لم يكد العالم يلتقط أنفاسه من جائحة كورونا، التي كانت قد تفشت في مختلف البلدان، وتبعاتها على جميع الأصعدة، من متحورات جديدة فتكت بكثير من الأرواح، ليخرج المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في حديثه أمام القمة العالمية للحكومات يحذر من الوباء القادم، ويحذّر من أنّه أمر مؤكد، إلا أنّ العالم لا يزال غير مجهز للتعامل معه.

«قبل ست سنوات بالضبط، وقفت على هذه المنصة وقلت إن العالم ليس مستعدًا لمواجهة الوباء»، يقول «تيدروس»، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية لمدير عام منظمة الصحة العالمية على منصة «X»، مضيفا: «وقتها أعربت عن قلقي، من أن الوباء يمكن أن يحدث في أي وقت، وبعد أقل من عامين، اندلعت جائحة كوفيد 19، ولم يكن العالم مستعدًا لها».

مسألة وقت تفصلنا عن الوباء الجديد

ضرورة الاستعداد للوباء الجديد، أصبحت أكثر إلحاحا من ذي قبل، إذ أوضح مدير منظمة الصحة العالمية: «اليوم أقف أمامكم على نفس المسرح، في أعقاب وباء كوفيد 19، مع وفاة الملايين من الأشخاص، والصدمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي يتردد صداها حتى يومنا هذا، وما يزال العالم غير مستعد لمواجهة الوباء، إن الاستعداد للوباء القادم هو مهمة حاسمة للمستقبل».

ورغم إحراز بعض التقدم، مثل التحسينات في المراقبة، وتمويل الأوبئة، وإنشاء مركز لتقاسم مسببات الأمراض، وبناء القدرات في إنتاج اللقاحات في وقت قياسي، يقول جيبريسوس، إن العالم ما يزال غير مستعد لمواجهة الوباء: «لقد بدأت دائرة الذعر والإهمال تتكرر، إن الدروس المؤلمة التي تعلمناها معرضة لخطر النسيان، مع تحول الاهتمام إلى عديد من الأزمات الأخرى التي تواجه عالمنا».

وحذر مدير عام المنظمة، من أنّه إذا فشل العالم في التعلم من هذه الدروس فإنه «سيدفع الثمن غاليًا»، قائلًا: «سوف تكون هناك مرة قادمة، التاريخ يعلمنا أن الوباء القادم هو مسألة وقت، ليس إلا».

#OnThisDay in 2018, I stood on the @WorldGovSummit stage and said the world was not prepared for a pandemic.
 
Less than two years later, the #COVID19 pandemic struck, and the world was not prepared.
 
Today I stand on the same stage, in the aftermath of COVID-19, with millions… https://t.co/1wMGXJq7VT pic.twitter.com/Z4tudyaDzb

— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) February 12, 2024 لا يمكن معرفة مدى خطورة الوباء القادم

لم يؤكد مدير عام منظمة الصحة العالمية طبيعة الوباء القادم بشكل محدد، إلا أنّه قد يكون ناجمًا عن فيروس الإنفلونزا، أو فيروس كورونا الجديد، أو قد يكون ناجمًا عن عامل ممرض جديد لا نعرف عنه حتى الآن، لكنه حذر من أن العالم لا يزال غير مستعد لمواجهة الوباء التالي في ظل الوضع الحالي: «غدًا سنواجه عديد من المشكلات نفسها التي نواجهها مع كوفيد-19».

الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، كانت قد اجتمعت لهذا السبب في جنيف في ديسمبر 2021، واتفقت على تطوير اتفاقية دولية بشأن التأهب والاستجابة للجوائح، تهدف إلى ضمان عدم تكرار العيوب التي حولت كوفيد-19 إلى أزمة عالمية مرة أخرى، إذ يعتبر هذا اتفاق ملزم قانونًا للعمل معًا للحفاظ على سلامتهم وسلامة بعضهم البعض، وحددت البلدان لنفسها موعدًا نهائيًا لاستكمال الاعتماد الكامل لجمعية الصحة العالمية في شهر مايو من هذا العام أي بعد 15 أسبوعًا فقط من الآن.

جميع البلدان الآن في حاجة إلى القدرة على اكتشاف وتبادل مسببات الأمراض التي تشكل خطرًا، والوصول في الوقت المناسب إلى الاختبارات والعلاجات واللقاحات بحسب «تيدروس»: «لقد ألحق جائحة كوفيد-19 خسائر فادحة بالمجتمعات والبلدان والشركات والاقتصادات، ويجب ألا تذهب تلك الخسائر هباءً ويجب ألا تتكرر، من الممكن أو حتى من المحتمل أن نواجه وباءً آخر في حياتنا.. لا يمكننا أن نعرف مدى اعتداله أو خطورته، ولكن يمكننا أن نكون جاهزين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصحة العالمية منظمة الصحة العالمية كوفيد 19 كورونا فيروس كورونا وباء جديد منظمة الصحة العالمیة الوباء القادم کوفید 19

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: نواصل الجهود الحثيثة لإدخال المساعدات إلى غزة

أكدت منظمة الصحة العالمية، أنه على الرغم من القيود الكبيرة، إلا أنها تواصل الجهود الحثيثة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث وصلت شاحنة محملة بالكامل وأخرى محملة جزئيا بالمساعدات الطبية إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم الجنوبي، موضحة أنه سيتم توزيع الإمدادات على المرافق الصحية لدعم علاج ما يصل إلى 44 ألف شخص. 

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، شددت المنظمة على أن هناك حاجة ملحة إلى المزيد من الإغاثة بشكل عاجل، خاصة عبر معبر رفح، الذي لا يزال مغلقا.. مضيفة أنه تم توثيق 464 هجوما على منشآت الرعاية الصحية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي. 
وذكرت المنظمة - عبر حسابها على منصة (إكس) - أن "الهجمات أسفرت عن مقتل 727 شخصا وإصابة 933 آخرين، وتضرر 101 منشأة صحية و113 سيارة إسعاف، حيث أن 37% من الهجمات وقعت في مدينة غزة، ونحو 23% في شمال غزة، ونحو 28% منها وقعت في خان يونس".. داعية إلى احترام القانون الدولي والحماية الفعالة للمدنيين والرعاية الصحية.


بدوره.. ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن أقل من مائة ألف شخص ما زالوا الآن في رفح، مضيفا أن ذلك يأتي بعد الإخلاء القسري لنحو مليون شخص فروا مرة أخرى متجهين في المجمل نحو خان يونس ودير البلح، مؤكدا أن الأعمال العدائية المستمرة قد عطلت بشكل كبير توصيل الإغاثة المنقذة للحياة.


وأوضحت الوكالة الأممية أن وقف تسليم الوقود عبر معبر رفح كانت له تداعيات سلبية متعددة، حيث أثر على الشاحنات والمستشفيات وشبكات الصرف الصحي وعمليات تحلية المياه والمخابز.


وأشار (أوتشا) إلى أنه في ظل الوضع الحالي، لا تزال قوافل المساعدات بحاجة إلى اجتياز الأعمال العدائية النشطة، والطرق التي بالكاد تعد صالحة، والذخائر غير المنفجرة.
 

مقالات مشابهة

  • خطر جديد يهدد العالم.. 4 نصائح للتعامل مع وباء «x» بعد تحذيرات «الصحة العالمية» منه
  • الحلص.. شجرة تجعل زارعها ثريا بزيادة طلب الشركات العالمية لها
  • ختام مشروع "دعم جهود مصر لمكافحة فيرس كوفيد-19"
  • وزير الصحة: اقليم كوردستان يندرج ضمن قائمة المراكز الصحية العالمية
  • أخنوش يثني على حصيلة "فاقت التوقعات" بفضل "مجهود حكومته" في تجاوز أزمتي الوباء والجفاف
  • ‎باحثة سعودية تقدم بحثًا لمكافحة كورونا بمعدلات حسابية
  • ”سيدفع ثمن تطاوله على مكة المكرمة والحج”...الوية العمالقة تتوعد الحوثيين
  • أستاذ قانون دولي: انتهاكات الاحتلال بغزة وصلت للإبادة.. والرؤية العالمية للعدوان بدأت تتغير
  • خبراء الصحة يحذرون: المرض X يهدد العالم بوباء جديد
  • الصحة العالمية: نواصل الجهود الحثيثة لإدخال المساعدات إلى غزة