"الخوض في غمار صراع الأجنحة داخل الحركة الحوثية يكشف عن مستنقع متشابك من التكتلات العصبوية والتجاذبات السلطوية، التي تتنازع داخل هرم الجماعة، حيث تتصارع التيارات المتنافسة في سباق محموم نحو احتكار النفوذ وتكريس الهيمنة على مفاصل القرار، في مشهد يعكس هشاشة البنية الداخلية وتنازع الولاءات بين أقطاب السلالة.

"

   

صراع الموارد المالية داخل جناح صعدة

بلغت حدة المواجهات بين مؤسسة الرئاسة التي يسيطر عليها أحمد حامد وهو المهيمن على مؤسسات مثل الضرائب، الجمارك، الزكاة، وهيئات التمويل، ما يمنحه قدرة على توجيه الموارد نحو تياره وبين محمد علي الحوثي الذي يستميت في فرض نفوذه عبر القضاء والمنظومة العدلية، لانتزاع صلاحيات تتعلق بالمصادرات والغرامات, ووصل الحد إلى انفجار الصراع المالي بين أجنحة صعدة مؤخرًا بعد قرارات متبادلة بين البنك المركزي في عدن والبنك المركزي في صنعاء، حيث سعى كل طرف لحظر التعامل مع بنوك محسوبة على الطرف الآخر.

حيث سعى محمد علي الحوثي إلى استخدام القضاء لمنع التعامل مع بنوك خارج نفوذ تياره، بينما الرئاسة (أحمد حامد) ضغط على البنوك داخل صنعاء لتوجيه السيولة نحو مؤسسات موالية له) وعلى طرف أخر حول معارك الصراع الداخلي حول الموارد نجد محمد علي الحوثي يُشرف على توزيع المساعدات الدولية عبر لجان شعبية، ويستخدمها لكسب الولاء الشعبي.

وفي المقابل الرئاسة تُدير ملفات المنظمات الدولية، وتُوجه الدعم نحو مؤسسات محسوبة على تيارها، ما يُعمّق الانقسام بين الطرفين بشكل مباشر.

صراع التعيينات والمناصب

خلال الأعوام 2015 حتى نهاية 2019 برز التنافس بين أجنحة الحركة بصورة أوضح على شغل المواقع الحساسة، إذ مُنحت الأفضلية في تعيينات الضباط لأسر السلالة الهاشمية، خصوصًا من صعدة، وبحصيلة تجاوزت أربعة آلاف ضابط في مناصب مهمة. وفي السياق نفسه شدّد عبدالملك الحوثي قبضته على مفاتيح القيادة في الرئاسة وأجهزة القوة (العسكرية والأمنية والاستخباراتية) إلى جانب التعليم والقضاء، بينما دُفعت الأجنحة الأخرى إلى أدوار دينية/فكرية وإعلامية ومناصب سطحية.

كما يحكم عبد الملك الحوثية قبضته على مؤسسة الرئاسة عبر الدائرة التنفيذية مهدي المشاط (رئيس المجلس السياسي الأعلى)، وأحمد حامد/أبو محفوظ (مدير مكتب الرئاسة).

وعبر هذه السلطة يحكم جناح عبدالملك الحوثي على مفاتيح التعيينات والوزارات، والإمساك بملفات المال العام والإيرادات والاتصال بالهيئات الإيرادية.

كما يهيمن جناح عبد الملك الحوثي وهو الجناح الأكثر ولاء لإيران على السلطة الأمنية والاستخباراتية ممثلة في عبدالکريم الحوثي (وزير الداخلية وعمّ عبدالملك)، وعبدالحكيم الخيواني/أبو الكرار (رئيس جهاز الأمن والمخابرات)، إضافة إلى قيادات أخرى من محافظة صعدة.

كما يهيمن جناح إيران على القوة العسكرية ممثلة عبر أبو علي الحاكم (عبدالله يحيى الحكيم)

ويتقلد أبو على الحاكم منصب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية وقائد قوات الحرس الجمهوري,

وعبر يوسف المداني وهو قائد المنطقة العسكرية الخامسة (البحر الأحمر) وكذلك محمد ناصر العاطفي وزير الدفاع.

 

صراع الاجنحة العليا

كشفت المصادر الخاصة التي تتبعها موقع مأرب برس أن ثمة صراع كبير بين زعيم الجماعة وبن عمه محمد علي الحوثي الذي يرأس اللجنة الثورية العليا وهو تمثل "حكومة الظل" للحكومة الرسمية التي يرأسها مهدي المشاط.

ونجح محمد علي الحوثي في بسط نفوذه عبر اللجنة الثورية العليا واستخدمها في إعادة تشكيل مؤسسات الدولة وفق ولاءات جديدة، وتعيين مشرفين موالين له في الوزارات والمصالح الحكومية.

كما نجح محمد علي الحوثي في فرض نفوذه داخل جناح صعدة وأستطاع انتزاع صلاحيات للتنسيق بين القضاء والأوقاف، والأمن، والمخابرات.

ويرى المراقبون للحراك الداخلي للحركة الحوثية وتحديدا جناح صعدة بإن محمد علي الحوثي يُمثل التيار المدني الشعبوي مقابل التيار العسكري الأمني الذي يقوده أبو علي الحاكم التابع لعبد الملك الحوثي.

وقد احتدمت مواجهات ومنافسات عدة بين محمد علي الحوثي مع العديد من القيادات العسكرية الموالية لبن عمه عبدالملك وتحديدا ملفات الأمن القضاء والتجنيد.

