صحيفة الاتحاد:
2025-12-14@18:07:41 GMT

«شرطية مغربية» تدخل تاريخ الكرة الأفريقية

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

مراد المصري (أبوظبي)
حفرت الحكمة المغربية بشرى كربوبي، اسمها في سجلات تاريخ كرة القدم، بعدما أصبحت أول حكمة عربية وثاني حكمة أفريقية تدير مباراة في كأس الأمم الأفريقية للرجال، وذلك عندما أدارت المواجهة التي تفوقت فيها نيجيريا على غينيا بيساو 1-0، في ختام مباريات المجموعة الأولى.
كربوبي البالغة من العمر 35 عاماً، تعمل في وظيفة شرطية بالمغرب، لكنها بدأت في ممارسة التحكيم منذ طفولتها، وصعدت تدريجياً من بوابة دوريات الفئات السنية المختلفة، حتى تمكنت أن تصبح حكمة معتمدة من قبل الاتحاد المغربي لكرة القدم في عام 2008، عندما كانت تبلغ من العمر 19 عاماً، ثم واصلت رحلة الصعود التي كللتها بالحصول على الشارة الدولية في عام 2016، والمشاركة في هذا الحدث القاري، وتصبح ثاني حكمة أفريقية حالياً تدير مباراة في النهائيات القارية، وذلك بعد الرواندية سليمة كاسانجانا، التي أدارت خلال النسخة السابقة من البطولة الأفريقية، المواجهة الحاسمة بين منتخبي غينيا وزيمبابوي بالعاصمة الكاميرونية ياوندي في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية.


وسبق أن دخلت كربوبي تاريخ الكرة المغربية في أكتوبر 2020، عندما أدارت مباراة المغرب التطواني ضد أولمبيك خريبكة في الجولة الأخيرة من الدوري المغربي، لتصبح حينها أول حَكمة تدير مباراة في الدوري المغربي على مر تاريخه.
كما أنها أول حَكمة مغربية تقود مباراة في بطولة كأس العالم للسيدات، التي استضافتها أستراليا ونيوزيلندا الصيف الماضي، وأدارتها رفقة المغربيتين فتيحة جرمومي وسكينة حامدي، الحَكمتين المساعدتين.
ولا تعتبر هذه أول مشاركة لها في نهائيات أمم أفريقيا للرجال، حيث شاركت في النسخة الماضية عام 2022، وتحديداً في طاقم الفيديو «الفار» في النهائي بين مصر والسنغال، قبل أن تشارك حالياً على أرض الملعب، وتتولى إدارة مواجهة بنفسها.

أخبار ذات صلة «السيناريو الجنوني» يؤهل 5 منتخبات «دون أن تلعب»! قائد المغرب يحذر من الخطر!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية المغرب نيجيريا مباراة فی

إقرأ أيضاً:

في حضرة الجبال.. كيف تحولت متسلقة مغربية إلى أسطورة عالمية؟

وفي حلقة جديدة من بودكاست "مغارب"، الذي يقدمه محمد الرماش، فتحت بشرى دفاتر تجربتها الشخصية، كاشفة عن رحلة بدأت كهواية بسيطة في الطبيعة، قبل أن تتحول إلى مشروع حياة قادها إلى أعلى قمم العالم، وفي مقدمتها قمة إفرست في الهيمالايا.

ولدت بشرى بيبانو في مدينة الرباط، بعيدا عن الجبال، في بيئة عائلية لا علاقة لها بالرياضة أو المغامرة، غير أن المخيمات الصيفية ورحلات المشي في الطبيعة أيقظت لديها شغفا مبكرا بالاكتشاف والارتحال.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الطريق إلى إيفرست بعيون شابين من جنوب لبنانlist 2 of 4جبال تونج إيلي التركية تفتح مدارسها.. تدريبات شاقة لهواة التسلق قبل صعود القممlist 3 of 4سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفرlist 4 of 4كيف تحولت البراكين الثائرة من كوارث طبيعية إلى وجهات سياحية؟end of list

تنحدر أصول عائلتها من مراكش، القريبة من الأطلس الكبير، وتقول إن "شيئا ما في الجينات" ربطها بالجبال، رغم أنها لم تعش يوما في المناطق الجبلية، ولم يكن في محيطها من يمارس هذا النوع من الرياضات.

أول احتكاك حقيقي لها بالقمم كان مع جبل توبقال، أعلى قمة في شمال أفريقيا، حين قررت تسلقه دون استعداد يذكر، ومن دون مرشد أو معدات احترافية، في زمن لم تكن فيه رياضات الجبال شائعة في المغرب.

وتستعيد المغامرة المغربية تلك التجربة بوصفها لحظة مفصلية، إذ فتحت لها بابا لم تكن تتخيل العبور منه، وتقول إن الإحساس الذي شعرت به عند بلوغ القمة غيّر نظرتها لذاتها، وأقنعها بأن حدود الإنسان أبعد مما يعتقد.

ورغم أنها كانت تمارس بعض الرياضات مثل الجري والكاراتيه، فإن مسارها الأكاديمي بدا بعيدا تماما عن عالم المغامرة، فقد تخرجت مهندسة دولة في الاتصالات، ثم تابعت دراسات عليا في إدارة الأعمال بكندا، قبل أن تعود للعمل في القطاع العمومي بالمغرب.

متنفس شخصي

لكن تسلق الجبال ظل حاضرا في حياة بشرى بيبانو كمتنفس شخصي تستغله في العطل لزيارة القرى النائية وتسلق القمم المغربية إلى أن بدأ الحلم يتوسع تدريجيا، متجاوزا حدود الأطلس نحو القمم العالمية.

وبعد سنوات، قررت خوض أول تجربة خارج المغرب بتسلق جبل كليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا، برفقة زوجها، لتكون تلك الخطوة مدخلا لاكتشاف مشروع "القمم السبع"، الذي يضم أعلى قمة في كل قارة.

وتقول بشرى إن فكرة إفرست كانت مخيفة في البداية، لكنها آمنت بمبدأ التدرج، معتبرة أن الجرأة لا تعني التهور، بل الاستعداد الطويل والصبر على التراكم البطيء للتجربة.

في هذا المسار، اصطدمت بعقبة التمويل، إذ توضح أن تسلق الجبال، خاصة القمم التي تفوق 8 آلاف متر، مشروع مكلف ماديا، يشمل رخص التسلق، واللوجيستيك، والمرشدين، والأكسجين، إضافة إلى تكاليف السفر.

وتكشف أن رخصة تسلق إفرست وحدها تصل إلى 15 ألف دولار، في حين قد تتجاوز كلفة الرحلة كاملة 50 ألف دولار، سواء نجح المتسلق في بلوغ القمة أم لا.

ورغم هذه الصعوبات، واصلت بشرى بيبانو رحلتها، متنقلة بين قمم العالم، ومتلقية دروسا قاسية في الفشل والتراجع، أبرزها تجربتها الأولى في قمة أكونكاغوا بأميركا الجنوبية، حيث اضطرت للعودة بسبب العواصف والرياح العاتية.

اللحظة الأصعب

تصف المغامرة المغربية تلك اللحظة بأنها الأصعب في مسيرتها، لكنها كانت أيضا الأكثر تأثيرا، إذ أعادت صياغة علاقتها بالفشل، معتبرة إياه تجربة تعليمية لا هزيمة نهائية، ومقدمة ضرورية للنجاح.

بعد تلك التجربة، أعادت بشرى بناء نفسها جسديا وذهنيا، فركزت على تدريبات القوة وحمل الأثقال، وعلى الإعداد النفسي، قبل أن تعود بعد عامين لتنجح في تسلق القمة نفسها.

وتؤكد أن القوة الذهنية لا تقل أهمية عن اللياقة البدنية، خصوصا في "منطقة الموت" فوق 8 آلاف متر، حيث يقل الأكسجين وتصبح الهلوسة والانهيار الجسدي احتمالا قائما في كل لحظة.

ومن أكثر اللحظات خطورة في مسيرتها، تتذكر بشرى بيبانو حادثة انزلاقها أثناء الهبوط من قمة إفرست في ممر "هيلاري"، بعد أن فقدت الرؤية جزئيا بسبب الأشعة فوق البنفسجية، لكنها نجت بفضل الحبال ورباطة الجأش.

وعندما سُئلت عن الفكرة التي خطرت ببالها في تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، قالت إن أول ما خطر لها هو أنها قد لا تتمكن من رواية قصتها للناس، وهو ما أثار جدلا حول معنى الأمومة والأنانية.

وتشرح المغامِرة أن الإنسان، في تلك اللحظات القصوى، يتجرد من أدواره الاجتماعية، ويعود إلى جوهره الإنساني، الباحث عن الأثر والبصمة، معتبرة أن الإلهام الذي تزرعه في الآخرين هو رسالتها الأعمق.

أثر حفظ القرآن

وتربط المتسلقة المغربية بين تسلق الجبال وحفظ القرآن الكريم، الذي أتمته في سن متقدمة، مؤكدة أن التقنيات نفسها من صبر وانضباط وتحديد هدف هي التي قادتها للنجاح في المجالين.

وترى أن الجبال ليست تحديا جسديا فقط، بل تجربة روحية أيضا، تقرب الإنسان من الخالق، وتفتح باب التأمل في عظمة الكون، معتبرة رحلاتها نوعا من العبادة والدعوة الصامتة.

وفي مواجهة الأحكام النمطية عن المرأة المسلمة، تؤكد بشرى أن وجودها في الجبال، بحجابها وهويتها، ساهم في كسر كثير من الصور المسبقة، سواء في الغرب أو في البيئات الجبلية العالمية.

وتختم حديثها بالتأكيد على أن الحكمة في الجبال لا تقل أهمية عن الشجاعة، وأن قرار التراجع أحيانا هو أعلى درجات النضج، لأن الوصول إلى القمة لا يجب أن يكون "بأي ثمن".

وبهذا الوعي، تحولت بشرى بيبانو من مهندسة مغربية إلى رمز عالمي، ومن متسلقة قمم إلى صانعة معنى، تثبت أن الجبال ليست حكرا على أحد، وأن الطريق إلى الأسطورة يبدأ بخطوة شجاعة نحو الذات.

Published On 13/12/202513/12/2025|آخر تحديث: 21:17 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:17 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • البروفة الأخيرة قبل كأس الأمم الأفريقية.. موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية
  • حسن المستكاوي: الأرقام التي يحققها صلاح دخلت كتاب تاريخ ليفربول
  • منتخب مالي يسعى لكتابة تاريخ جديد في بطولة أمم أفريقيا 2025
  • بمشاركة المغربي رضوان.. محمد رمضان يستعد لتصوير أغنية الأمم الأفريقية
  • في حضرة الجبال.. كيف تحولت متسلقة مغربية إلى أسطورة عالمية؟
  • أحمد موسى: محمد صلاح أسطورة وعمل تاريخ بجد
  • يورتشيتش: مواجهة فلامنجو مهمة في تاريخ بيراميدز
  • تفوق أحمر.. تاريخ مواجهات الأهلي وانبي بـ كأس عاصمة مصر
  • مهارة مدرب المغرب بترويض الكرة بطريقة فنية في مباراة سوريا تثير تفاعلا
  • اتحاد الكرة يعلن موعد ولينك سحب تذاكر مونديال 2026