بمناسبة عيد القديس مارون احتفل راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول - مروان تابت بالذبيحة الإلهية بمشاركة السفير البابوي في كندا ايفان يانوكوفيتش والمونسنيور الآن فوبير ممثلا رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان ليبين، وعاونه الأباء: أنطوان زيادة وشربل جعجع ومارسيل عقيقي، في حضور عدد من النواب الفيديراليين وفعاليات اغترابية يتقدمهم القنصل العام للبنان في مونتريال أنطوان عيد، وممثل مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ عادل حاطوم، والنائبة اغاليا بانابوليس ممثلة وزير الخارجية السيدة ميلاني جولي، والنائبة الفيديرالية عن منطقة هاليفاكس السيدة لينا متلج دياب، والنائبة الفيديرالية عن منطقة فيمي السيدة آني كوتراكيس، والنائب الفيديرالي انجلو ايناكو، والنائب الفيديرالي عن منطقة سان لوران السيدة ايمانويل لامروبولوس، والنائبة عن منطقة فابر السيدة اليس أبو خليل، والنائب عن منطقة الشوميدي السيدة سونا لاكهويان اوليفييه، وريسة بلدية اهانتسيك كارتييه فيل السيدة ايميلي ثيويليه، ورئيس بلدية سان لوران السيد الآن دوسوسا، وعضو بلدية مونتريال زعيم المعارضة السيد عارف سالم، عضو بلدية سان لوران السيدة فانا نازاريان، رئيس بلدية مون رويال السيد بيتر معلوف ممثلًا بعضو البلدية السيد أنطوان طيار، ورئيس بلدية لافال السيد ستيفان بوييه ممثلًا بعضو البلدية السيدة ألين ديب، وعضو بلدية لافال راي خليل، وعضو بلدية لافال السيدة ساندرا الحلو.

  كذلك، حضر السيد جوزف القزح ممثلًا "القوات اللبنانية"، وعن "قوات" في مونتريال رشدي رعد، وعن "التيار الوطني الحر السيد طوني مناسا والسيدة عبير شمعون، وعن حزب الوطنيين الأحرار في مونتريال السيد جوزف خيرالله، وعن حزب الكتائب اللبنانية السيدة جاكلين طنوس، وعن الحزب التقدمي الاشتراكي السيد وائل سلمان، وعن الحزب الشيوعي السيدان رفيق الأسمر وأحمد برجاوي، وعن تيار "المستقبل" السيد بشير قباقيبي، وعن حركة أمل" السيد علي فاعور، ورئيس شرطة مونتريال الجنرال فادي داغر، وعدد من ممثلي الهيئات الاقتصادية والاجتماعية وحشد من المؤمنين.   عظة المطران تابت      وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران تابت عظة عن معاني العيد، وجاء فيها: "نجتمع اليوم في هذا العيد المجيد حول راعينا القديس مارون، الذي طبع تاريخ إيماننا وهوية مجتمعنا، وهو لا يزال يلهمنا حتى يومنا هذا أن البساطة والصلاة الحارة هما حجر الزاوية في علاقتنا مع الله.   إن حياة أبينا مارون المتواضعة كناسك وتفانيه في الصلاة يذكراننا بأهمية البحث الروحي في مسيرة إيماننا، في عالم مزدحم بالعديد من المتشتتات، فنتبع مثاله من خلال البحث عن لحظات صمت وصلاة لسماع صوت الرب.   أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، في إنجيل القديس يوحنا اليوم، يتحدث يسوع عن موته وتمجيد الله الذي سينتج عنه. يدعونا هذا المقطع إلى التأمل في معنى الألم والتضحية والقيامة.   يستخدم يسوع الصورة القوية لحبة الحنطة التي تموت لتعطي ثمرًا. تذكرنا هذه الاستعارة أنه في بعض الأحيان، لكي تظهر الحياة، علينا أن نمر بالموت. إنه درس عميق حول طبيعة التضحية والتحول.   في حياتنا، نواجه أوقاتًا من المعاناة والخسارة، حيث يبدو أن كل أمل قد فقد. ولكن في هذه اللحظات بالتحديد نحن مدعوون إلى الثقة بالله، وإلى اتباع مثال المسيح والقبول بعملية الموت والقيامة هذه. لأنه في استسلامنا للإرادة الإلهية تكمن فينا الحياة الحقيقية والخلاص الحقيقي.   لم يكن موت يسوع على الصليب فشلاً، بل كان عملاً من أعمال المحبة الأسمى، إذ يكشف لنا عمق محبة الله للبشرية. إن قيامته هي الوعد بقيامتنا، الوعد بأن الكلمة الأخيرة ليست للموت، لأن الحياة تنتصر دائمًا، وأن نور المحبة الإلهية يشرق دائمًا حتى في الظلمة.   من خلال مثل الزرع، هناك درس إلهي وعبرة انسانية. عندما كان يسوع يتحدث عن البذور، لم يكن يشير فقط إلى النمو الجسدي للنباتات، بل أيضًا إلى نمو أرواحنا. فكما يمكن لحبة بسيطة، مطمورة في التربة، أن تُنتجَ محاصيل وفيرة، فإن خدمتَنا لإخوتِنا يُمكن أن تثمرَ ثمارًا تتجاوز توقعاتنا.   إن عملية نمو كلّ زرع تحدثُ في ظلمةِ وصمتِ التراب. هكذا وبالمثل، يمكن أن تكونَ اللحظاتُ المظلمةُ في حياتنا، تربةَ خصبةَ تأخذ فيها إرادة الله جذورَها. لننظُر الى حياة مار مارون، صمته وتضحياته وموته عن ذاته، وكيف رصَفَت الجماعة المارونية مداميك بنيانها حجراً حجراً.   لم يَبنِ مار مارون ولا الكنيسة المارونية إمبراطورية أو إمارة، بل اختاروا حطام الدنيا، مغاور للنسّاك، وصوامع للحبساء، وقلايات للرهبان والراهبات، وأديارًا للعباد، وبيوتًا ريفيّة، وحجارة تربة مثوى لأمواتهم.
امتازت الكنيسة المارونية بملامح أساسية، يجمعها مشترك أساسي واحد، هو الحرية، فهي كنيسة رهبانية، وكنيسة حرة مستقلة، وكنيسة أمَّة تؤمن بوطن، وكنيسة رسولية حية جذّابة، وكنيسة قلبها مفتوح ويدها ممدودة للآخر المختلف، وكنيسة مُتَّحدها ديني واحد غير منقسم، وكنيسة تتخطّى ذاتها.   فبهذه القيم ومنها، صنعت الكنيسة ذاتها ونَحَتَت آباءها، وأبناءها، وإخوتها، وأخواتها، ونحن جميعا نشعر بالقلق على مستقبل لبناننا العزيز في هذا الوقت الخطير. ويشدد بطريركنا، نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على الضرورة الملحة لتطبيق القرار 1701 الذي يؤكد حدودنا التاريخية التي تم ترسيمها عام 1923.   في منطقتنا المضطربة وفي مواجهة المأساة الإنسانية المؤسفة في غزة، تنشط الدبلوماسية الكندية والدولية وتنحاز نحو حماية لبنان ودعم "حل الدولتين" من أجل السلام الدائم.   وهذا النهج هو نهج الفاتيكان، الصديق الذي لا يتزعزع للبنان والذي اعترف بالدولة الفلسطينية في عام 2015. وهذا الاعتراف يعزز أيضا مكانة الأرض المقدسة كمكان للتعايش والحوار بين الأديان، وممر إلزامي نحو الاستقرار والسلام في العالم. الشرق الأوسط.   ولذلك، فمن الأهمية بمكان استعادة حقوق لبنان في موارده، وصيانة سيادته، والحفاظ عليه من ويلات الحرب والفوضى، من أجل إعادة توجيهه نحو طريق السلام والازدهار وانتشاله من الفقر والبؤس.   ونحث نوابنا على تنظيم انتخاب رئيس للجمهورية من دون تلكؤ وعلى الفور. إن تعمد إدامة الفراغ في السلطة القضائية الأولى وعرقلة انتخاب الرئيس الماروني، من شأنه أن يجعل لبنان، الذي كان يوماً نموذجاً للديمقراطية والحريات الفردية والمجتمعية، دولة فاشلة ومختلة، ومجتمعاً طائفياً ومذهبياً، معرضاً لمنافسات الطوائف والقوى الأجنبية. فلبنان الكبير كان دولة مدنية قامت على المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتحترم مجتمعاتها وضامنة حرية الضمير. ويجب ألا تنجرف نحو دولة سلطوية دينية وطائفية، تهدّد الفصل بين السلطات، وتخالف الدستور اللبناني ومبادئ الديمقراطية الليبرالية والبرلمانية. وعلينا أن نعمل على تعزيز الصالح العام لجميع الناس، بدلا من تفضيل المصالح الطائفية التي تفتت وحدتنا الوطنية.   فمن هنا من كندا، ندعو بإلحاح أهلَنا إلى الالتفاف حول العلم اللبناني وحول مرجعيتنا الروحية والوطنية واعتماد لغة الحوار والتفاهم حول القرارات المصيرية وتعزيز الاجماع حولها، فلا يفرض طرفٌ، أيًّا كان، مسيحيًّا أو مسلماً، موقفاً عنوةً واستفراداً على شركائه دون شورى، كما ندعو الجميع الى النأي عن لغة التخوين والقدح والإسفاف والتشكيك والتطاول على الرموز التي تتفانى في خدمة القضية اللبنانية، وترفع الصوت في المحافل الدولية ودوائر القرار لَرفعِ الضيم عن لبنان. كما التنبُّهِ إلى الصراعات الدائرة وما قد تحمله من مخاطر على الكيان، ومن تسويات مجحفةٍ بحقِّ الصِّيغةِ الميثاقيَّة مما يفاقم القلق على الوجودِ والسلم الأهلي.   ندعو اليوم إلى تجاوز الشعارات الشعبويَّة والعمل بجديّة على اعادة بناء الدولة وترميم الديمقراطية وهي جوهر معنى لبنان وعنوان ازدهاره كما وإعادة إطلاقِ مسيرةِ التَنمية في كلّ الوطن على معايير التكافل والتعاضد بين المواطنين والمناطق. ليكن عيد القديس مارون فرصةٌ لنا، لتجديد التزامِنا بالإيمان، ومتابعة طريقِ القداسةِ، وتجسيد محبَّة المسيح في حياتنا اليومية. لنرفع صلواتنا من أجل بلداننا، من أجل لبنان وكندا.
كلمة السفير البابوي   وبعد القداس ألقى السفير البابوي المطران يانوكوفيتش كلمة إستهلها بالشكر على دعوته للمشاركة في الاحتفال بعيد القديس مارون الذي يحتل موقعا مميزا في قلب مسيحيي الشرق الاوسط، وخصوصا بالنسبة الى الكنيسة المارونية التي يرتبط قدرها بقوة بقدر كل لبنان. وهذا الرابط كانت له آثاره كما يدل الى ذلك التراث الروحي الذي صنع هوية الكنيسة المارونية.   وما هو جدير بالاعجاب ان الموارنة الذين غادروا لبنان في السنوات الخمسين الماضية استطاعوا الحفاظ على هذا التراث الذي ورثوه من الاجداد. وانتم خير مثال على هذه الموهبة التي يملكها الموارنة في الانخراط في المجتمع المدني في الدول التي يعيشون فيها مع المحافظة على تقاليدهم الدينية.   وبعدما نقل بركة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، دعا الى الصلاة من اجل المؤمنين في العالم اجمع، مشيرا الى رابط المحبة بين لبنان والبابوية، وهو الرابط الذي شدد عليه البابا فرنسيس في آب 2020 بعد الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، وعبر عن تضامنه مع المسيحيين في الشرق الاوسط الذين عانوا كثيرا في السنوات الاخيرة. وهذا يندرج ضمن إطار ما عبر عنه البابا يوحنا بولس الثاني الذي دان "دوامة العنف والكراهية" التي يجرون اليها الشعب اللبناني. وهو ما عبر عنه ايضا البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته للبنان. البابا فرنسيس لم يستطع زيارة لبنان الى الآن، لكن اهتمامه بالحوار المسيحي- الاسلامي يجعل للبنان مقاما خاصا في قلبه.   من خلال هذا الكلام للبابوات، اود ان اؤكد على عمق اهتمام الكرسي الرسولي بالطائفة المارونية. وهذا الكلام يذكرنا ايضا بأهمية مسؤوليتنا تجاه الكنيسة والمجتمع المدني في كندا. البشرية مدعوة الى التجدد الدائم في المسيح. فلنصل مع البابا فرنسيس من اجل التجدد في لبنان. ولتلهم هذه الصلاة ايضا الكنيسة في كندا في مهمتها وتقودنا الى ان نعيش دعوتنا المسيحية من خلال التبشير بالانجيل.   وفي الختام، قدّم المطران تابت ذخائر تذكارية لكل من السفير البابوي والمونسنيور فوبير والنائبة لينا دياب والجنرال فادي داغر والسيد وليم شعيب.              
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الکنیسة المارونیة السفیر البابوی البابا فرنسیس المطران تابت مار مارون عن منطقة من خلال فی کندا من أجل

إقرأ أيضاً:

لودريان بين التناقضات ويوصي بالخيار الثالث قبل تموز وبري يدعو للتشاور

اصطدمت جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في لبنان، بتمسك القوى السياسية بشروطها، إذ جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بمبادرته القائمة على الدعوة «للتشاور»، من دون شروط مسبقة، قبل الانتقال إلى البرلمان وانتخاب رئيس على دورات متتالية، فيما طالبت المعارضة بضمانات، وبعدم وصول مرشح مدعوم من «حزب الله» إلى الرئاسة.

وكتبت" النهار": مع أن كثيرين "راهنوا" على اللمسة الشكلية "الطارئة" التي أضافها رئيس مجلس النواب #نبيه بري في لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، مستبدلاً كلمة "التحاور" بـ"التشاور" وكأنها مؤشر الى موقف تلييني مرن لـ"الثنائي الشيعي" قد يُطلق التعطيل والتعقيد من القبضة الآسرة، غير أن التوغل في التفاؤل لم يكن في محله للذهاب بعيداً في توقع إيجابيات. والواقع أن تعبير "التشاور" بدل "التحاور" بدا بمثابة تلطيف وتهذيب لشروط لم تتبدل بعد ولم تكن بحجم جوهري ليتم الحكم عليها ما دامت المعلومات التي استُجمعت عن مهمة الموفد الفرنسي في زيارته السادسة للبنان منذ تكليفه المهمة الرئاسية المستعصية لم تخالف الانطباعات التي سبقت جولته لجهة استبعاد حصول أي اختراق جدي في جدار الازمة الرئاسية.
وفق تقاطع المصادر والمعطيات عن جولة الموفد الفرنسي، فإن لودريان جال واقعياً، ومرة جديدة، بين "خنادق" القوى السياسية ليجد أن شيئاً لم يردم الهوة الضخمة التي لا تزال تفصل بين موقفي "المحور الممانع" بقيادة "الثنائي الشيعي" والقوى المعارضة والنواب التغييريين والمستقلين. وإذ لم يحمل لودريان واقعياً أي خريطة طريق جديدة فإنه إستند بقوة واضحة إلى "البيان المرجعي" للجنة السفراء الخمسة الذي صدر قبل أسبوعين واعتبره الناظم الواضح لبلوغ الانتخابات الرئاسية، وسأل كل من التقاهم عن موقفهم من التزام الآلية التي لحظها بيان "الخماسية".

وأما الأبرز في المواقف التي عبر عنها لودريان، وفق ما ينقل عنه عدد من الذين التقوه، فهو اعتباره أن "البديل الثالث"، أي المرشح الثالث الذي لا ينتسب الى أي من الافرقاء والذين طرحوا حتى آخر جلسات مجلس النواب الانتخابية في حزيران (يونيو) الماضي، هي الوصفة الوحيدة للوصول الى حل ينتخب بموجبه رئيس الجمهورية على أساس ما نص عليه بيان الخماسية من آلية للتشاور السريع والتوافق أو وضع لائحة محدودة بأسماء مرشحين ومن ثم عقد الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس.

ولكن أوساط بري قالت إنه خرج من اجتماعه مع لودريان بـ"انطباعات ايجابية" عكسها في البيان الذي صدر عن مكتبه الاعلامي وتأكيده بعد اتمام "التشاور" التوجه إلى القاعة العامة للبرلمان للانتخاب بدورات متتالية. وقالت إنه لم يتم الاتيان في عين التينة على أي اشارة من لودريان الى مسألة أن الحل الرئاسي يبنى على قاعدة "المرشح الثالث". ويقصد بهذا الموقف الذي لا يتقبله ويرفضه بري ولا يسير فيه وهو يقضي بازاحة المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور من بورصة المرشحين بحسب ما نقل نواب التقوا الموفد الفرنسي في سفارة بلاده في قصر الصنوبر. وأضافت أن لودريان لم يتطرق إلى "المرشح الثالث" في عين التينة تحديداً بل أيّد وجهة نظر بري التي تؤكد التوجه الى "التشاور" الذي يسبق جلسة الانتخاب. وخاطبه بري: "اطلق على هذا الامر ما تريد... تشاور أو حوار او تلاقٍ بين النواب على أن يحصل ذلك قبل عملية انتخاب الرئيس".

وأفادت معلومات أخرى أن لودريان قال لمن التقاهم إن "لبنان السياسي" سينتهي اذا بقيت الأزمة على حالها ومن دون رئيس للجمهورية ولن يبقى سوى "لبنان الجغرافي". ونقل عنه قوله "فلننس كلمة حوار لأنها غير ناجحة ولنستبدلها بـ"المشاورات" أيconsultations بدلاً من négociations. وأشارت المعلومات نفسها إلى أن بعض من التقوا لودريان استنتجوا أنّ محاولاته تُحرّكها مخاوف لدى الخماسية من أنّ عدم اتمام الاستحقاق الرئاسي خلال حزيران (يونيو) أو تموز (يوليو) سيؤدي الى تأجيله طويلاً جداً لأن الدينامية الدولية لن تكون مساعدة في الفترة المقبلة.
وكتبت" الاخبار": على ما يبدو، حمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بذور فشل زيارته معه قبل وصوله إلى بيروت. فإلى القناعة الداخلية بأن الزيارة تندرج ضمن إثبات الدور الفرنسي، وبأن واشنطن المقتنعة بأن لا حلول في لبنان قبل الهدوء في غزة هي وحدها من يحمل مفتاح التسوية، شكّلت «المبادرة المشروطة» التي حملها لودريان معه نعياً للزيارة قبل انتهائها، إذ تقاطعت المعلومات على أن الموفد الفرنسي انطلقَ في مشاوراته مع الأفرقاء من فكرة «الخيار الثالث»، باعتبار أن «لا مجال للحل إلا بانسحاب المرشحين الرسميين من السباق»، ما يعني أنه «وضع شرطاً لنجاح المبادرة. أما النقطة الثانية، فكانت التأكيد على فكرة التشاور الثنائي بين القوى، أي إنه عملياً تنصّل من فكرة الحوار».هذا الكلام، قاله لودريان بوضوح أمام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لدى لقائه به في عين التينة بحضور السفير الفرنسي هارفيه ماغرو، وأمام رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في مقر الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي، إضافة إلى لقاءاته التي شملت رئيسي حزبي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل وتكتل «اللقاء النيابي المستقل» الذي يضم كتلة «الاعتدال الوطني» وكتلة «لبنان الجديد»، وسفراء المجموعة الخماسية. وسمع لودريان مواقف متناقضة رداً على مبادرته. فقد أكّد حزب الله والرئيس بري على رفضهما التخلي عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعلى حوار برئاسة رئيس المجلس حصراً. وكرّر بري تمسكه بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية، مجدّداً الدعوة ومن دون شروط مسبقة للتشاور حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي للانتخاب بدورات متتالية، من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين. فيما رفض جعجع أي حوار أو تشاور، وقال بعدَ لقائه لودريان: «إن لودريان قال لنا إن بري كان إيجابياً، لذا فليتفضل وليدعُ إلى جلسة».
من هنا، يجري التعاطي مع زيارة لودريان على أنها «إعلان فشل» يُضاف الى جولاته السابقة التي لم تؤدّ إلى أي نتيجة منذ توليه ملف الأزمة الرئاسية. وقالت مصادر مطّلعة إن الفرنسيين أرادوا من خلال هذه الزيارة «إعطاء فرصة أخيرة للجنة الخماسية، التي نعت نفسها في البيان الذي صدر عنها بعد اجتماعها الأخير في السفارة الأميركية في عوكر، وحمل بين سطوره تحذيراً أخيراً للبنانيين بأن عليهم انتخاب رئيس للجمهورية وإلا ستتوقف اللجنة عن الدور الذي تقوم به».
وأضافت المصادر أن «الفرنسيين أثبتوا عدم قدرتهم على تحقيق أي تقدّم لا في الملف الرئاسي ولا في ما يتعلق بجبهة الجنوب»، مشيرة إلى أن «لودريان في زيارته ما قبل الأخيرة في تشرين الثاني الماضي قال إنه سيعود بعدَ شهر إلى لبنان، فغاب أكثر من ستة أشهر»، متوقّعة أن «يعلن بعد مغادرته تعليق الحراك الفرنسي في لبنان بالتزامن مع تجميد اللجنة الخماسية عملها أيضاً بانتظار ما سينتج عن اللقاء الذي سيشهده الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن مطلع الشهر المقبل.
ونقلت «نداء الوطن» عن مصادر ديبلوماسية واكبت لودريان، أنه انتهى الى «اقتناع بثلاثة أمور أساسية، وهذا أمر جيد»، وهي بحسب هذه المصادر:

« أولاً- أنه يجب عدم الذهاب الى سابقة دستورية بطاولة حوار تشكل عرفاً، وهذا أمر إيجابي جداً، لأنه يؤكد ما ورد في بيان اللجنة الخماسية لجهة التشاور ضمن نطاق محدود.

ثانياً- ضرورة انتخاب رئيس ضمن «الخيار الثالث» لأن أحداً غير قادر على ايصال مرشحه، وهذا أمر يجب البحث فيه.

ثالثاً- يجب أن تحصل انتخابات قبل نهاية تموز، لأنه بعد ذلك ستدخل المنطقة والعالم في الانتخابات الأميركية، وبالتالي يصبح لبنان طيّ النسيان. وفي ظل أوضاعه المهترئة، من الممكن أن يواجه مأساة سياسية».

وقالت المصادر: «في مكان ما، أصبحت لدى لودريان مخاوف من تجربته في لبنان. فالفريق الآخر يتكلم شيئاً، لكنه يترجم شيئاً آخر. ومثال على ذلك، أنّ الرئيس نبيه بري تكلم على التشاور وليس على الحوار، وهذا عنصر ايجابي. كما أكد الفريق الآخر أنه لا يربط الانتخابات الرئاسية بالحرب، وهذا أحد العناصر الايجابية». وأضافت:»على الرغم ممّا سمعه لودريان من هذا الفريق، ما زالت لديه شكوك في أن يكون هذا الكلام غير قابل للترجمة التي تتطلب الذهاب الى جلسة انتخاب».
اضافت" أن من التقى لودريان من قوى وسطية ومعارضة تفاجأ بمنسوب التفاؤل والليونة التي نقلها عن «حزب الله» وحركة «أمل». وقد اجتمع مع تكتل «الاعتدال الوطني» الذي أطلعه على مبادرته. وقال التكتل للودريان «ان الكتل النيابية اتفقت على 8 بنود وبقي بندان، هما: من يدعو الى الحوار ومن يرأس الحوار، واذا كنت قادراً على تحقيق هذه المهمة فهذا أمر إيجابي». وردّ لودريان بأن كلمة «حوار» باتت في حكم المنتهية. وأيّد ترؤس بري للتشاور فعارضه نواب «الاعتدال»، قائلين: «نحن ليست لدينا مشكلة مع بري، لكنْ هناك فريق وازن في البلد مؤلف من «القوات» والمعارضة لن يقبلوا بترؤس بري. فهز لودريان برأسه قائلاً: سأحاول مع «القوات».

ومن جهة ثانية، أكد لودريان صعوبة التوصل الى انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أو الوزير السابق جهاد ازعور، لذلك دعا الى الذهاب الى اسم جديد. وفي حين تحدث لودريان أمام «الاعتدال» عن أنّ «حزب الله» وبري أبديا ليونة، وفصلا ملف الرئاسة عن غزة، فما كان من بعض النواب إلا أن نصحوه بعدم الانخداع بالشكل والكلام الجميل، بل عليه متابعة أفعال الثنائي وليس كلامه.
وفي المعلومات أيضاً، أنّ لودريان دعا فرنجية الى إعلان انسحابه من السباق الرئاسي إفساحاً في المجال أمام الخيار الثالث، وتالياً كي يتوقف عن إحراج الكتل التي تتظاهر بتأييده، لكنها ضمنياً تدرك استحالة انتخابه رئيساً للجمهورية.
 

مقالات مشابهة

  • اطلالة جديدة لنصرالله عصر اليوم
  • لودرين غادر مع خيبة فرنسية وتحذيرات مفتوحة على إجراءات
  • الرئيس ميقاتي كان على حقّ
  • حراك الخماسية دخل مراحله النهائية ولودريان يستطلع من دون خرق جدي
  • لودريان بين التناقضات ويوصي بالخيار الثالث قبل تموز وبري يدعو للتشاور
  • مقدّمات النشرات المسائيّة
  • البابا فرنسيس يوافق على استقالة مطرانين لبنانيين
  • دعموش: المقاومة ستمضي في عملياتها الى ان يتوقف العدوان على غزة ولبنان
  • «تريندز» يترجم كتاب «قاموس تمويل الإرهاب» للغة العربية
  • المطران عطا الله حنا: حل القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام في منطقتنا