شبكة انباء العراق:
2025-06-26@19:42:29 GMT

مذكرات رجل دخل جهنم ؟!

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..

بعد شد وجذب مع عزرائيل لم يستطع صديقي أن يقاوم كثيراً فتم إنتزاع روحه بسرعة ونقلت جثته الباردة إلى المقبرة وكان الحضور كالعادة يتوزع بين نساء باكيات وصغار في ذهول وكبار واجمين يبحثون عن فرصة لتداول حديث غير واضح بهمهمات يتردد صداها الباهت في أفق المقبرة المظلم والموحش بينما كان الدفان يحفر أكثر وأكثر ويضرب بمعوله طبقة أحجار هشة تناثرت وسرعان ما جاء أحدهم بمجرفة لرفع التراب حتى كبرت الحفرة رويداً وتعمقت ثم جيء بالجسد الملفوف بخرقة بيضاء ووضع في دهليز ضيق داخل زاوية من الحفرة المسماة القبر ووضع بعض الحجر المتصلب ليمنع التراب من النزول على الجسد وليكون حائلاً بين المكان الذي وضعت فيه الجثة وبقية القبر .

قبل تلك اللحظات التي أهيل فيها التراب على الجسد المتهالك كان جمع من الرجال قد حملوا الجنازة إلى المغتسل ووضعوها على دكة ونزعت عنها الثياب ووضع الماء عليها بالسدر والكافور ثم كفنت وجاء جمع آخر من الرجال وحملوها إلى القبر عند غروب الشمس وتليت الصلوات والدعوات ثم وريت الثرى إلى الأبد .

رأيته في المنام بعد عدة أيام وكان وجهه مكفهراً مسوداً ، وتبدو عليه علامات عدم الرضا والخوف والرعب وكأنه خرج للتو من حفلة تعذيب قاسية بالسياط والكابلات التي حولت جسده العاري إلى خيوط حمراء على مستوى الظهر والصدر وعلى الأيدي والأفخاذ ، وقد بدت على جسده آثار الكي بالسياخ التي تستخدم في الشواء وهي تشبه البقع الشمسية وتساءلت في سري ترى ما بال صديقي قد جرى ما جرى عليه من ويل وعذاب وكيف سيكون الحال معي وأنا الذي كنت أسايره فيما يعمل وأذهب معه حيث يذهب وكنا نأكل سوية ونشرب ونمارس الرذائل ونتآمر على الناس ونتحدث بطريقة بشعة عن الأعراض ؟ كانت هذه الأسئلة تراودني وأنا أنظر في وجهه المكفهر منتظراً منه كلمة وكأنني في مشهد لإستحضار الأرواح الطائرة .

قلت له ، ما بالك ياصديقي وما جرى عليك من أهوال الآخرة والقبر تحدث لي بربك عن تلك المشاهد لعلي أتجنب مصيرك الأسود ؟ فرد بسرعة وقد إنفرجت شفتاه عن إبتسامة خبيثة أو يائسة وقال لن تتجنب ولن تكون حالك بأحسن مني وسوف يكون مصيرك مثلي حتما فقد كنت شريكي في البلاوي التي عملتها والفرق إن ورقتك لم تأت بعد ولم تنزل أوامر السماء بإجتثاث روحك من جسدك لكنني على أية حال في الإنتظار وسنرى كيف يكون المصير فهناك المزيد من العذاب ينتظرني وينتظرك معي وقد تجاوزتك بعدة أيام .

حكي لي عن العذاب الذي تلقاه وكيف جاءه الملكان الكريمان وأخذا يدققان في الأسئلة ولا يغادرن صغيرة ولا كبيرة إلا وقد بحثا فيها وعرضا على وثيقة تتعلق بها ليكون الدليل علي ولم تنفع إعتذاراتي ولا إنكاري فكلما أنكرت شيئاً جاءني الدليل الدامغ حتى إعترفت بكامل ما علي وتقرر أن أكون من أهل النار وسيق معي المجرمون زمراً زمراً وكأن ملائكة النار يضربون أظهرنا بغضب كبير في السياط الساخنة والحديد الذي يتطاير منه الشرر الذي يشوي لحومنا .

نظر إلي بخبث أكبر وقال ، أنا بإنتظارك ياصديقي فراس الحمداني .

Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل

عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل

مقالات مشابهة

  • تعيينات المجلس الحكومي.. مدير جديد للمركز السينمائي و كاتب عام لوزارة الطاقة
  • الأكاديمية الأولمبية القطرية تختتم الفصل الرابع للدبلوم المتقدم لإدارة المؤسسات الرياضية الأولمبية
  • الكيلاني تبحث تعزيز التعاون الإقليمي في ملفات الحماية الاجتماعية وتوقع مذكرات تفاهم مع وزراء عرب
  • الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني
  • مذكرات في القضية الفلسطينية.. كتاب منهجي يعيد قراءة الصراع بعيون إسلامية
  • الشرطة الإسبانية تعتقل ابن عم زعيم “موكرومافيا” أثناء محاولته الفرار إلى المغرب
  • جهنم الهلع.. قراءة قصص وقت قصير للهلع ليحيى سلام
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • طارق التويجري: إنزاغي يحتاج للوقت ووضع الثقة في الدوسري إشارة إيجابية.. فيديو
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل