معايير حقوق الإنسان تختفى عندما نتحدث عن الانتهاكات فى غزة.. والعالم يكيل بأكثر من مكيال «طوفان الأقصى» خلقت واقعاً جديداً وفضحت كل الأكاذيب التى سمعناها مسبقاً عن حقوق الإنسان المجتمع الدولى كان يستخدم فزاعة حقوق الإنسان لخدمة مصالحه وعندما اصطدم بواقع فلسطين الصعب تجاهل تلك المبادئ.. وتصريحات حل الدولتين من الغرب غير حقيقية علينا القبول بالتسوية السياسية وبالحد الأدنى لإقامة دولة فلسطين على حدود «242» فالعالم لن يسمح بأكثر من ذلك  القضية الفلسطينية تؤرق المجتمع الدولى وهى قضية القرن

قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطينى، إنّ القضية الفلسطينية تؤرق المجتمع الدولى، وسط تناقض المصالح والكيل بمكيالين بشأن معايير حقوق الإنسان إزاء ما يحدث فى غزة من انتهاكات، موضحاً فى حواره لـ«الوطن» أن معركة طوفان الأقصى خلقت واقعاً جديداً، وفضحت استغلال مبادئ حقوق الإنسان لخدمة المصالح الغربية، وهو ما ظهر جلياً حينما تجاهل المجتمع الدولى الانتهاكات الجارية فى القطاع.

ولفت إلى أن تصريحات الغرب حول حل الدولتين غير حقيقية لأن أوروبا وأمريكا تسعيان إلى حل الدولتين بما لا يضر أمن الاحتلال ومصالحه، مؤكداً أن أكثر الدول الداعمة لفلسطين هى مصر وموقفها صلب وراسخ لأنها قلب الأمة العربية.

 

كيف ينظر العالم إلى القضية الفلسطينية؟

- بدايةً، كل التحية والتقدير للشعب الفلسطينى، الذى يواجه الدمار وآلة القتل الإسرائيلية بكل أشكالها، والحقيقة القضية الفلسطينية باتت تؤرق المجتمع الدولى بشكل عام، لأنها قضية القرن، وعندما نتحدث عنها يجب أن نأخذ فى الاعتبار مصالح العالم من جهة، ومصالح الأمة العربية والشعب الفلسطينى من جهة أخرى، باعتبار أن جزءاً من حقوقه السياسية أن يناضل لاسترداد وطنه وسيادته على أرضه.

وبالتأكيد هذه الحالة تجعل الشعب الفلسطينى يلاحق كل الظروف الممكنة لمقاومة الاحتلال بكل السبل المشروعة، دون أن يقتصر الكفاح على المقاومة المسلحة، وإنما أيضاً بالمقاومة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والتوعوية، وبالتالى نضمن تنوع أفكار للمقاومة، وبالمجمل فإن موقف المجتمع الدولى مشوب بتناقض المصالح تجاه الشرق الأوسط ككل وغزة على وجه الخصوص.

هل ترى اختلافاً فى تبنى الغرب مسألة حقوق الإنسان عندما تطبَّق على ما يحدث فى غزة من انتهاكات.. والكيل بأكثر من مكيال؟

- نعم، فالانتهاكات تتعاظم بحق الشعب الفلسطينى، وبالتالى معركة طوفان الأقصى خلقت واقعاً جديداً، وفضحت كل الأكاذيب التى سمعناها مسبقاً عن حقوق الإنسان، وعلى مستوى تاريخ نشأة حقوق الإنسان والعدالة الدولية، والتى بدأت منذ القرن العشرين فى 14 مبدأ اقترحتها أمريكا، وبعدها أسست هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، على أساس تحقيق العدالة والمساواة والحق فى الحرية، وتحقيق السلم والأمن الدوليين، ومنع الجرائم.

كيف ذلك؟

- لقد رأينا حرب أوكرانيا وحرب غزة، فموقف العالم الغربى من اجتياح روسيا للأراضى الأوكرانية ظهر فى دعم كبير لأوكرانيا حماية لمصالحه كمجتمع غربى، واستند فى الدعم إلى تحقيق المصالح الغربية ومواجهة روسيا، وبالتالى هى حرب بالوكالة ضد روسيا، وقدموا الدعم لأوكرانيا تحت غطاء حقوق الإنسان وحماية اللاجئين، وفى الوقت نفسه تغير المشهد بشكل كبير جداً إبان «طوفان الأقصى»، حيث اختفت حقوق الإنسان، وأصبح المواطن الفلسطينى حيواناً همجياً وفقاً لوصف «جالانت»، وزير جيش الاحتلال الإسرائيلى عندما قال نحن نواجه حيوانات بشرية، وبالمناسبة هذا التوصيف لم يأتِ جزافاً، بل يأتى وفق مفاهيم توراتية بالأساس، فهناك رؤية تلمودية تقول إن كل من هو غير يهودى هو من «الغوييم»، وهم غير اليهود فى جميع أنحاء العالم، وأنهم خُلقوا لخدمة اليهود وهم حيوانات بشكل أو بآخر، واليهودى لا يعتبر نفسه بشراً عادياً وإنما هو بشر فوقى، والموقف الدولى بمجمله حالياً يهدف إلى إسكات الشعوب العربية الثائرة، وإسكات الحكومات التى تطالب بحل القضية الفلسطينية، ولذلك يحاول إعادة إنتاج سيناريوهات قديمة.

هل ترى تغييراً فى الموقف الدولى فيما يخص القضية فى ظل تصريحات وزير الخارجية البريطانى حول حل الدولتين؟

- نعم، هناك تصريحات متواترة من آنٍ لآخر.. لكن هل هناك تغير حقيقى؟، برأيى لا يوجد تغير حقيقى، وإنما هناك تغير فى الصيغة الإعلامية فقط، فإذا أرادت دول الغرب أن تغير من سياساتها بشكل مباشر، فعليها أولاً الاعتراف بدولة فلسطين، وأنا لا أفترض مسألة جديدة فى هذا السياق، وإنما استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة، ومن بينها قرار 181 لعام 1947 الذى قضى بتقسيم فلسطين، وكان هو القرار الأسوأ الذى قسم فلسطين، وحوّل الصراع من صراع الحق والباطل إلى صراع لإقامة دولة فلسطينية ودولة لإسرائيل على أرض فلسطين، ومع ذلك فإن القرار ينص فى شقه الإيجابى على أنه لا تقوم دولة إلا بالاعتراف بالدولة الثانية، فكما اعترفوا بإسرائيل عليهم أن يعترفوا بدولة فلسطين.

كيف كان يقسم القرار الدولتين.. ولماذا لم يتم إعلان دولة فلسطين بحدودها؟

- القرار قسم أرض فلسطين إلى 55% من المساحة لصالح إسرائيل، و44% لصالح فلسطين، و1% منطقة القدس وبيت لحم وممر يؤدى إلى ميناء يافا كمنطقة دولية، وعندما وقعت حرب 1948، احتلت إسرائيل الجزء الخاص بها، وذهبت واحتلت نصف الأرض المخصصة لفلسطين بواقع 22%، وبالتالى أصبح الاحتلال قائماً، وحصلت إسرائيل على حقها وفق قرار الأمم المتحدة بنسبة الـ55%، واحتلت نصف باقى حق إقامة دولة فلسطين، وأقامت دولتها.

دائما ما نطالب بالعودة لحدود 1967، كم تبلغ هذه المساحة؟

- حدود دولة فلسطين هى نصف الدولة التى تحدثنا عنها وفق قرار الأمم المتحدة والبالغ 44%، إسرائيل احتلت 55% وأقامت كيانها، وحصلت على نصف حق دولة فلسطين المتبقى من قرار الأمم المتحدة فى 1948، وأصبحت مساحة إسرائيل 55% بالإضافة إلى 22% نصف دولة فلسطين و1% المنطقة الدولية بإجمالى 78%، ويبقى 22% وهى مساحة عبارة عن القدس الشرقية والضفة الغربية وخط الهدنة المرسوم 1949 بين الأردن وإسرائيل، وأصبح هناك ما يسمى بالخط الأخضر، ورسم الحدود بأن تكون القدس الشرقية جزءاً من بيت لحم والضفة الغربية، وغزة وقت هذه الهدنة كانت مساحتها 555 كيلومتراً مربعاً، وحالياً هى 365 كيلومتراً مربعاً، وعندما تم رسم الهدنة الأولى، وبالتالى نسبة 22% المتبقية بعد 1948، هى أرض الضفة والقدس وقطاع غزة البالغ 555 كيلومتراً مربعاً، وظل الجيش المصرى يدير غزة منذ 1949 إلى 1967، وفى هذا العام احتلت إسرائيل باقى المساحة البالغة 22%، القدس والضفة وغزة، وبالتالى هذا هو الجزء المحتل بعد 1967.

لا يوجد فى إسرائيل شخص واحد يقبل بالعودة إلى حدود 1967 لأن هذه الحدود لها بُعد تلمودى وآخر أمنى

هل تقبل إسرائيل بالعودة إلى حدود 1967؟

- لا يوجد فى إسرائيل شخص واحد يقبل بالعودة إلى حدود 1967، لأنهم يعتقدون العقيدة التوراتية التى تقول بإقامة إسرائيل تحديداً فى الضفة الغربية، لأنها مملكة يهوذا والسامرة التى كانت قائمة وقت سيدنا داود، وتبدأ حدودها فى كل الوثائق اليهودية والأساطير من بئر السبع جنوباً وصولاً إلى تل القاضى شمال جنين، وبالتالى هى تشمل كل أراضى 1967 بالكامل، ولن يتركوها لأنها - طبقاً لمعتقدهم - أراضٍ مقدسة ومن حقهم، فقد وُلد فيها الأنبياء يوسف وسليمان وداود، هذا على المستوى الدينى، أما على المستوى الأمنى فهى مهمة جداً لهم.

لماذا؟

- أمنياً لا يمكن تسليم الضفة الغربية، لأن هذه المنطقة فيها أهم جبال فى فلسطين، وهى منطقة مرتفعة، لو تمركزت عليها قوة فلسطينية صغيرة تستطيع أن تسيطر على كل إسرائيل وتعيد تحريرها، وبالتالى كعمق أمنى لن ينسحبوا من تلك المنطقة.

موقف الأمين العام للأمم المتحدة تجاه الحرب على القطاع محترم.. وأخشى على حياته ومستقبله السياسى

إذاً نحن أمام قضية ليس لها حل لأنهم لن يتركوا الأرض؟

- لن تُحل بالشكل الذى نريده كمفهوم فلسطينى يبحث عن السلام بالمفاوضات، وأن ينسحب الاحتلال الإسرائيلى من الضفة وغزة ومدينة القدس الشرقية لإقامة دولة فلسطينية، هم لن يفعلوا، ولذلك فى مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، بين ياسر عرفات وإيهود باراك، طالب الأخير بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، وأن تكون الحدود مع الأرض التى تمتد من الضفة الغربية بطول كيلومتر، بها قوات إسرائيلية، وطلب وجود أجهزة إنذار مبكر، وأن تكون السماء لإسرائيل وليس للفلسطينيين، بمعنى أن تطير الطائرات الإسرائيلية فقط، باعتبار أن هذه المنطقة قد تمثل تهديداً وخطراً أمنياً وعسكرياً على الاحتلال الإسرائيلى، وكل هذا رفضه ياسر عرفات، وبالتالى فكل ما يقال عن أنها قضية الفرص الضائعة هو حديث غير صحيح، فلم يُعرض على الشعب الفلسطينى أى فرصة حقيقية لإقامة دولة فلسطينية وتم رفضها، حتى «أوسلو» -رغم كل مساوئها- قبلناها.

مصر قاتلت لتعزيز الوحدة العربية والقومية.. ومنعت تصفية القضية الفلسطينية

نحن أمام احتلال لمنطقة مهمة دينياً.. ونواجه حرب إبادة فى غزة.. فهل هذا يُعد تصفية للقضية؟

- نعم.. نحن أمام محاولة من نتنياهو لإنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها، لأننا أمام حكومة يمينية متطرفة، وعلينا أن نبحث فى استراتيجية ورؤية هؤلاء من الداخل، فإن تركيبة المجتمع الإسرائيلى تتشكل من عدة فئات مختلفة.

إسرائيل تتجه إلى مزيد من التطرف و500 ألف من اليهود الأوروبيين عادوا إلى بلادهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة

كيف ترى مستقبل إسرائيل؟

- تتجه إلى التطرف، فمنذ بدء الحرب نجد أن يهود أوروبا يهربون إلى بلادهم الأصلية، فهم يملكون جنسيات مزدوجة، لكن اليهود العرب لن يعودوا إلى بلادهم الأصلية، ولن تقبلهم الدول العربية، وبالتالى هم أكثر تشدداً فى التمسك باستمرار إسرائيل، والشرقيون أصبحوا الأكثر تطرفاً لأنهم لا يملكون بديلاً، فبن غفير، وزير الأمن الإسرائيلى، من أصول عراقية ومتطرف، لذلك يعتمد نتنياهو عليه، واليهود الأوروبيون عاد منهم 500 ألف إلى بلادهم منذ بداية الحرب، والعربى اليهودى أصبح الأكثر تمسكاً بالدولة والأكثر تطرفاً ليثبت أنه الأحق بأن تستمر هذه الدولة، وبالتالى يتم التحالف معه.

هل زاد تأثيرهم الآن؟

- معلوم تأثيرهم منذ فترة طويلة، فمثلاً اتفاقية أوسلو وقعها إسحاق رابين، وحينما كان فى المعارضة 1988 كان يحكم إسرائيل حزب الليكود، وجرت الانتخابات ما بين الليكود وحزب العمل، فاز فيها الأخير برئاسة شيمون بيريز، ثم فاز فى الانتخابات التى تليها الليكود برئاسة إسحاق شامير وتولى رئاسة الوزراء، وفى عهد شامير جاءت مفاوضات السلام فى مدريد، وبعد سقوط بيريز أصبح رابين رئيس حزب العمل، وكان يريد التحضير لانتخابات 1992 لأربع سنوات أخرى، وقرر البحث عن البدائل داخل المجتمع الإسرائيلى لأن المجتمع الإسرائيلى منقسم حزبياً، وأدرك مبكراً أن التطرف فى المجتمع الشرقى (السفرديم) سيعطى أصواته إلى حزب الليكود، لأنه لم يكن هناك ممثلون للشرقيين فى الأحزاب، فأصواتهم تذهب للمتشددين ليثبتوا أنهم متشددون مثلهم، فجاء رابين وقرر الاستفادة منهم فاتجه إلى العرب، وتواصل معهم وأرسل وفداً من عرب 1948 إلى القيادة الفلسطينية فى تونس، واجتمع معهم لعقد اتفاق سلام، مقابل أن يلتقى بياسر عرفات، وفعلاً التقى به ووعده بأن يتم التفاوض على حل الدولتين مقابل أن تعطى الأصوات العربية بالكامل إلى حزب العمل وبالتالى يفوز رابين، ولذلك دعم العرب والفلسطينيون حزب العمل، واكتسح رابين الانتخابات، وكانت صدمة كبيرة لليكود، وفى أقل من عام أُعلنت المفاوضات.

هل نواجه حرب إبادة فى غزة من أجل بقاء إسرائيل؟

- نعم، فالمتطرفون يعتقدون أن نهاية إسرائيل وتفككها نهاية لمستقبلهم وأنهم فى خطر، والحكومة التى تقود المشهد متطرفة وتدعم فكرة الاستيطان، وتطالب ببناء مستوطنات فى غزة، وبالتالى فإن مبدأ حل الدولتين موجود ولكنهم لا يريدونها على حدود 1967، وهناك أكثر من فكرة للحل من وجهة نظرهم.

د. أسامة شعث: الجوع أجبر سكان «غزة» على تناول أعلاف الحيوانات.. وما نراه على الشاشات لا يعبر عن 1% من الكارثة

ماذا تعنى بخطر اليوم التالى للحرب؟

- بالطبع اليوم التالى للحرب سيكون خطيراً جداً، عندما يستفيق المواطن الغزاوى من الصدمة وينظر حوله، فلا يجد مسكناً أو كهرباء أو صحة أو تعليماً، ويقال له اهرب من هذا الفقر، وفى هذا الوضع سيتم فتح نافذة لهم على الإنترنت، للحصول على تأشيرة وإقامة دائمة، وقد فُتحت بالفعل فى كندا وأوروبا والعديد من الدول، وهذا هو الخطر الحقيقى فى ظل وضع غير إنسانى، فلا يوجد طعام ما أجبر الكثيرين على تناول أعلاف الحيوانات، ولذلك أحذر من اليوم التالى لوقف إطلاق النار، ستكون هناك كارثة، فكل ما نراه الآن على شاشات التليفزيون لا يعبر عن 1% من الكارثة الموجودة فى غزة، فهى كارثة إنسانية بيئية صحية.

أتمنى تشكيل حكومة تكنوقراط لا تمثل الفصائل.. ولا يوجد فلسطينى فى غزة يقبل أن تحكم الحركة بمفردها.. وقدمنا العديد من الشهداء وما نعيشه الآن هو الأصعب.. وحكم «العدل الدولية» استشارى

وما الحل من وجهة نظرك؟

- يجب أن يكون هناك تعامل بأسرع ما يمكن، فى خطين مزدوجين، وأتمنى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، تشمل مجموعة من الخبراء ولا تضم ممثلين عن الفصائل، لأن الحكومة المشكّلة من الفصائل بالتأكيد ستشمل أعضاء من حماس، والعالم لا يريد حماس، وسنعود إلى مشكلة مقاطعة العالم لحكومة الوحدة الوطنية التى كان فيها إسماعيل هنية وعزام الأحمد، وبالتالى نحتاج إلى حكومة وحدة وطنية لكن ليست من الفصائل بل من التكنوقراط والخبراء.

ما مهمتها؟

- مهمتها سرعة الإغاثة الإنسانية العاجلة بشكل مكثف أفقياً وليس رأسياً، يشمل كل القطاع فى نفس الوقت، وبالتوازى مع إزالة الركام وإعادة البناء، وإنشاء مستشفيات ومدارس وجامعات.

وهل هناك وحدة أصلاً بين الفلسطينيين؟

- الوقت مهيأ لخلق الوحدة، فالشعب الفلسطينى لديه استعداد، والفصائل الفلسطينية الآن فى أمسّ الحاجة للوحدة الفلسطينية، وهناك توافق بين جميع الفلسطينيين، وبالتالى نطالب الشعب الفلسطينى بالوحدة، لأن المصطلح الصهيونى لا يطلق على الشعب الفلسطينى «الشعب» وإنما يقول «الفلسطينيين»، وهو مصطلح أقل من «شعب»، إذ لم يكن هناك شعب وأصبحت جماعات وهذه الجماعات لا ترقى إلى مستوى شعب، وبالتالى ليس لهم الحق فى إقامة كيان دولى، وأقول لهذا الشعب إن أركان الدولة هى أرض وشعب وسلطة، والسلطة تخرج من الشعب، وبالتالى فإن حركة حماس لو حكمت غزة الآن، فلن يقبل فلسطينى فى غزة أن تحكم حماس بمفردها، فكل من فقد أسرته أو أصيب أو يعانى، عند رؤيته لجندى أو شرطى من حركة حماس سينهال عليه بالضرب أو بالقتل.

هل هذا بسبب «طوفان الأقصى»؟

- لا ليس بسبب طوفان الأقصى، بل بسبب الكوارث التى يعيشونها الآن نتيجة الحرب على غزة، وإذا استمر الوضع بإصرار حماس على حكم غزة ستكون هناك حرب أهلية، لذلك حماس تدرك خطورة الوضع وعليها الاستجابة لنداءات الوحدة الوطنية، بما لا يسحق وجودها بالطبع، لما لها من ثقل سياسى ونضالى ووجود قوى، ولكننا بحاجة إلى الوحدة، وحماس وقياداتها أدركوا هذا وأعلنوه صراحة، فقد أعلن صالح العارورى قبل اغتياله الجبهة الوحدوية الداخلية، وأعلن موسى أبومرزوق أنه لا يمكن أن يكون هناك قيادة منفردة من حركة حماس، وقالت قيادات حماس: نحن نقبل هذا بشرط أن يكون اختيار الشعب الفلسطينى، وألا تشكل الحكومة الجديدة برعاية إسرائيل أو أمريكا، ولذلك أعتقد أنها فرصة تاريخية لحركة حماس، أن تسلم الخدمات الإنسانية والسياسية والأمنية إلى الحكومة الجديدة الموحدة وهى حكومة وحدة تكنوقراط، وليست حكومة فصائل.

ماذا ستفعل هذه الحكومة الجديدة فى الوضع الحالى؟

- يكون هدفها عقد مؤتمر عاجل لإعادة إعمار غزة، وتقديم كل أشكال الدعم الإنسانى بالتعاون مع مؤسسة الأونروا، والعمل بشكل حثيث لإعادة تهيئة الأجواء الداخلية الوحدوية، لإجراء انتخابات جديدة لبناء النظام السياسى الفلسطينى بالكامل، سواء المجلس الوطنى الفلسطينى وتشكيل منظمة التحرير، وتهيئة الدولة الفلسطينية، ثم عقد المؤتمر الدولى لحل القضية الفلسطينية حلاً سياسياً كاملاً على أساس الشرعية الدولية، وهذه هى الخطوات التى أرى ضرورة اتخاذها.

وماذا سيكون الموقف الدولى تجاه هذه الرؤية؟

- إذا كانت الولايات المتحدة تريد حل الدولتين وإنهاء الصراع فى المنطقة فعليها التوجه إلى مجلس الأمن الدولى، لتعترف بدولة فلسطين كما سبق أن اعترفت بدولة إسرائيل، للحصول على العضوية الكاملة فى مجلس الأمن الدولى والأمم المتحدة، ومن هنا يبدأ التفاوض فى موقف لاحق على تقسيم الحدود، فعضوية فلسطين موجودة فى الأمم المتحدة لكن بشكل غير كامل، وإنما كمراقب، ولها كل الحقوق سوى العضوية الكاملة التى تسمح لها بالتصويت أو التمثيل فى مجلس الأمن بالتبادل، ويحرمها ذلك من تفعيل الفصل السابع الذى ينص على ضرورة أن يكون هناك تدخل دولى وحشد لتتحرر الدولة المعتدى عليها.

كيف ترى أثر حكم محكمة العدل الدولية؟

- كان لى رأى فى هذا الحكم، وهو أنه استشارى وليس ملزماً، وإلزاميته تأتى فى المسألة الأخلاقية التى تجبر دول مجلس الأمن الدولى على تنفيذه، فالمحاكم فى كل دول العالم تحتاج إلى سلطة تنفيذية للتنفيذ، ومحكمة العدل الدولية أصدرت القرار، لكن من الذى ينفذه فى ظل الفيتو الأمريكى؟!.

كيف تُقيّم موقف أمين عام الأمم المتحدة تجاه القضية؟

- موقف محترم، وأخشى على حياته ومستقبله السياسى بعد إعلانه إبادة وقتل وتدمير الفلسطينيين، كما أننى أخشى على مستقبل الأونروا، فهى حرب إبادة على كل المستويات، والشعب سيظل صامداً ومرابطاً فى أرضه، وهذا قدره وعلى مدار التاريخ قدمنا آلاف الشهداء، وما نعيشه الآن هو الأصعب.

من الداخل

الأشكناز هم يهود أوروبا الغربية وليست أوروبا الشرقية، واليهود الشرقيون أكثر تشدداً من الغربيين، لأن الغربيين رجال اقتصاد ومصالح، والشرقيون هاجروا من بلادهم بعد مرورهم بظروف قهرية اقتصادية صعبة جداً، والأوروبيون هم من أسسوا دولة إسرائيل، وكان يهود غرب أوروبا هم السادة والقادة الذين حكموا إسرائيل بالفكر والاقتصاد، وهناك أيضاً السفرديم واليهود المغاربة ولهم ثقل اجتماعى بسبب العدد، وأيضاً يهود الفلاشة وهم أفارقة وتحديداً من إثيوبيا، وحالياً لا يوجد تجانس بين هؤلاء جميعاً، ولا يوجد بينهم عدالة اجتماعية، وبالمناسبة السفرديم والمغاربة هم يهود عرب لهم طبائع عربية يحبون العزوة وينجبون كثيراً، وكان عددهم فى البداية لا يزيد على 10% بالأساس، أما الآن فيمثلون 40%، ولم يكن لهم فى السابق أى ثقل انتخابى، والأحزاب لا تمثلهم، ومن يحكم إسرائيل الآن هم المتشددون.

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية انتهاكات إسرائيل غزة

إقرأ أيضاً:

الحديدة.. 26 مسيرة جماهيرة تأكيدا على الصمود وتضامنا مع فلسطين

الثورة نت / يحيى كرد

شهدت 26 ساحة بمختلف مديريات محافظة الحديدة, مسيرات جماهيرية حاشدة ، ” تحت شعار ” ثابتون مع غزة .. ومتصدون لكل المؤامرات ” المؤكدة على استمرار موقف ابناء الشعب اليمني الثابت في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي المسيرة التي شارك فيها محافظ المحافظة محمد عياش قحيم ووكلاء المحافظة أحمد البشري ومحمد حليصي، رفع المشاركون الشعارات والافتات المعبرة عن استمرار موقف ابناء الشعب اليمني، الداعم والمساند لشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدو الاسرائيلي المحتل ، ودعم الضربات العسكرية التي توجهها القوات المسلحةاليمنية ضد للكيان الصهيوني او منع السفن المتجهة للأراضي المحتلة عبر البحرالأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.

كما ندد المشاركون بالمسيرات استمرار صمت الأنظمة العربية والإسلامية، المخزي تجاه ما يتعرض له أبناء قطاع غزة الفلسطينية من جرائم إبادة جماعية، بدعم أمريكي أوروبي. مؤكدين استمرارهم في دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل والإمكانات المتاحة، إلى جانب مواصلة استنهاض شعوب الامة العربية والإسلامية لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم .

وأكدت بيانات المسيرات أهمية مواصلة الاستعدادات ورفع الجهوزية القتالية لمواجهة أعداء الأمة. ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم . منوه ، إلى أن الشعب أبناء قطاع غزة يواجهون حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي غير مسبوق. من قبل العدو الاسرائيلي.

وأشارت بيانات المسيرات ، أن القضية الفلسطينية هي قضية أبناء الشعوب العربية والإسلامية المركزية. ومن الواجب عليها الإعلان الجهاد لدعم الشعب حتى تحرير أراضية والمقدسات الإسلامية من دنس اليهود.

ودعا بيان المسيرات الأنظمة العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتهم لنصرة الشعب الفلسطيني ضد الهجمة الصهيونية و الأمريكية والأوروبية . مؤكدا على أن العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا لن يثني أبناء الشعب اليمني الثابت في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطينية.
كما إيد البيان العمليات العسكرية النوعية والتصعيدية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق الاحتلال الإسرائيلي، أو منع السفن المتجهة للأراضي المحتلة عبر البحر الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.

مقالات مشابهة

  • صحيفة قطرية: مشاعر الاحتفال بعيد الأضحى لا تنسينا استذكار مآسي الأشقاء في فلسطين والسودان
  • أيرلندا.. مظاهرة تطالب بوقف التجارة مع "إسرائيل"
  • الرئيس المشاط يهنئ قادة الدول العربية والإسلامية بحلول عيد الأضحى
  • الدفاع المدني الفلسطيني: كل القوانين الدولية التي تتحدث عن الإنسانية سقطت في غزة
  • الدفاع المدنى الفلسطينى: غزة تشهد إبادة جماعية وقتلاً متعمدًا للأطفال والنساء
  • الحديدة.. 26 مسيرة جماهيرة تأكيدا على الصمود وتضامنا مع فلسطين
  • المساواة بين الجنسين.. لماذا تتذيل الدول العربية المؤشرات العالمية؟
  • مظاهرات في المغرب تطالب بمقاطعة منتجات الدول الداعمة لـ"إسرائيل"
  • لغزة رب يحميها
  • لماذا ما نحن فيه؟ (٢)