عربي21:
2025-07-04@18:06:42 GMT

أين وصلت مساعي جنوب أفريقيا في امتلاك برنامج نووي؟

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

أين وصلت مساعي جنوب أفريقيا في امتلاك برنامج نووي؟

نشر موقع "كاونتر بانش" تقريرًا تحدّث فيه عن مساعي دولة جنوب إفريقيا إلى تطوير برنامجها النووي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الدروس المستفادة من برنامج الأسلحة النووية في جنوب أفريقيا عميقة ويتجاهلها إلى حد كبير أنصار عدم الانتشار. فهي تظهر أن النظام، حتى لو كان خاضعًا للعقوبات، لا يزال قادرًا على إظهار الكفاءة وسعة الحيلة في صنع مثل هذه الأسلحة الفتاكة.



وعلى الرغم من تم تهميش نظام الفصل العنصري الأبيض في جنوب أفريقيا، وهو النظام المنبوذ سيئ السمعة في العالم، إلا أنه تمكن من المضي قدمًا وتطوير ترسانة هائلة من الأسلحة بمساعدة خارجية وسعة الحيلة المحلية. 

وأشار الموقع إلى أن مثال جنوب أفريقيا يُظهر أنه من السهل زعزعة أعضاء النادي النووي، ولا يُسمح أبدًا بقبول أعضاء جدد. وإذا فعلوا ذلك، فإنهم يميلون إلى القيام بذلك في انتهاك للفهم المتصور، ومنافسة شرسة للوضع الراهن للدول التي تمتلك الأسلحة النووية المقبولة.

وهذا الفهم كان يشكل، لعقود من الزمن، أحد أعظم حيل الثقة في العلاقات الدولية، إذ وعدت القوى النووية بتفكيك ترساناتها النووية في نهاية المطاف بشرط أن تقاوم الدول غير الحائزة للأسلحة النووية الرغبة في الحصول عليها. وكانت النتيجة احتفاظ أعضاء النادي بترساناتهم البشعة وتحديثها وتجديدها بكل جدية، الأمر الذي يجعل الأعضاء المعنيين من خارج النادي إما يتحدون الوضع الراهن من جانب واحد مثل كوريا الشمالية، أو يحاولون حيازتها مثل إيران.

وأوضح الموقع أن أوجه التشابه بين جنوب أفريقيا وكوريا الشمالية مقنعة بشكل مثير للقلق كما أنها تسفر عن دروس أخرى. فعلى سبيل المثال، إذا كنت لا تحظى بشعبية على الساحة الدولية أو وقعت في مرمى نزاع ما، فلا تزعم مطلقًا أنك لا تملك أسلحة.

وذكر الموقع أن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تلقى رسالة في 6 آب/ أغسطس 1977، من الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف ورد فيها: "وفقًا للمعلومات الواردة، فإن اتحاد جنوب أفريقيا يكمل العمل على صنع سلاح نووي وإجراء أول تجربة نووية تجريبية". والسماح لدولة الفصل العنصري بامتلاك مثل هذه الأسلحة من شأنه أن "يؤدّي إلى تفاقم الوضع في القارة الأفريقية بشكل حاد، وسيزيد بشكل عام من خطر استخدام الأسلحة النووية". وقد حذّر من أن سياسة منع الانتشار النووي معرّضة للخطر، الأمر الذي يستلزم "بذل جهود نشطة نحو تحقيق أهداف منع ظهور دول نووية جديدة ومنع انتشار الخطر النووي".

يوم 18 آب/ أغسطس من نفس السنة، نظرت دراسة مشتركة بين الوكالات تم تنسيقها من قبل ممثلين عن مجتمع الاستخبارات الأمريكية في الاعتبارات السياسية المتعلقة بإجراء تجربة نووية في جنوب أفريقيا مما يشير إلى أن "المخاوف السياسية المحلية قد تؤيد إجراء الاختبار، وأن هذه المخاوف لها وزن أكبر من اعتبارات السياسة الخارجية في قرار إجراء الاختبار أم لا. مع ذلك، لم يكن هناك "ضغط مفرط" على قيادة البلاد لاختبار سلاح بأي شعور بالإلحاح وقد تم تأييد "نهج أكثر مرونة".

وبيّن الموقع أنه لم يكن القصد من ذلك منح أي نوع من البهجة لجهود منع الانتشار النووي.

وأضافت الدراسة "بينما نعطي بعض المرونة أو "التنازل" لموقف جنوب أفريقيا فيما يتعلق بتوقيت الاختبار، فإننا لا نرى أي ظروف من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء برنامجها طويل الأمد لتطوير سلاح نووي". ولم يكن هناك "تهديد جدير بالثقة" من جانب الغرب لثني بريتوريا عن متابعة الاختبار. وفي الواقع، قد يكون لهذا الأمر تأثير معاكس.

نصح بريجنسكي في مذكرة إلى كارتر بأنه يتعين على واشنطن "الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول ما يفعله الجنوب أفريقيون بالفعل، في أقرب وقت ممكن، وقبل مؤتمر لاغوس حيث ستكون هذه قضية رئيسية". ويتطلب القيام بهذا "المطالبة بإجراء تفتيش ميداني لموقع كالاهاري"، ومن الأفضل أن يتم تنفيذه في إطار جهد أميركي فرنسي مشترك. وإذا لم يكن الأمر كذلك، يكون الجهد فرديا من قبل الولايات المتحدة. واعتبر بريجنسكي أنه من غير المجدي محاولة الحصول على مشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتكشف مثل هذه الآراء بعض مقتطفات من تصرفات بريجنسكي الشائكة تجاه الهيئات الدولية حيث كان يفضل - كما فعل مستشارو الأمن القومي الآخرون قبله وبعده - إطلاق يد القوة الأمريكية ويمكن الاستهزاء بمثل هذه الوكالات، عند الحاجة إليها.


وذكر الموقع أن الجانب الآخر من برنامج الأسلحة النووية في جنوب أفريقيا كان يتم في إطار السرية شبه المثالية ــ على الأقل عندما يتعلق الأمر بالمعرفة بين أعضاء مجتمع الاستخبارات الأمريكي.

وطوال مراحل تطوير الأسلحة، ظل هناك جهل مستمر حول مدى تقدم البرنامج. كما أصرت بريتوريا على عدم الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، الأمر الذي كان من شأنه أن يضعها في المدار التنظيمي الدولي. فالبقاء خارج نظام معاهدة عدم الانتشار يعني أن البرنامج يمكن أن يزدهر أيضًا دون مضايقات.

وأضاف الموقع أن دولة الفصل العنصري واجهت، خلال الثمانينات، شيئًا من التناقض. وعلى الصعيد المحلي، أثبت نظامها السياسي والاجتماعي على نحو متزايد أنه غير قابل للاستدامة. وعلى المستوى الدولي، وجدت بريتوريا أن خليفة كارتر كان أكثر استيعابًا بكثير. وكان كل هذا جزءًا من مفهوم الرئيس رونالد ريغان حول "المشاركة البناءة"، وهو مصطلح آخر يشير إلى النفاق المحسوب. وكان النفاق هو الذي مكّن التهريب من الازدهار، مع حرص الشركات والكيانات الخارجية على كسب المال من نظام الفصل العنصري. ولكن مع ازدهار المشروع النووي، كان النظام السياسي مريضًا.

وفي سنة 1993، أعلن آخر رئيس لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، إف دبليو دي كليرك، أنه قد تم تفكيك جميع الأسلحة النووية الستة العاملة، مما طمأن مسؤولي المخابرات الغربية إلى أن الدولة التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني الأفريقي الثوري لن تستفيد بها أبدًا. وقد احتفظت جنوب أفريقيا المسلحة نوويًا، والتي تمت إدانتها رسميًا بسبب نظامها العنصري، بعلاقات تعاون سرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا الغربية. لكن إنشاء دولة نووية في جنوب أفريقيا تديرها إدارة سوداء كانت ببساطة فكرة مروعة للغاية، وانحرافًا لا يطاق بالنسبة لهم، لأن ذلك يعني احتمال أن تصبح جنوب إفريقيا موردًا لليورانيوم المخصب "إما لليبيا أو إيران أو منظمة التحرير الفلسطينية، التي أعطت كلها الحركة الدعم خلال سنوات المنفى، كما ورد في  صحيفة صنداي تايمز اللندنية (15 آب/ أغسطس 1993).

وقال الموقع إن الخوف من هذا السيناريو أدى إلى تعرض ليبيا للهجوم في سنة 2011 بذريعة التدخل الإنساني، لتبقى على ما هي عليه اليوم. ومن المثير للسخرية أن إسرائيل المذعورة، التي ساعدت بريتوريا في جهودها النووية، كانت ستظل تحت السيطرة وتضطر إلى تقديم تنازلات غير مسبوقة للفلسطينيين، وإضافة إيران إلى هذا المزيج كان من شأنه أن يغذي حسابات الإرهاب.

ومع تطور الأمور، قامت مجموعة صغيرة من المهندسين والعلماء الذين كانت لهم صلات بالبرنامج - وليس أي مسؤول مغامر في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي - بتسليط الضوء على مرحلة الانتشار النووي، وكان بينهم جوتهارد ليرش، وجيرهارد فيسر، ودانييل جيجيس، ويوهان ماير. وفي الفترة ما بين منتصف الثمانينيات وسنة 2004، قامت المجموعة بتزويد باكستان وليبيا والهند، وربما إيران وكوريا الشمالية، بمعدات الطرد المركزي. 

وأشار الموقع إلى أن الدراسات اللاحقة اعتبرت أن نزع السلاح النووي في جنوب إفريقيا كان بمثابة معجزة، ونموذجًا للضمير الإنساني الصالح. وكما كتب ديفيد أولبرايت وأندريا ستريكر في دراستهما لسنة 2016 حول البرنامج: "تُظهر حالة جنوب أفريقيا أن نزع السلاح النووي ممكن حتى بعد أن تقوم الدولة ببناء أسلحة نووية. لقد أتاح تعاونها المكثف إمكانية التحقق الصارم من نزع الأسلحة النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي ساعدتها واستكملتها دول لها مصلحة خاصة في ضمان تفكيك جميع أسلحة جنوب أفريقيا وحصر اليورانيوم النووي عالي التخصيب. لكن الدروس الأخرى للمشروع لا تقل أهمية: لماذا نحصل على هذه الأسلحة المروعة والساحرة في المقام الأول، وتحت أي ظروف؟".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النووي جنوب أفريقيا جنوب أفريقيا النووي الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة النوویة الفصل العنصری الموقع أن مثل هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

MEE: كيف تستغل إسرائيل الموانئ المغربية سرا لنقل الأسلحة رغم غضب الشارع؟

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا، أعدته كارولين دوبي، من مدنية طنجة المغربية، قالت فيه إنّ: "الشحنات العسكرية المتجهة إلى إسرائيل عبر الموانيء المغربية، لم تتوقف، مع أن الاحتجاجات الشعبية الرافضة للحرب على غزة لم تتوقف أيضا".

وأبرز التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "لا يسع المار بالموانئ المغربية إلا أن يلاحظ سيطرة شركة ميرسك على حاويات الشحن. وقد لا يكون الوجود المكثف للشركة الدنماركية في موانئ الدولة الواقعة في شمال إفريقيا مثيرا للاهتمام، لولا أن عملاق الخدمات اللوجستية الدولي هذا معروف بشحنه المعدات العسكرية لإسرائيل في خضم حربها على غزة".

وتابعت الصحافية بأنّ: "منظمة "ديكلاسيفايد يو كيه" وموقع "ذا ديتش" الإخباري الاستقصائي الأيرلندي قد تناول دور المغرب في نقل مكونات طائرات إف-35 المقاتلة عبر ميرسك". فيما  حدّد التقرير شحنة في نيسان/ أبريل، قائلا إنّ: "المعدات النفاثة أبحرت من ميناء هيوستن بالولايات المتحدة، وبعد أسبوعين، وصلت سفينة ميرسك ديترويت، التي ترفع العلم الأمريكي، إلى طنجة بالمغرب".

وأضافت: "نقلت الشحنة إلى سفينة حاويات أخرى تدعى نيكسو ميرسك. وعبرت البحر الأبيض المتوسط قبل أن تصل إلى ميناء حيفا، ثم نقلت الشحنة العسكرية إلى قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي منصة انطلاق رئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي لقصف غزة".

"عندما كشف عن هذه الأنباء في نيسان/ أبريل خرجت التظاهرات الغاضبة في المغرب. وخرج المتظاهرون بالآلاف في موانئ الدار البيضاء وطنجة المتوسط، بينما استقال ما لا يقل عن ثمانية عمال موانئ احتجاجا على شحنات ميرسك" وفقا للتقرير نفسه.

وأردف: "فيما انتشرت تقارير متضاربة حول توقيت بدء رسو شحنات مماثلة في المملكة، إلا أن الموانئ المغربية أصبحت خيارا على مسار النقل بعد منع شحنتين من ميرسك من الرسو في إسبانيا في تشرين الثاني/ نوفمبر للاشتباه في أنهما تحملان أسلحة لإسرائيل. وبدلا من ذلك رست في ميناء طنجة المتوسط والتي أدت لإحتجاجات في المغرب". 

ونقل المصدر ذاته، عن الباحث في شؤون السلام والنزاعات المسلحة ونزع الأسلحة في المركز الإسباني "ديلاس"، أليخاندرو بوزو، قوله إنّ: "عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل عبر طريق إسبانيا- المغرب تعتبر: حركة مرور منتظمة ولم تتوقف، وبحسب قواعد البيانات التي اطلع عليها مركز الأبحاث الإسباني المستقل". 


واسترسل: "وسط الجدل الأخير، أصدرت شركة ميرسك بيانا في آذار/ مارس قالت فيه إنها: تتمسك بسياسة صارمة بعدم شحن الأسلحة أو الذخيرة إلى مناطق النزاع النشطة، مما يضمن الامتثال للوائح الدولية". 

وتابع: "كما أخبر ممثل ميرسك موقع "ديكلاسيفايد يو كيه" أن ميرسك ديترويت ونيكسو ميرسك، تحملان حاويات تحتوي على أجزاء من طائرات إف-35. ومع ذلك، فإن هذه الشحنات موجهة لدول أخرى مشاركة في برنامج طائرات إف-35". وأضافت المجموعة الدنماركية في حزيران/ يونيو أن برنامج طائرات إف-35 يعتمد على شبكة معقدة من الشركاء والموردين الدوليين عبر دول متعددة". 

"مع ذلك، أقرت الشركة بعقودها مع الحكومة الأمريكية عبر مشاركة شركتها التابعة، ميرسك لاين ليمتد التي ترفع العلم الأمريكي في برنامج  الأمن البحري (أم أس بي) الذي انضمت إليه ميرسك عام 1996، ويلزم هذا البرنامج الشركات بتوفير سفن للسلطات الأمريكية مقابل مبالغ مالية كبيرة لنقل المعدات الحربية" بحسب التقرير نفسه. 

وأورد: "بالتالي، تصبح شركة الشحن مسهلا لعملية نقل الأسلحة. وجاء في بيان الشركة الصادر في آذار/ مارس أنه من خلال دعم ميرسك السياسة الأمريكية فإن عقودها لشحن البضائع إلى أكثر من 180 دولة: في إطار برامج التعاون الأمني، بما في ذلك نقل البضائع المدنية والعسكرية إلى إسرائيل". 

وقالت ميرسك للصحيفة الدنماركية "دانيشووتش"، إنّ: "رحلاتها لإسرائيل ليست جزءا من برنامج الأمن البحري، بل وجزء من برنامج عسكري آخر تابع للسلطات الأمريكية. ومع ذلك، أبرز تقرير صادر عن مركز ديلاس (في الملحق الرابع) أن السفن على هذا الطريق كانت جزءا من برنامج الأمن البحري. وفي الملحق، أدرج ديلاس شحنات برنامج نقل الأسلحة البحرية للمساعدة في تحديد السفن التي يحتمل أنها تنقل أسلحة إلى إسرائيل". 

وأوضح: "بحسب المركز، فإن شحنات برنامج نقل الأسلحة البحرية التي تتوقف عادة في المغرب وجنوب إسبانيا تشير إلى رحلتها التالية إلى إسرائيل. ويرى بوزو أن الاحتجاجات حدثت بشأن شحنات معينة لأن المعلومات أصبحت علنية، وليس لأنها المرة الوحيدة. والتزم المغرب الصمت بشأن تورطه في عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل. ويرى العديد من المراقبين أن هذا الصمت بشأن هذا الموضوع، في حد ذاته، مثير للريبة".


وقال بوزو لموقع ميدل إيست آي: "بالطبع، يمكن للحكومة أن تعرف ما بداخل حاوية شحن، إذا أرادت أن تعرف، هذا صحيح"، فيما أضاف بأنّ: "المتورطين في عمليات نقل الأسلحة يتخفون وراء صياغة معينة، على سبيل المثال، قولهم: معدات أو مكونات عسكرية؛ وهي تشبه الصياغة التي ذكرها الخبير المصطلحات التي تستخدمها شركة ميرسك في بياناتها".

إلى ذلك، أكد بوزو أيضا أنه على الرغم من أن الحكومة الإسبانية أوقفت ثلاث شحنات، إلا أنها، نتيجةً للضغط الشعبي، لم تفرض أي إجراءات إدارية، بما في ذلك عقوبات على عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل". 

واسترسل التقرير: "تواصل موقع ميدل إيست آي مع ميرسك وهيئة الموانئ المغربية ووزارة الخارجية، لمعرفة موقفهم الأخلاقي من هذه المسألة، بالنظر إلى الأثر المدمر للأسلحة في غزة. كما رغب موقع ميدل إيست آي في فهم كمية الأسلحة التي تمتلكها ميرسك بدقة. ولم يحصل على أي رد قبل النشر. وقالت حركة الشباب الفلسطيني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 إن شركة ميرسك "شحنت ملايين الجنيهات من البضائع العسكرية إلى الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة، عبر أكثر من 2,000 شحنة" على مدى 12 شهرا بدءا من  أيلول/ سبتمبر 2023". 

وبحسب الباحث في برنامج نقل الأسلحة التابع لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، زين حسين، فإنّ: "غالبية قدرة إسرائيل على الأسلحة تأتي من الواردات، وبخاصة من الولايات المتحدة. ومنذ توليه المنصب، صادقت إدارة دونالد ترامب على صفقات أسلحة إسرائيل بقيمة 12 مليار دولار". 

وقال حسين: "تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الورادات  في حربها بغزة وأعمال جيشها في الدول الأخرى بالمنطقة. وإن وجود طرق موثوقة وآمنة لنقل الأسلحة ومكوناتها أمر بالغ الأهمية لإسرائيل، ودعم بعض الدول أساسي لتحقيق ذلك". 

أيضا، طرح بوزو فرضية حول سبب استقرار المغرب على طريق نقل الأسلحة عبر مضيق جبل طارق، حيث قال: "لا يسعني إلا أن أفترض أن أحد الأسباب هو الموقع الجغرافي"، مضيفا أنّ: "قرب المغرب من الولايات المتحدة يسمح بكفاءة في الخدمات اللوجستية وتوفير في كلفة الطاقة. وهناك طريق بديل يتمثل في الالتفاف حول أفريقيا والوصول عبر البحر الأحمر، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة وخطورة"، وفقا لما أوضحه مركز ديلاس في تقريره.

