داعيا ايران لقبول نصيحة القوى العظمى.. رئيس الموساد السابق ينفي وجود مقر لهم في أربيل
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
بغداد اليوم - ترجمة
كشف رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" السابق أفرايم هاليفي، الأسباب التي دفعت تل أبيب إلى عدم الإعلان بشكل رسمي عن اغتيال واستهداف المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا والمنطقة، فيما نفى أن يكون للموساد مقراً في محافظة اربيل شمال العراق.
واكد هاليفي في مقابلة صحفية، أجرتها معه إذاعة فردا الإيرانية، وترجمتها "بغداد اليوم"، الاثنين (22 كانون الثاني 2024)، ان "إسرائيل، قررت لأسبابها الخاصة، عدم تسمية أي عملية بعينها، أو عدم إعلان موقف من أي محاولة لإزالة عوامل معينة وإرسالها من هذا العالم إلى عالم آخر، وأعتقد أن سياسة إسرائيل معقولة في هذا الصدد"، معللاً السبب، أنه "بهذه الطريقة نريح الطرف الآخر من الاضطرار إلى الرد بالمثل، وبالتالي نسمح له باتخاذ قراراته الخاصة وعدم الانتقام".
وبشان تورط إسرائيل في هجمات دمشق، بين هاليفي: "أعتقد أنه لا يوجد تأكيد مباشر من إسرائيل حول هذا الهجوم (على دمشق)، وكذلك حول أولئك الذين قتلوا في هذا الحادث، بالتالي لا أستطيع تأكيد أو نفي تورط إسرائيل في هذا الهجوم، وما يمكن قوله هو أن القتلى كانوا هناك لدعم قوات حزب الله في سوريا".
وأضاف هاليفي، "كما تعلمون، فإن حزب الله يعمل بشكل رئيسي من لبنان وليس من سوريا، لكنهم يحاولون الآن توسيع قدراتهم من خلال عمليات عرضية في سوريا، ومن الناحية العملية، فإن دور دمشق في الهجمات بالوكالة ضد إسرائيل لا يقل عن دور آخر".
وحول أسباب عدم اعلان إسرائيل علناً المسؤولية عن هذه الهجمات، أشار هاليفي الى ان "إسرائيل، قررت لأسبابها الخاصة، عدم تسمية أي عملية بعينها، أو عدم إعلان موقف من أي محاولة لإزالة عوامل معينة وإرسالها من هذا العالم إلى عالم آخر"، مؤكدا "أعتقد أن سياسة إسرائيل معقولة في هذا الصدد"، لافتا الى، انه "بهذه الطريقة نريح الطرف الآخر من الاضطرار إلى الرد بالمثل، وبالتالي نسمح له باتخاذ قراراته الخاصة وعدم الانتقام".
وحول استهداف ايران لما اسمته "مقر الموساد" في إقليم كردستان، اكد "أشك بشدة وجود مثل هذه القاعدة للموساد في المنطقة"، مستدركا بالقول "كما ان إسرائيل، لم تؤكد قط أن لديها مثل هذا المقر، بالتالي أعتقد أن هذا هو نوع التصريح الذي يصدرونه حتى يتمكنوا من إخبار شعبهم أنهم ينتقمون من إسرائيل، لكنني لم أر أي دليل على مقتل إسرائيليين أو أولئك الذين كانوا مرتبطين بإسرائيل بطريقة أو بأخرى، لذلك أعتقد أن هذه المعلومة غير صحيحة".
ووجه هاليفي، النصيحة الى ايران، بقوله "أعتقد أن النصيحة الصحيحة لإيران، هي عدم السعي إلى تصعيد التوترات في المنطقة"، موضحا،أن "هناك أسبابًا وجيهة تدفع إيران إلى عدم تصعيد الأعمال العدائية في الشرق الأوسط، وخاصة في المنطقة الشمالية من الشرق الأوسط، والتي تشمل إيران نفسها، أعتقد أن هذا ليس شيئًا يمكن اعتباره إيجابيًا بالنسبة لإيران، لأنه حتى الآن حرصت إيران على عدم الدخول مباشرة إلى لبنان وتعرض نفسها للأنشطة الإسرائيلية".
وفيما يتعلق بلبنان، واحتمالية نشوب حرب في شمال إسرائيل، اكتفى هاليفي، بالقول "لا أريد التكهن بالأمر"، مستدركا، "أعتقد أن الإيرانيين لديهم أسباب كافية لعدم تصعيد المواجهة مع إسرائيل، كما أعتقد أن إيران تلقت أيضاً نصيحة الصين في هذا الشأن، وهي من أكبر الدول الداعمة لإيران اليوم، وأعتقد أن النصيحة الصحيحة لهم هي قبول واحترام نصيحة القوة العظمى العالمية".
