ما حك جلدك مثل ظفرك… نصرة غزة لن تأتي من محكمة العدل
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
ما حك جلدك مثل ظفرك… نصرة #غزة لن تأتي من #محكمة_العدل
كتب م. #علي_أبو_صعيليك
لم اتفاجىء كثيرا بما صدر عن محكمة العدل الدولية بخصوص الشكوى التي قدمتها دولة جنوب أفريقيا بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فقد أعطى القرار جيش الاحتلال غطاء قانونيا لمدة شهر لمزيد من القتل تحت مسميات أخرى ليست من بينها مصطلح الإبادة الجماعية وكذلك أمرت المقاومة الفلسطينية بأن تطلق سراح الأسرى رغم أنهم جنود وهم أسرى حرب، أي عالم هذا الذي نعيش فيه!
لست أكتب من زوايا قانونية لأنه القانون له حيثيات وتفاصيل ومفردات لها مختصين بها ولكن حسب العديد من خبراء القانون ممن تحدثوا في الفترة الأخيرة أن المحكمة تمتلك أن تصدر قرار وقف إطلاق النار، حتى أن وزيرة خارجية جنوب أفريقيا تحدثت بوضوح عن أن القرارات التي صدرت لا يمكن تنفيذها دون قرار وقف إطلاق النار, هكذا هي العدالة الدولية عندما تهيمن الولايات المتحدة الأمريكية واللوبي الصهيوني على كل المنظمات الدولي.
كانت هذه المحكمة هي آخر فرصة تعلقت بها الجماهير في معظم أنحاء الكون لكي يستيقظ الضمير والشرف الإنساني السياسي والقانوني في وجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال المدعومة عسكرياً وسياسياً من أمريكا ومعظم الدول الغربية، ولكنها خيبت الآمال كثيراً جداً, فإذا كان ما يحدث في قطاع غزة من مجازر جماعية بحق الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين ليس إبادة جماعية فما هي الإبادة الجماعية؟
سقطت بلا عودة كل أغطية الإنسانية الوهمية عن وجه المنظمات الدولية التي شكلتها أمريكا والدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ولا زالت تهيمن عليها بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، ولم يعد هناك أبواب أخرى من نواحٍ قانونية أو سياسية يمكن انتظارها لوقف هذه الجرائم المروعة المستمرة, إذن ما الحل؟ كيف يعتقد البعض من العرب بأن الإنصاف سيأتي من الأعداء أنفسهم!
طالما استمر العالم العربي والإسلامي في غفوته سيستمر الإجرام الصهيوني في استباحة دماء وثروات المنطقة العربية والإسلامية وليس فلسطين فحسب، ومن ينتظر أن تأتي العدالة من الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً فإنه كمن يطلب الدبس من… كما جاء في المثل العربي، وما يستحق الذكر والشكر في قصة محكمة العدل الدولية هي جنوب أفريقيا التي انتصرت للحق على الباطل مع أنها تعلم جيداً بأن هناك فاتورة قد تدفعها بسبب موقفها التاريخي المشرف.
بعيداً عن ترحيب جنوب أفريقيا وغيرها من الدول بالقرار خصوصاً أن المحكمة لم ترد القضية، إلا أنه يمكن قراءة القرار من زاوية أنه أعطى الاحتلال الذريعة القانونية لمدة شهر على الأقل من أجل أن تقدم بينات تنفي من خلالها تهمة الإبادة ولا يوجد فيه ما يتحدث عن وقف إطلاق النار، ولذلك ستسمر قوات الاحتلال في جرائمها وستستمر الولايات المتحدة في تقديم كل وسائل الدعم كما فعلت منذ البداية وقد يتغير سيناريو الأحداث في الفترة القادمة في تسريع خطوة التهجير عن طريق الضغط على المدنيين من أجل الخروج من القطاع نحو مصر حيث تزداد يومياً شدة المعاناة من الجوع وانهيار القطاع الطبي وهذا كله يحدث والعالم ينقسم ما بين داعمين للإبادة وجزء آخر متفرجين!
وسط كل هذا الإجرام، أين الشعوب؟ وهل هي مغلوب على أمرها فعلا؟ في صيف عام 1982 اجتاحت قوات الاحتلال الصهيوني العاصمة اللبنانية بيروت ودمرت أغلب مظاهر الحياة في المدينة وقتلت عشرات الألوف وارتكبت العديد من المجازر وخلفت مآسي خارج إطار الوصف، وتزامنت تلك الجريمة مع إقامة نهائيات كأس العالم في إسبانيا والتي شارك فيها منتخبا الجزائر والكويت وقد كتب السياسي اللبناني “جورج حاوي” في حينها أن انفعالات الجماهير بتطورات نتائج المنتخبات العربية في وقت كانت فيه قنبلة صهيونية تقتل عشرات الأبرياء في ملجأ في برج البراجنة، والتاريخ يتكرر وتتفاعل الآلاف من الجماهير العربية مع مشاركة المنتخبات العربية في بطولة آسيا في قطر ويأخذ تعادل كوريا الجنوبية مع ماليزيا وكذلك خسارة الأردن مع البحرين الحيز الأكبر في المناقشات على القنوات الفضائية ووسائل التواصل في وقت تستمر ماكينة القتل الصهيونية بارتكاب المجازر يومياً.
هل سيكتب التاريخ أن مظاهرات اليهود وقطعان المستوطنين ضد حكومة نتنياهو قد تسقط حكومة اليمين المتطرف بسبب أزمة الأسرى، وقد يغير ذلك خارطة الأحداث في المنطقة ويؤدي إلى وقف إطلاق النار، في وقت كانت فيه شريحة كبيرة من الجماهير العربية ترقص على هدف في مرمى منتخب عربي أو آسيوي وتقضي ساعات عديد في مناكفات على وسائل التواصل!؟
كاتب أردني
[email protected]
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غزة محكمة العدل الإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار قوات الاحتلال جنوب أفریقیا محکمة العدل
إقرأ أيضاً:
جنوب أفريقيا تشيد بالجهود المصرية في تعزيز التنمية بالقارة ودفع التعاون
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لقاءً ثنائيًا مع السيدة ماروبيني ليديا راموكغوبا، وزيرة التخطيط والتقييم والمتابعة بجمهورية جنوب أفريقيا، وذلك تعزيزًا لعلاقات التعاون المشترك بين البلدين، وتنسيق الرؤى في قضايا التنمية الإقليمية والدولية.
وذلك في إطار مشاركة جمهورية مصر العربية في اجتماعات وزراء التنمية لمجموعة العشرين (G20) التي تستضيفها وترأسها جمهورية جنوب أفريقيا خلال شهر يوليو الجاري.
وفي مستهل اللقاء، أعربت الدكتورة رانيا المشاط عن خالص تقديرها لجنوب أفريقيا حكومة وشعبًا على دعوة مصر للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين، مؤكدة أن مصر تُشارك في اجتماعات مجموعة العشرين على مدار السنوات الخمس الماضية، انطلاقًا من دورها الفعّال في المحافل الدولية لدفع جهود التنمية العالمية، مشيرة إلى الدور المشترك الذي تضطلع به مصر وجنوب أفريقيا كـ "حجري زاوية" في القارة الأفريقية، في صياغة وتوجيه أجندة التنمية المستدامة إقليميًا ودوليًا.
كما أشادت بجهود دولة جنوب أفريقيا في تمثيل دول القارة وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها الدول الأفريقية، واحتياجاتها لتحقيق التنمية خلال رئاستها لمجموعة العشرين لأول مرة.
تضافر جهود الدول الأفريقيةوأشارت إلى أن تضافر جهود الدول الأفريقية يعدّ السبيل الأمثل لتحقيق تقدم ملموس على صعيد أهداف أجندة أفريقيا 2063 والأجندة الأممية للتنمية المستدامة 2030، مشددةً على أهمية مواصلة العمل المشترك لتنفيذ أولويات الأجندة الأفريقية، لا سيما في ما يتعلق بالبنية التحتية، والتكامل الإقليمي، والتحول الرقمي، والحوكمة.
وفي هذا السياق، أكدت «المشاط»، على أهمية اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية كأداة استراتيجية لتعزيز النمو الاقتصادي والتكامل بين دول القارة، داعية إلى التعاون الوثيق بين مصر وجنوب أفريقيا في دعم مسارات تنفيذ الاتفاقية وتذليل العقبات أمام التجارة البينية، بما ينعكس إيجابًا على النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وتناول اللقاء بين الوزيرتين، سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال التخطيط التنموي، وتبادل الخبرات الفنية بين البلدين، وفي هذا الصدد استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، دور الوزارة في إدارة وحوكمة الاستثمارات العامة، وتطوير عملية التخطيط التنموي استنادًا إلى قانون التخطيط الجديد، فضلًا عن تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، كما أشارت إلى النجاح الذي حققه برنامج «نُوفّي»، كنموذج للمنصات الوطنية لحشد الاستثمارات المناخية، وكذلك المنصة الوطنية لجنوب أفريقيا، وقد تم ذكر المنصتان في البيان الختامي للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية، مؤكدة على أهمية التنسيق مع الجانب الجنوب أفريقي للاستفادة المتبادلة من الخبرات.
كما ناقش الجانبان سبل التنسيق وتعزيز التعاون داخل المحافل الدولية متعددة الأطراف، بما يدعم مصالح القارة الأفريقية ويدفع نحو نظام تمويلي عالمي أكثر عدالة وشمولًا، ويعزز تمثيل الدول النامية في عملية اتخاذ القرار، وتطرقا إلى مشروع القاهرة كيب تاون الذي يُعد ممرًا حيويًا يدفع جهود التكامل بين دول القارة ويربط بين شمالها وجنوبها، ويفسح المجال للمزيد من المشروعات التنموية بمشاركة القطاع الخاص في القارة، كما يسهل حركة النقل البري والبضائع.
وأكدت "المشاط"، على تطلع مصر إلى استمرار التنسيق مع جنوب أفريقيا خلال رئاستها لمجموعة العشرين، لا سيما فيما يتعلق بمحاور التحول الأخضر، وتمويل التنمية، وتمكين الشباب والمرأة، مشيرة إلى أن تضافر جهود الدول الأفريقية الرائدة يعدّ السبيل الأمثل لتحقيق تقدم ملموس على صعيد أهداف أجندة أفريقيا 2063 والأجندة الأممية للتنمية المستدامة 2030.
وأشارت أيضًا إلى أهمية الإعلان الوزاري والبيان الختامي الصادر عن اجتماعات مجموعة العشرين بجنوب أفريقيا خلال يوليو الجاري، والتي ركزت على ضرورة توسيع نطاق التغطية بأنظمة الحماية الاجتماعية على مستوى العالم، ومكافحة التدفقات المالية غير المشروعة، والتأكيد على أهمية حشد الموارد المحلية كآلية رئيسية لسد فجوات التنمية إلى جانب الشراكات الدولية والتعاون متعدد الأطراف، موضحة أهمية تفعيل التوصيات المتعلقة بإعادة هيكلة الديون للدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومن جانبها، أشادت وزيرة التخطيط بجنوب أفريقيا، بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية في دعم التنمية بالقارة والتحدث بصوت الدول الأفريقية في المحافل الدولية، مشيدة بما قدمته مصر من خلال رئاستها للوكالة الأفريقية للتنمية (نيباد)، من أجل تعزيز التعاون بين دول القارة ودفع التعاون جنوب جنوب، وحشد التمويلات لمشروعات التنمية في القارة. وكانت قمة الاتحاد الأفريقي أقرّت مدّ رئاسة مصر لوكالة (نيباد) حتى فبراير 2026.