قال موقع موندويس الأميركي إنه مع احتدام الأزمة الإنسانية في غزة، واستمرار القصف الإسرائيلي، وتواصل استهداف العاملين في القطاع، انهار نظام الرعاية الصحية، في حين أن المؤسسات البحثية الطبية والصحية في الولايات المتحدة لا تزال صامتة بشكل غريب.

وذكر موندويس في تقرير أن المؤسسات الصحية الأميركية كانت قد سارعت إلى إدانة هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينما ظلت صامتة بشأن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة طيلة الشهور الماضية.

وأضاف الموقع بأن رفض هذه المؤسسات الاعتراف بالأزمة الإنسانية، والانتهاك العلني للقانون الإنساني الدولي، والاستهداف المتعمد للعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، كان أمرا محبطا، على أقل تقدير.

وتابع بأن المسؤولين يتجاهلون باستمرار جرائم الحرب المرتكبة ضد الأطباء الذين تم تدريب الكثير منهم على يد المؤسسات الطبية الأميركية التي اختارت التزام الصمت.

ونقل موندويس عن منظمة الصحة العالمية قولها إنه بحلول 10 ديسمبر/كانون الأول سجل وقوع أكثر من 449 هجوما على مرافق الرعاية الصحية.

ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، لا تزال 8 مستشفيات فقط تعمل جزئيا وذلك منذ 16 ديسمبر/كانون الأول 2023. وكشف الأمين العام للأمم المتحدة أنه حتى 15 يناير/كانون الثاني 2024، قُتل 152 موظفًا أمميا.

استهداف مباشر

وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنه تم استهداف حوالي 657 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، من بينهم 301 حالة وفاة، بينما تم تدمير 208 مرافق طبية، بما في ذلك سيارات الإسعاف، ومقتل أكثر من 115 صحفيا. وكل يوم، تتزايد هذه الأرقام مع استمرار سقوط القنابل.

من جانبها، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بيانات تناشد فيها العالم وتدعو إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين الأبرياء والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يخاطرون بحياتهم على خط المواجهة.

وقال موندويس إن النفاق العميق متجذر في مؤسسات الرعاية الصحية، وذكّر بمسارعة الرئيس السابق للجمعية الطبية الأميركية، الدكتور جيرالد هارمون، في أبريل/نيسان من عام 2022، للدعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء جميع الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافقها" وأن "استهداف المدنيين والرعاية الصحية أمر غير معقول"، وأشار الموقع إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالمدنيين الفلسطينيين، أصبح ما هو غير معقول مبررا.

ولم يقف الدعم عند التصريحات، بل إن الجمعية الطبية الأميركية منحت -في مارس/آذار 2022- 100 ألف دولار لهيآت طبية "لدعم جهودها في معالجة الأزمة الإنسانية للمواطنين في أوكرانيا".

وتابع الموقع بأن الطلاب والعاملين في مجال الرعاية الصحية الأميركية يتساءلون عن أسباب رفض مؤسساتهم الصحية الاعتراف بوجود أزمة إنسانية في غزة بينما بقية العالم يناشد ويتوسل، ويستغربون متى أصبحت الدعوة إلى وقف إطلاق النار مثيرة للجدل؟

وأكد موندويس أن قادة المؤسسات البحثية الطبية الأميركية لا يمثلون مجتمعاتهم، ومن خلال أفعالهم، فشل هؤلاء القادة في الحفاظ على قيم قَسم أبقراط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی مجال الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

كوربين يطالب بتحقيق مستقل في دور بريطانيا بحرب الإبادة الجماعية على غزة (شاهد)

من المقرر أن يقدم النائب البريطاني المستقل جيريمي كوربين،  الأربعاء، مشروع قانون أمام مجلس العموم البريطاني يدعو إلى فتح تحقيق علني ومستقل بشأن تورط بريطانيا في العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ويهدف مشروع القانون إلى الكشف عن أي تعاون عسكري أو اقتصادي أو سياسي قدمته المملكة المتحدة للاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الفترة، بما يشمل صفقات الأسلحة، وتزويدها بأنظمة المراقبة، واستخدام قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني.

وقال كوربين، الزعيم الأسبق لحزب العمال، إن المملكة المتحدة مطالبة بإجراء هذا التحقيق لأن "إسرائيل لا ترتكب جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني بمفردها"، مضيفاً: "الشفافية والمحاسبة هما من دعائم الديمقراطية، ومن حق الجمهور أن يعرف مدى تورّطنا في هذه الجرائم ضد الإنسانية".

This week, I am presenting my Gaza Inquiry Bill to uncover the truth about this country’s complicity in genocide. pic.twitter.com/wsbe9WeFQ2 — Jeremy Corbyn (@jeremycorbyn) June 2, 2025
وتأتي هذه الخطوة في ظل تقارير تشير إلى استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب، إضافة إلى تهجير جميع سكان القطاع المحاصر، وتدمير هائل للبنية التحتية والمقومات الوطنية الفلسطينية، وسط صمت أو تواطؤ دولي.


