بن غفير: بين العفيط والنفيط
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تحدث بن غفير (لا غفر الله له) بلغة الماعز في حظيرة الكنيست، فتنوع حديثه بين العَفيط: وهو صوت عُطاس الماعز، والنثير وهو صوتها عندما تهيج وتقفز وتنطح، وبين النفيط: وهو صوت آخر من أصوات الدواب، والثغاة الذي تُصدره الأغنام وما شابهها من الخراف والنعاج. .
يشغل بن غفير منصب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، واسمه الكامل (إيتمار بن غفير) لكن الإسرائيليين يسمونه (إيحمار بن حقير)، وكانت آخر وقفة احتجاجية له قبل بضعة أيام في خطاب موتور موجه الى نتنياهو.
وهو هنا يتخبط ويخربط، ويعترف بانتصارات المقاومة على جيوشهم المدعومة من القوى الظلامية الكبرى. ويعترف بخسائرهم بالأرواح، ويعترف بهروب المستوطنين اليهود وعودتهم إلى ديارهم الأصلية. ثم تمادى في توجيه الشتائم واللعنات للعرب على وجه العموم، فجاءه الجواب من النائب العربي في الكنيست احمد الطيبي: (انت حقير يا بن غفير ولا شغل لك سوى النهيق مثل الحمير والبغال). .
المصيبة انه استغل سلطته الأمنية في مطاردة الفلسطينيين داخل مدن الضفة الواقعة تحت سلطة (عباس)، فلعب بها شاطي باطي، مدعياً أن حقه وعائلته بالحركة في الضفة الغربية يفوق حق العرب. وأضاف أيضاً: (هذا هو الواقع، هذه هي الحقيقة، حقي في الحياة يسبق حق العرب في حرية التنقل. ويمنحني حق اعتقالهم ومطاردتهم)، من دون ان يرد عليه (عباس) الوسواس الخناس. .
لقد بنى (بن غفير) شعبيته على كراهية العرب، والمطالبة باقتلاع جذورهم، ولما كان هذا هو الهدف الحقيقي للحركة الصهيونية منحوه منصب وزير الأمن القومي، واناطوا به هذه المهمة التوراتية. وهو الآن يترأس حزب (عوتسما يهوديت) القومي المتطرف، أو ما يسمى حزب (القوة اليهودية) المعروف بتبنيه للسياسات العنصرية المعادية للعرب، ولهذا الحزب سوابق موغلة بالتحريض على العنصرية ودعم الإرهاب. .
أما أغرب ما يمكن ان تسمعه عن (بن غفير)، فيتلخص بوجود اكثر من 50 لائحة اتهام موجهة ضده. ثمانية منها جنائية، جنباً إلى أعمال الشغب، والإخلال بعمل الشرطة، والتحريض على العنصرية، ودعم منظمة إرهابيّة وغيرها. ومع ذلك اختاروه لهذا المنصب الأمني في كيان لا يبحث عن الأمن والسلام، ولا يحترم القواعد ولا القوانين ولا الأعراف. . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات بن غفیر
إقرأ أيضاً:
عاجل. بن غفير: لن أدعم اتفاق وقف النار لأنه متهور.. وسنواصل القتال حتى النصر
رفض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دعم اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، واصفاً إياه بالـ"متهور"، مشددًا على ضرورة مواصلة الحرب حتى تحقيق النصر، وأكد أن استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة كان "خطأً فادحًا". اعلان
في تصعيد جديد داخل الحكومة الإسرائيلية حول طبيعة التعامل مع الوضع في قطاع غزة، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإعادة احتلال غزة وتهجير سكانها. وقال إنه لن يدعم الاتفاق المطروح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مشيرًا إلى أنه يرى فيه خطوة "متهورة" تُضعف الموقف الإسرائيلي وتقوض فرصة تحقيق النصر العسكري.
وفي مقابلة مع إذاعة "كان" العامة، أكد بن غفير رفضه القاطع للاتفاق الحالي، معتبرًا أن إسرائيل تمتلك "فرصة تاريخية" لتحقيق نصر عسكري حاسم في قطاع غزة، ولن يكون من المنطقي التخلي عنها تحت ضغوط دولية أو إنسانية.
وقال بن غفير: "لن أسمح بحدوث هذه الصفقة المتهورة. آمل أن ينضم إليّ سموتريتش. لقد انتخبنا بـ 14 تفويضًا من قبل أشخاص لا يريدوننا أن نستسلم في غزة."
Relatedغزة: "هدنة ترامب" تُحاصر حماس.. ما هي الخيارات المتبقية أمام الحركة؟واشنطن تطالب بإقالة مقررة أممية اتهمت شركات أمريكية بدعم "الإبادة الجماعية" في غزةبينهم أطفال.. الصحة العالمية تُجْلي 23 مريضًا من غزة لتلقي العلاج في الأردن وتركياوأضاف الوزير المتطرف: "يجب ألا نوقف الحرب دون انتصار. ماذا تعتقد أنه سيحدث إذا أوقفنا الحرب الآن؟ هل ستوزع حماس الورود؟"، في إشارة إلى استمرار خطر الجناح العسكري للحركة حتى بعد أي هدنة محتملة.
وجدد بن غفير انتقاداته السابقة لاستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث قال إن السماح بذلك في أواخر شهر مايو الماضي، بعد حصار استمر نحو ثلاثة أشهر، كان "خطأً فادحًا".
وأكد أن المساعدات الإنسانية تُضعف الضغط العسكري على حركة حماس وتمنحها فرصة لإعادة التنظيم والتموضع، مضيفًا: "أشعر بالحرج لأنني كنت العضو الوحيد في الحكومة الذي صوت ضد ذلك. إذا أردنا أن ننتصر، فعلينا أن نمضي قدمًا حتى النهاية."
وتأتي تصريحات بن غفير بعد يوم من التقارير التي أشارت إلى محاولاته الضغط على زميله في الائتلاف الحاكم، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لتشكيل جبهة معارضة داخل الكنيست ضد الاتفاق، وذلك من خلال إقناع حزب الصهيونية الدينية بالانضمام إليه لمنع تمرير الصفقة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة