هل تتوسع حرب غزة في ظل هجمات صاروخية تغطي سماء المنطقة؟
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
سلّطت الهجمات الصاروخية في سوريا ولبنان والعراق واليمن أمس السبت الضوء على الخطر المتزايد للحرب في قطاع غزة والتي قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وقالت إيران إن 5 من أفراد الحرس الثوري الإيراني قُتلوا في هجوم صاروخي على منزل في دمشق، متهمة إسرائيل بالوقوف وراءه.
وفي وقت لاحق أمس السبت، قالت القيادة المركزية الأميركية إن مليشيات مدعومة من إيران في العراق استهدفت قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات أميركية بصواريخ باليستية.
وذكرت -في بيان- أن عددا من الجنود الأميركيين يخضعون لفحوصات لتقييم مدى تعرضهم لإصابات في المخ، مضيفة أن جنديا عراقيا واحدا على الأقل أصيب.
وقالت الولايات المتحدة أيضا إنها استهدفت صاروخا أعدته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران لضرب أهداف في البحر الأحمر، ووصفته بأنه كان يمثل تهديدا لحركة الشحن البحري.
من جهتها، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" أنها قصفت السبت أيضا هدفا في الجولان السوري المحتل بالطائرات المسيّرة، "نُصرة لأهلنا في غزة، وردا على المذابح التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ".
وتأتي هذه الضربات المتبادلة في ظل قصف إسرائيلي لا يتوقف على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّف حتى الأحد 25 ألفا و105 شهداء، وأصاب 62 ألفا و681، وتسبب بنزوح نحو 1.9 مليون، أي أكثر من 85% من السكان، في ظل دمار هائل في المنازل والبنية التحتية، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
وسرعان ما أثار القصف الإسرائيلي المكثف على غزة اشتباكات على الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل.
هجمات وهجمات مضادة
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، ضربت إسرائيل مرارا أهدافا إيرانية في سوريا أيضا، في حين أطلقت الجماعات المتحالفة مع إيران في سوريا والعراق النار على أهداف أميركية في هذين البلدين.
وصار للصراع في غزة تداعيات دولية أوسع بعدما بدأ الحوثيون في استهداف السفن العابرة للبحر الأحمر التي يقولون إنها متجهة إلى إسرائيل أو على صلة بها. وتتجنب الآن بعض شركات الشحن الكبرى مرور سفنها عبر هذا الممر المائي، وهو ما يضر بحركة التجارة العالمية.
وتستهدف ضربات أميركية وبريطانية منذ أسبوع قوات الحوثيين في اليمن.
وعبّر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن قلقه من أن يؤدي التوتر في منطقة البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين والضربات الأميركية المضادة إلى خروج الوضع عن نطاق السيطرة في الشرق الأوسط.
ووسط التوتر الإقليمي المتصاعد، ذكرت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي توعد بمعاقبة إسرائيل على الهجوم في سوريا، ووصفه بأنه "جريمة" لن تمر بدون رد. ولم يصدر تعليق من إسرائيل التي لا تعلق عادة على هذه الهجمات بشكل علني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
حزب الله يقر بصناعة الحوثي.. ضربات إسرائيل تربك أدوات إيران
في اعتراف نادر لأدوات إيران، أقر زعيم مليشيا حزب الله في لبنان، نعيم قاسم، بدور الحزب خلال السنوات الماضية في إعداد وتدريب مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.
وجاء إقرار قاسم في كلمة له بحفل تأبين القيادي البارز في حزب الله هيثم علي الطبطبائي "أبو علي"، الذي اغتالته إسرائيل الأحد الماضي بغارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال نعيم قاسم إن قيادة حزب الله طلبت من الطبطبائي الذهاب إلى اليمن للتدريب هناك (في إشارة إلى تدريب مليشيا الحوثي الإرهابية)، وإنه "ترك بصمة واضحة في تلك الساحة".
وبحسب أمين عام حزب الله، فقد ذهب الطبطبائي إلى اليمن وبقي تسع سنوات، من 2015 إلى بداية 2024، لمساعدة الحوثيين في التدريب والإعداد، "حتى أصبح محبوبًا لدى اليمنيين (الحوثيين) بشكل كبير"، حد زعمه.
ويعد هذا الإقرار اعترافًا نادرًا يصدر عن مليشيا حزب الله في لبنان حول دورها المحوري في تأسيس مليشيا الحوثي في اليمن، ضمن المشروع الإيراني في المنطقة العربية.
الطبطبائي، الذي اغتالته إسرائيل الأحد الماضي بغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، يعد أبرز قيادي في حزب الله تغتاله إسرائيل منذ وقف إطلاق النار بين الجانبين الذي دخل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2024.
ويؤكد مراقبون أن اغتيال الطبطبائي مثل خسارة فادحة وكبيرة لحزب الله، الذي لا يزال يعاني من صدمة تصفية قياداته البارزة من قبل إسرائيل العام الماضي، وعلى رأسهم أمينه العام التاريخي حسن نصر الله.
أصبح الطبطبائي الرجل الثاني في سلم قيادة حزب الله بعد نعيم قاسم، والقائد العسكري عمليًا للحزب خلفًا لفؤاد شكر، الذي جرى اغتياله من قبل إسرائيل ضمن موجة الاغتيالات التي طالت قيادات الصف الأول للحزب عام 2024.
ووفق تقارير لبنانية وعبرية، فقد تولى الطبطبائي عملية إعادة تنظيم صفوف حزب الله عسكريًا عقب اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وعمل على جلب الإمكانيات والدعم من إيران لهذه المهمة.
كما أن الرجل كان واحدًا من عناصر حزب الله القلائل الذين ارتبطوا مباشرة بالحرس الثوري الإيراني، وتولى الإشراف على مهام الحزب خارج لبنان والتنسيق مع أذرع إيران في المنطقة في سوريا والعراق واليمن، إلا أن نشاطه كان متركزًا في الساحة اليمنية على تدريب مليشيا الحوثي.
الدور الذي لعبه الطبطبائي في إنشاء مليشيا الحوثي باليمن ظهر في برقية العزاء المطولة باغتياله التي أرسلها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي إلى أمين عام حزب الله.
وأشار زعيم المليشيا الحوثية إلى ما حققه الطبطبائي من "إنجازات مهمة، وإسهامه الكبير في مسيرة جهاده على نطاق واسع لنصرة الحق والمستضعفين"، في تلميح إلى دوره في تدريب وتسليح المليشيا في اليمن.
ويؤكد مراقبون أن اغتيال إسرائيل للطبطبائي يزيد من تعقيد الأمور لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، التي لا تزال تحت صدمة الاختراق الإسرائيلي الأخير الذي استهدف حكومتها وقياداتها العسكرية والأمنية أواخر أغسطس الماضي.
ويضاعف اغتيال القيادي البارز في حزب الله المخاوف لدى مليشيا الحوثي من هجمات إسرائيلية جديدة قد تنجح في استهداف المزيد من قياداتها العسكرية والأمنية، في وقت لم تتمكن فيه حتى الآن من التعامل مع تداعيات الاختراق السابق.