مررنا بين الجثث.. قصص مأساوية من إخلاء منطقة الصناعة في خان يونس
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء منطقة الصناعة التي تضم العديد من المقرات التابعة للأمم المتحدة في مدينة خان يونس، والتي يلجأ لها أكثر من 70 ألف نازح عن شمال قطاع.
ونزح أكثر من مليون فلسطيني عن شمال قطاع غزة إلى جنوبه كما طلب الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأعلن عن المناطق الغربية من خان يونس ورفح "مناطق آمنة".
وجاء طلب الإخلاء بعدما أعلن الجيش توسيع العملية العسكرية في خان يونس، ثم استهداف مركز تدريب مهني في كلية تدريب خان يونس "KYTC" الأممية، واستشهاد 15 نازحا وإصابة 75 آخرين، بحسب تصريحات أممية رسمية.
إظهار أخبار متعلقة
بهذا، يؤكد محمد (39 عاما) أنه عاش لحظات رعب لا تنسى خلال استهداف الاحتلال لمقر الصناعة مساء الأربعاء، قائلا: "كنت في مكان لا يبعد سوى بضعة أمتار قليلة عن القصف، وكان برفقتي أولادي ولا أعلم كيف لم يصبنا أي أذى! تجمدت في مكاني ساعة القصف، ولم أعرف حتى كيف أتحرك، ولما استرجعت وعيي، بدأت البحث عن أولادي وزوجتي".
وتابع محمد لـ"عربي21"، أن "كل أفراد عائلتي يخسرون ظاهريا، لكن هناك أبعاد كثيرة لعيش هذه اللحظات من الرعب، صور الشهداء والمصابين والدماء أثرت بنا، أنا الكبير وتأثرت بها، فكيف الأطفال إذا؟".
وأضاف أن ابنته الصغيرة رنيم "أصبحت الآن تخاف من أي صوت مفاجئ، مثل إغلاق الباب أو سقوط أي شيء على الأرض، حرفيا أي صوت جانبي بات يفزعها. لقد غدت حياتنا في الأسابيع الأخيرة رعبا من أصوات القصف القريبة والاشتباكات".
إظهار أخبار متعلقة
إضافة إلى ذلك، أشار "محمد" إلى أن القصف الأخير ليس الأول على حي الصناعة، بل جرى استشهاد وإصابة نازحين من قبل، فضلا عن الرصاص والشظايا الكثيرة.
من جهته، يكشف رأفت (44 عاما) أنه استطاع الخروج من الصناعة في آخر ساعات نهار الأربعاء، أي قبل ساعات قليلة من القصف، وذلك بعدما وجد شاحنة في شارع مجاور اعتلى فوقها مع عائلته وما استطاع نقله من متاع بسرعة كبيرة.
ويوضح رأفت لـ "عربي21"، أنه وصل إلى خان يونس في الفترة الأولى من النزوح، واستطاع تأمين غرفة في إحدى أروقة كلية الصناعة، وهو ما يعد بمنزلة الإنجاز والرفاهية المتمثلة بالمكوث في مكان له باب وشباك، موضحا أنه وصل إلى رفح حاليا بحثا عن النجاة فقط.
إظهار أخبار متعلقة
وعن واقع نزوحه الجديد، يقول: أنا الآن في الشارع بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أبحث الآن عن أخشاب وبعض النايلون من أجل صنع خيمة تؤوينا من البرد والمطر والرياح في الليل.
ومضى يقول: "تركت خلفي ما يمكن أن أستغني عنه، وفي الواقع بسبب هذه الحرب، لا يوجد فعليا ما يمكنك الاستغناء عنه؛ لأن كل شيء مهم وباهظ الثمن، وفي الغالب لا يوجد له بديل إذا ما خسرته".
أما "سليمان"، فذكر أنه ترك منطقة الصناعة في خان يونس بعد تهديد الاحتلال لهم وبعد أن سمع خبر الإخلاء، مضيفا أنه حاول مرارا الخروج قبل ذلك، ولم يتمكن بسبب "عدم توفر أي مركبة وخوفا من الاستهداف".
وأردف لـ"عربي21": "هذا حصل كثيرا خلال الحرب، يطلبون منا الخروج، ثم يضربونا وتتركك الجثث في الشارع للكلاب".
إظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن "الاستهداف الأخير كان في الغرفة المجاورة لنا، وعشنا في رعب وخوف في ليلة لن أنساها، ولن أنسى ملامح طفلاتي الثلاث وزوجتي".
وكشف أن "أزمة منطقة الصناعة امتدت على طول 4 أيام من الحصار، كان آخرها القصف المميت ثم النزوح، أخبرونا بشكل رسمي بالخروج من البوابة الرئيسية مرفوعي الأيدي وبحقيبة الظهر فقط"، معربا عن مدى خوفه من ذلك "ومن المشي بين الدبابات ومزاجية الجنود".
سليمان، لفت إلى نزوح آخر كان من الباب الخلفي الذي لم توجد عليه قوات الاحتلال، موضحا "قررنا الخوض بهذا الطريق وتمكنا من الذهاب باتجاه مدينة حمد، ثم توجهنا إلى رفح ثم إلى خيمة مؤقتة لأحد معارفنا، ثم إلى المجهول".
إظهار أخبار متعلقة
في حين تقول "آية"، وهي زوجة سليمان؛ إنها "خرجت من بين جثث الشهداء والمصابين في الممرات، وأنها حاولت تغطية أعين بناتها لتجنب رؤية المشاهد الصعبة لكن دون نتيجة"، مضيفة "والله انهلع قلبي".
وبينت آية في حديثها لـ "عربي21"، أن "الله زرع القوة فينا وقوانا، لا أعرف كيف صمدت! أنا بطبعي لا أحتمل المواقف الأبسط من ذلك، حتى بنتي زينة وهي بعمر 8 سنوات فقط، كانت تدعو بصوت عال يا رب يا رب.. أنت كريم يا رب، طوال الطريق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الصناعة خانيونس الاحتلال الصناعة النازحين الإيواء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منطقة الصناعة خان یونس
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مأساوية في شرب طفل لزجاجة كحول كاملة ظنًا أنها ماء
وكالات
وقع حادثًا مأساويًا في مدينة زونغولداك التركية، حينما أقبل طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، على شُرب زجاجة كحول كاملة ظناً منه أنها ماء.
وشهدت حديقة أيوب يامان للأطفال في حي يني سيتيلر في منطقة ألابلي، قضاء الطفل لحظات سعيدة رفقة أصدقائه وأمه “ربيعة”، قبل أن يُقبل على شُرب زجاجة كحول تركها أشخاص مجهولين داخل الحديقة ليشربها الطفل ظناً منه أنها ماء.
وسارع الصغار الموجودين مع الطفل، نحو السيدة “ربيعة” والدتها لإخبارها بتوجعه وشعوره بألم شديد في بطنه، لتتوجه على الفور إلى طوارئ مستشفى ألابلي الحكومي، حيث كان يُعاني من ألم شديد في البطن وارتفاع في ضغط دمه.
وتوجهت الأم، بعد خروجها من المستشفى، إلى قسم الشرطة مباشرة، وأبلغت عن الواقعة، مُطالبة بضبط الجناة الذين يشربون الكحول ليلاً ويعرضون الأطفال للخطر صباحاً.