وفي عام 2020، أعلن المغرب عن تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي فيما عرفت بـ"اتفاقيات إبراهيم" خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، مقابل اعتراف الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي بمغربية الصحراء. ومنذ ذلك الحين، ازدهر التعاون بين البلدين، بما في ذلك في المجال العسكري. 

وأبرز بوزو: "تعرف إسرائيل والولايات المتحدة أن المغرب سيتعاون، وهناك أيضا الجانب السياسي المتمثل في اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، مما يضيف بعدا آخر لهذا التعاون. وعلى عكس إسبانيا، لم يوقف المغرب بعض شحناته عندما قوبلت باحتجاجات شعبية".

وعبرت ناشطة مغربية في الفرع المحلي لمنظمة أمنستي انترناشونال ، فضلت عدم الكشف عن هويتها، لموقع "ميدل إيست آي" عن: "مدى الألم الذي شعرت به، لأن بلادها مرتبطة بآلية الإبادة الجماعية في فلسطين". بالنسبة للناشطة، تتجاوز المقاومة السياسة، "إنها تتعلق بإنسانيتنا ومسؤوليتنا الأخلاقية، كل قنبلة تلقى، وكل طفل يدفن تحت الأنقاض، يجب أن يهزنا في الصميم".


وأضافت: "يريد الجمهور من المغرب قطع علاقاته مع إسرائيل واتخاذ موقف حازم وغير اعتذاري ضد الاحتلال والفصل العنصري"، مردفة "في أمنستي انترناشونال، نعمل على فضح هذه الانتهاكات والمطالبة بالمساءلة. وأقول هذا حبا لبلدي. يجب أن نطالب بالشفافية. يجب أن نرفع صوتنا. لأن الصمت في وجه الإبادة الجماعية ليس حيادا، بل خيانة".

واعتقل عشرون ناشطا وحكم عليهم بالسجن منذ عام 2021، وفقا لبيانات الجبهة المغربية لنصرة فلسطين ومناهضة التطبيع، وهو تحالف يضم نحو 20 جمعية ونقابة وحزبا سياسيا، وتسارعت وتيرة الاعتقالات منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. 

ونقل الموقع عن خبير مركز كارنيغي، فضل عدم الكشف عن هويته، بأنه "على الرغم من حجم الاحتجاجات ووضوحها، إلا أنها لم تؤد بعد إلى تغيير جوهري في السياسة". ومع ذلك، أشار الخبير، نقلا عن بيان صدر مؤخرا عن حزب العدالة والتنمية المغربي، والذي كرّر "انتقاد الحزب للتطبيع، وضرورة إعادة مواءمة موقف المملكة مع موقف المغاربة المؤيد بشكل كبير للفلسطينيين، وإمكانية حدوث تغيير في المستقبل".

مقالات مشابهة

  • منتخب الطائرة البارالمبي يفتتح مشواره في البطولة الإفريقية بالفوز على جنوب أفريقيا 3-0
  • حزب بالائتلاف الحاكم في جنوب أفريقيا يتهم وزيرة بالفساد
  • MEE: كيف تستغل إسرائيل الموانئ المغربية سرا لنقل الأسلحة رغم غضب الشارع؟
  • إيران ترفض مساعي الاتحاد الأوروبي لبدء محادثات وقف برنامجها النووي
  • البنتاجون: الضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية تؤخر برنامج طهران لعامين
  • البنتاجون: ضرباتنا الوقائية أبعدت إيران عامين عن امتلاك السلاح النووي
  • كيف دفعت صناعة الأسلحة ترامب نحو الحرب مع إيران؟
  • إيلون ماسك يرد على تصريحات ترامب حول ترحيله إلى جنوب أفريقيا
  • ذهب أفريقيا في قبضة 7 شركات.. قائمة بـ10 دول تُنتج ولا تستفيد
  • في مكالمة مع ماكرون.. بوتين يؤكد حق إيران في برنامج نووي "سلمي"