الاستقامة من صفات المتقين ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2]، ويقول تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].

والاستماع للقرآن إذا قُرِئَ أبلغُ من سماعه؛ لأنه إنما يكون بقصد ونية وتوجيهِ الحاسة إلى الكلام؛ لفهمه، وإدراك مقاصده ومعانيه، أما السمعُ فهو ما يحصُلُ ولو بدون قصد، والإنصاتُ السكوتُ لأجل الاستماع؛ حتى لا يشغَلُهُ الكلامُ عن الإحاطة بكل ما يُقْرَأ.

وقد حكى ابن المنذر الإجماعَ على عدم وجوب الاستماع والإنصات في غير الصلاة والخطبة؛ لأن إيجابهما على كل من يسمع أحدًا يقرأُ فيه حرجٌ عظيمٌ؛ لأنه يقتضي أن يَتْرُكَ المشتغلُ بالعلم عِلْمَهُ والمشتغلُ بالحكمِ حكمه والمتبايعان مساومتهما وتعاقدهما وكل ذي عمل عمله، ولكن مَن يكون في مجلسٍ يُقْرَأُ فيه القرآن ولا يوجد شاغل من عمله يشغله عنه لا يباح له أن يعرض عن الاستماع والإنصات.

 

قال الأستاذ الإمام : أبهم الله هؤلاء الذين من قبلنا ، والمعروف أن الصوم مشروع في جميع الملل حتى الوثنية ، فهو معروف عن قدماء المصريين في أيام وثنيتهم ، وانتقل منهم إلى اليونان فكانوا يفرضونه لا سيما على النساء ، وكذلك الرومانيون كانوا يعنون بالصيام ، ولا يزال وثنيو الهند وغيرهم يصومون إلى الآن ، وليس في أسفار التوراة التي بين أيدينا ما يدل على فرضية الصيام ، وإنما فيها مدحه ومدح الصائمين ، وثبت أن موسى عليه السلام صام أربعين يوما ، وهو يدل على أن الصوم كان معروفا مشروعا ومعدودا من العبادات ، واليهود في هذه الأزمنة يصومون أسبوعا تذكارا لخراب أورشليم وأخذها ، ويصومون يوما من شهر آب . أقول : وينقل أن التوراة فرضت عليهم صوم اليوم العاشر من الشهر السابع وأنهم يصومونه بليلته ولعلهم كانوا يسمونه عاشوراء ، ولهم أيام أخر يصومونها نهارا .

وأما النصارى فليس في أناجيلهم المعروفة نص في فريضة الصوم ، وإنما فيها ذكره ومدحه واعتباره عبادة كالنهي عن الرياء وإظهار الكآبة فيه ، بل تأمر الصائم بدهن الرأس وغسل الوجه حتى لا تظهر عليه أمارة الصيام فيكون مرائيا كالفريسيين ، وأشهر صومهم وأقدمه الصوم الكبير الذي قبل عيد الفصح ، وهو الذي صامه موسى وكان يصومه عيسى عليهما السلام والحواريون رضي الله عنهم ، ثم وضع رؤساء الكنيسة ضروبا أخرى من الصيام وفيها خلاف بين المذاهب والطوائف ، ومنها صوم عن اللحم وصوم عن السمك وصوم عن البيض واللبن ، وكان الصوم المشروع عند الأولين منهم - كصوم اليهود - يأكلون في اليوم والليلة مرة واحدة ، فغيروه وصاروا يصومون من نصف الليل إلى نصف النهار ، ولا نطيل في تفصيل صيامهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاستقامة صفات المتقين صلاة تحية

إقرأ أيضاً:

بيان شديد من مجمع القرآن الكريم: الدفاع عن الدين وسام شرف وليس جريمة

???? مجمع القرآن الكريم يرد على كريم خان: الدفاع عن الدين والأخلاق ليس جريمة ????

ليبيا – أصدر مجمع القرآن الكريم بيانًا شديد اللهجة، ردًّا على تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، التي وصف فيها قرار حكومة الوحدة بحل جهاز الردع بأنه “شجاع وتاريخي”، مستندًا إلى مزاعم بملاحقة الجهاز لمن “يُعلنون تغيير دينهم أو ميولاتهم الجنسية”.

???? رفض للوصاية الثقافية الغربية ????
المجمع أعرب عن بالغ استغرابه لما اعتبره تبنّي خان لأجندة منظمات دولية “مشبوهة”، تسعى – حسب وصفه – لتفكيك البنية العقدية والأخلاقية للمجتمعات الإسلامية، مؤكدًا أن ما يُعدّ “حقوقًا شخصية” في بعض الثقافات الغربية، هو في حقيقته “عدوان عام يمس جوهر العقيدة وسلامة المجتمع الليبي”.

???? دفاع عن جهاز الردع ودوره القيمي ????️
البيان أكد أن الشريعة الإسلامية، المُعتمدة في ليبيا دستورياً، تفرض على الدولة صيانة الدين والحياء العام، واعتبر ممارسات جهاز الردع في التصدي للردة والشذوذ الجنسي “اختصاصًا مشروعًا لحماية المصلحة العامة”، داعيًا إلى الاحتكام للقانون الليبي لا إلى تقارير أجنبية “مدفوعة بأجندات خارجية”.

???? القوانين الليبية لا تتساهل مع الشذوذ ⚖️
شدّد البيان على أن قانون العقوبات الليبي يجرّم الأفعال المنافية للحياء ونشر الفاحشة، وأن القضاء الليبي رفض محاولات التغريب والتفلت الأخلاقي، وأثبت مسؤوليته في صون القيم الإسلامية الأصيلة.

???? اتهام مباشر باستهداف مواقف دينية ????
المجمع رأى أن الإشادة الدولية بحل الأجهزة “المنضبطة أخلاقيًا”، مع تجاهل التشكيلات المسلحة الأخرى، يؤكد أن المستهدف هو الموقف القيمي الذي يُعيق تمرير “الأجندة الثقافية الغربية”، وليس ممارسات تلك الأجهزة بذاتها.

???? دعوة للمؤسسات الليبية لرفض محاولات التغريب ????
وفي ختام بيانه، دعا مجمع القرآن الكريم كل الهيئات العلمية والشرعية والاجتماعية إلى “رفع الصوت عاليًا” في وجه محاولات مصادرة هوية البلاد العقدية والأخلاقية، مؤكدًا أن الشعب الليبي لا يقبل استبدال مرجعيته الدينية بمواثيق و”مدونات كريم خان”.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي: أعظم ما يقرب العبد من ربه أداء الفرائض
  • الاحتلال يمنع أداء صلاة فجر الجمعة في المسجد الإبراهيمي
  • من هدي القرآن الكريم: المؤمنون سباقون إلى العمل الصالح بكل ما يمكنهم تقديمه
  • بيان شديد من مجمع القرآن الكريم: الدفاع عن الدين وسام شرف وليس جريمة
  • أحمد الطلحي: الصلاة فى هذا المكان تنجي من النار وتبرئ من النفاق
  • الشيخ أحمد الطلحي: الصلاة فى هذا المكان تنجي من النار وتبرأ من النفاق
  • وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
  • الإفتاء ورابطة العلماء تدعوان إلى أداء صلاة الاستسقاء غداً الجمعة
  • من هم «أولو الأمر»؟ .. دار الإفتاء تُوضّح مدلول الآية الكريمة من سورة النساء
  • هل يجوز ارتداء الذهب أثناء الحج؟.. أمين الإفتاء يُجيب