بروكسل-(أ ف ب) – قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أن تعيين الأميركية فيونا سكوت مورتون في منصب مهم في الاتحاد الأوروبي لتنظيم عمل مجموعات التكنولوجيا العملاقة “يثير تساؤلات”، مشيرا إلى أنه ينتظر ردا من المفوضية الأوروبية. وأدلى ماكرون بهذه التصريحات على هامش قمة للدول ال27 الأعضاء في الاتحاد ودول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، قبل جلسة للبرلمان الأوروبي للاستماع إلى مارغريت فيستاغر نائبة رئيس السلطة التنفيذية الأوروبية، التي دافعت عن هذا التعيين.

وقالت فيستاغر “حاولت توظيف أفضل شخص ممكن لهذه الوظيفة”، مشددة على أن المنصب الاستشاري ولا يسمح باتخاذ قرارات. وصرح إيمانويل ماكرون الثلاثاء “إذا لم يكن لدينا باحث (أوروبي) من هذا المستوى ليتم توظيفه من قبل المفوضية فهذا يعني أن لدينا مشكلة كبيرة جدًا مع جميع الأنظمة الأكاديمية الأوروبية”. وأشار الرئيس الفرنسي إلى غياب “المعاملة بالمثل” من جانب الولايات المتحدة والصين في تعيين أوروبيين في مناصب “في صلب قراراتهم”. وأثار تعيين سكوت مورتون في منصب كبير الاقتصاديين في الإدارة العامة للمنافسة استياء لدى أعضاء البرلمان الأوروبي. وتجاهلت المفوضية الأوروبية موقفهم وكذلك طلب الحكومة الفرنسية إلغاء تعيين أستاذة الاقتصاد في جامعة ييل المرموقة. – رسالة إلى رئيسة المفوضية – لكن يبدو أن المفوضية الأوروبية منقسمة. فقد ذكر مسؤول كبير في مقر الاتحاد أن خمسة مفوضين هم الإسباني جوزيب بوريل ، والفرنسي تياري بريتون والبرتغالية إليسا فيريرا والإيطالي باولو جينتيلوني واللوكسمبورغي نيكولاس شميت، وجهوا رسالة إلى فون دير لايين، مطالبين بإعادة النظر في هذا التعيين. وعبر المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته عن أسفه لغياب النقاش والشفافية. وقال “عند الاختيار لم يكن واضحا أن المرشحة للمنصب أميركية وأن هناك تضارب مصالح محتملا”. وأشار نواب باستياء إلى المناصب السابقة لسكوت مورتون من رئيسة للتحليل الاقتصادي في قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأميركية بين 2011 و2012 إلى مستشارة لمجموعات كبرى للتكنولوجيا مثل أمازون وآبل ومايكروسوفت. وهم يدينون إمكانية حدوث تضارب في المصالح وخطر تدخل من واشنطن في قرارات الاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس الفرنسي إنه يكن “احتراما كبيرا” للخبيرة الأميركي. وأضاف أنها “عملت لعدد كبير من الشركات ويجب أن تكون في منأى عن هذه المواقف وهذا ما يجعل مبرر توظيفها غير مجد”. وشدد ماكرون على أهمية تحقيق “استقلالية استراتيجية” لأوروبا معتبرا أن تعيين سكوت مورتون “ليس بالضرورة القرار المناسب في هذا الصدد”. – “مأمور أميركي” – وفي جلسة البرلمان الأوروبي، قالت فيستاغر ردا على النواب إن “فكرة أنها عملت لمجموعات كبرى للتكنولوجيا وأنها بسبب ذلك لا تستطيع العمل في قطاع التكنولوجيا ليست صحيحة”، مشيرة إلى أن عملها كان “استشاريا” و”لم يكن يوما ترويجيا”. لكنها اعترفت بأن هناك بعض الملفات التي لا يمكن أن تشارك سكوت مورتون فيها لتجنب تضارب مصالح، مؤكدة في الوقت نفسه أنها “هذه حالات قليلة جدا.. بضعة ملفات على الأكثر”. ورفضت كشف هذه الملفات بسبب “طابعها السري” على الرغم من الطلبات الملحة لعدد كبير من أعضاء البرلمان الأوروبي. وأوضحت أن الإعلان عن فتح المنصب لمرشحين غير أوروبيين نُشر في بلاغات الوظائف الشاغرة في آذار/ماري، مبررة ذلك بندرة المهارات المطلوبة. وأكدت مفوضة المنافسة أن المفوضية لم تتلق سوى 11 ترشيحا يستوفي أربعة منها المعايير المطلوبة للوظيفة. والإدارة العامة للمنافسة مكلفة التأكد من حسن سير المنافسة في الاتحاد الأوروبي والتحقيق خصوصا في انتهاكات الموقع المهيمن للمجموعات الكبرى للتكنولوجيا التي أفضت إلى فرض غرامات كبيرة على هذه الشركات في السنوات الأخيرة. ويأتي تعيين سكوت مورتون بينما يفترض أن يضع الاتحاد الأوروبي تشريعات طموحة جديدة لتنظيم هذا القطاع. وقالت النائبة الأوروبية ستيفاني يون-كورتان (كتلة التجديد للوسطيين والليبراليين) “هل وضعنا حدا للتغول الرقمي لنعين مأمورا أميركيا؟”، مؤكدة أن “هذا التعيين يتعارض مع سيادتنا”. من جهته أكد النائب اليميني جوفروا ديدييه أن “فيستاغر لم تقنع البرلمان الأوروبي و تظاهرت بعدم فهم المشاكل”. وأضاف أن “العناد في هذا التعيين سيكون خطأ سياسيا جسيما للمفوضية”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

الاتحاد العربي للجولف يختتم “معسكر النخبة للمنح الرياضية” في الرياض

محمد الجليحي (جدة)
اختتم الاتحاد العربي للجولف فعاليات “معسكر النخبة للمنح الرياضية” الذي أقيم على مدار أربعة أيام في نادي الرياض للجولف، بمشاركة 16 لاعبًا ولاعبة.

يأتي المعسكر ضمن واحدة من أبرز مبادرات الاتحاد الهادفة إلى إعداد جيل جديد من أبطال الجولف في الوطن العربي.

ويعتبر المعسكر مرحلة أولى من برنامج المنح الرياضية، والذي يهدف إلى اكتشاف وتطوير المواهب العربية الناشئة تحت سن 18 عامًا، وتوفير مسار احترافي متكامل يمكنهم من الوصول إلى أعلى مستويات المنافسة الدولية بحلول عام 2035.

وقد تم تنظيم المعسكر بالتعاون مع أكاديمية IMG العالمية، إحدى أبرز مؤسسات إعداد الرياضيين المحترفين في العالم.

وشمل البرنامج التدريبي للمعسكر سلسلة من التقييمات الفنية، البدنية والذهنية، إلى جانب اختبارات دقيقة تضمنت محطات متخصصة باستخدام تقنيات متقدمة مثل “تراكمان”، بالإضافة إلى تدريبات عملية داخليك وخارجية داخل الصالات وفي ملاعب الجولف، هدفت إلى قياس مستوى اللاعبين بشكل شامل.
كما تم تنظيم جولتين من بطولة تنافسية من 18 حفرة لمحاكاة أجواء البطولات الرسمية وقياس قدرة اللاعبين على الأداء تحت الضغط.

وعلى هامش المعسكر، تم عقد جلسة توعوية قدمها المدير التنفيذي لأكاديمية IMG، كيفن كراجز، تحت عنوان: “إتقان التفاصيل: التدريب من أجل الوضوح والقيادة الفعالة”. وتناولت الجلسة، التي حضرها أهالي اللاعبين والمدربون، أهمية بناء بيئة محفزة ومتكاملة لتطوير اللاعبين، مع التركيز على مفاهيم الصمود الذهني، القيادة الواعية، وفهم الجيل الجديد من الرياضيين.

وفي باقي أيام البطولة، خاض اللاعبون منافسات قوية ضمن جولتين من بطولة الـ18 حفرة على ملعب نادي الرياض للجولف، حيث تم تتويج الفائزين واختيار الأسماء المرشحة للانضمام إلى برنامج المنح الدراسية ابتداءً من أغسطس 2025.

وتشمل المنح برامج تدريب جولف احترافية، دعمًا أكاديميًا شاملاً، وخدمات في مجالات اللياقة البدنية، التأهيل الذهني، والتحليل الرياضي المتقدم.

ويأتي هذا المعسكر ضمن رؤية شاملة يتبناها الاتحاد العربي للجولف لتطوير منظومة متكاملة لرياضة الجولف في الوطن العربي، ترتكز على اكتشاف المواهب، توفير التدريب المتقدم، وبناء قاعدة تنافسية مستدامة. ويُعد “معسكر النخبة” بمثابة الانطلاقة الحقيقية نحو ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، يفتح أمام المواهب العربية الطريق نحو الاحتراف العالمي.

ومع ختام النسخة الأولى من المعسكر بنجاح، يواصل الاتحاد العربي للجولف العمل على تعزيز فرص التمكين الرياضي للشباب العرب، واستكشاف مراحل متقدمة من المبادرات النوعية التي تسهم في ترسيخ مكانة الجولف كرياضة تحظى باهتمام متزايد في المنطقة.

وشهد الاتحاد العربي للجولف أسبوعًا استثنائياً وحافلًا بالأنشطة، حيث تزامن تنظيم المعسكر في الرياض مع مشاركة أكثر من 35 لاعب جولف عربي في بطولات الجولة الآسيوية للتنمية (ADT) في المغرب، ضمن برنامج “مسارات الاتحاد العربي للجولف”.

واليوم، يتابع الاتحاد العربي الجيل الجديد وهو يخوض تجارب قد تغيّر مسار حياتهم من خلال المعسكر المقام في الرياض، حيث تعكس هذه الأنشطة بداية ترابط حقيقي بين مراحل التطوير والفرص المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • أوربان يصر على الفيتو.. المفوضية الأوروبية: لا مبررات لعرقلة انضمام كييف
  • المفوضية الأوروبية: نعمل على تبديد مخاوف دول المتوسط من اتفاق الهجرة الأنجلو-فرنسي
  • ما مستقبل الدبلوماسية الأوروبية في الملف النووي الإيراني؟
  • ما هي الدولة الأوروبية التي تعيد معظم المهاجرين غير الشرعيين؟
  • كاريكاتير ليمان عن “محمد وموسى” يثير غضب المجتمع التركي
  • لأول مرة في تاريخ الوزارة.. تعيين ميسون الخصاونة متصرفًا للواء الوسطية في إربد
  • الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
  • مراسلة سانا بدمشق: وزارة الصحة تتسلم 4 سيارات إسعاف و4 عيادات متنقلة مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان بتمويل من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية ‏والحماية المدنية “إيكو”
  • الاتحاد العربي للجولف يختتم “معسكر النخبة للمنح الرياضية” في الرياض
  • ابوراص لـ “الاتحاد الأوروبي”: نحن في قلب المتوسط ولا استقرار بدوننا