للمرة الثامنة.. اكتشاف كويكب قبل 3ساعات من انفجاره فوق هذه الدولة| تفاصيل
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
للمرة الثامنة فقط في التاريخ، اكتشف العلماء كويكبًا قبل انفجاره فوق الأرض بساعات.
ففي ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد (21 يناير)، اندفع كويكب صغير عبر السماء واصطدم بالغلاف الجوي للأرض فوق هذه الدولة!
انفجر الكويكب الصغير بالقرب من مدينة برلين بألمانيا في وقت مبكر من يوم 21 يناير مما أدى إلى إنتاج كرة نارية لامعة غير ضارة يمكن رؤيتها على بعد أميال حول المدينة.
عادة ما تحدث مثل هذه المشاهدات عدة مرات في السنة - ولكن هذه المرة كانت فريدة من نوعها لأنه تم اكتشافها لأول مرة من قبل العلماء قبل ثلاث ساعات تقريبًا من الاصطدام - وهي المرة الثامنة فقط التي اكتشف فيها الباحثون إحدى هذه الصخور الفضائية قبل انفجارها.
وتم اكتشاف الكويكب، الذي أطلق عليه اسم 2024 BXI، من قبل صائد الكويكبات كريستيان سارنيكزكي، وهو عالم فلك في محطة جبل بيسكيستيتو (وهي جزء من مرصد كونكولي في المجر).
وتعرف (سارنيكزكي) على الصخرة الكونية باستخدام تلسكوب شميت 60 سم الموجود في المرصد. وبعد وقت قصير من اكتشاف الصخرة الفضائية، قدمت وكالة ناسا تنبؤًا تفصيليًا بمكان وزمان سقوط النيزك.
غرب برلينوقالت الوكالة في تغريدة لها ليلة 20 يناير "تنبيه: سيتفكك كويكب صغير على شكل كرة نارية غير ضارة غرب برلين بالقرب من نينهاوزن في تمام الساعة 1:32 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا. سيرى المراقبون ذلك إذا كان واضحًا!"
والتقطت كاميرا حية في مدينة لايبزيغ شمالي ألمانيا لقطات للنيزك شديد السطوع، وشاهدته يظهر ويختفي في غضون ثوان معدودة.
ومن المرجح أن الكويكب، الذي كان عرضه يقدر بـ 3.3 قدم (متر واحد) قبل الاصطدام، بدأ في التفكك على بعد حوالي 30 ميلا (50 كيلومترا) غرب برلين و"ربما أسقط بعض النيازك على الأرض" على طول الطريق، حسبما قال دينيس فيدا، باحث ما بعد الدكتوراه في فيزياء النيازك في جامعة ويسترن في كندا لشبكة سي بي إس نيوز.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المانيا برلين كويكب الأرض الغلاف الجوي للأرض
إقرأ أيضاً:
نجم ينفجر مرتين: اكتشاف يعيد كتابة قصة موت النجوم
في مشهد كوني يحدث مرة واحدة في ملايين السنين، كشف فريق من علماء الفلك عن أول دليل بصري مباشر على نجم خاض انفجارين متتالين قبل أن يتحول إلى رماد كوني.
الاكتشاف الذي أعلن عنه يوم الثاني من يوليو/تموز في دراسة نشرت في مجلة "نيتشر أسترونومي"، يستند إلى دراسة معمقة لبقايا نجمية تعرف باسم "إس إن آر 0509-67.5″، ويعيد رسم ملامح فهمنا لواحدة من أهم الظواهر في الفيزياء الفلكية، التي تسمى المستعرات العظمى من النوع الأول.
