أكدت منظمة "العمل ضد الجوع" أن الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، تهدد قدرة المنظمات الإنسانية على توصيل الإمدادات وتثير مخاوف كبيرة بشأن التصعيد المحتمل في واحدة من أفقر دول العالم.

 

وقالت المنظمة، في بيان لها إن الأعمال العدائية الجارية ستؤدي إلى تعريض سلامة المدنيين للخطر وزيادة تدهور ظروفهم المعيشية، لا سيما من خلال تهديد الإمدادات الغذائية والطبية.

 

وأضافت أن 21.6 مليون شخص، أو 75% من السكان، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في اليمن.

 

وأشارت إلى إن تدهور الوضع الاقتصادي، وانخفاض قيمة العملة، ونقص الوقود، وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية المستوردة، وعدم وجود دخل مستقر، جعل الاحتياجات الأساسية غير قادرة على تحمل تكاليفها بالنسبة لجزء كبير من السكان اليمنيين.

 

وأوضحت أنه ومنذ الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يومي 12 و13 يناير/كانون الثاني، اضطرت العديد من المنظمات الإنسانية إلى تقليص عملياتها لأسباب أمنية.

 

وقالت آن غاريلا، مديرة عمليات العمل ضد الجوع في الشرق الأوسط، إن اليمن يعتمد بشكل شبه كامل على الواردات الغذائية والطبية، والتي يتم نقلها إلى حد كبير عبر موانئ الحديدة وعدن.

 

ولفتت إلى أنه مع تزايد التوترات في البحر الأحمر، تجد المنظمات الإنسانية صعوبة متزايدة في جلب الأدوية، التي تعتبر ضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة، في حين تضاعفت تكاليف الإمدادات في غضون بضعة أسابيع.

 

وأردفت: "لقد نفد مخزوننا من الأدوية عمليا، وفي ظل عدم الاستقرار الحالي، لا يمكننا أن نضمن تجديد مخزوننا في غضون فترة زمنية معقولة. وإذا استمر هذا الوضع، فقد تكون له عواقب وخيمة، بالنظر إلى أن حوالي 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة الرعاية الصحية في اليمن".

 

وأكدت أن انخفاض الإمدادات الغذائية سيؤدي إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي لملايين اليمنيين.

 

وقالت المنظمة، بأن 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في 2023م، في حين ظل معدل سوء التغذية الحاد بين النساء والأطفال في اليمن من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث يحتاج 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضعة و2.2 مليون طفل دون سن الخامسة إلى علاج من الحالات الحادة. سوء التغذية.

 

ونوهت إلى أنه و"على الرغم من حجم الاحتياجات، لا تزال الأزمة في اليمن تعاني من نقص التمويل"، مشيرة إلى أن انخفاض التمويل الدولي أدى إلى إعلان برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر الماضي لـ "وقف مؤقت" لبرنامج المساعدة الغذائية العامة، مما أثر على 9.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في شمال اليمن.

 

وبيّنت أن "الزيادة في تكاليف النقل والتأمين، المرتبطة بعدم الاستقرار في البحر الأحمر، لها تأثير مباشر على البرامج الإنسانية، حيث سيتعين خصم هذه التكاليف من الميزانيات المخصصة للبرامج".

 

وتحدث البيان عن استمرار القيود والعقبات البيروقراطية العديدة تعيق الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية في اليمن، وخاصة في المناطق النائية.

 

وعملت منظمة العمل ضد الجوع في 2023م، على تحسين الحالة الصحية والتغذوية للسكان الضعفاء من خلال تعزيز الوصول إلى خدمات الصحة والتغذية الأولية وجودتها في المراكز الصحية ومن خلال فرقها المتنقلة - بما في ذلك من خلال توفير الأدوية، المعدات الطبية والتدريب.

 

كما تم تقديم برامج الرعاية الصحية الأولية والصحة الإنجابية والتطعيم، بالإضافة إلى اكتشاف وعلاج سوء التغذية الحاد المتوسط ​​والشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة وبين النساء الحوامل والمرضعات.

 

كما قامت منظمة العمل ضد الجوع بإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وأنظمة إدارة النفايات الطبية ودعمت بناء مصادر المياه المجتمعية لضمان الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي في المراكز الصحية والمجتمعات الضعيفة. كما تم تقديم الدعم لرعاية الرضع والأطفال الصغار وممارسات التغذية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر اليمن واشنطن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن ملیون شخص فی الیمن من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: الحصول على الرعاية الصحية بالسويداء يشكل تحديا

قالت منظمة الصحة العالمية إن الحصول على الرعاية الصحية في مدينة السويداء السورية بات يشكل تحديا، مؤكدة أن المراكز الصحية تتعرض لـ"ضغط هائل"، وأن العاملين الصحيين يشتغلون في ظروف بالغة الصعوبة.

وقالت كريستينا بيثكي القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، الجمعة، إن المستشفيات تواجه نقصا في الموظفين والكهرباء والمياه والإمدادات الأساسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياعlist 2 of 2قضية "التآمر" في تونس.. شهود بلا هوية وأحكام بعشرات السنينend of list

وأضافت أن المستشفى الرئيسي في المدينة أصبح مكتظا، وأن "مشرحته وصلت إلى أقصى طاقتها في وقت سابق من هذا الأسبوع".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت وقوع 5 هجمات على مرافق الرعاية الصحية في السويداء، بما في ذلك مقتل طبيبين وعرقلة واستهداف سيارات الإسعاف، بالإضافة إلى احتلال المستشفيات مؤقتا أو تضررها.

وقالت بيثكي إنه "يجب ألا تكون الرعاية الصحية هدفا أبدا، ويجب حماية المرافق الصحية والمرضى والعاملين الصحيين بشكل فعال".

وشددت على أن ضمان وصول الأطباء والممرضين والإمدادات إلى الناس بأمان "ليس أمرا حيويا لإنقاذ الأرواح فحسب، بل هو مسؤولية بموجب القانون الدولي يجب على جميع الأطراف الالتزام بها".

ومنذ مساء الأحد، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى والجرحى.

وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إن 814 شخصا على الأقل قُتلوا، وأصيب ما يزيد عن 903 في محافظة السويداء منذ 13 يوليو/تموز الجاري.

وذكرت القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا أن هذه الأحداث أدت إلى نزوح أكثر من 145 ألف شخص، واضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم بلا أي شيء والاحتماء في مراكز استقبال مؤقتة في درعا وريف دمشق ودمشق.

وسجلت بيثكي أن فرق المنظمة زارت العديد من هذه المواقع في ريف دمشق، الخميس، وستتوجه إلى درعا يوم الأحد.

إعلان

وقالت إن "ما رأيناه وسمعناه هو تذكير قوي بالمخاطر، الآباء يبحثون عن دواء لأطفالهم، وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة، والعاملون الصحيون الذين يبذلون قصارى جهدهم تحت ضغط غير عادي".

وتم نشر فرق طبية متنقلة تدعمها منظمة الصحة العالمية في مناطق النزوح لتقديم استشارات عاجلة للمرضى وخدمات صحة الأم والطفل ودعم الصحة النفسية والأدوية الأساسية.

ووصلت هذه الجهود بالتنسيق مع وزارة الصحة والسلطات المحلية إلى آلاف الأشخاص من ريف السويداء والمجتمعات المتضررة الأخرى، إذ أكدت ممثلة المنظمة أن الوصول الإنساني المستمر ودون عوائق "أمر ضروري لاستدامة الاستجابة الصحية، بما في ذلك الإحالات الطبية في الوقت المناسب وتقديم الرعاية الحرجة دون انقطاع".

واعتبرت أن سوريا "عند مفترق طرق حيث تواجه أزمات متعددة ولكنها أيضا أمام فرصة حقيقية لإعادة الإعمار". وشددت على أن الحفاظ على استمرار الخدمات الصحية الإنسانية "ليس أمرا بالغ الأهمية لحالات الطوارئ اليوم، بل هو جسر للتعافي".

وتمكنت منظمة الصحة العالمية من إيصال الإمدادات الحيوية إلى المرافق الصحية في درعا وريف دمشق، بما في ذلك إمدادات الإصابات والأدوية الأساسية ودعم المستشفيات في كلتا المحافظتين، في الوقت الذي لا يزال الوصول إلى السويداء محدودا وغير متسق.

يشار إلى أن القافلة الإنسانية الأولى إلى السويداء كانت قد دخلت الأحد الماضي، تلتها قافلة ثانية الأربعاء بالتنسيق مع وزارة الصحة ومديرية الصحة والهلال الأحمر السوري.

مقالات مشابهة

  • اليمن: العملة الحوثية المزورة «جريمة» تهدد الاقتصاد
  • الحملة مستمرة.. حصاد عام من الغارات الإسرائيلية على اليمن
  • مطالبات بوقف سياسة التقطير وفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غزة دون شروط
  • انفراجة في «أزمة الجوع».. هدنة في قطاع غزة ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية
  • كارثة صحية تهدد أطفال اليمن: نحو 4 آلاف حالة سوء تغذية حاد خلال 5 أشهر فقط!
  • شهداء ومصابون في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة
  • منظمة حقوقية: غزة الإنسانية تقود مصائد موت.. طالبت أوروبا بعقوبات عاجلة
  • الصحة العالمية: الحصول على الرعاية الصحية بالسويداء يشكل تحديا
  • صاروخ من اليمن يُفاجئ إسرائيل.. واعتراض في اللحظات الأخيرة!
  • بيان بريطاني فرنسي ألماني يدعو إلى إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة