بوابة الوفد:
2025-07-04@05:31:36 GMT

سعد زعيم الأمة

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

«إن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية»، تلك حكمة سعد باشا زغلول، أحد أبرز زعماء مصر وقائد ثورة 1919، الذى حظى بشعبية لم يحظَ بها زعيم مصرى من قبله، ولُقب بزعيم الأمة وأطلق على بيته «بيت الأمة» وعلى زوجته «صفية»، «أم المصريين». 

لقد اجتمعت لـ«سعد» من مزاياه الشخصية ومن توفيقات العصر فى حياته صفة الزعامة الواجبة من المصريين، أو الزعامة الملائمة لأطوار النهضة الأخيرة فى هذه الأمة.

فهو -لأنه كان فلاحاً من أصحاب المراتب العالية- قد استطاع أن يجمع حوله السواد والعلية من أبناء الفلاحين، وهو قوام الأمة المصرية، ولأنه كان صديقاً لـ«قاسم أمين» على رأيه فى تهذيب المرأة، قد استطاع أن يقود النهضة الأولى التى اشترك فيها الرجال والنساء، وشملت الأمة كلها، ولأنها شملت البيت كله.

ولأنه كان يطلب الاستقلال من الترك كما يطلبه من الإنجليز، فقد استطاع أن يمحو الفوارق الدينية والعصبية المذهبية فى الحركة الوطنية، ولأنه حاضر الفتوة، وافر الحماسة فى الشباب والكهولة والشيخوخة، قد استطاع أن يقود الشبان الملتهبين كما يقود الشيوخ المحنكون، أو استطاع أن يجمع الجيلين فى ثورة واحدة.

احتفظ سعد زغلول بنشاطه الغزير إلى النهاية على عكس ما عهد فى الزعماء الشرقيين أنهم يعتزلون العمل قبل زملائهم الغربيين، وليس من بين الثائر فى التاريخ إلا عدد قليل بقيت له عقيدته السياسية على شدتها وعنفوانها بعد الخمسين ولكن «سعد» بلغ أقوى ما بلغ من السلطان على الجماهير عندما ناهز الستين، وكأنما كان تقدمه فى السن يزيد حماسة الشباب ونزواته! على أن مفاجآت طبيعية وأطوار حياته وتقلبه فى تحصيل العلم بين الفقهاء العرب والأساتذة الفرنسيين، ومضاء عزيمته وفصاحته وما كان من الأثر على تربية ذهنه لأناس بينهم من الاختلاف مثل ما بين «جمال الدين» داعية الجامعة الإسلامية واللورد «كرومر» كل هذا لا يكفى لتفسير قبضته على شعب كثير التحول.

فهو فى طبيعة العملية، وفصاحته المقنعة، وفكاهته المرتجلة، وعزيمته الماضية، وسماته المهيبة ومنزلته الرقيقة، خير من ترشحه مصر لزعامتها من صميم تكوينها، وإنه لأصل فى زعامة الشعوب ليس بعده رسوخ ولأعمق فى الأصول.

هذه الزعامة هى التى التقى حولها المصريون فعلموا أنهم أمة، وعلموا أنهم مسلمون ومسيحيون ولكنهم أمة، وأنهم رجال ونساء ولكنهم أمة، وأنهم شيب وشباب ولكنهم أمة، وأنهم حضريون وريفيون ولكنهم أمة، فانبعث للأمة حياة ماثلة إلى جانب حياة فرد وكل طبق وكل طائفة وكل جنس وكل دين.

ورأينا الأيام التى نسى فيها اللص أنه سارق ولم يذكر إلا أنه مصرى من المصريين ونسيت فيها البائسة الموصومة أنها متاع مهنياً ولم تذكر إلا أنها مصرية تطالب بقضية، ومنهم حتى هؤلاء أم هنالك معنى من معانى الرفعة الإنسانية يسمى الشرف ويسمى الحياء، بل رأينا السنين التى لبث فيها المئات والآلاف يسامون الخسار، فيغلبون الخسار ولا يقبلون المراء فى العقيدة، ويخيرون بين منفعة النفس ومنفعة الأمة ولا يحفلون بمنفعة النفس ولا بمنافع المال والبنين، وتلك غنيمة قومية لا تدخل فى حساب الأرقام، ولكن الأمة التى تهملها وتبخس قدرها لا تدخل هى نفسها فى حساب.