مساءلة حكومية محتملة
ويأتي مشروع القانون الذي يطرحه كوربين في إطار ما يُعرف بـ"قانون الدقائق العشر"، وهو إجراء برلماني يتيح للنواب المستقلين أو من الصفوف الخلفية طرح مشاريع قوانين جديدة في خطاب موجز لا يتعدى عشر دقائق. ورغم أن هذه القوانين نادراً ما تتحول إلى تشريعات فعلية، إلا أنها تُستخدم لقياس موقف البرلمان والضغط السياسي، وقد تُجبر النواب على تسجيل مواقفهم علناً.

ومن المتوقع أن يطرح كوربين مشروعه بعد جلسة الأسئلة الأسبوعية لرئيس الوزراء يوم غد الأربعاء. وإذا اعترض نائبان أو أكثر على تمرير مشروع القانون، فسيُحال إلى تصويت يُلزم كل النواب باتخاذ موقف واضح تجاهه، وقد يجد نواب حزب العمال أنفسهم أمام اختبار صعب، خاصة إذا أمرت قيادة الحزب بالامتناع عن التصويت أو التصويت ضد المشروع.

ورغم التغير النسبي في مواقف بعض الدول الغربية، مثل توقيع رئيس حزب العمال كير ستارمر بياناً مشتركاً في 19 أيار/مايو الماضي٬ يعارض العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلا أنه من غير المرجح أن تدعم الحكومة مشروع قانون يقدمه كوربين، المعروف بمواقفه المناهضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي والداعم لحقوق الفلسطينيين.

دعم من نواب يساريين وتصاعد في الضغوط
وعبر بعض النواب لا سيما من الجناح اليساري في حزب العمال، عن دعمهم الصريح لمشروع القانون.

وقال النائب براين ليشمان، عن دائرة غرانجمَوث وألوا، وأحد رعاة المشروع، إن "لبريطانيا أسئلة لا بد من الإجابة عنها بشأن تورطنا في الإبادة التي ينفذها نظام بنيامين نتنياهو"، مضيفاً أن "من حق الشعب البريطاني أن يعرف الدور الذي لعبته حكومته في هذه المحاولة البشعة لإبادة الفلسطينيين".

وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الضغط على الحكومة البريطانية بسبب الحرب المستمرة في غزة، وسط تصاعد أصوات داخل البرلمان تطالب بوقف الدعم غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي٬ وبتحقيق شفاف في مدى التواطؤ البريطاني في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث.


طائرات بريطانية للتجسس 
كشف موقع "ديكلاسيفايد" البريطاني، المتخصص في التحقيقات المتعلقة بالمؤسسات العسكرية والاستخباراتية، أن سلاح الجو الملكي البريطاني أرسل طائرتي استطلاع باتجاه قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار، تزامناً مع عملية تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب الموقع، أقلعت أولى رحلات التجسس من القاعدة الجوية البريطانية في أكروتيري بقبرص عند الساعة 13:32 بتوقيت غرينتش، وعادت في الساعة 18:59 من يوم 19 كانون الثاني/يناير الماضي، وهو اليوم نفسه الذي دخل فيه اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين الطرفين.

وأشار التقرير إلى أن الطائرة أوقفت أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها أثناء تحليقها فوق شرق البحر المتوسط، الأمر الذي أثار تساؤلات حول طبيعة المهمة التي كانت تنفذها في الجو، خاصة بالتزامن مع إطلاق سراح الأسيرة البريطانية الأخيرة، إميلي داماري، من قبل حركة حماس.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة التايمز البريطانية أن طائرات التجسس التابعة لسلاح الجو الملكي بدأت عمليات مراقبة واستطلاع فوق غزة منذ كانون الأول/ديسمبر 2023، أي بعد أسابيع قليلة من انطلاق عملية "طوفان الأقصى". 

ووفق الصحيفة، كانت تلك المهام شبه يومية، وتركزت على محاولة مساعدة الجانب الإسرائيلي في تحديد مواقع الأسرى الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه.

وتعزز هذه المعلومات من حجم التساؤلات المطروحة داخل الأوساط السياسية البريطانية حول طبيعة التعاون العسكري بين لندن وتل أبيب، ومدى تورط المملكة المتحدة في الحرب الدائرة على غزة، خاصة في ظل الدعوات المتزايدة إلى إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة حول هذا الدور.

مقالات مشابهة

  • كوربين يطالب بتحقيق مستقل في دور بريطانيا بحرب الإبادة الجماعية على غزة (شاهد)
  • مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تشارك في تقديم الرعاية الصحية بموسم الحج
  • طالبة فلسطينية تُشعل حفل تخرج بأمريكا: لن نسامح أبدا في الإبادة الجماعية بغزة
  • كفى نفاقا.. أنه وقت العمل لوقف الإبادة الجماعية
  • كبسولتان ذكيتان في المدينة المنورة تعززان الرعاية الصحية للحجاج
  • كيف تُحدث القيادة التحويلية فرقًا في أداء مؤسساتنا؟
  • لوتان: يجب التعرف على جريمة الإبادة الجماعية لمنح ما يحدث بغزة اسما مناسبا
  • الصحة: البعثة الطبية في الأراضي المقدسة متواجدة لتقديم الرعاية على مدار الساعة
  • رئيس وزراء ماليزيا: الإبادة الجماعية في غزة هي اختبار لضميرنا الجمعي
  • «حشد»: إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الأكثر بشاعة في التاريخ