إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق

تصدّر موضوع الإفراط في مشاهدة الشاشات لدى الأطفال وسائل الإعلام الفرنسية بعدما تطرق إليه الرئيس الفرنسي مؤخرا. وأعلن إيمانويل ماكرون إنشاء لجنة خاصة تعمل على إصدار توصيات من أجل "استعادة السيطرة" على  شاشاتنا والحد من استعمالها داخل العائلات. وتبقى مسألة تقييم ضرر الهواتف الذكية والتلفاز وغيرها من الشاشات مُعقدا من الناحية العلمية حسب بعض المختصين.

فما الذي تقوله الدراسات في هذا المجال؟

إعلان

هل استعمال الهواتف ومختلف الشاشات يؤثر بشكل سلبي على نمو وتطور أطفالنا الذهني والجسدي؟ سؤال يطرحه العديد منا وتبدو الإجابة البديهية، نعم. لكن عدة دراسات علمية لا تجزم بذلك مؤكدة أن الموضوع مُعقد للغاية بسبب الصعوبات المنهجية التي تقف أمام إجراء تجارب دقيقة.

وقام باحثون أستراليون مؤخرا بجرد مئات الأبحاث التي تم إنجازها عبر العالم في السنوات الأخيرة لمحاولة استنباط استنتاجات عامة في إطار ما يسمى علميا بMeta-analysis. وتشمل الدراسات قرابة مليوني شخص عبر العالم. وتقول نتائج الجرد أنه مهما كان تأثير الشاشات على الأطفال، إيجابيا أم سلبيا، فهو تأثير ضعيف إلى معتدل. ويشير الباحثون في الجرد إلى أن مدة المشاهدة ليست محورية بل نوعية المحتوى الذي تتم مشاهدته والبيئة الاجتماعية التي يتم فيها ذلك. ورغم أهميتها، تبقى نتائج هذا الجرد عامّة وفضفاضة، إذ تقتصر على الجانب الإحصائي وقد تخلط بين مواضيع عدة بل ومتناقضة أحيانا حسب منتقديها. 

دراسات على المدى البعيد..

ومن بين المشاكل الأساسية لتحليل ظاهرة استعمال الشاشات لدى الأطفال هو حداثتها. إذ بدأت الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية في أخذ حيز كبير من حياتنا قبل عشر أو خمس عشرة سنة فقط، وهي مدة قصيرة نسبيا لمعرفة تأثيرها الحقيقي وتحليله تحليلا دقيقا.

ومن المبادرات التي تهتم بالظاهرة على المدى الطويل، توجد مبادرة  ELFE الفرنسية والتي تتابع عن كثب تطور أطفال منذ ولادتهم. وبدأت المبادرة عام 2011 وتشمل ثمانية عشر ألف طفل حيث يتم تتبع تطورهم على المستوى الذهني والجسدي ومقارنة ذلك مع الوقت الذي يقضونه يوميا أمام التلفاز أو الحاسوب أو الهاتف الذكي أو الألعاب الألكترونية. 

 

اتباع التوصيات يحد من تأثير الشاشات © فرانس 24

 

والنتائج التي بدأت تعلنها مبادرة ELFE عبر مقالات في مجلات علمية مرموقة كمجلة Nature تبدو متعددة الجوانب. فمن الواضح، حسب عمل الباحثين الفرنسيين، أن إفراط الأطفال من مشاهدة الشاشات له علاقة بمشاكل صحية كالسمنة ونقص المجهود البدني واضطرابات النوم وتأخر النطق ومشاكل في التواصل. ولكن، عندما نأخذ بعين الاعتبار البيئة العائلية للأطفال والفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها الوالدين فإن تأثير الشاشات السلبي يصبح ثانويا. فجلّ ما لاحظه الباحثون من مظاهر لها ارتباط بعوامل اجتماعية أساسا. هل الشاشات هي المسؤولة عن اضطرابات الأطفال، أم هي تأتي فقط لتزيد من حدة اضطرابات موجودة أصلا بالنظر للبيئة العائلية للطفل؟

مسؤولية الأولياء

ويؤكد الباحثون أنه من السهل الحد من التأثير السلبي للشاشات على الأطفال واستعمالها استعمالا مفيدا إذا تم احترام توصيات متوافق عليها بشكل واسع. ونشرت منظمة الصحة العالمية بيانا مطولا في هذا المجال عام 2019.

 

 

اتباع التوصيات يحد من تأثير الشاشات © فرانس 24

 

 

 

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم أطفال تكنولوجيا علم النفس كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 ساحل العاج منتخب مصر محمد صلاح الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

النمر: الوقاية من الأمراض المزمنة تبدأ من العيادة وتنتهي في المطبخ

أميرة خالد

نبه استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، خالد النمر، على ضرورة الوقاية من الأمراض المزمنة.

وأكد أن الوقاية من الأمراض المزمنة تبدأ من العيادة وتنتهي في المطبخ، منوها بأن عدم التحكم بالضغط هو السبب الأول في العالم لجلطات الدماغ.

وأضاف أن ضبط السكري يقلل خطر حدوث جلطة الدماغ بنسبة تصل إلى 40٪.

مقالات مشابهة

  • بمحطة الفضاء الصينية.. اكتشاف بكتيريا جديدة لم تُسجل على الأرض من قبل
  • فريق من الباحثين في بريطانيا يتوصل إلى تقنية جديدة لتشخيص أورام الدماغ
  • يوم علمي لأطباء الأسنان في طرطوس
  • ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة الهواتف والسيارات
  • خفض الدهون والسعرات يخفف الاكتئاب والقلق
  • العمل لساعات طويلة أسبوعياً يُضخّم دماغك بنسبة 19٪
  • زوج فى دعوي نشوز: زوجتى خلعتنى علشان 70 ألف جنيه
  • الصحة العالمية تقر اتفاقاً تاريخياً بشأن الوقاية من الجوائح
  • النمر: الوقاية من الأمراض المزمنة تبدأ من العيادة وتنتهي في المطبخ
  • بالفيديو.. مختص يوضح أبرز العوامل التي تؤدي لانتشار الصداع بين الأطفال والمراهقين