 

الصراع الصامت

يبسط محمد علي الحوثي نفوذه عبر أدوات الدولة لا البندقية والمواجهات , ففي حين تهيمن القيادات العسكرية على الجبهات والقرار الأمني، يبرز محمد علي الحوثي كلاعب سياسي يستخدم أدوات مدنية وشعبوية لإعادة تشكيل مراكز نفوذه داخل الجماعة، ما يُحدث توازنًا حراكا متنافرا بين التيار الثوري المدني الذي يقوده وبين والتيار العسكري الأمني لعبدالملك الحوثي.

 

 

أسلحة النفوذ الناعمة:

تتبع موقع مأرب برس أهم الأسلحة الناعمة التي يتحرك بها محمد على الحوثي فوجد أنه يستمد نفوذه عبر ما يسمى "المنظومة العدلية" وهي لجنة عليا تم إنشائها للإشراف على عمل (مجلس القضاء الأعلى، وزارة العدل، النيابة العامة، وهيئة التفتيش القضائي، وحتى جهاز الأمن والمخابرات وهو رئيسها) ومن خلالها نجح في إعادة هيكلة القضاء بما يخدم توجهاته أولا ثم توجهات "الحركة الحوثية" وتعيين مشرفين في المحاكم، بعضهم يمارس صلاحيات قضائية دون خلفية قانونية

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

جهاز العاشر من رمضان يكرم أربعة من العاملين بإدارة الحركة والورش

نظّم جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، اليوم الأحد، احتفالية لتكريم أربعة من العاملين بإدارة الحركة والورش بمناسبة بلوغهم السن القانونية للتقاعد، وذلك بمقر الجهاز بمدينة العاشر من رمضان.

 جاء ذلك في إطار سياسة الجهاز التي تهدف إلى تقدير جهود العاملين الذين أنهوا فترة خدمتهم الرسمية، والاعتراف بما قدموه من أداء مهني خلال سنوات عملهم.

شهدت الاحتفالية حضور المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان والمشرف على جهاز حدائق العاشر، والمهندسة ابتسام عبد الرحيم، نائب رئيس الجهاز، ورانيا بهاء، مدير عام الشؤون الإدارية، والمهندس محمد الكاشف، مدير إدارة الحركة، وعدد من مديري الإدارات والعاملين بالجهاز.

شمل التكريم: أشرف إسماعيل محمود مدير إدارة الورش، ومحمد مغربي عبد الحليم، وأحمد محمد السيد، ومحمود إبراهيم من إدارة الحركة والورش، حيث تم منحهم شهادات تقدير من الجهاز تقديرًا لفترة عملهم ومشاركتهم في تطوير الأداء داخل إداراتهم المختلفة.

وخلال الفعالية، أكد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى أن هذا التكريم يأتي في إطار التزام الجهاز بتقدير العاملين بعد انتهاء فترة خدمتهم، وتوثيق مساهماتهم في تحسين مستوى الأداء داخل الجهاز.

 وأوضح أن هذا النهج يمثل أحد أدوات التحفيز المعنوي التي تحرص الإدارة على تطبيقها بشكل مستمر، بهدف تعزيز روح الانتماء وتشجيع العاملين على الالتزام والانضباط في العمل.

وأشار رئيس الجهاز إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات لا يقتصر على الجانب الاحتفالي فحسب، بل يعكس سياسة مؤسسية تهدف إلى دعم بيئة العمل الإيجابية ونقل الخبرات من العاملين القدامى إلى الأجيال الجديدة داخل الإدارات المختلفة.

 وأضاف أن الجهاز ينظم بشكل دوري فعاليات مشابهة لتكريم العاملين الذين بلغوا سن التقاعد، تأكيدًا على أهمية التواصل الإنساني والإداري بين القيادة والعاملين.

من جانبهم، عبّر العاملون المكرمون عن شكرهم لإدارة الجهاز على هذه اللفتة التي وصفوها بالمحفزة، مؤكدين تقديرهم لما وجدوه من تعاون خلال فترة عملهم، ومشيدين بجهود زملائهم في استكمال مسيرة العمل وتطوير الخدمات المقدمة داخل المدينة.

وشهدت الاحتفالية تفاعلًا من زملاء المكرمين الذين حرصوا على مشاركتهم المناسبة، والتقاط الصور التذكارية التي وثّقت أجواء من التقدير والاحترام المتبادل بين العاملين، كما قدّم بعض الحضور هدايا رمزية للمكرمين في ختام الفعالية.

ويأتي هذا التكريم ضمن سلسلة من المبادرات التي ينفذها جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان لتكريم العاملين المنتهية خدمتهم في مختلف الإدارات، تنفيذًا لتوجهات وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة الهادفة إلى ترسيخ مبدأ التقدير المؤسسي للعاملين وتحسين بيئة العمل داخل أجهزة المدن الجديدة.

مقالات مشابهة

  • تحليل: تصنيف عبدالملك الحوثي إرهابيًا ضرورة استراتيجية
  • عاجل: مليشيا الحوثي تصعد عملياتها العسكرية مع السعودية.. مواجهات مسلحة على الحد الجنوبي للملكة
  • تخبط وعجز عن اختيار بدلاء.. صراع محتدم يعيق الحوثي عن تشكيل حكومة جديدة
  • جهاز العاشر من رمضان يكرم أربعة من العاملين بإدارة الحركة والورش
  • مستقبل الصراع ما بعد انتصار غزة:قراءة في كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • قيادى بحماس: الحركة تستهدف الحفاظ والسيطرة الأمنية في غزة
  • الأمم المتحدة ترد على اتهامات عبدالملك الحوثي
  • الأمن ينقذ سيدة عاجزة عن الحركة داخل شقتها بمصر الجديدة
  • محمد موسى: روسيا قد تبيع الأسد للحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط