في غزة لم يسلم أحد أبدا من بطش الآلة الإسرائيلية حتى كبار السن، والمصابين، إذ كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تفاصيل اعتقال قوات الاحتلال، لمسنة ثمانينية من قطاع غزة مصابة بألزهايمر، وتعريضها لمعاملة قاسية في السجن، وتصنيفها تحت بند "مقاتلة غير شرعية".

في ديسمبر/ كانون الأول الماضي اعتقلت قوات العدو الصهيوني "فهمية الخالدي" 82 عامًا، من مركز إيواء بإحدى مدارس حي الزيتون، بعد تدمير منطقتها بالكامل، بصحبة مرافقتها لسوء حالتها الصحية.

وكشفت الصحيفة ذات التوجه اليساري عن أن عائلتها حين علمت بخبر اعتقالها، لم يتمكنوا من الحصول على معلومات عنها، في ظل رفض الاحتلال تزويد عائلات المعتقلين بأي تفاصيل، أو السماح للمحامين بلقائهم.

وبعد محاولات من الأسرة تمكنوا من معرفة مكانها، وقدموا التماسا من أجل النظر في حالتها، مرفقين تقارير طبية، تثبت أنها تعاني من ألزهايمر، وصعوبات في المشي، حتى وافقت سلطة الاحتلال على إطلاق سراحها من سجن الدامون، مع خمس نساء أخريات.

هنا غزة..
فهمية الخالدي..ختيارة فلسطينية، عمرها 82 عاما، وتعاني من الزهايمر..
اعتقلها جيش الاحتلال لأكثر من شهرين بذريعة أنها "مقاتلة غير قانونية"، وأطلق سراحها قبل أقل من أسبوعين.. pic.twitter.com/TXqQEPMAsK

— Bashar Hamdan ???????? (@Bashar_Hamdan) February 1, 2024

اقرأ أيضاً

إسرائيل تفرج عن 114 معتقلا عبر معبر كرم أبو سالم

وعن إحدى المعتقلات المفرج عنهن في غزة، فإن "الخالدي كانت تذهب في بعض الأحيان إلى عيادة السجن مكبلة اليدين، وهي تعاني من صعوبة شديدة في المشي، ولم تكن الوحيدة المسنة والمريضة في سجون الاحتلال".

وقالت شاهدة أخرى مفرج عنها إن "جنود الاحتلال أطلقوا النار فوق رؤوسهن، وصرخوا عليهن من أجل توجيههن إلى معبر كرم أبو سالم بصورة وحشية".

ويُشار إلى أن "مقاتل غير شرعي" صفة أقرها الكنيست عام 2002، وفق قانون يعتبر أي شخص شارك في هجوم على الاحتلال، مقاتلاً غير شرعي، ولا يحق له الحصول على وضع أسير حرب؛ وفقا لاتفاقية جنيف.

 ويسمح القانون بمنعهم من مقابلة محامين سوى بعد 30 يوما على اعتقالهم، ويجوز لمسؤول السجن تمديد منع المحامين لمدة تزيد على الـ75 يوما، كما جرى مع الخالدي.

ومن بين المصنفين من معتقلي غزة تحت هذا البند، أطفال ذكور بين 16 و17 عاما، وطفلة واحدة، و42 فتاة، ولا تشمل هذه الأرقام المعتقلين في مراكز جيش الاحتلال المستحدثة.

اقرأ أيضاً

هآرتس تعترف: الجيش يتعمد حرق المنازل في غزة بأوامر من القادة



 

 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جيش الاحتلال هآرتس مقاتلة غير شرعية

إقرأ أيضاً:

خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء

لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك، إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً. اعلان

لم تكن إيران تملك ترف انتقاء شكل الردّ أو حجمه بعد الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة، والتي استهدفت مواقع شديدة الحساسية في عمق أراضيها، من منشآت نووية إلى مقار عسكرية واغتيالات طالت كوادر علمية وأمنية من الصف الأول. فالهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل تحدٍ مباشر لهيبة النظام الإيراني في لحظة إقليمية ودولية فارقة، وضعت طهران أمام مفترق وجودي: إما أن ترد، وإما أن تخسر موقعها كقوة إقليمية صاعدة.

الردّ خيار استراتيجي لا رفاهية سياسية

الرد لم يكن خياراً سيادياً فقط، بل ضرورة استراتيجية. نظريا، لا يمكن لأي نظام أن يصمت أمام استهداف مباشر بهذا الحجم دون أن يدفع ثمناً سياسياً باهظاً. الشارع الإيراني، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة العقوبات، والتدهور الاقتصادي، وفقدان الثقة بمخرجات السياسات الخارجية، كان سينفجر لو لم تأتِ طهران برد يوازي حجم الضربة. فالمعادلة هذه المرة لم تكن مع إسرائيل وحدها، بل مع الرأي العام الداخلي أيضاً، وهو ما دفع النظام إلى التعامل مع التصعيد على أنه معركة بقاء، لا مجرد أزمة عابرة.

نظام دفاع جوي روسي الصنع من طراز إس-300 محمول على شاحنة خلال عرض عسكري لإحياء ذكرى يوم الجيش الوطني الإيراني، إيران، الجمعة 18 أبريل 2025. AP Photoتثبيت الموقع لا مجرد إنتقام

في المقابل، يعلم صانع القرار الإيراني أن أيّ تهاون في الرد سيُفسَّر على أنه تراجع استراتيجي، وسيقوّض عقوداً من استثمار النفوذ في ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولعل الأهم، أن الصمت كان سيُعطي انطباعاً بأن تل أبيب نجحت في تحجيم طهران دون أن تدفع الثمن، ما كان ليشكّل للنظام سابقة خطيرة في ميزان الردع الإقليمي.

Relatedالملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعاليةكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟غياب الدور العربي: فراغ تملؤه طهران

الرد الإيراني، وإن بدا منضبطاً ضمن حسابات عدم الانزلاق إلى حرب شاملة، إلا أنه حمل رسالة مزدوجة: نحن حاضرون للمواجهة إذا فُرضت، ولسنا بصدد استيعاب الإهانة. لقد اختارت طهران أن تردّ عبر عشرات الصواريخ والمسيّرات على العمق الإسرائيلي، ليس فقط لإثبات قدرتها، بل لتقول لكل من يراهن على إضعافها في لحظة ارتباك، إنها لا تزال لاعباً حاضراً في معادلة الردع.

لكن المشهد أعقد من مجرد تبادل ضربات. فإيران تخوض، بحسب مقاربتها، صراعاً من أجل تثبيت شرعيتها الداخلية والإقليمية، في ظل تراجع واضح للدور العربي الرسمي، وانكفاء كثير من العواصم عن مواجهة إسرائيل أو حتى مجاراتها دبلوماسياً. وهذا ما يجعل طهران ترى في هذه المعركة فرصة لإعادة تصدير نفسها كقوة طليعية في مواجهة تل أبيب، خاصة بعد ما جرى في غزة، وما أثاره من رد فعل شعبي في العالم العربي لأي طرف يرفع راية المواجهة مع إسرائيل.

هكذا، فإن إيران اليوم لا تحارب فقط من أجل رد الاعتبار بعد الهجمات، بل من أجل استمرار مشروعها. هي تدافع عن منظومة سياسية وأمنية واقتصادية تعاني داخلياً وتخسر تدريجياً عمقها الشعبي. وتقاتل لتحمي موقعها من الانهيار تحت ضغط العزلة الدولية، وتقاتل ليثبت بأنها ما زالت قادرة على فرض المعادلات، لا مجرد التفاعل معها.

معركة بقاء لا مواجهة عابرة

ختاماً، لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك. إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً، يخوضها النظام في طهران تحت عنوان: لا عودة إلى الوراء، ولا خيار سوى المواجهة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • فيديو: الجيش الإسرائيلي يتصدى لصواريخ إيرانية
  • عدو تركيا اللدود يدخل السجن بعد إدانته بالفساد
  • بمواكبة الجيش... حملة لفرق الصيانة التابعة لشركة كهرباء زحلة لإزالة كافة المخالفات
  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • الجيش الإسرائيلي يعيد قواته لموقع أخلاه عام 2005 في جنين
  • السجن المشدد 25 عاماً لموظف خدمة العملاء بريد الأقصر المختلس
  • السجن المشدد 25 عاماً لموظف بريد الأقصر المختلس
  • قصة رجل يأتي للحج من الأندلس إلى مكة على ظهر الخيل .. فيديو
  • الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لاستهداف منصات صواريخ في طهران
  • بعد تصريحات التدخل في الجيش.. بنكيران يصف مغاربة بـ”الشكامة” ويقول أنه مستعد لدخول السجن