تسلّق ناشطون من حركة السلام الأخضر في إسبانيا، يوم 24 يناير/كانون الثاني الجاري، على واجهة متحف الملكة صوفيا الشهير في العاصمة الإسبانية مدريد لتعليق لافتة كبيرة تحوي صورة طفل من غزة يبكي بسبب الدمار الذي خلفته إسرائيل في القطاع.

View this post on Instagram

A post shared by Greenpeace UK (@greenpeaceuk)

واستخدم الناشطون لافتة عليها رسم توضيحي للرسام الأميركي شيبرد فيري (أوبي) مقتبسة من صورة التقطها المصور الفلسطيني بلال خالد لطفل في قطاع غزة أثناء إطلاقه صرخة من أجل إنقاذه من ويلات الحرب الإسرائيلية.

وفي منشور على منصة "إكس"، قالت المنظمة "تسلقنا واجهة متحف الملكة صوفيا لعرض عمل ضخم للفنان أوبي (OBEY). الصورة التي تبلغ مساحتها حوالي 60 مترا مربعا مقتبسة من صورة التقطها المراسل الفلسطيني بلال خالد في غزة مع رسالة: هل تسمعنا؟".

????????????ACCIÓN????????????

ALTO EL FUEGO EN GAZA YA

Escalamos la fachada del Museo Reina Sofía para desplegar una obra gigante del artista OBEY.

La imagen, de casi 60 m2, adapta una foto tomada en Gaza por el reportero palestino Belal Khaled con un mensaje:
¿NOS ESTÁIS OYENDO? pic.twitter.com/EAc7STie9R

— Greenpeace España (@greenpeace_esp) January 24, 2024

واحتوت الصورة على تعليقين، الأول يقول "هل يمكنكم سماعنا؟"، في إشارة لصرخة الطفل، أما التعليق الثاني فهو "أوقفوا إطلاق النار الآن"، في إشارة إلى العدوان الذي تشنه إسرائيل على سكان قطاع غزة منذ نحو 111 يوما.

لوحة "غرينيكا".. التاريخ يعيد نفسه

في 26 أبريل/نيسان 1937، قصفت الطائرات الألمانية مدينة غيرنيكا الإسبانية بشدة، وكادت الحرب الخاطفة التي استمرت ثلاث ساعات أن تقضي على المدينة وقتلت وجرحت ثلث السكان.

ودفع الدمار الذي خلّفه القصف الألماني بالمدينة، الرسامَ الإسباني الشهير بابلو بيكاسو للعمل على إنجاز لوحته الضخمة وهي عبارة عن 11.5 × 25.5 قدم أي 3.49 × 7.77 أمتار في نحو ثلاثة أسابيع، وأطلق عليها اسم لوحة "غرينيكا" نسبة إلى مدينة غيرنيكا في منطقة الباسك الإسبانية.

ومنذ أن رسمها بيكاسو، تجولت اللوحة في دول أوروبا، لكن خوفًا من الاحتلال النازي لفرنسا، قام بيكاسو بإعارة "غيرنيكا" إلى متحف الفن الحديث "موما" في مدينة نيويورك، الذي قام بجولة باللوحة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأماكن أخرى لمدة 20 عامًا تقريبًا قبل أن تعود إلى مدريد.

متحف الملكة صوفيا

افتتح متحف الملكة صوفيا المركزي الوطني للفنون بإسبانبا رسميا يوم 10 سبتمبر/أيلول 1992، ويعرف أيضا باسم متحف ماريا رينا صوفيا، ويعد أحد أكبر المتاحف في العالم للفن الحديث والمعاصر.

يقع المتحف في العاصمة الإسبانية مدريد بالقرب من محطات قطار ومترو أتوتشا في الطرف الجنوبي لما يسمى بـ"المثلث الذهبي للفنون"، الذي يضم أيضًا متحف ديل برادو ومتحف تايسن بورنيميسزا.

ويضم المتحف لوحات أبرز رسامي العالم مثل بابلو بيكاسو وسلفادور دالي، وتعد لوحة بيكاسو "غيرنيكا" من أشهر التحف الموجودة به.

كما يحوي المتحف مكتبة مجانية متخصصة في الفن، بجانب مجموعة من أكثر من 100 ألف كتاب وأكثر من 3500 تسجيل صوتي ونحو 1000 مقطع فيديو.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

التاريخ لا يُقرأ من لوحة الغطرسة الصهيونية

تمر العين سريعا على أخبار عربية، فتقع على بؤس لم يتبدل في المشهد الفلسطيني، جرائم حرب وإبادة تستهدف كل شيء، وتستمر على نفس الوقع من الانحطاط والانحدار في المواقف، وفي بقية فلسطين يتشاطر المستعمرون في الضفة والقدس مع جيشهم المجرم في غزة، جرعة قوية من الإرهاب، فيكرر سموتريتش وبن غفير ونتنياهو مقولات ثابتة في العقل والسلوك الصهيوني، عن إبادة "الأغيار"، والتفاخر بتحقيقها في غزة. وما تحقق من نتائج للعدوان على غزة والضفة وإيران وسوريا ولبنان، دفع لُعاب العنصرية الصهيونية إلى السيلان نحو وحشية أكثر وتطرف في الضفة والقدس، وبعدم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني وبحقه، والإسراع بالسيطرة والاستيطان والتهجير لدفن أي كيان فلسطيني يمكن البناء عليه أو الحديث عنه مستقبلا.

بعد كل هذا، لا ندري أين وكيف ستتحقق رغبات إسرائيل والولايات المتحدة لشرق أوسط جديد، باتباع وصفة "الاتفاقات الإبراهيمية" التي تُبنى عليها آمال كبيرة من تل أبيب وواشنطن، وبعض الواهمين العرب، فإذا انتقلنا لنقطة متابعة ما تحقق سابقا، على صعيد تصديق الخدعة الصهيونية الأمريكية لـ"السلام" لنعرضها لمحاكمة العقل والواقع على الأرض، والاقتراب من أي منجز يمكن ملامسته ولو كان ضئيلا، فلا يجد العاقل من هامشية وهشاشة ما تحقق، سوى النتيجة "الطبيعية" لهذا البؤس المعمم عربيا وفلسطينيا والذي يفتقد حتى لكفاءة المساومة، أو إلزام الخصم بشروط "الصفقة" أو السلام والتطبيع..

من المخجل حقا أن يبتلع بعض النظام العربي الطعم الصهيوني الأمريكي، بعد كل هذه الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وتركيز الجهد والحديث والعمل، على إزالة "بؤرة التوتر" المتصلة بمقاومة الاحتلال. والمشكلة ليست بحاجة لشرح، 75 عام من نكبة واحتلال وما أفرزته على الأرض، فجوهر القضية الاحتلال والمشروع الصهيوني، والتطبيع معه على أساس إمكانية قبول ما غنمه من حقوق في الأرض والتاريخ، والاكتفاء بما بين يديه من إنجازات أو غنائم. لكن تجربة العقود الماضية، التي كان عمودها الفقري في المقولة الأكثر عمومية التمسك "بخيار السلام" كسلاح مقابل عربدة وغطرسة صهيونية، وتوسيع للعدوان وارتكاب جرائم حرب وإبادة وعدم اعتراف بالحقوق والقانون الدولي، يفترض أن تُحدث صدمة كبرى لصحوة البعض البائس والمفجع، بحيث أنه لم يترك بين يديه من سلاح ذو قيمة لمواجهة عدوّه.

فخديعة الرئيس ترامب بالحديث المستمر عن اقتراب الحل في غزة ووقف لإطلاق النار، واستعداد البعض للانخراط في التطبيع مع وحشية المحتل، بعد القضاء على المقاومة، تمهيدا لتنصيب زعامة الغطرسة والقوة الصهيونية باستباحتها كل المنطقة، هي خديعة كل الإدارات السابقة للعرب والفلسطينيين، وهي لم تعد اليوم كذلك لما فيها من وضوح الدعم والإسناد للمشروع الاستعماري الصهيوني.

وهنا سؤال صعب يطرحه المرء على نفسه، حين يراقب معظم الموقف الفلسطيني ومن خلفه مواقف عربية ربطت كل ما يجري بسردية المحتل عن إزالة عقبة "المقاومة" من طريق رغد التطبيع القادم: هل سينتهي الإرهاب الصهيوني المنتشر على طول الأرض وعرضها في فلسطين، وصولا لسيادة عربية مستباحة؟ ألم يكن واضحا للطرف العربي والفلسطيني الرسمي الموقف الأمريكي، بعد تجربة طويلة ومفضوحة من الاستفزاز والتزوير دفاعا عن الإرهاب الإسرائيلي وتبريره وحمايته؟

لم يعد يسمع الأمريكي والإسرائيلي من ديباجة السياسة العربية كلاما واضحا وصريحا، بما يخص القضية الفلسطينية، اقتصرت السياسة في الآونة الأخيرة على إظهار ما يدور في الغرف المغلقة، أي جهر مقترن بالخذلان الكبير الذي تعيشه القضية على وقع الجرائم المستمرة، فلا تسمع نفيا عربيا مباشرا لما يدلقه ترامب من خطط بشأن فرض حليفه الصهيوني زعيما بالقوة، وبالتطبيع مع إرهابه، ولا كلاما فلسطينيا مباشرا بشأن مراجعة كل الرهانات والأوهام السابقة. قبل أيام قال مصدر سوري في تصريحات لقناة إسرائيلية إن بلاده وإسرائيل ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية العام 2025، وأنها ستتضمن تطبيعا كاملا ستكون الجولان فيه "حديقة سلام". كما لا بيان عربيا يعيد التأكيد على ديباجة القرارات الدولية بشأن سورية الجولان، والتأكيد على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 لأي حل متعلق بمستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

العدوان الخطير التي يجري في مدن الضفة والقدس، يزامل وحشية الإبادة الجماعية في غزة، وهنا، كما في السابق، لم يطلب الفلسطينيون من عربهم نجدة عسكرية، حتى لا يكرر البعض نموذج الإبادة المطلوب في غزة، لكن يطالبون بالتركيز على فضح طبيعة الإجرام الصهيوني وإرهابه، وعزله وحصاره، والمطالبة بمحاكمته أمام العدالة الدولية، وهذا أضعف الانحياز لمبادئ العدالة والقانون الدولي والإنساني، لمن يعتنق ممارسة السياسة المحكومة بعدالة وأخلاق، وليس بخلط أنصاف الحقائق المفلترة سلفا.

لليوم وبعد كل هذا الإرهاب الصهيوني، الذي يواجه رفض وغضب شوارع غربية وعالمية، لم تشعر المؤسسة الصهيونية بضغط أو خطر يدفع إسرائيل للتراجع عن ممارسة الإرهاب وارتكاب الجرائم، فرغم كل الشواهد وحقائق الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، هناك على أطراف العالم العربي وداخله انهيار للمواقف، ولحظة ترقب استسلام فلسطيني لتتويج عصر "السلام" الصهيوني، لحظات مرت من قبل في محطات كثيرة من كامب ديفيد 1979، وتوجت في أوسلو 1993، ووادي عربة قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهي حقائق تكشفت وتعري عن هذه "المعجزة" الكثير.

فكل ما يُطرح من أعجوبة التطبيع، الملحق بمعجزة "السلام" والمقدم إسرائيليا وأمريكيا على أنه مفتاح الفرج وسبب للتفاؤل بالمستقبل، يتم فوق بالأعالي، حيث التجريد والتسطيح لكل شيء، للعدالة وللقانون وللحق، بعيدا عن بديهيات التاريخ والواقع، فظن من فرح بمعجزة أمريكا وأعجوبة الغطرسة الصهيونية أن أرض الواقع الذي يتميز بصرامته وقسوته لن يصيب هذه العناصر بالتحلل، لكنها عادت لسابق عهدها وتكشفت المعجزة عن مسخ ميت في المهد.

أخيرا، المشغولون بنسيج الكلام عن التطبيع الإسرائيلي مع هذا النظام العربي وغيره، وتفجير لغة الإرهاق من القضية الفلسطينية، فقط ندعوهم لمراقبة مواقف شعوب ونخب غير عربية تجاه نظام الفصل العنصري الصهيوني، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية، ومطالبهم بعزل وحصار إسرائيل باعتبارها كيانا استعماريا إحلاليا في المنطقة، وخطرا على السلم العالمي. فترديد نبرة وسردية صهيونية، تقتل روح الإنسان ولا توقظ من عقله شيئا في فضاء الظلم والقهر، تبقى نبرة محاصرة ومعزولة ومتفسخة، فمن صفق للهزائم التي مضت وللهزائم القادمة، سيبقى مصدوما من أيام هاربة من تاريخ الوهم الذي يحاول الانتماء له والعيش في ظله. والتاريخ والمجتمعات حركة مستمرة، والمستقبل مفتوح دوما على كل الاحتمالات، والتاريخ العربي والفلسطيني لن يُقرأ أبدا من لوحة الغطرسة الصهيونية ولا من عبرنته وتزويره.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • جهود لتحويل آثار بابل العراقية إلى وجهة سياحية
  • علي الحجار يزور متحف مكتبة الإسكندرية برفقة أسرته .. ويوجّه رسالة لجمهوره
  • عندما تضحك الدموع
  • يعلن المركز التنفيذي للتعامل مع الالغام عن فقدان لوحة معدنية برقم ( 7719)
  • الشرطة الإسبانية تكشف تفاصيل حادث السير المتسبب في وفاة دييجو جوتا
  • الشرطة الإسبانية تستخدم قميص المنتخب المغربي للإيقاع بالباعة الجائلين في شواطئ برشلونة (فيديو)
  • متحف نجيب محفوظ يفتح أبوابه لفترة مسائية يومى السبت والأحد
  • المشاط تناقش دفع أجندة تمويل أهداف التنمية المستدامة وسط التحديات العالمية بمدينة إشبيلية الإسبانية
  • متحف القرآن الكريم بمكة المكرمة.. تجربة معرفية شاملة عن تاريخ المصحف الشريف
  • التاريخ لا يُقرأ من لوحة الغطرسة الصهيونية