حالة من الدهشة تسيطر على الجميع، عندما يسمعون أن هناك قرية مصرية خصصت بالكامل للسيدات، إذ في البداية يظن الكثيرون أنها ربما حكاية خيالية، ولكن في الحقيقة هذه القرية بالفعل تقع في محافظة أسوان على بُعد أمتار من مركز أدفو، إذ تسكنها السيدات المطلقات والأرامل، بعد تحويلها من صحراء جرداء إلى جنة خضراء، إنها قرية «السماحة».

مناطق زراعية عديدة تضمها قرية «السماحة» وخصصتها الوزارة لتلك النسوة لكي يقمن بزراعتها وأيضا تربية الدواجن والحيوانات المختلفة حتى يتمكنوا من توفير مصدر رزق لهن، إذ قامت الوزارة بمنح كل سيدة موجودة بتلك القرية منزلا وقطعة أرض مساحتها تصل إلى 6 أفدنة، وفقا لما ذكره المسؤول على المركز الإعلامي لمحافظة أسوان في حديثه لـ«الوطن».

كانت «قرية السماحة» في البداية مجرد فكرة تابعة لوزارة الزراعة وبعد ذلك تولت المحافظة مسؤولية القرية، التي تم بالفعل إنشاؤها وتفعيلها للسيدات المطلقات والأرامل، وفقا لما ذكره اللواء أشرف عطية محافظ أسوان خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «التاسعة»، المذاع على قناة الأولى، مشيرا إلى أن النساء عندما يتحملن المسؤولية يكن على أعلى مستوى ويحققن نتائج مذهلة.

يتم تقديم كل أوجه الدعم لسيدات قرية السماحة، وذلك يكون بالتزامن مع توفير الخدمات سواء كانت صحية أو اجتماعية أو تثقيفية والمرافق العامة المتنوعة ضمن مشروعات «حياة كريمة» من أجل توفير مختلف أوجه الدعم للمرأة المعيلة داخل هذه القرية.

الخدمات المتوفرة لسيدات القرية 

خدمات مختلفة وفرتها محافظة أسوان لسيدات قرية السماحة منها توفير برامج التمكين الاقتصادي والثقافي والصحي والاجتماعي، وذلك يكون من خلال برامج الإقراض، من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية من أجل المساعدة في رفع قدرات سيدات القرية، وفقا لما ذكرته الدكتورة مرفت السمان، رئيس وحدة السكان بالمحافظة، مشيرة إلى أنه يتم أيضا إتاحة قروض ميسرة للسيدة المعيلة في القرية، وذلك بفترة سماح وبدون فوائد.

قرية السماحة بأسوان 

كواليس عديدة كشفها إبراهيم السيد، أحد أبناء سيدات قرية السماحة في حديثه لـ«الوطن»، قائلا إن بالفعل القرية تسكنها السيدات الأرامل والمطلقات برقفة أولادهن، إذ سلمت الوزارة لكل من هذه السيدات منزلا خاصا بهن وقطعة أرض من أجل مساعدتهن على توفير قوت يومهن دون اللجوء إلى أحد: «أنا واحد من أبناء سيدات القرية اللي استلموا منازل من المحافظة وفعلا جينا هنا عشنا مع أمي لما كنا صغيرين». 

بعد وفاة والد «إبراهيم» ذهبت والدته للعيش بقرية السماحة، إذ في البداية كانت تسيطر عليها حالة من الخوف والقلق، نظرا لتواجد القرية في مكان بعيد عن المدينة، ولكن مع مرور الوقت اعتادت السيدات على العيش بالقرية: «أمي لما أبويا اتوفى مارضتش تتزوج تاني، وجات هنا القرية وهى اللي كانت بتزرع وتجني الأرض وإحنا كنا بنساعدها لغاية لما ربتنا منها وكبرنا وفتحنا بيوت».

يعيش داخل القرية في الوقت الحالي أبناء السيدات المطلقات والأرامل، فالبعض منهم أصبح لديه أحفاد: «القرية حاليا بيعيش فيها الستات وأبنائهن بعد لما كبروا في منهم اللي اتزوجت وبقى فاتح بيوت وفي اللي عنده حاليا أحفاد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأرامل محافظة أسوان

إقرأ أيضاً:

حكاية موت يتكرر في غزة: أشرف شبات وعماد عبد الجواد 

بعد أن غرز  الجوع  انيابه في أمعاء أطفالهم في خيام النزوح ومراكز الايواء في رحلة نزوح مؤلمة حملتهم من بلدة بيت حانون التي طالما كانت تتربع بزهوٍ على سلة خضار  طيب المذاق تعرفه قرى ومدن محافظات غزة ، حمل عشرات  الالاف من ابناء البلدة كسواهم ما خف من امتعتهم نزحوا في بداية العدوان إلى الجنوب لكنهم عادوا إلى بلدتهم التي ترعرعوا في مروجها الخضراء حاولوا ترميم بيوتهم المدمرة وزراعة  حواكيرهم ومئات الدونمات لكن العدوان باغتهم مرة اخرى واضطروا لتجرع كأس النزوح مرة اخرى وهذه المرة نصبوا خيامهم  البالية في شوارع مدينة غزة وحطوا الرحال في بعضٍ مراكز الايواء المزدحمة .
 الشاب / اشرف احمد شبات 
ورفيق رحلته الأخيرة الدكتور / عماد عبد الجواد ابو زريق ، مع اشتداد جائحة المجاعة وبعد أن بات الجوع ينهش أمعاء أطفالهم ، ذهبوا عدة مرات يبحثون عن ما يمكن العثور عليه لسد الرمق في منطقة تطل على بلدتهم بيت حانون نجحوا مرات رغم ازيز الرصاص ودوي المدافع، لكنهم صباح يوم الجمعة الموافق ٢٠ / ٦ /٢٠٢٥ ذهبو بصمتهم المعتاد  جمعوا ما تيسر لهم من أوراق الشجر وبعضٍ مما زرع ، لكنهم لم يعلموا ان شبح الموت يخيم فوقهم في طريق العودة وهناك على شارع صلاح الدين  حيث تتمركز في السماء  طائرات الموت باغتتهم  بصاروخ مزق اجسادهم  التي تناثرت وغدت أشلاء دون أن يعلم أحد عن هذا المصير مثلهم مثل المئات الذين يقتلون يومياً بقصف وقنص لا يتوقف، على وقع الامل كان الأهل ، آبائهم وأمهاتهم اخوتهم وزوجاتهم واطفالهم والجوع ينهش أمعائهم ينتظرون بقلق لهذا الغياب المقلق  ، اهالي غزة اعتادوا  أن مثل هذا الغياب لما بعد غروب الشمس وحلول الظلام ينبىء بالخبر  السيئ فبدأ ذوي اشرف وعماد  بالبحث والتحري عن المكان المتوقع توجههم اليه ناشدوا  الجهات الدولية الصليب الأحمر والهلال الأحمر  البحث عنهما والمساعدة في الحصول عن اي معلومة يمكن الاستفادة منها لكن دون جدوى ، حينها قررت عائلة اهل الشهيد اشرف شبات البحث بأنفسهم عنهما وفي صباح يوم السبت ٢١/٦/٢٠٢٥ ذهبا تحت هدير الطائرات وأزيز  الرصاص تحت غطاء من الكواد كابتر  اللعينة  وبعد استفسارات من بعض سكان المنطقة الذين ما زالوا تحت الخطر تبين ان المنطقة تعرضت لقصف عنيف وان جثثٍ لمجهولين تطايرت في المكان عصر  يوم الجمعة مما زاد من  الريبة والشك لمصير أبناءهم المتوقع ،في ساعات مساء الجمعة كان الليل يلف المنطقة  وتنتشر بها عدد كبير من الكلاب الضالة  التي تنهش جثامين الشهداء كل يوم وبسبب صعوبة الوضع عاد الشباب دون العثور عن من يبحثون ، لكن بعض الشباب من ال شبات قرروا المحاولة  يوم السبت  رغم شبح الموت وقد عززت شكوكهم المحزنة عندما شاهدوا الكلآب تتقاطر مجموعات على زوايا معينة تلتهم الأشلاء ، خاطروا  بحياتهم وتنقلوا من بيت لبيت بحذر شديد وبخطر أشد حملوا معهم ادوات تساعدهم على حمل جثامين الشهداء  مثل كروسة يد وبطانية وعصي لمواجهة الكلآب  التي باتت تسرح وتمرح في  المنطقة دون رادع  وقد غدت منطقة تسكنها الأشباح ، بحث الشباب على اطراف الشوارع وجذوع الشجر هناك  كانت اشلاء الشهيد  اشرف شبات متناثرة حيث تعرف شقيقه عليها  من هويته الشخصية وبطاقة الصراف  التي مزقتها الشظايا  وعلى بعد أمتار قليلة تم العثور على جثة رفيقه الدكتور عماد ابو زريق متناثرة الأشلاء على اطراف الطريق ، جرى كل ذلك في مغامرة تتكرر كل يوم للبحث عن مفقود سرعان ما يكون قطيع الكلاب هو الدليل القاطع على وجود اشلاء بشرية في الجوار ، جمعوا اشلاء من احبوا لفوها بالبطانية ووضعوها على الكروسة  وطائرات الاكواد كابتر تزأر وترشق رصاصها المسموم في كل صوب ،   لكن بفعل عزيمة الشباب وقوة روابط الاخوة نجحوا في تأمين وصول جثث الشهيدين إلى غرب مستشفى الدرة ، لكن المفاجئة التي تدمع لها العيون كانت   اثناء تجميع الجثث كل على حدة بان قدم احد الشهداء لا زالت ناقصة وبقيت في المكان فقرر شقيقه الا  يتركها  لتنهشها الكلآب وعاد مخاطراً  إلى ان استعادها لتكتمل الجثة باطرافها الاربع  ، انها قدم الشهيد هذه هي اشرف من رأس كل الذين يستخفون  بأرواح الناس ودماء الأطفال ويعتبرونها من شرفات فنادقهم خسائر تكتيكية يمكن اعادة إنتاجها ،،  وبعد ان تمت عملية استعادة الجثامين بدت  إجراءات التشييع والدفن في وداع مؤلم وقاسٍ من ذوي الشهداء ومواراتهم الثرى في مقبرة الشيخ رضوان ،، هنا حيث كما قلت في مقال سابق ( انه موت وخراب ديار ) ، حيث لايمكن ان تضع الميت في قبره ليستريح الا بعد دفع مبلغ 1000 شيكل ثمن لكل قبر وبالطبع دون ان تحصل على ايصال ولا حتى معرفة هوية الجهة التي تتحصل هذا المبلغ دون وصل دفع لأي جهة رسمية  يمكن  مساءلتها، اليوم الثلاثاء ذهبت لعزاء اسرة شبات التي اعرفها واعتز بها منذ ان كنت ازروهم في بيت حانون حيث العز وحسن الاستقبال وكرم الضيافة زرتهم اليوم معزياً باستشهاد نجلهم في مركز ايواء والده المكسور غلبت التجاعيد جبينه والدموع كادت ان تتحجر في مقلتيه و الابتسامة وخفة الظل التي كانت تميزه غابت ، ويبدو انها لم تغب عنه وحده بل عنا جميعاً، بعد ان ترك مصيرنا بيد الجهلاء والمراهقين والمراهنين على الأوهام .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من مقالات وآراء الكُتاب أميركا لا تزال دولة إمبريالية إيران إلى أين؟ الضــربــة الأمـيركـيـة بأدواتها الاستراتيجية الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء جديدة لعدة مناطق في خانيونس حماس تكشف حقيقة وجود "تقدّم" في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأربعاء 18 يونيو بالصور: 34 شهيدا وعشرات الإصابات برصاص وقصف إسرائيلي على غزة اليوم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • خامنئي: المواقع بالكامل في إسرائيل كانت تحت مرمى صواريخنا
  • منتخب العراق للسيدات يحقق أول فوز في تاريخه بتصفيات كأس آسيا
  • القومي للمرأة بمطروح: نعمل على دعم السيدات في القرى والنجوع وتمكينهن اقتصاديًا واجتماعيًا
  • اليوم .. منتخب السيدات العراقي أمام نظيره المنغولي
  • الموساد الإسرائيلي: حققنا أهدافا كانت تبدو خيالية
  • منتخب العراق للسيدات يواجه منغوليا في تصفيات كأس آسيا اليوم
  • شهداء لقمة العيش.. الحزن يخيم على قرية الترامسة بقنا عقب غرق شابين بأسوان
  • برقم الجلوس.. الآن نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في أسوان
  • «غاف يام نيغيف».. القرية الذكية في بئر السبع تتحول إلى ساحة نيران
  • حكاية موت يتكرر في غزة: أشرف شبات وعماد عبد الجواد