أخبارنا المغربية ــــ ياسين أوشن

"المغرب تحذوه رغبة تعزيز التعاون مع دول الساحل"؛ هذا ما كشفت عنه صحيفة "جورنال دو ديمونش" قبل أن تضيف أن "النفوذ الجزائري ينهار في المنطقة ذاتها".

وفي هذا الإطار؛ زادت الصحيفة نفسها أن "المغرب يقدم رؤية أكثر بناءً ووحدة لدول الجوار، بفضل مبادرات الملك محمد السادس لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد".

المصدر عينه أردف أن "السلطات العسكرية في مالي، التي تولت السلطة في غشت 2020، قررت الخروج عن اتفاق السلام الموقع عام 2015 بالجزائر العاصمة، بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة في شمال البلاد، التي تتكون أساسا من الطوارق/المتمردين".

وتابعت: "تتهم باماكو الجزائر بتفضيل مطالب الاستقلال للطوارق على حساب وحدة وسيادة مالي"، مضيفة، نقلا عن الكاتب والأكاديمي الفرنسي "ألكسندر ديل فالي"، أن "الجزائر خلقت مشاكل مالية وتلاعبت، في كثير من الأحيان، بالانفصاليين في شمال مالي بمنطق فرق تسد".

"إن الجزائر، التي تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، تكافح من أجل الحفاظ على قيادتها في منطقة الساحل، في حين أن عزلتها في الواقع تزداد"، تقول الصحيفة ذاتها قبل أن تردف أن "موريتانيا، التي تشترك في حدود طويلة مع الجزائر، رفضت عرض التقارب الذي تقدمت به الجزائر، مفضلة التوجه صوب المغرب".

وعليه؛ ذكّر المصدر بكون "العلاقات بين الرباط ونواكشوط شهدت تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة، خاصة بفضل الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى موريتانيا سنة 2006، التي مكنت من إعادة إطلاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات".

كما كشفت، في هذا الإطار، أن "المغرب، الذي انضم مرة أخرى إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2017، أظهر طموحا قاريا ورغبة في تعزيز علاقاته مع دول الساحل، التي تواجه تحديات متعددة، مثل الفقر والإرهاب والتغير المناخي وغيرها".

هذا وأشارت JDD إلى أن "الملك محمد السادس أطلق، نهاية دجنبر 2023، مبادرة غير مسبوقة تروم إحداث منطقة للتبادل الحر بين المغرب ودول مجموعة الخمس في الساحل (مالي، بوركينا فاسو، النيجر وتشاد)، والتي ستستفيد بالتالي من امتياز الولوج إلى المنطقة".

"إن المملكة ملتزمة بتوفير البنية التحتية، من طرق وموانئ وسكك حديدية للدول الشريكة، وكذا تشكيل فريق عمل لتعزيز التنسيق الأمني بالمنطقة، في مواجهة تهديد الجماعات الإرهابية. وتشكل هذه المبادرة، التي لاقت استحسانا من الدول المعنية، انتكاسة قاسية للجزائر التي شهدت تراجعا نفوذها في المنطقة"، يوضح المصدر.

هذا واستقت الصحيفة نفسها تحليل الأكاديمي السالف ذكره؛ إذ "قارن بين استراتيجيات المغرب والجزائر في منطقة الساحل. ووفقه دوما؛ فإن المغرب ينتهج نهجا يقوم على اتفاقيات مربحة للجانبين، تهدف إلى تعزيز تنمية واستقرار البلدان المجاورة، مع تعزيز مكانته الدبلوماسية والاقتصادية".

وخلصت صحيفة "جورنال دو ديمونش"، نقلا عن الأكاديمي عينه، إلى أن "الجزائر، من جانبها، تكتفي بدعم الحركات الانفصالية ومعارضة المبادرات المغربية، دون تقديم حلول ملموسة لمشاكل المنطقة"، موردة أن "المغرب يتمتع برؤية أكثر حداثة وواقعية من الجزائر، التي تظل أسيرة منطق المواجهة والتنافس العقيم".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

السفير هلال يجلد الكبرانات : الجزائر تعاني فصام سياسي مزمن لا شفاء منه في قضية الصحراء

زنقة 20. الرباط

كانت الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، التي اختتمت أشغالها بمدينة ديلي في تيمور الشرقية، مسرحا للسجالات المعتادة بين المغرب والجزائر، التي تجلت في جلستين مخصصتين لحق الرد.

فقد ثار رئيس الوفد الجزائري، الذي ظل وفيا لهجماته اللاذعة، واستفزازاته الشرسة، وادعاءاته الباطلة، ضد ما وصفه “استهداف بلاده” في خطاب المغرب، متذرعا بكون الجزائر ليست طرفا فاعلا في النزاع حول الصحراء المغربية.

وفي رده، أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أنه “لم يقم سوى بالتذكير بوقائع وأحداث واقعية تتحمل الجزائر مسؤوليتها علنا”. وأضاف متسائلا: “من أنشأ +البوليساريو+؟ بالطبع الجزائر. أين يوجد هذا الكيان؟ على التراب الجزائري. من يموله؟ الجزائر. من يقود الحملات الدبلوماسية ضد المغرب؟ الجزائر أيضا”. ولهذا السبب، يضيف السفير، ورد اسم الجزائر خمس مرات في كل واحد من قرارات مجلس الأمن الأخيرة.

وفي معرض رده على الادعاء بصفة “ملاحظ” للجزائر، لاحظ السفير أن “الجزائر تعاني، للأسف، من فصام سياسي مزمن لا شفاء منه. فهي تدعي أنها ليست طرفا، لكنها تعترض، منذ ثلاث سنوات، على استئناف العملية السياسية، مما يعيق تسوية هذا النزاع الإقليمي”.

وانتقد السيد هلال استخدام الدبلوماسي الجزائري “لقاموس عفا عليه الزمن، إذ أن الخطاب الجزائري توقف عند سنة 2000، متغاضيا عن كل التطورات الهامة التي شهدها هذا الملف خلال السنوات الخمس وعشرين الأخيرة”، متسائلا: “لماذا تغفل الجزائر عن الإشارة إلى قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2000؟”

وتابع بالقول إن “الجزائر لا تشير إليها لأنها تناقض الأسس التي تقوم عليها مواقفها، إذ تؤكد هذه القرارات إقبار خيار الاستفتاء، من خلال الاعتراف بوجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وتلقي بالمسؤولية المباشرة على الجزائر، وتسجل الزخم الدولي المتزايد لصالح المبادرة المغربية. وهي أمور لا تزال الجزائر ترفض الإقرار بها، متمسكة بخطاب متحجر يركز فقط على بدايات هذا النزاع، دون مواكبة تطوراته الدبلوماسية الإيجابية إلى اليوم”.

وردا على مزاعم الدبلوماسي الجزائري بأن بلاده كانت ولا تزال “قبلة لحركات التحرر الإفريقية”، قال السفير هلال: “ربما كان ذلك مجرد أسطورة خلال ستينيات القرن الماضي، أما اليوم، فالجزائر أصبحت مرتعا لعدم الاستقرار، وللجماعات الإرهابية، والنزعات الانفصالية، ولكل من يريدون حمل السلاح ضد بلادهم”، معربا عن الأسف لكون “سياسة زعزعة الاستقرار التي تنهجها الجزائر في المنطقة المغاربية والساحل قد فتحت الباب على مصراعيه أمام إرهاب القاعدة و”داعش” في إفريقيا”.

وفي ختام مداخلته، دحض السيد هلال الخطاب المتباهي لرئيس الوفد الجزائري بشأن “الحق في تقرير المصير”، مذك را إياه بأن “الجزائر، ولكي ت ضفي المصداقية على خطابها، يجب أن تمنح هذا الحق أولا لأولئك الذين يعيشون على ترابها، الشعب القبايلي، الذي تعود مطالبته بحقه في تقرير المصير إلى ما قبل تأسيس الدولة الجزائرية نفسها”.

مقالات مشابهة

  • السلطات السورية تغلق بحضور ممثلين عن المغرب المباني التي استخدمها انفصاليو “البوليساريو” في دمشق
  • الجزائر وبلجيكا يبحثان تعزيز وتعميق التعاون في كافة المجالات
  • وزير الخارجية الجزائري يؤكد: لن نسمح بالعبث بأمن واستقرار جوارنا في منطقة الساحل
  • أرنولد ينهار باكيا أمام جماهير ليفربول .. فيديو
  • ضابط سابق في الجيش الجزائري: خسرنا 500 مليار دولار من أجل عرقلة تقدم المغرب
  • المغرب يُفشل مناورات الجزائر لنقل مقر الأمانة العامة للإتحاد العربي من دمشق إلى الجزائر
  • الطالب الجزائري.. أدوار متجددة في عالم متحوّل
  • الفريق أول شنقريحة: الجزائر ستظل رقما فعالا في الأمن والسلام بالساحل
  • السفير هلال يجلد الكبرانات : الجزائر تعاني فصام سياسي مزمن لا شفاء منه في قضية الصحراء
  • هلال : الشعب القبايلي يطالب بالاستقلال قبل قيام الدولة الجزائرية