وبشان تصريحات نتنياهو تجاه ايران في مناسبات عدة، أوضح هاليفي، ان " لدى نتنياهو قائمة يومية بالموضوعات التي يريد طرحها، وكل ما يقوله نتنياهو ليس حكيما من نواح كثيرة، لكنني أعتقد أنه يحاول تعزيز ثقة الجمهور الإسرائيلي بنفسه وبالجيش الإسرائيلي"، مبينا، ان "إسرائيل أرسلت عدة وحدات مهمة جدًا إلى شمال البلاد، بالقرب من الحدود مع لبنان، للتعامل مع أنشطة حزب الله".
وأثار مقتل خمسة عناصر من الحرس الثوري الإيراني في هجوم على مبنى في منطقة سكنية بدمشق، السبت، (20 كانون الثاني 2024)، التكهنات حول إمكانية حدوث مواجهة جدية بين إيران وإسرائيل.
وهدد محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، وهو أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، قائلاً: "سنجعل إسرائيل تندم".
وفي وقت سابق، وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تهديدا مماثلا وكان رئيسي حذر من أن "الجمهورية الإسلامية لن تترك جرائم إسرائيل دون رد".
المصدر: راديو فردا
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
تقارير عبرية: إسرائيل تستعد لحرب متعددة الجبهات مع إيران
في ظل تعثر المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تصاعدت في الأيام الأخيرة مؤشرات الاستعداد العسكري الإسرائيلي لاحتمال نشوب حرب واسعة متعددة الجبهات، وفق تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.
وقد أعلنت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة عن إتمام تمرين عسكري كبير حمل اسم "باراك تامير"، جرى خلاله محاكاة اندلاع نزاع إقليمي يشمل أكثر من جبهة.
ويأتي التمرين وسط تقارير استخبارية أمريكية، نشرتها شبكة سي إن إن، تشير إلى أن إسرائيل باتت "جاهزة" لتنفيذ ضربة محتملة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وقد تركز المناورات العسكرية الإسرائيلية على التنسيق بين فروع الجيش المختلفة، وحماية البنى التحتية الحيوية، واستمرارية الحياة المدنية داخل إسرائيل في حال تصاعد المواجهة إلى الداخل.
وفي رد فعل حاد، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حذر فيها من أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية "لن يمر دون تبعات قانونية على الولايات المتحدة أيضًا". كما أدان العراقجي "تسريبات إعلامية أمريكية" تتحدث عن مخططات إسرائيلية للهجوم، واصفًا إياها بأنها "مقلقة للغاية"، وطالب المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإدانة واضحة لأي تصعيد محتمل.
وفي روما، اختتمت أمس الجمعة الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان. وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي حدوث "بعض التقدم، لكن دون التوصل إلى نتائج حاسمة"، في حين وصف العراقجي المحادثات بأنها "معقدة"، مشيرًا إلى أن عمان قدمت عدة مقترحات لتقريب وجهات النظر.
لكن مصادر إيرانية مطلعة على سير المفاوضات أعربت لوكالة رويترز عن تشاؤمها إزاء تحقيق اختراق قريب، موضحة أن إصرار واشنطن على "تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم" الإيراني بالكامل هو أمر غير واقعي، وقد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.
وفي موقف لافت، عبر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، عن رفضه القاطع للمطالب الغربية بوقف تخصيب اليورانيوم، واصفًا إياها بـ"المبالغ فيها والمرفوضة". وقال خامنئي في خطاب بالعاصمة طهران: “لا أحد في إيران ينتظر موافقة أمريكية لتخصيب اليورانيوم. هذا قرار سيادي، ولن نقبل بهذه الابتزازات.”
يأتي هذا التصعيد المتزامن في الخطاب والتحركات العسكرية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أخرى على الجبهات اللبنانية والسورية، وسط تقديرات إسرائيلية بأن أي ضربة على إيران قد تؤدي إلى فتح أكثر من جبهة، تشمل حزب الله في الجنوب اللبناني وفصائل المقاومة في غزة.
وبينما تواصل إيران تطوير برنامجها النووي، وتلوح إسرائيل باستخدام القوة، تتعثر الجهود الدبلوماسية في ظل غياب الثقة واتهامات متبادلة باستخدام المفاوضات كغطاء للضغط لا أكثر.