هل يجوز أداء صلاة تحية المسجد أثناء بث أو قراءة القرآن الكريم؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
الاستقامة من صفات المتقين ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2]، ويقول تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
وقد حكى ابن المنذر الإجماعَ على عدم وجوب الاستماع والإنصات في غير الصلاة والخطبة؛ لأن إيجابهما على كل من يسمع أحدًا يقرأُ فيه حرجٌ عظيمٌ؛ لأنه يقتضي أن يَتْرُكَ المشتغلُ بالعلم عِلْمَهُ والمشتغلُ بالحكمِ حكمه والمتبايعان مساومتهما وتعاقدهما وكل ذي عمل عمله، ولكن مَن يكون في مجلسٍ يُقْرَأُ فيه القرآن ولا يوجد شاغل من عمله يشغله عنه لا يباح له أن يعرض عن الاستماع والإنصات.
قال الأستاذ الإمام : أبهم الله هؤلاء الذين من قبلنا ، والمعروف أن الصوم مشروع في جميع الملل حتى الوثنية ، فهو معروف عن قدماء المصريين في أيام وثنيتهم ، وانتقل منهم إلى اليونان فكانوا يفرضونه لا سيما على النساء ، وكذلك الرومانيون كانوا يعنون بالصيام ، ولا يزال وثنيو الهند وغيرهم يصومون إلى الآن ، وليس في أسفار التوراة التي بين أيدينا ما يدل على فرضية الصيام ، وإنما فيها مدحه ومدح الصائمين ، وثبت أن موسى عليه السلام صام أربعين يوما ، وهو يدل على أن الصوم كان معروفا مشروعا ومعدودا من العبادات ، واليهود في هذه الأزمنة يصومون أسبوعا تذكارا لخراب أورشليم وأخذها ، ويصومون يوما من شهر آب . أقول : وينقل أن التوراة فرضت عليهم صوم اليوم العاشر من الشهر السابع وأنهم يصومونه بليلته ولعلهم كانوا يسمونه عاشوراء ، ولهم أيام أخر يصومونها نهارا .
وأما النصارى فليس في أناجيلهم المعروفة نص في فريضة الصوم ، وإنما فيها ذكره ومدحه واعتباره عبادة كالنهي عن الرياء وإظهار الكآبة فيه ، بل تأمر الصائم بدهن الرأس وغسل الوجه حتى لا تظهر عليه أمارة الصيام فيكون مرائيا كالفريسيين ، وأشهر صومهم وأقدمه الصوم الكبير الذي قبل عيد الفصح ، وهو الذي صامه موسى وكان يصومه عيسى عليهما السلام والحواريون رضي الله عنهم ، ثم وضع رؤساء الكنيسة ضروبا أخرى من الصيام وفيها خلاف بين المذاهب والطوائف ، ومنها صوم عن اللحم وصوم عن السمك وصوم عن البيض واللبن ، وكان الصوم المشروع عند الأولين منهم - كصوم اليهود - يأكلون في اليوم والليلة مرة واحدة ، فغيروه وصاروا يصومون من نصف الليل إلى نصف النهار ، ولا نطيل في تفصيل صيامهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاستقامة صفات المتقين صلاة تحية
إقرأ أيضاً:
قصة أصحاب الكهف كما وردت في القرآن الكريم.. تفاصيل الرحلة والإيمان والثبات
قصة أصحاب الكهف كما وردت في القرآن الكريم.. تفاصيل الرحلة والإيمان والثبات
تظل قصة أصحاب الكهف من أبرز القصص القرآنية التي تناولت معاني الإيمان والثبات واللجوء إلى الله، وقد ورد ذكرها بتفاصيل دقيقة في سورة الكهف، لتكون عبرة للأجيال ودليلًا على قدرة الله ورحمته بمن آمنوا به. وتعرض السطور التالية عرضًا شاملًا للقصة كما جاءت في المصادر الإسلامية، مع إبراز أهم الدروس والعبر المستفادة منها.
من هم أصحاب الكهف؟ذكر الله أصحاب الكهف في قوله:
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)، مبينًا أن القصة نفسها آية من آيات قدرته.
تشير الروايات إلى أنهم مجموعة من الشبان نشؤوا في بيئة تعبد الأصنام، بينما امتلأت قلوبهم بالإيمان بالله، فرفضوا السجود لغيره رغم بطش الملك "دِقْيَانوس" الذي أجبر الناس على عبادة الأوثان.
وتوضح الآية:
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)،
أن الإيمان كان العامل الأساسي في قوتهم وصمودهم، وأن الله زادهم هداية وثباتًا.
تذكر المصادر أن الفتية خرجوا من مدينتهم في يوم عيد لأهلها، وشاهدوا طقوس السجود للأصنام، فأنكروا ذلك في نفوسهم، واتفقوا على الهروب بدينهم. ولجؤوا إلى كهف يقع في جبل أو وادٍ يطلق عليه اسم "الرقيم".
وورد في القرآن:
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)،
وفي ذلك بيان لسبب لجوئهم، إذ لم يستطيعوا إعلان توحيدهم بين قومهم، فخافوا على دينهم وعلى أنفسهم من بطش الملك الجبّار.
توجه الفتية إلى الله بالدعاء قائلين:
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).
طلبوا الرحمة والستر، وأن يجعل الله عاقبتهم إلى خير. الدعاء هنا يعكس يقينهم وثقتهم المطلقة بالله، وأنه وحده القادر على حمايتهم من ظلم قومهم.
حماية الله لهم في الكهفيذكر القرآن أن الله ضرب على آذانهم بالنوم:
(فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)،
فناموا نومًا عميقًا لا يسمعون فيه شيئًا، واستمر نومهم أكثر من ثلاثة قرون، كما ورد في قوله تعالى:
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا).
وتظهر في القصة آيات أخرى من قدرة الله لحفظ أجسادهم، منها:
ميل الشمس عن كهفهم فلا تؤذيهم بحرارتها.تقليب أجسادهم يمينًا وشمالًا لئلا تتآكل الأرض من تحتهم.ظهورهم كأنهم مستيقظون رغم أنهم نيام.هذه التفاصيل جاءت في الآيات:
(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ)
و
(وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ).
بعد نوم طويل، بعثهم الله من جديد دون أن يشعروا بالسنوات التي مرت. وعندما استيقظوا ظنوا أنهم ناموا يومًا واحدًا أو بعض يوم. شعروا بالجوع، فأرسلوا واحدًا منهم إلى المدينة لشراء الطعام.
كان معهم نقود قديمة، وعندما استخدمها صاحبهم في السوق أثارت دهشة الناس، فأدركوا أن أمرًا خارقًا قد حدث. وانتشر خبرهم بين أهل المدينة الذين كانوا قد أصبحوا مؤمنين بالله.
تعامل الناس مع أصحاب الكهفبعد أن عرف أهل المدينة قصتهم، عظموا شأنهم واعتبروهم آية من آيات الله، ففكر بعضهم في بناء مسجد على باب كهفهم، كما ورد في قوله تعالى:
(لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا).
وقد بيّنت المصادر الإسلامية أن بناء المساجد على القبور ليس من تعاليم الإسلام، لكنه حدث في الأمم السابقة.
صفات أصحاب الكهف كما ذكرها القرآنتضمنت القصة عددًا من صفات الفتية، منها:
الإيمان الراسخ بالله.الشجاعة في رفض الشرك.اليقين والثقة بالله.الهروب من الفتنة.التضحية بكل شيء لأجل العقيدة.الصحبة الصالحة التي تعين على الثبات.جاء ذلك في قوله تعالى:
(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
تحمل القصة الكثير من المعاني الإيمانية التي تهم المسلم في حياته اليومية، ومن أهمها:
الثبات على الحق وقت الفتن.اختيار الرفقة الصالحة التي تزيد الإيمان.تقديم العقيدة على شهوات الدنيا.اللجوء إلى الدعاء عند الشدائد.الأخذ بالأسباب قبل التوكل على الله.الابتعاد عن مواطن الفتنة قدر الإمكان.الصبر على البلاء.اليقين بأن حفظ الله أقوى من أي قوة أرضية.الاعتماد على الله في مواجهة الظلم.التحري في طلب الرزق الطيب.أهمية الكتمان في أوقات الخوف.القصة تبرز أن الله يحفظ عباده المؤمنين، وأن الفتية رغم قلتهم وضعفهم، جعلهم الله مثالًا للثبات، وخلد قصتهم لتكون عبرة للأمم.
معنى القصة في واقع المسلم اليومتؤكد القصة أن الالتزام بالدين يحتاج إلى صبر وشجاعة، وأن طريق الإيمان ليس سهلًا، خاصة عندما يجد الإنسان نفسه غريبًا في مجتمعه بسبب تمسكه بالقيم. لكنها تشير أيضًا إلى أن رحمة الله تحيط بمن يلجأ إليه.
وتبرز القصة قيمة الهوية الإيمانية، وأهمية الثقة بالله في مواجهة الظروف الصعبة، وأن الانتصار الحقيقي يبدأ من طهارة القلب وصدق التوجه إلى الله.