ضابط سابق في الجيش الجزائري: خسرنا 500 مليار دولار من أجل عرقلة تقدم المغرب
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
زنقة 20 ا الرباط
في مداخلة وصفت بالمثيرة خلال فعاليات “العيون عاصمة المجتمع المدني المغربي”، كشف المعارض الجزائري أنور مالك، الضابط السابق في الجيش الجزائري والحقوقي والإعلامي المعروف، عن معطيات صادمة بخصوص سياسة النظام الجزائري تجاه المغرب، متحدثا عن هدر يفوق 500 مليار دولار من خزينة الدولة فقط من أجل عرقلة تقدم المملكة.
وأوضح مالك خلال القاء الذي عقد يوم أمس بالعيون، الذي سبق له زيارة الأقاليم الجنوبية للمغرب في أكثر من مناسبة، أنه صُدم من واقع التنمية والاستقرار الذي يعيشه سكان هذه المناطق، خلافا لما نشأ عليه ككثير من الجزائريين الذين تربوا على خطاب رسمي يصور الصحراء المغربية كمنطقة “محتلة”. وقال في هذا الصدد: “لمست بأم عيني تشبث السكان بهويتهم المغربية واعتزازهم بانتمائهم الحضاري والتاريخي”.
في المقابل، عبّر عن أسفه لما وصفه بالوضع المأساوي لسكان مخيمات تندوف، الذين يعيشون منذ أكثر من نصف قرن في ظروف لا تليق بالكرامة الإنسانية، قائلا: “كنت شاهدا على معاناتهم كضابط سابق خدم هناك”.
وفي شهادة مثيرة، نقل مالك عن جنرال جزائري سابق التقاه في باريس، أن “الهدف الوحيد من سياسات العداء تجاه المغرب هو منعه من التقدم”، وهو ما اعتبره دليلا على أن الأمر لا يتعلق بمصالح وطنية، بل بحسابات نظام يخشى أن يُفضح بفعل نجاحات الجار المغربي.
وأكد مالك أن الأموال الضخمة التي أُهدرت على هذا الصراع، استُخدمت في شراء الذمم ودعم الانفصاليين، بدل أن تُوظف في تنمية الجزائر وتحسين ظروف شعبها. كما أشار إلى أن الخسائر لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تشمل أيضا تدهور صورة الجزائر دوليا وخسارة علاقة تاريخية مع المغرب.
وعبّر الحقوقي الجزائري عن قناعته بأن الشعب الجزائري بطبيعته وحدوي، ولا يتبنى الرواية الرسمية حول الصحراء المغربية، لكن الاستبداد يمنعه من التعبير، مضيفا: “نعيش تحت نظام استبدادي، لا تلوموا الشعب على ما لا قدرة له على تغييره”، مستحضرا سنوات “العشرية السوداء” التي حصدت أرواح مئات الآلاف.
وختم أنور مالك مداخلته بأمل في مستقبل مغاربي موحد، قائلا إن “مدينة العيون، التي أعتبرها عيون شمال إفريقيا، يمكن أن تتحول من رمز للخلاف إلى رمز للوحدة”.
وتعد تصريحات مالك ضربة قوية للبروباغندا الرسمية الجزائرية، ورسالة واضحة تدعو إلى إعادة النظر في السياسات المكلفة التي تنتهجها الجزائر في ملف الصحراء المغربية، في ظل أوضاع داخلية واقتصادية خانقة يعيشها الشعب الجزائري منذ سنوات.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
ضابط سابق بجيش الاحتلال: حماس تساهم إعلاميا بتعميق انقسام الإسرائيليين
بعد مرور عام ونصف على العدوان على قطاع غزة، لا يزال الانقسام الداخلي في مجتمع الاحتلال، متواصلات فالأزمة الاجتماعية، والاستقطاب السياسي، لهما تأثير مماثل على ما تنقله القوى المعادية لها لجمهورها، لاسيما المظاهرات ضد الحكومة، ومسألة الأسرى، ولعب حركة حماس إعلاميا على تعميق الانقسام.
الضابط في جيش الاحتلال، شاؤول بارتيل، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، ومركز الدراسات الشرقية بجامعة لشبونة، ذكر أن "مظاهرات الاسرائيليين، والتصريحات القاسية المؤيدة والمعارضة لمواقف الحكومة، تظهر بصورة دائمة على مواقع حماس الإعلامية، التي تقدم صورة عن مجتمع الاحتلال المشوه المتعب والمتفكك، مما يجعل الحركة تسأل جمهورها: لماذا نحن أول من يجب أن يرمش، على اعتبار أن تداعيات الانقسامات الداخلية بين الإسرائيليين تزيد قدرتها على الصمود في وجه الحرب المنهكة".
وأضاف في مقال نشره مركز بيغن- السادات للشئون الاستراتيجية، وترجمته "عربي21" أن "حماس تفسر الانقسامات الاجتماعية بين الإسرائيليين، خاصة حول قضايا التجنيد، وثمن صفقة الرهائن، والانقلاب القانوني، باعتبارها أزمة وضعفا إسرائيليا يعزز روحها القتالية، ومن أجل إقناع الرأي العام الفلسطيني بصواب موقفها، تحرص الحركة على تسليط الضوء على الانقسامات الاجتماعية في دولة الاحتلال، فلا يكاد يمر يوم دون أن نرى مقالا افتتاحيا أو إخباريا يقدم مظاهرات المحتجين ضد الحكومة، مع المبالغة في التصريحات القاسية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتسليط الضوء عليها".
وأشار إلى أنه "عند قراءة الأخبار التي تبثها الوكالات الاعلامية المؤيدة لحماس يشعر القارئ أن دولة الاحتلال في طريقها للانهيار والتفكك من الداخل، مما يجعل الحركة تعتقد أن انتهاء الحرب لصالحها مسألة وقت فقط، ولتحقيق هذه الغاية، تسعى حماس لدعوة الجمهور الإسرائيلي لزيادة وتيرة المظاهرات، ونطاقها، وانتشارها، كما دأبت مواقعها الإخبارية على نشر كلمات الرهائن الذين يتم إطلاق سراحهم، ويهاجمون فيها نتنياهو، والتأكيد على أن الضغط العسكري سيؤدي لقتل من بقي من المختطفين في غزة".
وأوضح أن "حماس تسعى لتعميم ما تصفها برسائل الوعي التي تريد إيصالها للجمهورين اللذين تتواصل معهما، أولهما الجمهور الإسرائيلي الذي دأبت على بث مقاطع فيديو للرهائن باللغة العبرية، وتوزع على نطاق واسع، بهدف الضغط على حكومته للموافقة على شروط حماس، والتشكيك بتقديرها العسكري والسياسي".
وأضاف أن "الجمهور الثاني هو الفلسطيني الذي يتلقى ترجمة كاملة للكلمات إلى اللغة العربية، وأن يواصل التحلي بالصبر، ومنح حماس مزيدا من الوقت لكسر الحصار، والاعتقاد أن دولة الاحتلال ستحطم نفسها إذا بذل مزيدا من الضغط والحرب النفسية على جمهورها عبر قنوات التواصل الاجتماعي المتعددة".
وبدا واضحا أن "إعلام حماس ركز على جهود الرئيس دونالد ترامب، وإرسال إشارة للرأي العام الفلسطيني بأنه سيمل في مرحلة ما، وسيجبر إسرائيل على التوصل لاتفاق بروح شروطها، مما سيزيد من تفاقم الأزمة الداخلية لديه، وتظهره مجتمعا منقسما وممزقا وبلا استقرار، بسبب لعنة احتلال شعب آخر".
ودأبت الحركة على "الاقتباس من مقالات الكتاب الاسرائيليين المعارضين للحكومة، لاسيما من صحيفة هآرتس، ووصف المظاهرات ضدها بأنها انقسامات لا يمكن التوفيق بينها، ومن شأنها أن تؤدي حتما لتفكك الدولة، وتكرار عدد من العبارات الشائعة على مواقع حماس المختلفة ومنها إسرائيل تنهار، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يتجادلون فقط حول التاريخ الذي سيحدث فيه هذا الأمر، في 2029 أو 2027، كما تنبأ الشيخ أحمد ياسين في تسعينيات القرن العشرين".
واعترف الكاتب أنه "ليس هناك شك في أن القضايا الاجتماعية، وفي مقدمتها قضية المختطفين، تمزق المجتمع الإسرائيلي بالفعل، وترى حماس أن هذا الوضع هو الورقة الرابحة التي ستنهي الحرب في نهاية المطاف، وتعيد الاحتلال لواقع ما قبل السابع من أكتوبر، ولذلك فهي تنشر بسخرية مقاطع فيديو للرهائن تحمل رسائل سياسية مثل الحرب مستمرة بسبب رغبة نتنياهو في الحفاظ على حكومته وغيرها".
وختم بالقول إن "المجتمع الإسرائيلي بأكمله يتوق لعودة الرهائن قريبا، ويأمل في ذلك، ولكن يبدو أن حماس لن تستعجل التنازل عن ورقتهم دون ثمن باهظ سيضع المجتمع الإسرائيلي وقياداته السياسية في مأزق أخلاقي وأمني".