لعل أعمال ليلة نصف رجب 2024 هي أهم وأكثر ما ينبغي الحرص عليه في هذا الوقت ، حيث نشهد الآن ليلة النصف من رجب 2024 والتي بدأت منذ ساعات ولم يتبق منها سوى ساعات قليلة ، حيث تنتهي مع أذان الفجر اليوم السبت، بل يمكن القول أن أعمال ليلة نصف رجب 2024 هي سبيل النجاة من مهالك الدنيا وجحيم الآخرة وبها نفوز وننال سعادة الدارين، كما أن أعمال ليلة نصف رجب 2024 هي خير اتباع لهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- والذي أوصانا باغتنام الأزمنة المباركة ومنها ليلة نصف رجب 2024.

ليلة نصف رجب 2024 الآن وحتى الفجر.. فاغتنمها خلال 6 ساعات بـ25 دعاء في ليلة نصف رجب تستيقظ على أرزاق واسعة.. ردده للفجر أعمال ليلة نصف رجب 2024

حدد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أعمال ليلة نصف رجب 2024 والتي نشهد ساعاتها الأخيرة الآن وإلى الفجر ، وحيث إن شهر رجب هو الشهر الذي حملت فيه سيدتنا آمنة بمولانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وهو من الأشهر الحُرُم : 
١ - الاستغفار  (١٠٠ مرة)
٢ - الصلاة والسلام على سيدنا النبي ( ١٠٠ مرة )
٣ - قول  لا إله إلا الله ( ١٠٠ مرة )
٤ - قراءة آخر آيتين من سورة التوبة ( ٧ مرات ) 
٥ - سورة يس ( مرة ) 
٦ - صلاة التسابيح 
٧ - الدعاء بخضوع وانكسار مع تيقن الإجابة بإذن الله تعالى ( للنفس والأهل والشيخ والبلد ولكل الخلق ) .

أعمال رجب 

وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى، إلى أن هناك أربع طاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها في شهر رجب  وخلال الأشهر الحرم بشكل عام، وأول هذه الأمور المستحبة في آخر جمعة في رجب هو: الإكثار من العمل الصالح ، والاجتهاد في الطاعات ، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور، والثاني من الأمور المستحبة في شهر رجب أن يغتنمَ المؤمنُ العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية مثل الحج ، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.

وورد من جملة أعمال شهر رجب  ، أن العمل الثالث المستحب في شهر رجب  أن يترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، والرابع الإكثار من إخراج الصدقات.

ليلة نصف رجب 2024 

بدأت ليلة نصف رجب 2024 م منذ ساعات مع أذان مغرب اليوم الجمعة الموافق 14 من رجب 1445هـ، و26 من يناير 2024م ، وتمتد إلى فجر غد السبت الموافق 15 من رجب الهجري  و27 من يناير الميلادي الجاري، وذلك  بحسب ما حددت دار الإفتاء المصرية ،  بداية شهر رجب 2024 م،  من خلال استطلاع رؤية هلال شهر رجب 1445 وهو الشهر السابع من شهور العام الهجري، وأحد الأشهر الحرم والتي يستحب فيها الإكثار من العمل الصالح والطاعات،  بواسطة لجانها الشرعية المنتشرة في جمهورية مصر العربية.

 وأعلنت من خلال الرؤية أن أول أيام شهر رجب 1445هـ- 2024م  بدأ يوم  السبت الموافق 13 من يناير 2024م، وبناء عليه تكون  ليلة نصف رجب 2024  م الآن وإلى فجر غد السبت الموافق 15 من رجب و 27 من يناير 2024 م، وهو آخر يوم في الأيام البيض الثلاثة.

فضل نصف رجب

وأفادت "دار الإفتاء" بأنّ رجب من الأشهر الحرم التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: « إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ».

ولفتت إلى أن والأشهر الحرم هي، رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وهذا التحديد وردت به الأخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها 4 حرم، 3 متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» رواه البخاري.

كما ذكرت أحاديث نبوية في فضل شهر رجب، قسمها الحافظ ابن حجر العسقلاني في «تبيين العجب بما ورد في فضل رجب» إلى ضعيفة وموضوعة، فكان الضعيف أحد عشر حديثا؛ منها حديث: «إن في الجنة نهرا يقال له: رجب، أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من صام من رجب يوما سقاه الله من ذلك النهر» رواه البيهقي في "فضائل الأوقات»، وحديث: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان» رواه الطبراني في «المعجم الأوسط»، والبيهقي في «شعب الإيمان».

 شهر رجب

يعد شهر رجب هو الشهْر السّابع في التقويم الهجري٬ ولأنّهُ من الأشهرُ الحُرم فهو شهرٌ كريم وعظيم عند الله٬ وهو أحد الشهور الأربعة التي خصّها اللهُ تعالى بالذّكر٬ ونهى عن الظُّلم فيها تشريفاً لها٬ ويتركُ فيه العَرب القتال إحتراماً وتعظيماً لهُ٬ وقد ذكر اللهُ في كتابِهِ العزيز: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ))[التوبة:36]٬ أمّا الأشهر الحُرم التّي ذُكرت في الآية فهي مُحرَّم٬ وذي الحجَّة٬ وذي القعدة.

و سُمِّيت الأشهُر الحُرم بهذا الاسم لأنّ الله سُبحانهُ وتعالى منع فيها القِتال إلّا أن يبدأ العدو٬ ولتحريم انتهاك المحارِم فيها أشدّ من غيرِهِ من الأشهر.

يُطلقُ على شهر رجب أحياناً اسم "مضر" نسبةً إلى قبيلة مضر؛ حيثُ كانت هذه القبيلة تُبقي وقتَهُ كما هو دون تغيير ولا تبديل مع الأشهر الأخرى على عكس القبائل الأُخرى من العرب الذين كانوا يغيِّرون في أوقات الأشهُر بما يتناسب مع حالات الحرب أو السّلم عندهم٬ كما اقتضت حكمةُ الله أن فضَّل بعض الأيام٬ والشهور٬ واللّيالي على بعض، و يُسمّى أيضاً رجب بالأصم لأنَّه لا يُنادى فيه إلى القتال، ولا يُسمع فيهِ صوت السِّلاح.

فضل شهر رجب

يعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة التي سميت بذلك بسبب تحريم القتال فيها إلا أن يبادر العدو إليه، كما أنَّ انتهاك المحارم في هذا الشهر أشدّ من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالى عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل، قال تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )، والحق والصواب أنَّ شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنَّه من الأشهر الحرم، كما أنَّ الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحّت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أنَّ مثل هذه الأفعال لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.

 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليلة نصف رجب 2024 ليلة نصف رجب أعمال رجب صلى الله علیه الأشهر الحرم من الأشهر من ینایر شهر رجب فی هذا من رجب

إقرأ أيضاً:

ما حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة؟.. الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة؟فقد ذهبتُ إلى المسجد وأردت أن أتلو بعض آياتٍ من القرآن خارج الصلاة، فشرعت في التلاوة من منتصف سورة الأنعام، فاستعذت بالله ثم شرعت في التلاوة مباشرةً دون الإتيان بالبسملة، فهل ما فعلته هذا صحيحٌ أو خطأ؟".

وقالت إنه يجوز لمن بدأ القراءةَ من وسط السورة، أو أي موضعٍ منها -غير أولها- خارج الصلاة، قراءة البسملة أو عدم قراءتها، ولا إثم على من تركها ولم يأتِ بها، والأولى أن يأتي بالبسملة استحبابًا، استجلابًا للبركة ومرضاةً لله تعالى، وتأسيًّا بما بدأ الله سبحانه وتعالى به كتابه.

حكم قراءة البسملة عند افتتاح التلاوة وفي أوائل السور

المقرَّرِ شرعًا أنَّ البسملةَ جزءُ آيةٍ من القرآن الكريم وليست أجنبيةً عنه، وردت في سورة النمل في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]، وليست آية من سورة التوبة، وإنما الخلاف في غير ذلك. يُنْظَرُ: "رَدُّ المُحتار على الدُّرِّ المُختار" للعلَّامة ابن عابدين الحنفي (1/ 491، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (1/ 347، ط. مكتبة القاهرة).

وقراءتُها عند افتتاح التلاوة في أوائلِ السور مستحبٌّ، لا سيَّما وأنَّ جميعَ القُرَّاءِ درجوا على افتتاح سور القرآن بها عدا سورة براءة -التوبة-، كما جاء ذلك مُقرَّرًا في كتب القراءات وعلوم القرآن والفقه. يُنْظَرُ: "حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع" للإمام الشاطبي (ص: 9، ط. مكتبة دار الهدى)، و"سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي" للعلَّامة ابن القاصح البغدادي (ص: 30، ط. مطبعة مصطفى البابي)، و"البرهان في علوم القرآن" للإمام بدر الدين الزركشي (1/ 460، ط. دار إحياء الكتب العربية ودار المعرفة).

لماذا لا يستجيب الله دعائي؟.. الإفتاء تحذر من 3 أفعال شائعةأدعية الحج من مغادرة المنزل إلى الوصول للأماكن المقدسة.. احفظها الآن

حكم قراءة البسملة في بداية القراءة من وسط السورة خارج الصلاة
من بدأ القراءة من وسط السورة أو من أيِّ موضعٍ غير أولها ولو بآيةٍ واحدة (وهو المسؤول عنه) خارج الصلاة، فقد نصَّ علماءُ القراءات على أنَّ القارئ مُخيَّرٌ بين الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها، قال الإمام الشاطبي في "حِرْز الأَمَانِي وَوَجْه التَّهانِي في القراءات السبع" (ص: 9):  [وَلَا بُدَّ مِنْهَا فِي ابْتِدَائِكَ سُورَةً    سِوَاهَا وَفي الأَجْزَاءِ خَيَّرَ مَنْ تَلَا] اهـ.

وقال العلَّامة شهاب الدين أبو شامة الدمشقي في "إبراز المعاني من حِرْز الأَمَانِي" (ص: 69، ط. دار الكتب العلمية): [كُلُّ آيةٍ يبتدأ بها غير أوائل السور خَيَّر المشايخ فيه فسوَّغوا البسملة فيه؛ لأنه موضع ابتداء في الجملة كما يُسَمَّى في ابتداء الوضوء والأكل والشرب، و "مَنْ تَلا" فاعل "خَيَّرَ"، و "تَلا" بمعنى: قرأ، كَنَّى بذلك عن أهل الأداء، ولو كان "خَيَّرَ" بِضمِّ الخاء وكسر الياء لكان حَسنًا أي: خُيِّرَ التالي وهو القارئ في ذلك. والله أعلم] اهـ.

ونصَّ على ذلك أيضًا الإمام ابن الجزري في متنه: "طَيِّبَة النَّشْرِ في القراءات العشر" (ص: 38، ط. دار الهدى) حيث قال:

[بَسْمَلَةٌ، وَالسَّكْتُ عَمَّنْ وَصَلَا وَفِي اْبتِدَا السُّورَةِ كُلٌّ بَسْمَلَا

سِوَى بَرَاءَةٍ فَلَا وَلَوْ وُصِلْ وَوَسَطًا خَيِّرْ وَفِيهَا يَحْتَمِلْ] اهـ.

قال الإمام ابن الجزري في "شرحه لطَيِّبَةِ النَّشْرِ" (ص: 48، ط. دار الكتب العلمية): [قوله: (وَوَسَطًا)، أي: وسط السورة، يعني ألفاظها وأجزاءها، هذا الموضع الثالث وهو أوساط السورة، فالقارئ فيه مُخيَّرٌ بين الإتيان بالبسملة فيه بعد الاستعاذة، وذلك سوى براءة، فإنه يحتمل التخيير فيها كغيرها، ويحتمل المنع من البسملة فيها] اهـ.

وقال في "النشر في القراءات العشر" (1/ 265، ط. المطبعة التجارية الكبرى): [يجوز في الابتداء بأوساط السور مطلقًا سوى (براءة) البسملة وعدمها لكل من القُرَّاء تخيَّرًا، وعلى اختيار البسملة جمهور العراقيين، وعلى اختيار عدمها جمهور المغاربة وأهل الأندلس] اهـ.

ويُؤيِّدُ الحنابلة ما ذهب إليه جمهور القُرَّاء من أنَّ القارئ للقرآن خارج الصلاة "مُخيَّرٌ" بين الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها حال بدء التلاوة من وسط السورة، حيث نصُّوا على عدم المنع من قراءة البسملة في وسط السورة كأولها.

قال العلَّامة شمس الدين ابن مفلح الحنبلي في "الآداب الشرعية والمنح المرعية" (2/ 326، ط. عالم الكتب): [وتستحب قراءة البسملة في أول كل سورة في الصلاة وغيرها نصَّ عليه وقال: لا يدعها، قيل له: فإن قرأ من بعض سورة يقرؤها؟ قال لا بأس، فإن قرأ في غير صلاة فإن شاء جَهَرَ بالبسملة وإن شاء لم يجهر] اهـ.

وذهب الشافعية في المعتمد من مذهبهم إلى استحباب البدء بالبسملة وعدم تركها حال بدء التلاوة من أول السورة أو وسطها خارج الصلاة.

قال الإمام شمس الدين الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (1/ 475، ط. دار الفكر): [لو قرأ خارج الصلاة استحب له الابتداء بالتعوذ والتسمية، سواء افتتح من أول سورة أم من أثنائها] اهـ.

وذهب أكثر الحنفية إلى أنَّ من بدأ القراءة من وسط السورة يكفيه أن يبدأ قراءته بالاستعاذة فقط دون البسملة، لا سيَّما وأنَّهم يرون في المعتمد من المذهب عندهم أنَّ البسملة ما جُعِلَت إلا للفصلِ بين السور، وليست بآيةٍ تامَّةٍ من سور القرآن إلا من سورة النمل فقط، لذلك رأوا أنَّ من بدأ تلاوة القرآن من أول السورة فإتيانه بالبسملة حَسَنٌ، مراعاةً للخلاف الوارد في كَوْنِ البسملة آية من أول كُلِّ سورة أم لا.

قال العلَّامة الطحطاوي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" (ص: 260-261، ط. دار الكتب العلمية): [يُسَنُّ لمن قرأ سورةً تامّةً أن يتعوَّذَ ويُسَمِّي قبلها، واختلف فيما إذا قرأ آيةً، والأكثر على أنه يتعوَّذ فقط... لا خلاف أنَّه لو سمَّى لكان حسنًا لشبهة الخلاف في كَوْنِهَا آيةً من كل سورة، ثم هل يخص هذا بما إذا قرأ السورة من أولها أو يشمل ما إذا قرأ من أوسطها آياتٍ مثلًا؟ وظاهر تعليلهم كون الإتيان بها لشبهة الخلاف في كونها آيةً من كل سورة يفيد الأول كذا بحثه بعض الأفاضل] اهـ.

وأما المالكية: فقد تعرضوا لقراءة البسملة في أثناء سورة براءة لا أولها والذي ينسحب على باقي سور القرآن الكريم، والمفهوم من كلامهم أنَّهم لم ينصوا على خصوص المسألة، إلا أنَّ بعضهم يذكر قولي العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي القائل بالكراهة، والعلامة الشمس الرملي الشافعي القائل بالندب بدون ترجيح، وكأن الأمر عندهم على التخيير بين الكراهة والندب؛ بينما رجَّح الشيخ الأمير الأخذ بقول الرملي بندب قراءتها في أثناء السورة.

قال الشيخ الدسوقي في "حاشيته على الشرح الكبير" (1/ 3-4، ط. دار الفكر): [وتحرم في ابتداء براءة عند ابن حجر، وقال الرملي بالكراهة، وأما في أثنائها فتكره عند الأول وتندب عند الثاني، ولم أر لأهل مذهبنا شيئا في ذلك، وليس لها حالة وجوب إلا بالنذر، ولا يقال: إن البسملة واجبة عند الذكاة مع الذكر والقدرة؛ لأنا نقول الواجب مطلقُ ذكر الله لا خصوص البسملة كما عليه المحققون] اهـ.

وقال الشيخ الأمير في "المجموع" ومعه "ضوء الشموع شرح المجموع في الفقه المالكي" (1/ 18، ط. دار يوسف بن تاشفين): [وتحرم في المحرمات على الأظهر، وفي ابتداء براءة عند ابن حجر، وقال الرملي بالكراهة، وأما في أثنائها فتكره عند الأول وتندب عند الثاني، ولا أعلم نصًّا لأصحابنا، والظاهر موافقة الرملي] اهـ.

وأَمَرَ الشرع الحنيف بذكر الله عز وجل قبل كُلِّ عمل، استجلابًا للبركة ومرضاةً لله تعالى، وأفضل الذكر البِدْءُ بما بدأ الله تعالى به أشرف كتبه المُنزَّلة وهو "القرآن الكريم" فقد بُدِأَ بالبسملة، فيستحب ابتداء بها سائر الأعمال.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكْرِ اللَّهِ أَقْطَعُ» رواه الدارقطني.

قال العلَّامة الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (5/ 2071، ط. دار الفكر): [«كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ»، أي: ذي شأنٍ واعتبارٍ يُرْجَى منه حُسْنُ مآلٍ في النهاية، «البال» الحالُ والشأن، و«أَمْرٍ ذِي بَال»، أي: شريفٍ يُحْتَفَلُ به ويُهتم به، والبال في غير هذا القلب، وقال غيره: إنما قال: ذو بال؛ لأنه من حيث إنه يشغل القلب كأنه ملكه وكأنه صاحب بال... «أقْطَعُ» أي: مقطوع البركة على وجه المبالغة أي: أقطع من كُلِّ مقطوع... وفي رواية فهو «أبتر» أي: ذاهب البركة] اهـ.

الخلاصة
بناءً على ما سبق وفي واقعة السؤال: فيجوز لمن بدأ القراءةَ من وسط السورة، أو أي موضعٍ منها -غير أولها- خارج الصلاة، قراءة البسملة أو عدم قراءتها، ولا إثم على من تركها ولم يأتِ بها، والأولى أن يأتي بالبسملة استحبابًا، استجلابًا للبركة ومرضاةً لله تعالى، وتأسيًّا بما بدأ الله سبحانه وتعالى به كتابه.

طباعة شارك حكم قراءة البسملة عند افتتاح التلاوة وفي أوائل السور البسملةَ القرآن الكريم

مقالات مشابهة

  • حكم التوبة من معصية فعلتها وأنا صغير.. دار الإفتاء ترد
  • هل يقبل الله التوبة بعد المعصية؟.. 4 شروط اغتنمها في الأشهر الحرم
  • شيء من الجنة موجود على الأرض وسيعود إليها مرة أخرى
  • خصائص الأشهر الحرم .. الأزهر للفتوى يوضحها
  • من هم «أولو الأمر»؟ .. دار الإفتاء تُوضّح مدلول الآية الكريمة من سورة النساء
  • حكم من يصلي في الركعة الأولى بسورة الناس.. أمين الفتوى يوضح
  • ما حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة؟.. الإفتاء تجيب
  • حزب الله بعد حرب 2024.. تحوّلات القيادة وتحديات الدور الإقليمي وسؤال المصير
  • هل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر تقضي الحوائج؟.. فيها 5 عجائب
  • شاهد بالفيديو.. على طريقة أفلام الأكشن وبعد أن زار المكان مرة أخرى.. لواء بالجيش السوداني يكشف تفاصيل هروبه الأسطوري من معتقلات الدعم السريع (حفرت نفق طويل في باطن الأرض وخرجت من الناحية الأخرى)