ما يجعل هذا الاكتشاف استثنائيا ليس فقط ندرة الظاهرة، بل أيضا ما يكشفه من تفاصيل دقيقة عن آلية الانفجار ذاته، التي طالما كانت موضع جدل علمي لعقود.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة "بريام داس"، طالب الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، في تصريحات للجزيرة نت: "نحن لا ننظر إلى مجرد غبار فضائي، بل إلى توقيع نجم مات بانفجارين متتاليين"
ويتابع: "هذا دليل قاطع على أن بعض النجوم لا تنتظر أن تصل إلى كتلتها الحرجة كي تنفجر، بل تبدأ بمقدمة نارية تمهد لانفجار أكبر وأشد. لقد رأينا الأثر، وفهمنا السردية".
يقع المستعر الأعظم المدروس في سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قزمة تابعة لمجرتنا درب التبانة. ورغم أن الانفجار وقع قبل أكثر من 400 عام، فإن بقاياه لا تزال مشعة ومضيئة بشكل يسمح بدراستها بتفصيل غير مسبوق، وذلك بفضل أداة الاستكشاف الطيفي (ميوز) على متن التلسكوب العملاق "في إل تي" الأوروبي التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي.
ما اكتشفه العلماء هو وجود طبقتين واضحتين من عنصر الكالسيوم في الغلاف الخارجي للمستعر الأعظم، وهو نمط لم يكن بالإمكان تفسيره وفق النموذج التقليدي للانفجارات النجمية.
إعلانيوضح الباحث في تصريحاته للجزيرة نت أن هذا النوع من الانفجارات عادة ما يحد عندما يسرق قزم أبيض -وهو نجم ميت صغير وكثيف- مادة من نجم مرافق له. ومع تراكم المادة، يصل القزم الأبيض إلى حد معين يؤدي إلى انفجاره دفعة واحدة، لكن هذا السيناريو البسيط لم يكن يفسر جميع الحالات المرصودة.
لكن النموذج الجديد، المعروف باسم "الانفجار المزدوج"، يقترح أن القزم الأبيض يشعل انفجارا أوليا في غلاف الهيليوم المحيط به، يطلق موجة صدمية تصل إلى قلبه، فتشعل الانفجار الثاني. هذا التسلسل هو ما يفسر البنية الطبقية الفريدة التي رصدت حديثا.
ويضيف داس: "افترضنا وجود هذا السيناريو على الورق، لكن أن نراه بأعيننا، وأن نقرأ تاريخه في الضوء والمواد المتناثرة في الفضاء، هذا هو ما يجعل هذا الاكتشاف عظيما بحق".
المفارقة أن هذه الانفجارات ليست مجرد أحداث مذهلة في حد ذاتها، بل إنها تستخدم كمقاييس دقيقة لقياس المسافات بين المجرات. فالضوء الناتج يكون متسقا إلى حد يسمح لعلماء الفلك باعتباره "شموعا معيارية" لمعرفة مدى سرعة تمدد الكون. وبفضل هذه الانفجارات، تمكن العلماء من اكتشاف أن الكون يتسارع في توسعه، وهي المعلومة التي حصل بفضلها 3 باحثين على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011.
لكن دقة هذه القياسات تعتمد على فهمنا العميق لآلية الانفجار، وهنا تأتي أهمية هذا الاكتشاف. فإذا لم نكن نعرف ما الذي يجعل هذه النجوم تنفجر، فلن نتمكن من تفسير سلوكها الضوئي بدقة.
بالنسبة للمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن الجانب البصري لهذا الاكتشاف لا يقل إثارة عن جانبه العلمي، ويقول: "من النادر أن يتقاطع العلم مع الجمال بهذا الشكل. ما نراه في هذه البقايا ليس مجرد دليل علمي، بل لوحة كونية مرسومة بانفجارات نجمية، كل طبقة فيها تحكي فصلا من الحكاية".
وبينما يواصل الفريق دراسة بقايا أخرى في مجرتنا وفي مجرات قريبة، يأمل داس وزملاؤه أن يكون هذا الاكتشاف بداية لموجة جديدة من الفهم العميق للنجوم الميتة، وللأسرار التي لا تزال تخبئها في أعماق الفضاء.