قانون الإجراءات الجنائية تبين أن الاقتراح المقدم من الحكومة أثير من أحد أعضاء اللجنة، وجرى رفضه من ممثلي وزراتي العدل وشئون المجالس النيابية.

وطرح جبالي اقتراح الحكومة للتصويت، فرفض الأعضاء، وحاول الوزير أخذ الكلمة فرفض طلب الوزير التعقيب بعد التصويت، ورفض رئيس المجلس وطلب الالتزام بالنظام من النواب والحكومة، قائلا: «بعد أن شرحت الحكومة مبرراتها وهي مبررات غير مستندة لأساس، أرجو من الحكومة الالتزام بالقانون واللائحة صادرة بقانون يا حضرات الأعضاء وممثلي الحكومة».

 

كان المستشار عمر مروان وزير العدل قد تمسك بعدم الأخذ  برأي المفتي في الاستئناف، لافتا إلى أنه أن من الضروري أن يكون هناك ميعاد تنظيمي لتحديد أولوياته بموعد زمني محدد لترتيب القضايا المعروضه عليه وفقا لأولوياتها.

وأضاف الوزير أنه لا بد من أن لا تحجز المحكمة الدعوى للحكم، وتنتظر رأي المفتي بل يجب أن تؤجل الدعوي لحين ورود رأي المفتي.

وتضمن مقترح الحكومة تعديل نص المادة 381  لتكون كالتالي: «تتبع أمام محاكم الجنايات بدرجتيها جميع الأحكام المقررة في الجنح ما لم ينص على خلاف ذلك، ولا يجوز لمحكمة الجنايات بدرجتيها أن تصدر حكما بالإعدام إلا بإجماع آراء أعضائها، ويجب على محكمة أول درجة قبل أن تصدر هذا الحكم أن تأخذ رأي مفتي الجمهورية، ويجب إرسال أوراق القضية إليه، فإذا لم يصل رأيه إلى المحكمة قبل التاريخ المحدد للنطق بالحكم، حكمت المحكمة فى الدعوى».

وفى حالة خلو وظيفة المفتى أو غيابه أو قيام مانع لديه، يندب وزير العدل، بقرار منه، مَن يقوم مقامه، ولا يجوز الطعن فى أحكام محكمة الجنايات المستأنفة إلا بطريق النقض أو إعادة النظر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: النواب مجلس النواب وزير العدل رأي المفتي قضايا الإعدام الإجراءات الجنائية قانون الإجراءات الجنائیة رأی المفتی

إقرأ أيضاً:

رئيس جهاز المباحث الجنائية يستقبل مسؤولة بريطانية لبحث تعزيز التعاون الأمني

استقبل اللواء محمود عاشور العجيلي، رئيس جهاز المباحث الجنائية، صباح اليوم بمقر الجهاز، المديرة الإقليمية للعمليات الدولية بوزارة الداخلية البريطانية، وذلك في إطار تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات بين ليبيا والمملكة المتحدة.

وتناول اللقاء مناقشة عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وسبل تفعيل آليات التعاون الفني، لاسيما في مجالات التدريب، وبناء القدرات، ورفع كفاءة الكوادر الأمنية في التخصصات الفنية والتقنية، بما يسهم في تطوير الأداء الأمني وتعزيز قدرات الجهاز في مواجهة التحديات.

ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات الأمنية الليبية لتطوير قدراتها المؤسسية والفنية، وتعزيز علاقاتها الدولية في مجال مكافحة الجريمة وتنمية الموارد البشرية، وتسعى ليبيا، من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين مثل المملكة المتحدة، إلى الاستفادة من الخبرات والتجارب المتقدمة في مجالات الأمن الجنائي، والتدريب المتخصص، والتقنيات الحديثة المستخدمة في التحقيق والتحليل الجنائي.

وتُعد وزارة الداخلية البريطانية من أبرز الجهات العالمية في مجال تطوير الأنظمة الأمنية والتقنيات الجنائية، حيث تمتلك خبرات واسعة في دعم الأجهزة الأمنية في عدد من الدول، لاسيما في مجالات بناء القدرات، ومكافحة الجريمة المنظمة، وتعزيز سيادة القانون.

مقالات مشابهة

  • من تاريخ إرساله إلى رئيس الجمهورية| معلومة جديدة بشأن تطبيق قانون الإيجار القديم
  • اتهامات لرئيس وزراء مالي السابق بسبب منشور ينتقد الحكم العسكري.. وتصاعد للهجمات المسلحة
  • محكمة العدل الأوروبية تشكك في قانونية خطة إيطالية تتعلق بالمهاجرين
  • محكمة العدل الأوروبية تُسقط بروتوكول إيطاليا ألبانيا.. «حزب صوت الشعب» يحذّر: ليبيا ليست للبيع
  • محكمة استئناف تؤيد الحكم بسجن رئيس صرب البوسنة لمدة عام
  • محكمة العدل الأوروبية تصدر حكماً حاسماً بشأن سياسة إيطاليا لإعادة طالبي اللجوء
  • المنظمة الدولية للشرطة الجنائية تمنح وزير الداخلية وسام “الإنتربول” من الطبقة العليا
  • رئيس مجلس النواب يترأس إحدى جلسات المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات
  • رئيس حزب العدل عن تظاهرات تل أبيب: من هتفوا بـالإسلام هو الحل يهتفون اليوم ضد مصر من قلب إسرائيل
  • رئيس جهاز المباحث الجنائية يستقبل مسؤولة بريطانية لبحث تعزيز التعاون الأمني