مظاهرات في إسرائيل احتجاجا على خطط نتنياهو تغيير نظام القضاء
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
اندلعت سلسلة من المظاهرات في إسرائيل اليوم الثلاثاء رفضا لخطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإجراء تعديلات قضائية تقول المعارضة إن هدفها إضعاف جهاز القضاء وتقليص صلاحيات المحكمة العليا.
وقالت مصادر عربية داخل إسرائيل لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن التظاهرات بدأت في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي في مناطق متفرقة من إسرائيل.
ورصد شهود عيان مئات المتظاهرين بمدينة حيفا التي قطعوا فيها طرقا رئيسية، فيما شاركت أكثر من 200 امرأة في وقفة احتجاجية أمام إحدى المحاكم بالمدينة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن المتظاهرين يهدفون إلى شل الحركة في إسرائيل اليوم وقطع شوارع رئيسية، في إطار يوم احتجاج كبير أعلنت عنه المعارضة مسبقا.
وأفادت صحيفة (يديعوت أحرنوت) بأن المتظاهرين أغلقوا الطريق الساحلي في كلا الاتجاهين، وجابوا شوارع تل أبيب حتى وصلوا إلى مبنى البورصة.
ويقول قادة الاحتجاج في إسرائيل إن التغييرات المزمعة في جهاز القضاء تهدف إلى تمكين نتنياهو من الهروب من المحاكمات التي يواجهها بتهم فساد، وإضعاف دور المحكمة العليا والديمقراطية في إسرائيل.
وقالت حركة "قوة كابلان"، التي شكلتها المعارضة لإدارة الاحتجاجات، إن تظاهرات الثلاثاء ستحاول أيضا تعطيل العمل في خمس محطات مركزية للقطار في إسرائيل.
وفي بيان أصدرته مساء أمس الاثنين، اتهمت الحركة حكومة نتنياهو بأنها "خرجت عن مسارها واندفعت لتفكيك الديمقراطية".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News نتنياهو إسرائيلالمصدر: العربية
كلمات دلالية: نتنياهو إسرائيل فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
هل تملك إسرائيل القدرة على تغيير النظام في إيران؟
تنصب المتابعة الدولية على التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل، في ظل مؤشرات قوية على أن تل أبيب لا تسعى فقط إلى ردع طهران، بل ربما تسعى لإطالة أمد المواجهة. فإسرائيل، التي لطالما توعدت بتحجيم النفوذ الإيراني، لم تُخفِ طموحاتها تجاه إضعاف النظام الإيراني، بل ذهب بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى التلويح بإمكانية اغتيال المرشد الأعلى علي الخامنئي، في خطوة توحي بأن سقف المواجهة قد يكون أعلى مما هو معلن.الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت داخل العمق الإيراني، ولا سيما مواقع ذات طابع عسكري أو نووي، دفعت طهران إلى تبني رد عسكري مباشر، تمثل في استهداف وزارة الحرب الإسرائيلية، ومصفاة حيفا، ومنشآت عسكرية أخرى. هذا الرد لم يكن مجرد محاولة لإعادة التوازن، بل حمل رسالة سياسية وأمنية لإسرائيل والولايات المتحدة بأنها لن تسمح بتكرار سيناريوهات الضربات الصامتة دون رد.
في هذا السياق، يُطرح سؤال جوهري: هل تسعى إسرائيل إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني فحسب، أم أن الهدف أوسع ويكمن في تقويض النظام نفسه؟
الإشارات التي تلت الهجوم، من تصريحات وتحليلات واصطفافات إقليمية، توحي بأن طهران ترى نفسها أمام مشروع يتجاوز الاستهداف التكتيكي إلى استهداف استراتيجي، وأن المواجهة الحالية قد تكون أحد فصول محاولة أوسع لإعادة رسم موازين القوى في المنطقة.
يلاحظ العميد الركن المتقاعد خليل الجميّل، من الناحية العسكريّة، خللا كبيرا في ميزان القوى وفوارق واضحة لصالح إسرائيل أهمّها تفوّق جوي شبه كامل للطيران الإسرائيلي، ممّا يجعل أي نقطة أو هدف إيراني في وضعٍ مكشوف وفي دائرة الاستهداف السهل، متحدثا عن ضعف الدفاعات الجويّة الإيرانية في مواجهة موجات متتالية من أسراب طائرات حديثة، وضعف إيراني تكنولوجي كبير في منظومة الرصد والانذار، لعب دورًا سلبيًّا حاسمًا في إنجاح عنصر المفاجأة للضربات الإسرائيلية الأولى وحتى اللاحقة، وهذا الضعف يقابله تفوق إسرائيلي كبير يتجلّى في رصد مكان إطلاق أي مسيرة او صاروخ إيراني في لحظة اطلاقه، ويعطي اسرائيل الوقت الكافي لاعتراض مسارها وتدمير معظمها قبل بلوغها أهدافها، ومن ثم الردّ الدقيق على منصات الاطلاق بعد انكشافها هذا فضلا عن ضعف استخباراتي إيراني كبير تجلّى في استهداف القيادات العليا وعلماء البرامج الإيرانية النوويّة بشكلٍ دقيق ومفاجئ، بالإضافة إلى تواجد فاعل للموساد الإسرائيلي وعملائه في الداخل الإيراني مع أسلحة ومعدّات متطورة وثقيلة ساهمت في توجيه سلاح الجو الإسرائيلي ميدانيًّا وضرب اهداف حساسة من داخل الأراضي الايرانيّة. كما وتجلّى الضعف الاستخباري الإيراني في عدم القدرة على اكتشاف التحضير الإسرائيلي لعمليّة عسكريّة ضخمة من هذا النوع.
ان الضربات الاسرائيليّة على ايران تكشف، بحسب العميد الجميّل، عن عمليّة بالغة الدقة والتعقيد، تمّ التخطيط والتحضير لها لسنوات، وأظهرت قدرة اسرائيل على ضرب اهداف تبعد عنها الاف الكيلومترات، فالضربات أتت دقيقة وحاسمة بينما كان الرد الإيراني يتمثّل في اطلاق اعداد كبيرة من المسيّرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، لتعطيل قدرتها على التصدي للعدد الكبير وبالتالي إنجاح وصول نسبة معيّنة إلى الداخل الإسرائيلي، ولكن تبيّن أن هذه المقذوفات الايرانيّة لم تكن بالدقّة المطلوبة لناحية مستوى الأهداف لغاية الان، مقارنةً بنوعية ومستوى الأهداف التي طالتها وتطالها إسرائيل داخل ايران.
ولكن بالرغم من التفوق التقني والتكنولوجي الإسرائيلي والمساعدة التي تتلقاها، فقد تمكّنت إيران، كما يقول العميد الجميّل، من إصابة قلب تل ابيب وإلحاق الدمار، واحداث صدمة داخل المجتمع الإسرائيلي، وفاجأت المراقبين الاسرائيليّين والأميركيين، فإيران ما زالت تملك ترسانة كبيرة قد تحوي مفاجآت غير محسوبة لا سيّما في صواريخها البالستية التي تقلق إسرائيل، بالإضافة إلى اعداد هائلة من المسيّرات الهجوميّة والانتحاريّة، فإيران تعتبر من أكبر مصنّعي المسيرات العسكريّة في العالم. بالإضافة على ذلك فأن إيران بلد مترامي الأطراف وهناك عشرات المنشئات العسكريّة التي تخزّن المسيّرات والصواريخ البالستية ومنصّات اطلاقها، والكلام عن أن الضربات الاسرائيليّة على إيران كانت قاصمة هو كلام غير منطقي، وفي حال لم يتمّ التوصّل إلى حلِّ سلمي سريع فالأيام المقبلة ستُثبت أن اطلاق الصواريخ والمسيّرات لن يتوقّف وستزداد وتيرته بعد استيعاب إيران للضربات الأولى - رغم شدّتها - ومن ثم دخولها في حالة استنفار شامل.
أمام ما تقدم ، هل تنتهي الحرب بين إيران وإسرائيل قريبًا ام انها ستزداد شراسة ابتداءً من الساعات المقبلة؟
ان تصريح إسماعيل بقائي المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الايرانيّة بأنه "طالما لم تتوقف اعتداءات الكيان الصهيوني ضد الشعب الإيراني فان المشاركة في الحوار مع طرف يُعدّ الداعم الأكبر والمتعاون مع المعتدي، لا معنى له اطلاقًا"، وقد يعني هذا التصريح ايضًا انه إذا توقفت الاعتداءات فسوف تشارك إيران في مفاوضاتٍ لاحقة.