ولو لم يكن حب الزعيم للحرية مصلحة عامة وعقيدة راسخة، لكان مصلحة خاصة تقوم عنده مقام العقيدة، فهو يذود عن كبريائه حتى يقضى للفلاح بحق الحرية، ولا يرى فيه رأى الزملاء من حكم الترك الذين يقضون عليه بالخضوع، ويقضون لنفسهم بالسيادة، ومن اتفقت له كراهة الاستبداد والقدرة على دفعة، واستنهاض الشعب إلى صريح قيوده، والشعور مع الشعب بعزته وهواته، فقد رشحته إرادة الغيب، ولم ترسخه إرادة الناس للزعامة والاضطلاع بهذه الأمانة، واصطلحت هداية الإلهام وهداية التفكير على تقديمه لهذا الأمر الكبير.

إنه سعد زغلول زعيم الأمة الذى كان الشعب يؤلف الأناشيد باسمه، فضلاً عن أن المواليد من الفترة 1919، حتى 1927، كان يحملون اسم «سعد» سواء مسلمين أو مسيحيين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن سعد زعيم الأمة زعماء مصر استطاع أن

إقرأ أيضاً:

الهيروين.. سم قاتل ينهش جسد الشباب والداخلية تتصدى له بلا هوادة

وسط عالم من الظلام والإدمان، يقف مخدر الهيروين على رأس قائمة السموم التى تفتك بالشباب وتدمر مستقبلهم، فلا يرحم عقلًا ولا جسدًا، ويقود متعاطيه إلى طريق الهلاك، سواء بالموت البطئ أو بالوقوع فى مستنقع الجريمة.

 

الهيروين، وهو أحد أخطر مشتقات الأفيون، يتم تداوله فى الأسواق السوداء بأشكال متعددة، ويمثل أحد أخطر التحديات التى تواجه أجهزة الدولة والمجتمع.

 

وزارة الداخلية، من خلال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، لا تدخر جهدًا فى مواجهة هذه الآفة، عبر حملات متواصلة تستهدف ضبط مروجى ومصنعى الهيروين، لا سيما فى المناطق التى تشهد نشاطًا مكثفًا لتجارة المواد المخدرة.


ونجحت الأجهزة الأمنية مؤخرًا فى توجيه ضربات قوية إلى عدد من العناصر الإجرامية الخطرة، بعد تتبعهم لعدة أسابيع، ما أسفر عن ضبط كميات ضخمة من الهيروين المعد للتوزيع، وأسلحة نارية كانت بحوزة المتهمين لحماية نشاطهم غير المشروع.

وتكمن خطورة الهيروين فى قدرته على تدمير الجهاز العصبى للمُتعاطى فى فترة قصيرة، فضلًا عن تأثيره المباشر على القلب والكبد، مما يجعله من أكثر المواد المخدرة تسببًا فى الوفاة.


كما تشير تقارير علاج الإدمان إلى أن نسبة التعافى من الهيروين تُعد من الأصعب، وأن كثيرًا من المتعاطين ينزلقون إلى الجريمة لتوفير جرعتهم اليومية.

 

القانون يتعامل بصرامة مع جرائم حيازة أو الاتجار فى الهيروين، إذ تصل العقوبة إلى السجن المؤبد أو الإعدام إذا اقترنت الجريمة بجلب أو تصنيع أو ترويج كميات كبيرة، أو إذا تسببت فى وفاة أحد الأشخاص، كما يُجرّم القانون حتى الحيازة بقصد التعاطى، بعقوبات رادعة.

 

وتؤكد وزارة الداخلية استمرار جهودها فى ملاحقة المتورطين فى هذه التجارة القاتلة، بالتعاون مع الجهات القضائية والصحية، فى سبيل حماية المجتمع من هذا السم الذى لا يفرق بين شاب وطفل، ولا يعرف طريقًا سوى التدمير الكامل.




مشاركة

تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: القطاع التكنولوجي استطاع الحفاظ على توازن الأسواق
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!
  • زعيم اليمين المتطرف فيلدرز يتهم مغاربة بنقل الحرارة المفرطة إلى هولندا
  • حماس تمهل زعيم عشيرة متمرد في غزة 10 أيام لتسليم نفسه
  • أزمة جديدة في زعيم الثغر.. مورو ساليفو يشكو الاتحاد السكندري
  • الهيروين.. سم قاتل ينهش جسد الشباب والداخلية تتصدى له بلا هوادة
  • تحرير 138 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم  بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • فرحة الأمير محمد بن سلطان بفوز الهلال زعيم العالم.. فيديو
  • فهد المساعد يحتفي بفوز الهلال: زعيم العالم
  • ردة فعل دكة الهلال لحظة إطلاق الصافرة وإعلان فوز زعيم العالم.. فيديو