سيدنا إبراهيم خليل الله وأبو الأنبياء، كما أنه من أولى العزم من الرسل وهم «نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد»،  وذكر الله تعالى قصته في أكثر من سورة بالقرآن الكريم، ونال شرف وصفه من قبل المولى عز وجل بأنه كان أمة قانتا لله،  كما أنه كان حنيفا مسلما، له فضلٌ كبيرٌ في نشرِ رسالةِ التوحيدِ وعبادةِ اللهِ تعالى، وكان من أوائلِ من اتّبعَ عبادةُ اللهِ تعالى وحدهُ دونَ شريكٍ، وصبرَ على الكثيرِ من الابتلاءاتِ، منها أمر اللهِ تعالى بذبحِ ابنهِ إسماعيل، وواجهَ قومَهُ الوثنيينَ الذين حاولوا حرقه في النار لكن الله نجاه.

أول أبناء سيدنا إبراهيم

بنى نبى الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل الكعبةِ المشرفةِ، ونشر رسالةِ التوحيدِ في بلادِ الشامِ والعراقِ ومصرَ، وأسس أسرةٍ عظيمةٍ من الأنبياءِ والرسلِ، وكان سيدنا إبراهيم نموذجا رائعا للّإيمانِ والصبرِ والشجاعةِ، ونحرصُ على الاقتداءِ بهِ في جميعِ جوانبِ حياتِنا.         

أبناء سيدنا إبراهيم حكايات من نسل النبوة

تعددت الروايات التاريخية الخاصة بزوجات وأبناء إبراهيم عليه السلام لكن الثابت في القرآن والسنة النبوية المشرفة أنه تزوج من سيدتين: سارة وهاجر، وله من الأبناء: إسماعيل: ابن هاجر، وأول من بنى الكعبة المشرفة مع أبيه، ويُعتبر أبو العرب، وله ذريةٌ عظيمةٌ.

إسحاق: ابن سارة، نبيٌّ عظيمٌ وله ذريةٌ من الأنبياء، مثل يعقوب ويوسف.

وهناك روايات تاريخية منها ما هو منسوب للطبري بأنه تزوج سيدتين أخريين وأنجب منهما 11 ابنا ليصل اجمالي أبناءه إلى 13 وفقا لهذه الرواية كالتالي:

ستة أبناء من قنطورا: تزوجها إبراهيم بعد وفاة سارة، وله منها ستة أبناء.

خمسة أبناء من حجُون: تزوجها إبراهيم بعد وفاة قنطورا، وله منها خمسة أبناء.

معجزات وقصص من حياة أبناء وأحفاد سيدنا إبراهيم

وقد حفلت حياة سيدنا إبراهيم وعدد من أسرته وأبناءه وأحفاده بمعجزات ونماذج من الصبر والمعجزات الإلاهية مثل قصةُ ذبحِ إسماعيل، والسيدة هاجر وماء زمزم، وقصة سيدنا يوسف عليه السلام وغيرها من العبر التي وردت في كتاب الله تعالى.

تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر والدعاء

وأوضحت دار الإفتاء أن الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم عليه السلام بالذكر دون غيره من الأنبياء عليهم السلام تظهر من عدة أوجه:

- أن سيدنا إبراهيم عليه السلام سأل اللهَ أن يجعل له لسانَ صدقٍ في الآخرين.

- أنه سمَّانا مسلمين من قَبْل، فله علينا منَّة عظيمة، فجاء التخصيص من باب المجازاة ومقابلة الإحسان بالإحسان.

- أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو دعوة إبراهيم عليه السلام.

- أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما فَرَغَ من بناء الكعبة دَعَا لأمة محمد عليه الصلاة والسلام.

- أنه سلَّم على أمة سيدنا محمد دون سائر الأنبياء ليلة المعراج.

- أن المطلوب صلاة يَتَّخِذُ الله تعالى بها نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم خليلًا كما اتخذ إبراهيم عليه السلام خليلًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيدنا إبراهيم الافتاء إبراهیم علیه السلام سیدنا إبراهیم

إقرأ أيضاً:

العمليات اليمنية لإسناد غزة.. المنطلقات والركائز الإيمانية (1-2)

قبل الانخراط اليمني في إسناد غزة، لم يكن أحد يدرك أوراق القوة التي يمتلكها هذا البلد المنهك بالحرب والعدوان المستمر على مدى أكثر من عشر سنوات، وما ترافق معه من دمار وتراجع في الناتج المحلي والإيرادات الحكومية، وانقطاع الرواتب، بفعل الحصار السعودي الأمريكي، وكلها عوامل تجعل من اليمن آخر من يفكر بإسناد غزة، نظرا لبعد المسافة، وقلة الإمكانيات، مقارنة بالتقدم التكنولوجي والتقني الهائل للعدو الإسرائيلي، لكن الأمور في اليمن لم تعد تقاس بمقاييس مادية بحتة، فهناك الكثير من أوراق القوة التي أشهرتها اليمن في وجه العدو الإسرائيلي وأثبتت نجاعتها، وأصبحت محط إعجاب، وتساؤل عن كل الخطوت والمراحل، كيف بدأت وكيف أنجزت، وكيف نجحت؟

منطلقات الموقف:

لا يمكن لأي بلد في العالم، أو أي شعب، أن يقوم بأي عملية استراتيجية بهذا المستوى الذي ينخرط فيه اليمن بمعركة مع أعتى قوة في المنطقة وأكثرها تسليحا وتدريبا مثل الكيان الإسرائيلي، وتدعمها أكبر قوة في الأرض بما توصلت إليه البشرية من التسليح والتكنولوجيا والتقنيات مثل الولايات المتحدة، إلا وهو يمتلك بالتأكيد وسائل وعوامل تمكنه من اتخاذ الموقف، والسير في الطريق ، وبالتأكيد أيضا فإن هذه الوسائل والعوامل، لا تتوقف عند العاطفة، ولا مجال فيها للمغامرة، ولا مكان للمجازفة، ولا محل للمقامرة بأي شكل من الاشكال، لكن، ما هي تلك العوامل؟

 بمتابعة خطابات قائد معركة الإسناد اليمنية، معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، السيد عبدالملك الحوثي، فهو دائما ما يركز على المنطلقات الإيمانية. ومن هنا يمكن القول إن أهم ما يمتلكه اليمن في هذه المعركة، هو العزيمة والإصرار الإيماني الراسخ، المتمثل بالعقيدة النابعة من جذور الثقافة القرآنية الأصيلة، والتي لا يمكن لمن يتخلق بأخلاقها، ويلتزم بقيمها ومبادئها، أن يقف متفرجا، أمام أعتى أنواع الظلم الذي يمكن أن يعاني منه الإنسان، فضلا عن أن يكون هذا الإنسان عربيا أو مسلما، لأن الدين الإسلامي في نصوصه القاطعة، يحث المؤمنين على القتال في سبيل الله والمستضعفين؛ يقول تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان". وهذه دعوة وحث للانخراط في مثل هذه المعركة التي تتجلى فيها مظلومية منقطعة النظير في عالمنا اليوم، كما هي في غزة.

ومن هذا المنطلق، وفي اليوم الأول لطوفان الأقصى، أعلن السيد عبدالملك الحوثي لإخوتنا في غزة، مؤكدا لهم: "لستم وحدكم". وقال في مقابل الدعم الأمريكي والغربي، فإن: "الواجب الشرعي، والإنساني، والأخلاقي، والقومي، والديني، الواجب بكل الاعتبارات والحيثيات على أمتنا الإسلامية بشكلٍ عام، وفي المقدِّمة: العرب، الواجب على الجميع أن يساندوا الشعب الفلسطيني، أن يساندوا المجاهدين في فلسطين، أن يقفوا إلى جانبهم، ويقدموا لهم كل أشكال الدعم والمساندة، على المستوى السياسي، والإعلامي، والمادي، وحتى على المستوى العسكري".

ودائما ما أكد على المنطلقات الإيمانية: "من منطلق المسؤولية الإيمانية، والدينية، والأخلاقية، تَحَرَّكَ شعبنا اليمني العزيز في مواقفه البارزة والواضحة والمعروفة، تَحَرَّك ليتخذ الموقف الصحيح على كل المستويات، ليعلن تقديم كل أشكال الدعم الممكنة والمستطاعة للشعب الفلسطيني، ليقول إنه سيتحرك عسكرياً".

والمنطلق الإيماني عنوان يندرج تحته عدد من العناوين المهمة:

الأول: الالتزام بأوامر الله: كما سبق أعلاه، فقد أمر الله تعالى بالقتال في سبيله وسبيل المستضعفين، وتقدمت الآية التي تنص على ذلك صراحة، وهنا لا يمكن فهم الآية الكريمة، في ظل ما يجري في غزة، إلا أمرا صريحا بالقتال، والنهي عن التخاذل ، أو على الأقل تبكيت المتخاذلين، مع ما تتضمنه العبارة القرآنية: "وما لكم لا تقاتلون"، بمعنى ما الذي يمنعكم، وهو قتال موصوف "في سبيل الله"، وفي الإطار المقابل هو "في سبيل الطاغوت"، وختام الآية : "فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا"، فوصف العدو بالشيطان أمر غاية في التشجيع على قتاله، ووصفه بالضعيف، غاية في التطمين على هزيمته، لضعفه وهوانه. وكثيرة هي الآيات التي تشير إلى حقائق من هذا النوع.

الثاني: الاستعداد بالعدة والعتاد قدر المستطاع: عندما أمر الله بالقتال في سبيله، فهو سبحانه وتعالى يعلم واقع المؤمنين، وواقع عدوهم، سواء في الزمن الماضي أو في زمننا الحاضر، بل وكأن الآيات تنزلت على هذا الزمن، لشدة تناسبها مع حالة المؤمنين وعدوهم، وخصوصا من الناحية العسكرية، فقد أمر الله سبحانه بالإعداد قدر المستطاع: " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ "، ولم يأمر الله تعالى بأكثر من المستطاع، مثلا أن يأمر بإعداد قوة أكبر من قوة العدو، أو قوة تتناسب مع قوة العدو. وحكمة الله وعلمه بواقع الحال، قديما وحاضرا، يحتم إعداد المستطاع، ويتكفل الله تعالى بما تجاوز تلك القدرة، ويتدخل بالعون والتسديد، والتثبيت وبث الرعب في قلب العدو.. الخ.

الثالث: الثقة بالله: انطلاقا من الالتزام بالأوامر الإلهية، واستصحابا للإعداد قدر المستطاع، فإن الركن الثالث للمضي قدما، هو الثقة بالله تعالى، حيث أنه سبحانه، قد وعد بالنصر ووعده الحق، ووعد بالتثبيت والسكينة، وبث الرعب في قلوب العدو، وهنا يعتمد الانطلاق على مدى الثقة بوعود الله هذه، إذ إنها متناسبة مع القدرة على الإعداد في العدة والعتاد، كما نلاحظه في واقعنا المعاش من تقدم العدو في كل مجالات، وعلى رأسها التطور في التسليح، والتقدمُ التكنولوجي، في الكم والنوع، وهي أمور لا نقاش فيها، إلا أنها تفقد أهميتها في حال تسلح المؤمنين بالثقة بالله تعالى، والتصديق بوعده، والاعتماد عليه، والتوكل عليه.

الرابع: التوكل على الله: لله عاقبة الأمور، وقد وعد الله أولياءه بالنصر، وإحدى الحسنين، وما على المؤمنين إلا التوكل على الله، وهو وحده بيده مسار الأمور، وتقلبات الأحداث، ومصير كل الخلق، وما يريده الله أن يكون سيكون، لكن ما على المؤمنين وأولياء الله فعله، بناء على ما سبق، هو فقط ما يملكون التحرك فيه، وأما العاقبة فهي بيد الله تعالى، والتي حتما ستكون في صالح أوليائه السائرين وفق هديه، وقد وعد بالنصر وبتمكين المستضعفين مشارق الأرض ومغاربها.

الخامس: الخوف من الله: هنا يأتي البند الجزائي إن صح التعبير، ماذا لو لم ينطلق المؤمنون في المسار الذي رسمه الله لهم، وفي قضية الجهاد تحديدا؟ كان هناك تخويف كبير من الله تعالى للمتخاذلين، والناكصين، والمتراجعين، الذين يخلدون إلى الأرض، مهما كانت مبرراتهم، لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لأي أحد، وقد جاءت سورة التوبة لتوضح عواقب مثل هذا التخاذل والتخلف عن ركب الجهاد والقتال في سبيل الله، أدناها الاستبدال، "إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم" ، وأعلاها النار، "قل نار جهنم أشد حرا"، "فالله أحق أن تخشوه"، وفيها من التخويف ما لا يخطر على بال.

التهيئة والتحضير:

مما يجب الإشارة إليه هنا، أن حركة المسيرة في اليمن، ليست وليدة اللحظة، بمعنى أنها لم تنطلق مع انطلاق طوفان الأقصى، بل هي سابقة بأكثر من عقدين من الزمن، وكانت تستعد لهذه المعركة تحديدا، المعركة مع العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي، وإذا عدنا للوراء سنجد السيد الشيد القائد حسين بدر الدين الحوثي قد بدأ التحضير لهذه المعركة، وشحذ الهمم وعبأ الجماهير، ووضع الأسس والخطط والبرامج، وأشار إلى نقاط الضعف ومواطن القوة، لدى الأمة ولدى عدوها، كما حدد هذا العدو بأنه أمريكا و"إسرائيل"، وصاغ الشعار المشهور اليوم، "الله أكبر، الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام". وهو لم يكن مجرد شعار، بل كان خطة عمل ملخصة، حددت العنوان وربطت الأمة بالله تعالى، ولفت إلى العدو خطورته، وختم بالأمل الموعود من الله تعالى وهو النصر.

إذاً، فقد كانت البذرة الرئيسية سابقة بأكثر من عشرين عاما، من الإعداد والتحضير، لليوم الموعود. ورغم ما مرت به المسيرة من تحديات ومخاطر وتهديدات، لكنها صمدت، وبفضل الله تعالى وصلت إلى ما وصلت إليه كتجسيد عملي لوعد الله، وكان هذا التجسيد دافعا للاستمرار والتحدي والانخراط في معركة طوفان الأقصى، تحت عنوان "الفتح الموعود والجهاد المقدس".

كانت تنتقل المسيرة من مرحلة إلى مرحلة، حاملة وهج الإنجازات والنجاحات والانتصارات، والتي كانت تزيد من الثقة بالله تعالى يوما بعد يوم، وترسخ ثقافة التوكل على الله، والاعتماد عليه، والثقة بوعده، بنصر أوليائه وإحباط أعدائه.

 

مقالات مشابهة

  • هل الأحلام المتكررة رؤى تتحقق؟.. 15 حقيقة لا يعرفها الكثيرون
  • صلاة العشاء كم ركعة للفرض والسنة وسرا وجهرا؟.. كثيرون لا يعرفون
  • ذكرى خالدة
  • العمليات اليمنية لإسناد غزة.. المنطلقات والركائز الإيمانية (1-2)
  • هل يقبل الله التوبة مع تكرار الذنب؟ دينا أبو الخير تجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • بعد الحكم عليه بالاعدام .. وفاة قاتل طالب بالصف الأول الثانوي لالقاءه السلام عليه في المنوفية
  • أدعية الصباح من الكتاب والسنة.. رددها الآن تحل عليك البركة والطمأنينة
  • الحراك الجنوبي: الوحدة خيار لا رجعة عنه وموقف سيادي لا يُساوَم عليه
  • في 65 ساحة.. أبناء ريمة يؤكدون استمرار الموقف المساند لغزة والجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني