لفت نظري موقف المتعاونين مع المليشيا في أمبدة، بمجرد أن شعروا بترجيح كفة الجيش، هرعوا إليه وتعاونوا معه ودلوه على مواقع إخفاء التاتشرات والمؤن والذخائر وأجهزة الاتصالات.
ليس الأفراد الانتهازيين فحسب، حتى دول الجوار الانتهازية التي تعاونت مع المليشيا وواجهتها السياسية الجديدة، بمجرد تغير الأوضاع، وتوقف التمويل من الدولة اياها حذرا من الإدانات الدولية، ستنشط هذه الدول كل بروتوكولات التعاون الأمني والتبادل الاستخباري مع السودان، والبقية تعرفونها.

يستحسن لقحت التعجيل بالحوار مع القوى السياسية كلها، وأن تتنصل بسرعة من ورقة أديس الاقصائية المشبوهة، لأنها عبارة عن أمر قبض ضدها تحمله في يدها.
من كان يحمل جوازا اجنبيا لا يعتقد أنه في وضع أفضل، حلقات التعاون مع المليشيا ستتكشف، والملاحقات القانونية في أوربا وامريكا في قضايا حقوق الإنسان أو غيرها شرسة جدا، وتستيقظ بعد المعاش أحيانا.

مثال ذلك، السفير الأمريكي إيمانويل روشو، اكتشفت صلته بالأمن الكوبي بعد أربعين سنة من الخدمة وألقي عليه القبض في شاطيء ميامي وهو يمني نفسه بشيخوخة سعيدة، ولكنه سيقضيها في السجن.

أسياد المليشيا سيخارجون أنفسهم، وسيشتد الضغط عليهم في الدول الغربية بسبب مذبحة المساليت وتمويل الحرب في السودان، وسيرغبون في كباش فداء .. لذلك لا تقطعوا صلتكم بالسودان قد تحتاجون البقاء فيه، ولحسن حظكم أن فيه رجالا مثلنا يرفضون أي إختصاص قضائي ولا عقابي أجنبي داخل أراضيه، ولا يفرقون في ذلك بين جيش ومليشيا وحركات، وبين إمام جامع وناشط.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مع الملیشیا

إقرأ أيضاً:

المليشيا حاولت تطبيق نفس استراتيجية الجيش، التضحية بالأرض مقابل الاحتفاظ بالقوة

بعد انتشار المليشيا ونقلها للحرب خارج العاصمة وتهديد عدد من الولايات في آن واحد، خصوصا ولايات الشرق والوسط، استطاعت استنزاف موارد الجيش في الدفاع عن المناطق المهددة وهي موراد كان يمكنه استخدامها في معركة الخرطوم ما أدى إلى تأخير تحرير الخرطوم.

التهديد بضرب عدد من المناطق بشكل متزامن يفرض على المدافع توفير الحماية لكل المناطق المهددة على الرغم من أن العدو لا يستطيع أن يشن هجوما متزامنا عليها بسبب محدودية موارده، ولكن المدافع مضطر للحماية كل المناطق المهددة كما لو كانت تتعرض لهجوم متزامن والسبب هو عدم معرفة نوايا العدو المهاجم. هكذا كان الجيش يحتاج أن يحمي شندي والقضارف والمناقل وسنار والنيل الأبيض رغم أن المليشيا لا تستطيع مهاجمة كل هذه المناطق في نفس الوقت، ولكنها قد تهاجم أيا منها أو بعضها. هنا تعرض الجيش لنوع من تجميد الموارد، قوات وسلاح وعتاد، اضطر أن يجمدها ولا يستخدمها في الهجوم على المليشيا، ولم يتمكن الجيش من بدء الهجوم إلا بعد استنزاف المليشيا وضربها وإفقادها المقدرة على الهجوم واحتاج إلى عدد كبير من القوات والمتحركات قبل أن يبدأ الهجوم الشامل.

الآن الآية معكوسة. الجيش أصبح في وضعية هجوم ويهدد عدد من المناطق التي تسيطر عليها المليشيا، وعلى المليشيا أن تحمي كل المحاور وكل النقاط على الرغم من أن الجيش لن يهاجمها جميعها في نفس الوقت. حماية كل المواقع المهددة من الجيش يعني تجميد وتشتيت موارد المليشيا، ويضعها أمام خيارات التضحية ببعض المناطق مقابل حماية مناطق أهم. يمكن أن نفهم الانسحابات وإعادة التموضع، بغض النظر عن كونها هزائم، في هذا الإطار. المليشيا حاولت تطبيق نفس استراتيجية الجيش، التضحية بالأرض مقابل الاحتفاظ بالقوة، وذلك على أمل تحطيم قوة الجيش ثم الهجوم مرة أخرى. ولكن مع التراجع والخسائر التي تتعرض لها وفشلها في منع هذه الخسائر وإيقاف تقدم الجيش، فإن هذه الاستراتيجية فاشلة، والمليشيا مليشيا في النهاية ولا تستطيع أن تحاكي الجيش والدولة. الجيش انكمش ودافع واستنزف المليشيا واستعد وجهز قواته وتسليحه ثم شن هجومه المضاد. إستطاع أن يفعل ذلك لأنه كان يملك العمق اللازم لذلك، يملك الدولة ومساحة جغرافية آمنة للحركة، يملك منفذا بحريا ومطارات، ويملك مؤسسات وعلاقات خارجية وحاضنة شعبية قوية. المليشيا لا تملك كل هذه المقومات، ولذلك ستفشل في الدفاع مثلما فشلت في الهجوم.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • النواب العموم العرب تطلق برنامجها التدريبي من الغردقة برعاية مصرية
  • شَـعرَة معاوية بين السُّـودان والإمـارات
  • المليشيا حاولت تطبيق نفس استراتيجية الجيش، التضحية بالأرض مقابل الاحتفاظ بالقوة
  • الأمين العام لوزارة الدفاع السودانية يلتقى نظيره الماليزي على هامش معرض “ليما 2025
  • المليشيا المتمردة قامت بتصفية المفتش العام للجيش السوداني منذ الشهر الأول
  • علي النعيمي يبحث التعاون البرلماني مع الهند
  • الصحة: تفعيل بروتوكول التعاون مع السودان بشأن مكافحة البعوضة الناقلة للملاريا
  • المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الإدارية يدعم جهود السودان في مرحلة اعادة الاعمار
  • الرئاسي يرحب بمقترح بوتين لعقد أول قمة عربية – روسية في أكتوبر المقبل
  • هشام العيسوي يحصل علي جائزة التميز العربي 2025 في المعرض العربي الأول للاستدامة