سليمان على وهيب – مكة المكرمة

يناقش “منتدى مكة للحلال”، الذي افتتح أعماله اليوم (الثلاثاء) بمركز غرفة مكة للمعارض والفعاليات، وعلى مدار ثلاثة أيام، مجموعة واسعة من الموضوعات التي تعالج جوانب مختلفة من صناعة الحلال والقطاعات ذات الصلة.
ويتطرق المنتدى، عبر أكثر من 9 جلسات نقاش وعدد من الاجتماعات واللقاءات المتنوعة إلى موضوع التصديق والمعايير الحلال
والأطر التنظيمية لضمان سلامة وأصالة المنتجات والخدمات الحلال، إضافة إلى صناعة الغذاء الحلال واستكشاف الاتجاهات والابتكارات وأفضل الممارسات في هذا القطاع، بما في ذلك إدارة سلسلة التوريد، ومراقبة الجودة، وسلامة الغذاء، وتلبية تفضيلات المستهلكين المتنوعة.

اقرأ أيضاًالمجتمعمجموعة stc أعلى سمة تجارية قيمةً في قطاع الاتصالات على مستوى الشرق الأوسط بـ 13.9 مليار دولار

وتسلط جلسات المنتدى الضوء على السياحة الحلال وإمكانيات جذب المسافرين المسلمين، وترويج الوجهات التي تلبي احتياجاتهم الثقافية والدينية، إضافة إلى بحث الفرص والتحديات في التمويل الحلال، بما في ذلك البنوك الإسلامية، والاستثمارات الأخلاقية، والصكوك، وتطوير أدوات الاستثمار الحلال، كما ستتطرق الجلسات إلى مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال ومعالجة الطلب على مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية الحلال، ومناقشة المكونات وعمليات التصنيع واستراتيجيات التسويق لتلبية احتياجات المستهلكين المدركين للحلال.
ويناقش ضيوف المنتدى، عبر جلساته المختلفة، قضية الأدوية والرعاية الصحية الحلال وخدمات الرعاية الصحية والأخلاقيات الطبية في توفير حلول رعاية صحية متوافقة مع الحلال، إضافة اللوجستيات وسلسلة التوريد الحلال بما في ذلك التحديات والفرص في اللوجستيات الحلال، والنقل والتخزين وتوزيع المنتجات الحلال مع الحفاظ على النزاهة في جميع أنحاء سلسلة التوريد.
وفي مجال الاقتصاد الرقمي الحلال سيوضح ضيوف المنتدى مدى استكشاف تقاطع الحلال والتكنولوجيا، بما في ذلك منصات التجارة الإلكترونية، واستراتيجيات التسويق الرقمي، وتطبيقات البلوك تشين، والحلول الرقمية المبتكرة في صناعة الحلال، إضافة إلى أهمية التعليم الحلال والبحث وبرامج التدريب لتطوير قوة عاملة ماهرة، وتعزيز الابتكار، وتقدم المعرفة في مجال الحلال.
أعمال “منتدى مكة للحلال” انطلقت اليوم، تحت شعار “الإبداع في صناعة الحلال”، برعاية معالي الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير التجارة في المملكة العربية السعودية، بتنظيم شركاء اتفاقية منافع الخماسية (غرفة مكة المكرمة، وغرفة المدينة المنورة، والغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، وغرفة جدة، وغرفة الطائف) إلى جانب شركة الغرفة الإسلامية لخدمات حلال (ICHS)، بشراكة استراتيجية مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة العامة للغذاء والدواء.

ويعد منتدى مكة للحلال حدثًا مميزًا يضم مئات العارضين من حول العالم، لمناقشة قضايا سوق الحلال العالمي الذي يشهد طلباً متزايداً من المستهلكين المسلمين وأصحاب الأعمال والمبتكرين والمختصين حول العالم.
وأوضح الأمين العام للغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية يوسف خلاوي أن المنتدى الذي ينطلق من مكة المكرمة لرمزيتها، تم تنظيمه بسبب الحاجة لعقد فعالية كبيرة عالمياً تجمع مختلف صناع والمؤثرين في صناعة الحلال على المستوى الدولي، وسينعقد سنوياً تحت عنوان “حيث يصنع القادة مستقبل الحلال”، وسيتم اختيار عنوان مختلف يتم التركيز عليه في كل دورة، حيث يأتي هذا العام يأتي تحت شعار “الإبداع والابتكار في صناعة الحلال” وقد جمع الشخصيات القيادية من القطاعات الحكومية ومن القطاعات التجارية من حول العالم.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية منتدى مکة للحلال بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

