لجريدة عمان:
2025-05-31@04:41:11 GMT

نوافذ :الكف.. بين بسط وقبض

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

[email protected]

جميعنا -كما أتوقع- يعي أن من بيده البسط والقبض هو الله سبحانه وتعالى، ولكن الله تعالى أعطانا الكثير من الفرص لنمارس من خلالها هذين الفعلين (البسط/القبض) وأنشطتنا على اتساع رقعتها لا تخلو من ذلك، ففي كل حركة وتوقف هناك قبض وبسط، في حالات الرضى «السعادة» وفي حالة القنوط «التعاسة» ولأننا تتجاذبنا الكثير من المشاعر، والكثير من ردات الفعل النفسية؛ فإنه؛ ربما قد تكثر عندنا حالات القبض أكثر منها حالات البسط، مع أن حالات القبض زمنها الذي نقضيه معها صعب للغاية، ومؤلم عندما نستحضر ثقله على النفس، وعندما نمارسه على الآخر من حولنا، وإن لم نشعر بمعاناة هذا الآخر.

ينظر إلى كلا الأمرين (البسط/ القبض) إلى أنهما متعلقان بالحالة النفسية عند كل منا، أكثر من أنها حالة ميكانيكية، يتم توظيفها حسب المزاج، ولأن المسألة نفسية بالدرجة الأساس -حسب الفهم- فإنه كثير ما نفشل في المواقف الصعبة، أو الفجائية، ففي الوقت الذي يتوقع منا الآخر حالة البسط؛ نصدمه بالقبض، والعكس أيضا صحيح، نمارس ذلك ليس بحول منا، وإنما انعكاس للحالة النفسية التي نعيشها، ولذلك نقحم -ونحن معذورون- بإطلاق أحكام مبالغ فيها، في كثير من الأحيان على من حولنا، ونصفهم بأوصاف قد لا تكون دقيقة، فقط لأنهم أظهروا أمامنا وجوها عابسة، أو بخلا مجردا -ماديا، شعوريا- أو أنانية مفرطة، أو نصيحة كنا نحتاجها في لحظة حرجة، أو ومضة لخبرة من تجربة حياة، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.

لماذا الـ«الكف»؟ هو مقاربة مادية لتجميع فعل الخير عبر هذا الكف الذي يوصلنا إلى الآخر عبر مصافحته، عبر التصدق إليه، عبر العفو عن أخطائه، عبر توديعه، عبر التودد إليه، عبر التوافق معه، عبر التعاون معه، عبر تأييده، عبر رفض مواقفه، عبر إيصال رسائلنا إليه، فالكف تجميع لمثل كثيرة؛ أغلبها سامية، وتعقد مع هذا الآخر صفقات من الود، والاحترام والتقدير، ومن ذلك فهو يحتلّ هذه الرمزية المهمة، وهذه المكانة التي يجير فيها مختلف العلاقات بين البسط والقبض، نعم، قد ينافسه الوجه في بعض إبداء المشاعر، وهي المشاعر التي يفضح بها النفس المختلجة بكثير من الشعور، ولكن يبقى الكف هو محور الكثير من صفقاتنا الإنسانية مع الآخر، ولن نتحدث عن السلبية هنا.

تظل المراوحة بين (البسط/ القبض) سلوكا ديناميكيا في ظاهره، ولكن تظل النفس هي التي تعتلج به، وهي التي تتقدم به عبر الكف، فلن تستطيع أن تمد كفك للآخر وأنت تحمل في نفسك عليه الكثير من العتاب أو الغضب، ولن تستطيع أن تمد يدك بعطاء لفرد يتوسل إليك دون أن تطمئن نفسك لصدقه، ولن تستطيع أن تمتد كفك لجماعة تشاركها العمل على تنفيذ اتفاق ما؛ دون أن تكتمل عناصر هذا الاتفاق، ولن تستطيع أن ترفع كفك لتوديع شخص ما دون أن يلقي عليك آخر كلمة لمعنى الرحيل، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.

قد يتدخل العرف الاجتماعي، أو الثقافة، أو الالتزام الرسمي في موضوعات (البسط/ القبض) فليس كل شيء يتاح له أن يُبْسَطْ، وليس كل شيء يتاح له أن يُقْبَضّ، وإن مثل هذا التحجيم في ممارسات نسبية ضئيلة، لكنها تظل حاضرة في هذا الجانب من الممارسات في مختلف الأوساط، وخاصة الاجتماعية منها، فليس هناك بسط مطلق لكثير من الأحاديث المتناقلة بين الناس، وليس هناك قبض مطلق لكثير من المعلومات والنصائح التي يستفيد منها الناس، فابسط كفك تكن أفضل الناس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من تستطیع أن

إقرأ أيضاً:

السوداني: إيران تستحق منا الكثير ولذلك أصبحت جسراً لها مع العرب

آخر تحديث: 28 ماي 2025 - 10:12 ص بغداد/ شبكطة أخبار العراق- قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن حكومته عقدت جلسات حوارية بين ايران وثلاث دول عربية، مؤكدا ان العراق الجديد لا يقبل أن يكون تابعًا لأحد.وذكر السوداني في مقابلة مع صحيفة الأهرام المصرية ، “فضلنا أن نكون جسرًا للحوارلصالح إيران لا ساحة تصفية حسابات”، مبيناً “عقدنا جلسات ما بين السعودية وإيران والأردن وطهران ومصر وإيران”.وأضاف، ” نحن نتذكر لإيران أنها وقفت معنا في حرب داعش 2014 “، لافتا إلى أن ” ما يميز العراقي لديه اعتزازًا ببلده وعزة نفس وكرامة لا تسمح له أن يكون أسيرًا أو تابعًا لأحد”.وتابع انه ” لا نريد من سوريا سوى تطبيق الاتفاقيات والحفاظ على سوريا موحدة مستقرة وأن تتصدى للإرهاب”، مؤكدا ” سددنا الثغرات التي كان يتسلل منها خصوم العراق ونجحنا في تحقيق إنجازات على الأرض أعادت الثقة للمواطن”.وأشار إلى أن ” الفساد كان كبيرًا وهناك جهود تُبذل لتحقيق نهضة والمواطن يشعر بالثقة”، مبينا أن “أداء الحكومة حرك اهتمام الشباب والأجيال الجديدة بأهمية المشاركة في الانتخابات”.وتابع: ” نحن لم ننجز البنية التحتية فقط ولم يقتصر جهدنا على البناء والتعمير فقط بل شيّدنا بنية معلوماتية”، مشيرا إلى أن “العراق عاد ليستأنف دوره في قيادة العالم العربي”.وبين أن “العراق الجديد لا يقبل أن يكون تابعًا لأحد”، مؤكدا أن ” العراق قوي ومستقر”.

مقالات مشابهة

  • رغم ضغط ترمب .. لماذا لا تستطيع «أبل» تصنيع «آيفون» في أميركا؟
  • لدولة أجنبية صديقة.. كشف تفاصيل فخ نصب وقبض فيه على موظف استخباراتي أمريكي بقضية تسريب وثائق حساسة
  • الحج .. رحلة الروح إلى اليوم الآخر
  • خلدون المبارك: «السيتي» سيعود بقوة مع الكثير من الإيجابيات
  • ولي العهد: الكثير من المواهب محليا لم تأخذ حقها كرويا بسبب سوء الإدارات
  • ترشيح البوستر الرسمي لفيلم عائشة لا تستطيع الطيران ضمن الأفضل بجوائز لوسيول
  • ظاهرة غريبة بالصويرة.. الرمال تزحف على المجال الحضري ومطالب بتدخل العامل الجديد (صور)
  • الاردن…والاستقلال، من بعد نفسك عز صاحبك..!
  • مدبولي: لدينا الكثير من الفرص الاستثمارية.. ويتعين ترجمتها إلى استثمارات أجنبية مباشرة
  • السوداني: إيران تستحق منا الكثير ولذلك أصبحت جسراً لها مع العرب