ان من يقرأ الاحداث بشكلٍ واقعي يعرف، بحسب العميد الجميّل أن فشل المفاوضات النوويّة مع إيران ادّى إلى إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر الذي طالما تمنّته واستعدّت له، وبالتالي فانه إذا ما تحلّت إيران بالواقعية فأنها ستعود إلى طاولة المفاوضات لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه في سياسة العصا والجزرة التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركيّة، وعندها من الطبيعي أن تسبق جولة المفاوضات تصعيد عسكري من كلا الطرفين في الساعات المقبلة، فالطرف الإيراني سيستخدم اقصى إمكاناته لتحقيق انجاز يحفظ له ماء الوجه، بينما ستستغّل إسرائيل الوقت المتبقّي لتدمير ما يُمكن تدميره من اهداف حسّاسة.
انما في حال اصرّت إيران على عدم المشاركة في جولات المفاوضات ، وواصلت تصعيدها العسكري فسيكون ذلك قرارا غير واقعي، في حرب تقوم بها إسرائيل بالواسطة عن محور كامل.
الأكيد، أن ايران تخشى أولًا اسقاط النظام القائم لأنه مركز الثقل الرئيسي، فهي تعلم جيدًا،كما يقول العميد الجميّل، أنه وبحسب العلم العسكري ووفق تسلسل الاحداث في الشرق الاوسط منذ "طوفان الأقصى"، فقد تمّ ضرب مراكز الثقل الثانويّة التابعة لها، والمحيطة بها والتي كانت تحمي مركز الثقل الرئيسي، فضُربت حماس في غزة، وتمّ اضعاف حزب الله في لبنان، واسقاط النظام السوري السابق، وتحييد العراق، واضعاف الحوثيّين في اليمن، وضرت منشئاتها النوويّة وتم اغتيال قياداتها العسكريّة العليا وأهمّ علمائها النوويّين، وبالتالي اصبح ضرب مركز الثقل الرئيسي اسهل، ومن المنطقي والواقعي أن تختار ايران العودة إلى طاولة المفاوضات وتقديم بعض التنازلات للحفاظ على النظام الذي قد يستطيع ترميم هذه البرامج في ظروفٍ إقليمية وعالميّة مغايرة مستقبلًا، امّا في حال التمسّك بالبرامج النوويّة فمن الواضح أن الإصرار العالمي قد يؤدّي إلى محاولة اسقاط النظام وتدمير المنشئات النوويّة بالكامل فتكون المخاطرة بخسارة كليهما. ومن الطبيعي أن تكون المفاوضات جارية حاليًّا وفق قنوات سريّة لترتيب مخرج وإخراج يرضي الجميع، مع العلم أن إيران وبالرغم من تقليم اظفارها الإقليميّة أثبتت أنها ما زالت تملك مخالبًا يحسب لها حساب، وبأن اسقاط النظام ليس ابدًا بالأمر السهل في مجتمعٍ داعم ومجروح.
عليه فإن الحرب التي تشنها إسرائيل حاليًّا على إيران مضبوطة وفق المايسترو الأميركي الذي يرغّب ويرهّب، وهو يضبط إيقاع مستوى شدّة الحرب بدقّة متناهية، يقول العميد الجميّل، فإسرائيل قد تكون أخّرت البرنامج النووي الإيراني وارجعته سنوات إلى الوراء لكنها تحتاج إلى آليّة دوليّة للمراقبة والتأكد من عدم إعادة ترميمه، وهذا ما سوف يتقرّر خلال المفاوضات، ولا يوجد افق غير ذلك سوى استمرار الضغط على إيران وتجاوز الخطوط الحمراء في حال تفاقمت الأمور، وإذا كان الهدف الأبعد المُعلن من قبل إسرائيل هو اسقاط النظام الإيراني فمن المحتمل انها لن تتقيّد بأي خطوط حمراء اذا استمر التصعيد، ويبقى السؤال هل تملك إسرائيل القدرة على تغيير النظام في إيران التي لا تبدو ابدًا بالهشاشة التي تصورها بها وسائل الاعلام الاسرائيليّة.
في هذه الحالة من الحرب المفتوحة فإن المفاجآت التي تخبئها الدول،كما يقول العميد الجميّل لا يمكن التنبؤ بها لا سيما في حالة الحرب بين دولتين تتحضّران للحرب الشاملة بينهما منذ عقود والأوضاع العسكريّة قد تتبدّل في أي لحظة لصالح طرف على حساب أخر.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة هجمات إسرائيل على إيران تشير إلى طموح أكبر: تغيير النظام Lebanon 24 هجمات إسرائيل على إيران تشير إلى طموح أكبر: تغيير النظام