أكرم خزام، من “منتدى العصرية”، يضيء سردية بوتين: من انقسام الإمبراطورية إلى رسوخ القوة

صراحة نيوز- لم يكن تقديم الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن للمحاضر الأستاذ الدكتور أكرم خزام مجرد افتتاح تقليدي لندوة فكرية؛ بل بدا أقرب إلى كشفٍ عن طبقات صحفي وإعلامي عاش داخل صميم التاريخ الروسي عقودًا طويلة، راوياً وقارئًا وشاهدًا وصانعًا للمعرفة. وصفه بأنه من أكثر الإعلاميين العرب درايةً بالمطبخ الروسي لم يأتِ من فراغ، فهو مدير مكتب ومراسل “الجزيرة” السابق في موسكو، وصاحب أرشيف زاخر بالحوارات مع قادة سوفيات وروس، ورائد في صناعة الوثائقيات التي تسافر إلى الأماكن النائية والمجتمعات المنسية. وكل ذلك جعل الحضور يدركون منذ اللحظة الأولى أنهم يقفون أمام محاضر لا “يقرأ” روسيا، بل “يعرفها”.

وبهذه الروح، انطلقت محاضرة “منتدى العصرية” بعنوان: “بوتين: البداية، المسيرة، وإلى أين؟” وسط حضور نوعي من الأكاديميين والصحفيين والسياسيين الذين جاؤوا ليسمعوا شهادة من عاش داخل حدث تاريخي لا يزال يرتج العالم تحت صداه.
بدأ خزام من المشهد الذي هزّ الكوكب: ديسمبر 1991، الشهر الذي سقطت فيه الإمبراطورية السوفياتية بنحو سريع يفوق قدرة الناس على الفهم. روى كيف شاهد بعينيه العلم السوفياتي يُنزل للمرة الأخيرة من فوق الكرملين، وكيف تحولت الساحة الحمراء إلى مساحة صامتة أشبه بمقبرة سياسية. لا أحد من ملايين الشيوعيين خرج للدفاع عن “الدين الأحمر” الذي طالما أُعلن أنه خالد!. وأمام انهيار الطبقات التنظيمية للنظام، برزت حقائق كانت مخفية: شيوعيون انتسبوا للحزب طمعًا لا قناعة، مافيات أمنية تتحكم بالاقتصاد، دولة فقدت قدرتها الأخلاقية كما ظهر في كارثة تشيرنوبل حين أُرسل المساجين إلى قلب الانفجار لقاء وعد بالحرية يعلم الجميع أنه لن يتحقق.
من هذه الفوضى الشاملة، التي اشتعلت فيها المافيات في شوارع موسكو بينما انهارت الثقة والمؤسسات والنظام؛ تولد شيء آخر: روسيا الجديدة التي ستبحث عن “منقذ”. وكانت تلك اللحظة – كما يؤكد خزام – البوابة التي دخل منها فلاديمير بوتين، الضابط الهادئ القادم من عالم الأمن، الذي لم يكن معروفًا إلا في دوائر ضيقة، لكنه حمل في داخله مشروعًا سيعيد تشكيل روسيا وفق منظوره الخاص: روسيا مركزية، صلبة، قومية، تستعيد مهابتها بالقوة قبل القانون.
يرى خزام أن بوتين ظهر بوصفه جوابًا على سؤال الخوف: خوف من الفوضى، من المافيا، من التفكك، ومن فقدان المكانة الدولية. ولذلك لم يقدّم نفسه زعيمًا ديمقراطيًا، بل مديرًا حازمًا لدولة جريحة. وبمرور السنوات، تحولت هذه “الإدارة” إلى هندسة سياسية أعمق: إخضاع الأوليغارش، إعادة بناء الأجهزة الأمنية، ترميم الجيش، وصياغة خطاب قومي يقوم على فكرة “روسيا المُهانة التي يجب أن تعود”. ووفق خزام، فإن بوتين لم يُعد فقط بناء الدولة، بل أعاد تعريف معنى “القوة” و“المكانة” في الوعي الروسي.
في هذا السياق، تتبدى روسيا اليوم كدولة أعادت استحضار منطق الصراع الكلاسيكي مع الغرب، وكسرت صورة النظام الدولي الليبرالي، وأعادت العالم إلى مقاربة أكثر صلابة وخشونة للعلاقات الدولية. ولهذا شدد خزام على أن فهم روسيا المعاصرة مستحيل دون فهم الرجل الذي يجلس على قمة هرمها، ودون قراءة المسافة بين بوتين وبين روسيا التي صنعها واحتواها.
ثم انتقل المحاضر إلى سؤال الأمسية الأكثر جرأة: إلى أين؟
وهنا بدا خزام أكثر وضوحًا وقوة من أي نقطة في حديثه. قال بالحرف إن روسيا اليوم مربوطة ببوتين أكثر من أي قائد في تاريخها الحديث، وإن السياسات الداخلية والخارجية لن تشهد أي تغيير ملموس حتى عام 2034، وهو العام الذي يُفترض أن تنتهي فيه ولاية بوتين وفق تعديلات الدستور. فالرجل – كما يؤكد خزام – يخطط للبقاء حتى ذلك الحين، مستندًا إلى شبكة مصالح أمنية واقتصادية يصعب تحديها من خارج النظام.
وحتى لو توقعت التحليلات الغربية تغيّرًا ما، فإن خزام يرى أن هذا التغيير لن يأتي إلا من الداخل؛ من البنية الأمنية نفسها التي أنتجت بوتين. وهنا كان التصريح الأكثر صدمة للحضور: “الشيء الوحيد القادر على إنهاء حكم بوتين قبل 2034 هو سيناريو الإزاحة من داخل الحلقة الأمنية، كما حدث مع أندروبوف وستالين حين أُزيحا عبر التسميم”.
لا يجزم المحاضر بوقوع هذا السيناريو، لكنه يذكّر بأن التاريخ الروسي لا يتغير عبر انتخابات، بل عبر قرارات لا يعلن عنها إلا بعد أن تصبح أمرًا واقعًا.
بهذا المنطق، يرى خزام أن مستقبل روسيا – والحرب في أوكرانيا، والعلاقة مع الغرب، وموقفها من الشرق الأوسط، وتوازناتها مع الصين – سيظل مرهونًا برؤية بوتين وحده، وبالنهج الأمني – القومي الذي صاغه، وباستمرار منظومة الحكم التي منحته القدرة على إعادة هندسة البلاد منذ بداية الألفية.
وبعد انتهاء المحاضرة التي امتدت لساعة ونصف، وامتلأت بنقاشات وأسئلة عميقة من الحضور، اختُتمت الأمسية بتقديم درع تكريمي للدكتور أكرم خزام باسم “منتدى العصرية”؛ تقديرًا لمسيرته الإعلامية الثرية وشهادته الاستثنائية على معركة روسيا المفتوحة بين التاريخ والجغرافيا والسلطة.

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقية توأمة بين “صناعة عمان” و”صناعة دمشق وريفها”
  • برعاية سمو وزير الثقافة.. انطلاق المنتدى الدولي للحِرَف اليدوية في سكاكا
  • “الهيئة العامة للمنافسة” تشارك في المنتدى العالمي للمنافسة في باريس
  • “خارجية النواب” ترحب بالبيان المشترك لـ”الاتحاد من أجل المتوسط”
  • “المالية النيابية” تناقش موازنة وزارة الأوقاف
  • رسائل التضامن مع فلسطين تتجسد في مختلف أنحاء العالم في اليوم العالمي للتضامن
  • “الشؤون الإسلامية” تنظّم مسابقة لحفظ القرآن الكريم للبنين في كينيا الاثنين القادم
  • أكرم خزام، من “منتدى العصرية”، يضيء سردية بوتين: من انقسام الإمبراطورية إلى رسوخ القوة
  • “هيئة الترفيه”: أكثر من 24 ألف جولة رقابية ونسبة التزام تجاوزت 93% في الربع الثالث من 2025
  • تفاصيل انطلاق منتدى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في القاهرة